في حلب قال المتنبي وكأنه اليوم يصفها :
أتيت أرى الشهباء لكنَّ خيبة
أطاحت بأحلامي وأدمت صباحيا
فحطت سحابات من الحزن في
دمي كأنِّي أرى ما لا يُرى في دمائيا
لقد بات فيها كلُّ شيء مشوها
فقد ضيعوها واستباحوا تراثيا
كأنِّي بها أمست بقايا مدينة إلى
الموت قد أمسى بها النجم هاويا
سأرحل .. لا شعري يعيد مدينتي
ولا أدمعي تحيي دهورا خواليا
لعلي أرى الشهباء في قبر وحدتي
فأبعثها .. فالقبر أمسى عزائيا
أضم بقاياها وأحيي رميمها
وأطلقها بيضاء للحب ثانيا
عشقتك يا شهباء والحب سنتي
وما كنت أدري قد سننت فنائيا
ففي حلب الدنيا تجلى خلوده
وها جئت فيها أستعيد خلوديا
لعلي أرى الشهباء في قبر وحدتي
فأبعثها ... فالقبر أمسى عزائيا