X

خان الزعفرنجية خانات دمشق العثمانية دمشق

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    خانات دمشق العثمانية - خان الزعفرنجية




    الخارطة معدلة بواسطة الباحث ومأخوذة من كتاب الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر

    يقع خان الزعفرنجية أو الزعفرانية داخل أسوار مدينة دمشق القديمة في سوق القلبقجية ، يحده شمالا بيدستان مراد باشا أو خان و سوق الجمرك ، و يحده شرقا سوق القلبقجية ، و يحده جنوبا البيوت العربية ، ويحده غربا جادة السليمانية .



    وخان الزعفرنجية من خانات العهد العثماني التي لم يبق منها إلا القليل ، و يتزامن تاريخ إنشائه بحسب المصادر التاريخية مع تاريخ إنشاء خان الصدرانية الى عام 1200 للهجرة الموافق 1786 للميلاد ، إبان حكم السلطان العثماني محمود الثاني . ويشبه مسقطه و تخطيطه الهندسي إلى حد كبير تخطيط خان الصدرانية ولكنه أكبر حجما منه ، وقد تم استغلال كل جزء من أرض الخان لإقامة المخازن فيه بسبب مساحة الأرض المحدودة ضمن سوق القلبقجية .



    ومرجعا الى الصورة الفوتوغرافية الوثائقية الملتقطة من جهة الشرق ( مئذنة المسكية ) الى جهة الغرب ( سوق مدحت باشا ) عام 1898 قبل قصف من قبل القوات الفرنسية في عام 1925 لمنطقة حي سيدي عامود ( الحريقة حاليا ) و ما جاورها من الأسواق و المشيدات ... تبدو قباب خان الزعفرنجية الثلاثة المشار إليهم بالسهم في أسفل منتصف الصورة بدون رقاب للقباب ، وبدون فتحات علوية ذوات الرماح حسب المواصفات العثمانية لبناء الخانات .



    جرى توثيق الخان بالنص والصورة والخارطة عام 2006 ضمن المباني الأثرية العالمية في مدينة دمشق تحت اسم خان الزعفرنجية برقم ـ 358 ـ في مجلد مجتمع وعمارة مدينة دمشق العثمانية بالقرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين للباحث شتيفان فيبر من جامعة برلين الحرة بألمانيا بحث لنيل درجة الدكتوراه

    فقال بتصرف / : الغريب بالأمر أن بعض أوجه بناء هيكلة الخان تعود الى أسلوب نمط البناء المتبع في القرن السادس عشر ، والأوجه الباقية تعود الى أسلوب نمط البناء المتبع في القرن الثامن عشر ، أي حين تم تكملة بنائه عام 1786 للميلاد على يد بانيه . انتهى انظر التوثيق .



    تعود تسمية هذا الخان ( بخان الزعفرنجية ) نسبة الى القومندان آمر القلعة المحروسة أحمد الزعفرنجي ( آغا الإنكشارية بدمشق )
    وكان السلطان العثماني محمود الثاني قد بدأ حركته الإصلاحية الشاملة لإعادة ترميم مؤسسات الدولة العثمانية العلية بأسـس عصرية لمواكبة النهضة الأوربية مستعينا بالصدر الأعظم (سليم باشا) .
    فقام السلطان والصدر الأعظم بالتخلص من الجيش الانكشاري ، حين كان هذا الجيش العمود الفقري للدولة العلية ، والقبضة الحديدية التي فتحت بها بلاد الشام ومصر والشمال الإفريقي ، بالإضافة الى شرق أوروبا حتى فيينا .
    ولكنه صار مصدرا للفساد و الفوضى ، فهرب من الآستانة زعيم اليرلية (الجوربجي آغا الداراني) برفقة قائد فرق اليرلية (موسى آغا) إلى الشام ، بعيدا عن مكائد الصدر الأعظم والسلطان الحالم بالتغيير .
    وحاولا تأسيس ( أوجاقا ) جديدا لليرلية بدمشق ، و أعلن الشربجي نفسه سلطانا على بلاد الشام .. بدعم من القومندان أحمد الزعفرنجي آغا الإنكشارية وآمر قلعة دمشق آنذاك ، ومن موسى آغا قائد فرق اليرلية و منفصلا عن السلطنة العثمانية ، مستفيدين من انشغال السلطان ببرنامجه الإصلاحي ، فلم يدم الوضع طويلا حتى تمكن السلطان من إعادة قبضته على الشام وقتل الثلاثة .



    يمتد الخان من جادة القلبقجية الى جادة السليمانية على شكل مستطيل تحيط بباحته السماوية الصغيرة حوالي أربعة عشر مخزناً و غرفة.
    ويتألف الخان من جبهة حجرية خارجية أبلقية البناء ، وترتكز بوابته المقببة بثلاثة قباب صغيرة الحجم بدون رقاب أو نوافذ ، وقوس الباب بازلتي الحجر متقشف خالي من المقرنصات والزخارف وبقية العناصر التزينية التزينية ، وقد تم إعادة بنائه و تجديده بالقرن التاسع عشر .





    وما يزال دهليز الخان محتفظاً بسقفه الأثري ذو الرسم التزيني على غرار البيوت العربية القديمة المبنية على الطراز العثماني .



    أما البحرة فقد تم إزالتها في حقبة بعيدة لعدم صلاحيتها ولعدم وصول الماء اليها من نهر القنوات في نهايات القرن التاسع عشر وقد تم إعادة فرش أرضية الخان بالبلاط الحديث الصنع .



    كما قامت المخازن و المحلات على أقواس مزينة أبلقية الحجارة تحمل عقود الطابق العلوي ومازالت المخازن محتفظة بنوافذها الحجرية و أبوابها الخشبية الجميلة



    وفي زيارتي الميدانية للخان بداية عام 2010 وجدت ان الطابق الأرضي يستعمل كمحال تجارية لبيع أدوات التجميل و الميكياج و الأكسسورارت وبدلات عرائس و العبايات و الأقمشة و تجهيز العرائس و فساتين السهرة و المجوهرات التقليدية و الكلف النسائية الخ .....

    أما الطابق العلوي فهو عبارة عن مخازن للمحال التجارية لداخل الخان و خارجه .

    إعداد : عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق

    المراجع :
    ـ روائع التراث في دمشق / د. عبد القادر الريحاوي
    ـ نشرة وزارة السياحة السورية / خانات دمشق
    ـ الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتور عبد القادر الريحاوي
    - Damaskus: die islamische Stadt / Carl Watzinger & Karl Wulzinger
    ـ العمارة والمجتمع العثماني في مدينة دمشق بالقرنين التاسع عشر و العشرين الميلاديين للباحثين ويبر و ستيفان الموجود في جامعة برلين بألمانيا
    Stadt, Architektur und Gesellschaft des osmanischen Damaskus im 19. und frühen 20. Jahrhundert - Weber, Stefan, Universitat Berlin.


Working...
X