رمضان في أذربيجان
ولا شك ان هناك الكثير من الدول الإسلامية التي ربما لا يسهل التعرف على عاداتها وتقاليدها في رمضان وذلك إما لعدم وجود أعداد كبيرة لمسلميها خارج الدولة أو بسبب عدم انتشار السياحة فيها بشكل كبير، واذربيجان من هذه الدول ، ولكن بعد استقلالها خطت خطوات كبيرة في سبيل التعريف بها، وخاصة أنها من الدول الأوروبية الإسلامية القليلة.
استقلال اذربيجان عن الاتحاد السوفيتي كان فى 30 اغسطس من العام 1991 و تعتبر مدينة باكو اكبر مدينة فى اذربيجان هى العاصمة، مقسمه الى 76 محافظه اداريه.
وهى متصله مع الحدود التركيه من خلال اقليم مستقل يتكون من 7 محافظات. فأذربيجان من الدول الإسلامية وبعض سكانها ينتمون الى „المذهب الشيعي“ و يشكلون ما يقارب الـ70% من اجمالى السكان اما البقية فهم مقسمون بين سنة وإحدى الديانات المنحدره من الهند.
الشعب الاذربيجاني يحرص على الاحتفال بشهر رمضان ويستعد لاستقباله قبل أسبوع من حلوله، حيث ينظم الناس سباقات الخيل وهي عادة أصيلة عند هذا الشعب وذات طابع فولكلوري وتهنئ الأسر بعضها البعض، كما يحرص المسلمون الاذربيجانيون على التمسك بفضائل هذا الشهر الكريم ويتحلون بصفات خاصة كالصبر والابتعاد عن الرذائل، وتناسي أسباب الخلاف فيما بينهم.
المطبخ الأذري
والمطبخ الأذربيجاني يعتمد بشكل أساس على التقاليد القديمة، الطبخات الشرقية وتشارك الأمطار الربيعية والشمس في ظهور الخضروات الجديدة واللذية عموما المائدة الأذربيجانية الرمضانية تكون عامرة بما لنا وطاب حيث يجتمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة وتزد صلات الأرحام والأقارب والعطف على الفقراء، حيث يحيط رمضان في* أجواء خاصة من الروحانية.
وعن أشهر الأطباق الرمضانية تشير سميرة باغروف إلى أن المطبخ الاذري مزيج من المطبخ الروسي والتركي.. أما الأطباق الأكثر حضوراً على المائدة الرمضانية في العاصمة باكو فهي ''البالو'' أي الأرز باللحم، هناك ايضاً السمسا (الفطائر) والمنطي (الشوشبرك) والشوربة و''الميشالو'' وهي حلويات مكوناتها من الحليب والأرز والسكر.
وتقول سميرة: من عاداتنا أيضا عدم ذهاب النساء إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، بل ما يحدث بالعادة أن تجتمع جميع النساء في منزل معين لأداء الصلاة جماعة، على أن يتكرر الأمر طوال شهر رمضان ولكن في بيت آخر، وهكذا.
وفي هذا الإطار يقول سفير* لدى الكويت تورال رضاييف :نحرص على تطبيق السنة النبوية وهي تناول التمر والماء عند الأذان وبعدها نتناول الطعام ونبدأ بالشوربة وهو طبق أساسي وضروري في المائدة الأذربيجانية ولدينا العديد من الأطباق الأخرى والمميزة مثل الضلحة وهي عبارة عن ضلحة من ورق عنب مكونة من مفروم لحم الضأن مع البصل اليابس ويضاف عليه اللحم المفروم والخضر المقطوعة والملح والفلفل وفي بعض الأحيان الحمص المبلل في الماء بالإضافة إلى أوراق العنب الطازج ويخلط مع اللحم المفروم ويقدم معه لبن الزبادي، وهناك ضلحة من تفاح واخرى من ورق شجرة التوت أيضا هناك بلوف وهو يعني «الرز» الذي يتمتع بالشعبية، اما قاوورما فهو يطبخ من لحم الدجاج والبقرة وشحم اللية والبيضة والسمك ولحم الطيور وكذلك من بصل والطحين والفواكه المجففة وزعفران والبهارات يضاف إليهم الخضراوات.
أيضا لدينا سمك وله اشكال عديدة مثلا «سمك كوكو» وهذه الاكلة مكونة من الشبوط والكرب والحفش الابيض غير السمين وهذه الطبخة تسّوى من السمك المدخن وأحسن أنواع المشروبات الاذربايجانية هي الحارة من السمك ويضاف إليها الخضروات والزعفران والليمون.
الدين الحنيف
ومن جانبه يتحدث دي جاويد عن العادات الجميلة جداً في أذربيجان، ومن بينها قيام أحد الأشخاص من كبار السن وممن يقرأون العربية، بتلاوة القرآن أمام نفر من الشباب الأذري الذين لا يفهمون العربية ويشرح لهم معاني الآيات من خلال ترجمتها إلى اللغة الاذرية.
ويقول يالشين باغروزوفا: على الرغم من تغلغل الروح الروسية في * بحكم انها كانت تحت قبضة الروس لأكثر من 70 عاماً، إلا أننا شعب متمسك بالدين الإسلامي، ونصوم رمضان مبتعدين عن كل العادات التي لا تمت لديننا بصلة، كما تكثر في الشهر الفضيل الزيارات العائلية والتراحم والإفطار في أجواء أسرية، وكذلك دفع الزكاة والتصدق على الفقراء والمساكين.
ولفت دي لاور إلى أن المحسنين والأثرياء ورجال الأعمال يتنافسون في اذربيجان على عمل الخير وتنظيم موائد الرحمن للفقراء والمساكين والمحتاجين ومن انقطعت بهم السبل وذلك في المساجد فضلاً عن تنظيم فعاليات ثقافية إسلامية ومسابقات دينية، وتعلم أصول الدين واللغة العربية وتلاوة القرآن الكريم.
إحياء ليالي رمضان
يشهد المركز الثقافي المصري بالعاصمة( باكو) احتفاليات تقام يوميا تشمل أمسيات دينية يحضرها عدد كبير من المواطنين الأذريين وأعضاء الجاليات العربية, حيث تلقى إقبالا كبيرا. بالإضافة إلى إقامة شعائر صلاة العشاء وصلاة التراويح والقيام وإلقاء بعض الخطب الدينية من الدارسين المبعوثين من جامعة الأزهر، فالمركز يستقبل عدد من الشيوخ الموفدين من وزارة الأوقاف المصرية ـ للمشاركة في إحياء ليالي الشهر الكريم, وهذا النشاط يأتي بهدف نشر مفهوم الثقافة الدينية لدي المواطنين, حيث تتشابه العادات المصرية مع العادات الأذربيجانية في الاحتفال بأيام وليالي شهر رمضان المبارك.
عادات خاصة
من العادات المتبعة عند هذا الشعب المسلم احتفالهم بشهر رمضان بشكل فريد؛ حيث تبدأ الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر بأسبوع قبل حلول شهر رمضان، فينظم الناس سباقات الخيل، وهي عادة أصيلة عند هذا الشعب ذات طابع فولكلوري.
وتهنئ الأسر بعضها بعضًا في هذه الاحتفالات الشعبية. ويحرص المسلمون الأذربيجانيون على التمسك بفضائل هذا الشهر، ويرعون حرمته ومكانته، وهم يتحلون بصفات خاصة في هذا الشهر المبارك كالصبر، والابتعاد عن الرذائل، وتناسي أسباب الخلاف بينهم، وغير ذلك مما يجري بين الناس في حياتهم اليومية.
ومن ناحية أخرى تحرص كل أسرة أذربيجانية على أن تقدم أطباقًا من الطعام على سبيل الهدية للأسر المجاورة، وذوي الحاجة والفاقة من الأقارب والأصدقاء وغيرهم أو أن تقدمها كإحسان للفقراء.
وعند الجلوس على مائدة طعام في بيت أذربيجاني في شهر رمضان، يُلاحظ دومًا وجود طبق زائد عن أفراد الأسرة، وذلك تحسبًا لوصول أي ضيف عند الإفطار.ومن الجدير ذكره، أن شعب * المسلم قد اشتهر بعادة تخصه في شهر رمضان، لا يشاركه فيها أحد، وتلك هي عادة „ النذور“ والتي تعني الوفاء بالنذور. فإذا كان أحدهم قد قطع على نفسه نذرًا عندما كان واقعًا في أزمة ما، فإنه يوفي بنذره خلال هذا الشهر الكريم، سواء بزيادة العبادة، أو بكثرة الدعاء، أو بنذر صيام أيام آخرى بعد رمضان، كما يقدم للفقراء مما وهبه الله من الخير، وأسبغ عليه من النعمة
يتبع...
ولا شك ان هناك الكثير من الدول الإسلامية التي ربما لا يسهل التعرف على عاداتها وتقاليدها في رمضان وذلك إما لعدم وجود أعداد كبيرة لمسلميها خارج الدولة أو بسبب عدم انتشار السياحة فيها بشكل كبير، واذربيجان من هذه الدول ، ولكن بعد استقلالها خطت خطوات كبيرة في سبيل التعريف بها، وخاصة أنها من الدول الأوروبية الإسلامية القليلة.
استقلال اذربيجان عن الاتحاد السوفيتي كان فى 30 اغسطس من العام 1991 و تعتبر مدينة باكو اكبر مدينة فى اذربيجان هى العاصمة، مقسمه الى 76 محافظه اداريه.
وهى متصله مع الحدود التركيه من خلال اقليم مستقل يتكون من 7 محافظات. فأذربيجان من الدول الإسلامية وبعض سكانها ينتمون الى „المذهب الشيعي“ و يشكلون ما يقارب الـ70% من اجمالى السكان اما البقية فهم مقسمون بين سنة وإحدى الديانات المنحدره من الهند.
الشعب الاذربيجاني يحرص على الاحتفال بشهر رمضان ويستعد لاستقباله قبل أسبوع من حلوله، حيث ينظم الناس سباقات الخيل وهي عادة أصيلة عند هذا الشعب وذات طابع فولكلوري وتهنئ الأسر بعضها البعض، كما يحرص المسلمون الاذربيجانيون على التمسك بفضائل هذا الشهر الكريم ويتحلون بصفات خاصة كالصبر والابتعاد عن الرذائل، وتناسي أسباب الخلاف فيما بينهم.
المطبخ الأذري
والمطبخ الأذربيجاني يعتمد بشكل أساس على التقاليد القديمة، الطبخات الشرقية وتشارك الأمطار الربيعية والشمس في ظهور الخضروات الجديدة واللذية عموما المائدة الأذربيجانية الرمضانية تكون عامرة بما لنا وطاب حيث يجتمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة وتزد صلات الأرحام والأقارب والعطف على الفقراء، حيث يحيط رمضان في* أجواء خاصة من الروحانية.
وعن أشهر الأطباق الرمضانية تشير سميرة باغروف إلى أن المطبخ الاذري مزيج من المطبخ الروسي والتركي.. أما الأطباق الأكثر حضوراً على المائدة الرمضانية في العاصمة باكو فهي ''البالو'' أي الأرز باللحم، هناك ايضاً السمسا (الفطائر) والمنطي (الشوشبرك) والشوربة و''الميشالو'' وهي حلويات مكوناتها من الحليب والأرز والسكر.
وتقول سميرة: من عاداتنا أيضا عدم ذهاب النساء إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، بل ما يحدث بالعادة أن تجتمع جميع النساء في منزل معين لأداء الصلاة جماعة، على أن يتكرر الأمر طوال شهر رمضان ولكن في بيت آخر، وهكذا.
وفي هذا الإطار يقول سفير* لدى الكويت تورال رضاييف :نحرص على تطبيق السنة النبوية وهي تناول التمر والماء عند الأذان وبعدها نتناول الطعام ونبدأ بالشوربة وهو طبق أساسي وضروري في المائدة الأذربيجانية ولدينا العديد من الأطباق الأخرى والمميزة مثل الضلحة وهي عبارة عن ضلحة من ورق عنب مكونة من مفروم لحم الضأن مع البصل اليابس ويضاف عليه اللحم المفروم والخضر المقطوعة والملح والفلفل وفي بعض الأحيان الحمص المبلل في الماء بالإضافة إلى أوراق العنب الطازج ويخلط مع اللحم المفروم ويقدم معه لبن الزبادي، وهناك ضلحة من تفاح واخرى من ورق شجرة التوت أيضا هناك بلوف وهو يعني «الرز» الذي يتمتع بالشعبية، اما قاوورما فهو يطبخ من لحم الدجاج والبقرة وشحم اللية والبيضة والسمك ولحم الطيور وكذلك من بصل والطحين والفواكه المجففة وزعفران والبهارات يضاف إليهم الخضراوات.
أيضا لدينا سمك وله اشكال عديدة مثلا «سمك كوكو» وهذه الاكلة مكونة من الشبوط والكرب والحفش الابيض غير السمين وهذه الطبخة تسّوى من السمك المدخن وأحسن أنواع المشروبات الاذربايجانية هي الحارة من السمك ويضاف إليها الخضروات والزعفران والليمون.
الدين الحنيف
ومن جانبه يتحدث دي جاويد عن العادات الجميلة جداً في أذربيجان، ومن بينها قيام أحد الأشخاص من كبار السن وممن يقرأون العربية، بتلاوة القرآن أمام نفر من الشباب الأذري الذين لا يفهمون العربية ويشرح لهم معاني الآيات من خلال ترجمتها إلى اللغة الاذرية.
ويقول يالشين باغروزوفا: على الرغم من تغلغل الروح الروسية في * بحكم انها كانت تحت قبضة الروس لأكثر من 70 عاماً، إلا أننا شعب متمسك بالدين الإسلامي، ونصوم رمضان مبتعدين عن كل العادات التي لا تمت لديننا بصلة، كما تكثر في الشهر الفضيل الزيارات العائلية والتراحم والإفطار في أجواء أسرية، وكذلك دفع الزكاة والتصدق على الفقراء والمساكين.
ولفت دي لاور إلى أن المحسنين والأثرياء ورجال الأعمال يتنافسون في اذربيجان على عمل الخير وتنظيم موائد الرحمن للفقراء والمساكين والمحتاجين ومن انقطعت بهم السبل وذلك في المساجد فضلاً عن تنظيم فعاليات ثقافية إسلامية ومسابقات دينية، وتعلم أصول الدين واللغة العربية وتلاوة القرآن الكريم.
إحياء ليالي رمضان
يشهد المركز الثقافي المصري بالعاصمة( باكو) احتفاليات تقام يوميا تشمل أمسيات دينية يحضرها عدد كبير من المواطنين الأذريين وأعضاء الجاليات العربية, حيث تلقى إقبالا كبيرا. بالإضافة إلى إقامة شعائر صلاة العشاء وصلاة التراويح والقيام وإلقاء بعض الخطب الدينية من الدارسين المبعوثين من جامعة الأزهر، فالمركز يستقبل عدد من الشيوخ الموفدين من وزارة الأوقاف المصرية ـ للمشاركة في إحياء ليالي الشهر الكريم, وهذا النشاط يأتي بهدف نشر مفهوم الثقافة الدينية لدي المواطنين, حيث تتشابه العادات المصرية مع العادات الأذربيجانية في الاحتفال بأيام وليالي شهر رمضان المبارك.
عادات خاصة
من العادات المتبعة عند هذا الشعب المسلم احتفالهم بشهر رمضان بشكل فريد؛ حيث تبدأ الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر بأسبوع قبل حلول شهر رمضان، فينظم الناس سباقات الخيل، وهي عادة أصيلة عند هذا الشعب ذات طابع فولكلوري.
وتهنئ الأسر بعضها بعضًا في هذه الاحتفالات الشعبية. ويحرص المسلمون الأذربيجانيون على التمسك بفضائل هذا الشهر، ويرعون حرمته ومكانته، وهم يتحلون بصفات خاصة في هذا الشهر المبارك كالصبر، والابتعاد عن الرذائل، وتناسي أسباب الخلاف بينهم، وغير ذلك مما يجري بين الناس في حياتهم اليومية.
ومن ناحية أخرى تحرص كل أسرة أذربيجانية على أن تقدم أطباقًا من الطعام على سبيل الهدية للأسر المجاورة، وذوي الحاجة والفاقة من الأقارب والأصدقاء وغيرهم أو أن تقدمها كإحسان للفقراء.
وعند الجلوس على مائدة طعام في بيت أذربيجاني في شهر رمضان، يُلاحظ دومًا وجود طبق زائد عن أفراد الأسرة، وذلك تحسبًا لوصول أي ضيف عند الإفطار.ومن الجدير ذكره، أن شعب * المسلم قد اشتهر بعادة تخصه في شهر رمضان، لا يشاركه فيها أحد، وتلك هي عادة „ النذور“ والتي تعني الوفاء بالنذور. فإذا كان أحدهم قد قطع على نفسه نذرًا عندما كان واقعًا في أزمة ما، فإنه يوفي بنذره خلال هذا الشهر الكريم، سواء بزيادة العبادة، أو بكثرة الدعاء، أو بنذر صيام أيام آخرى بعد رمضان، كما يقدم للفقراء مما وهبه الله من الخير، وأسبغ عليه من النعمة
يتبع...