قال الشاعر زاجراً للنفس وواعظاً لها :
يا نفس توبي فإن الموت قد حـانـا
واعصِ الهوى فالهوى مازال فتانـا
أما تريــن المـنايـا كيف تلقطــنا
لقطاً فتتبع أًخــرانــا بأولانـا
في كل يومٍ لنا مـيـتٌ نُشـيعــه
نرى بمصرعــه آثار مـوتـانـا
يا نفس مالي وللأمـوالِ أتـركهـا
خلفـي وأخـرج من دنياي عريانــا
ما بالنار نتعامــى عن مصــائرنا
ننسـى بغفلتنا من ليـس ينســانـا
نزدادُ حرصاً وهذا الدهر يزجرنـا
كأن زاجرنـا بالحـرص أغـرانــا
أين الملوك وأبناء الملوك ومــن
كانت تخر له الأذقـان إذعـانـا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا
مستبدلين من الأوطـــان أوطـانــا
خلوا مدائن كان العـز مفرشهـا
واستفرشوا حفراً غُبراً وقيعـانــا
ياراكضاً في ميادين الهوى فرحـاً
ورافلاً في ثياب الغـي نشـوانــا
مضى الزمان وولى العمرُ في لعبٍ
يكفيك ماقد مضى قد كان ماكـانــا
.