المقال للكاتبه // هدى ناصر الفريح
هناك صنف من البشر أطلق لسانه بالحديث عن كل شيء
وأرهف سمعه لكل ما يقال وازداد غيا بأسئلة لا ذوق فيها
ولا احترام ,يقضي وقته بثرثرة تضجر النفوس القويمة من
ألفاضها الكثيرة ومعانيها القليلة ولا يتغنى بها إلا نفوس يتأجج باطنها ضيقا
وتعمى بصيرتها بسوداوية التصرف والتقدير.
حالهم رمي لسهام من بلبلة وإشاعات وغيبة ونميمة
ومصابهم الجلل الذي قد لا يدركونه أن أحاديثهم بلا هدف عظيم
يرمون إليه ويبتغون وصاله ,كلماتهم كما الداء تذبل فيه القلوب وتتكدر فيه صفاء النفوس بلا معنى ..واثبات.
ولا ترم بالأخبار من غير خبرة ولا تحمل الأخبار عن كل خابر
اصعد بمرتبة حديثك واجعل فوك بلسما نقيا ببيان وحق
اصعد بمرتبة حديثك واجعل فوك بلسما نقيا ببيان وحق
ولا تكن مزمارا ومجرد صدى تنفر منه وتستهجنه القلوب
وإن أظهرت للحظات طربها بك!
فما أسرعها من لحظات تنجلي ليعقبها توجس منك خوفا!
اجعل أحاديثك تفوح ببشائر من خير واشحذ همتك بها فالضير
كله إن اقتصرنا الفعالية في نشر السلبيات فقط وإن لم يكن
وتؤمن بأنك لا تستطيع تغيير ما اعتدت عليه !فطاب الصمت
من حديث ونعم الإنصات من واجب ,
وفي الكلام ونهجه قال الشافعي –رحمه الله-:
"إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه
فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى تظهر".
انظر لنفسك ومن حولك وتسائل وأنصت بصدق لبصيرتك كم
من الأحاديث الخواء التي تسائل الآخرون عنها ونطقوا بها
فأنزلتهم في دركات النزل من سخط وعجب ونفور !
اعتبر منها وكن بعيدا عنها وهذب هواك وليكن الكلام الحسن
درعك الواقي ووقودك الذي تنطلق به لتعانق به أنوار
السعادة في دنياك وأخراك.
