X

أنجيناكُم ونجّيناكُم ( ما الفرق بينهما )؟!

واحة اللّغة العربيّة

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • سناء
    Thread Author
    VIP
    • Nov 2018 
    • 467 
    • 408 
    • 939 

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إخوَتي في اللهِ؛
    بيانٌ يُضيفُ للحَصيلةِ اللُّغويّة؛
    في مَعاني مُفرداتِ العَربيّةِ!

    **
    * في مَعنى كلمة ( لَجَب )

    Small Line
    *

    قال تعالى في سورة البقرة:

    "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ

    يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ(49)

    وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ "
    ،’

    السّؤالُ:

    تُرى لماذا قال سُبحانه وتعالى في الأولى:
    "نجّيناكم" وفي الثّانية "أنجيناكم"؟!

    ............

    الاجابةُ

    ******



    من دقائق التعبير القرآني؛
    باختصار مبحث (فعّل وأفعَلَ بمعنى
    من كتاب بلاغة الكلمة في القرآن الكريم ص 62 ـ 77


    ترد في القرآن الكريم أفعال تأني تارة بصيغة (فَعّلَ) وتارة بصيغة (أفعَلَ) ،
    وقد يقترنان في آية أو آيات متتالية، وقد يردان في القصة نفسها في سورتي مختلفتين،؛ لمحاولة تلمّس الفرق بينهما في الاستعمال القرآني.



    ............

    إن بناء (فعّل) يفيد التكثير والمبالغة غالبًا نحو:
    (قطّع وكسّر وفتّح وحرّق وسعّر)،
    ومن مقتضيات التكثير والمبالغة في الحدث استغراقُ وقت أطول،
    وأنه يفيد تلبثا ومكثا ، فـ (قطّع) يفيد استغراق وقت أطول من (قطَع)،
    وفي (علّم) من التلبث وطول الوقت في التعلم ما ليس في (أعلم).
    تقول: (أعلمتُ مُحمّدًا خالدًا مُسافرًا
    وتقول: (علّمته الحساب)، ولا تقول: (أعلمته الحساب).

    ............

    ومن استعمال فعّل وأفعل نحو (كرّم وأكرم) فإن القرآن يستعمل (كرّم
    لما هو أبلغ وأدوم، فمن ذلك قوله تعالى: "ولقد كرّمنا بني آدم". [الإسراء ]،
    وهذا تكريم لبني آدم على وجه العموم والدوام،
    وقوله على لسان إبليس :
    "قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ". [الإسراء]؛
    أي فضلته عليّ، في حين قال:
    "كلا بل لا تكرمون اليتيم
    وقال: "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن".
    [ الفجر]،
    وهو يقصد إكرامه بالمال،
    فاستعمل التكريم لما هو أبلغ وأدوم وأعم.

    ............

    ومنه استعمال (نجّى وأنجى) فإن الملاحظ أن القرآن الكريم كثيرًا ما استعمل (نجّى) للتلبث والتمهل في التنجية، ويستعمل (أنجى) للإسراع فيها.
    فإن (أنجى) أسرع من (نجّى) في التخليص من الشدة والكرب.

    ............

    ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:
    "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ
    يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ.
    وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ
    وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ
    ". [البقرة: 50 ].

    فإنه لما كانت النجاة من البحر تحتاج للسرعة،
    ولم تستغرق وقتا طويلا استعمل (أنجى)؛ فقال: "فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون" بخلاف البقاء مع آل فرعون تحت العذاب فإنه استغرق وقتا طويلا ومكثا فاستعمل له (نجّى) "وإذ نجيناكم من آل فرعون"
    .

    Small Line

    * انظر كتاب لمسات بيانية في نصوص من التنزيل)
    2 ـ (انظر النشر في القراءات العشر 1/9).


    وَفّقكمُ اللهُ.


    *
  • محمد سراج
    Free Membership
    • Dec 2018 
    • 164 
    • 18 
    • 97 

    #2
    بارككم الله ونفعنا بعلمكم.
    Comment
    Working...
    X