بسم الله الرّحمن الرحّيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ))
،’
{وَ نَزَعْنَا مَا فِيصُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [الحجر: (47)]
"نزع"
تأمل هذه الكلمة ما ألطفها تحتاج إلى قرار قوي لأنها نزع ،
إخراج ، القلوب إمتلأت فتحتاج من ينظفها أخي الكريم ، ثم تأمل أن الله عز
وجل ما ذكر الأخوة إلا بعد نزع ما في الصدر من الغل فقال
{وَ نَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ} ثم قال بعد ذلك
{إِخْوَانًا} ثم قال {عَلَى سُرُرٍ} ثم قال {مُّتَقَابِلِينَ}
كيف نتقابل اليوم وقلوبنا مليئة على بعضنا ؟
عُد إلى نفسك أخي الكريم ، تأمل في هذه الآية؛
حاكم نفسك عليها لعلك تحسن إلى أخوانك وتسامحهم بعد هذه اللحظة .. (مقتبس)*
نرى تفسير القرطبي رحمه الله للآية
قوله تعالى ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين
لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين )).
قال ابن عباس : أول ما يدخل أهل الجنة الجنة تعرض لهم عينان ،
فيشربون من إحدى العينين فيذهب الله ما في قلوبهم من غل ،
ثم يدخلون العين الأخرى فيغتسلون فيها فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم ،
وتجري عليهم نضرة النعيم ; ونحوه عن علي - رضي الله عنه - .
وقال علي بن الحسين : نزلت في أبي بكر وعمر وعليوالصحابة ،
يعني ما كان بينهم في الجاهلية من الغل . والقول الأول أظهر ، يدل عليه سياق الآية .
وقال علي - رضي الله عنه - : ( أرجو أن أكون أناوطلحة والزبير من هؤلاء ) .
والغل : الحقد والعداوة ; يقال منه : غل يغل .
ويقال من الغلول وهو السرقة من المغنم : غل يغل : ويقال من الخيانة : أغل يغل .
كما قال : [ ص: 31 ]
*جزى الله عنا حمزة بنة نوفل جزاء مغل بالأمانة كاذب*
وقد مضى هذا في آل عمران .إخوانا على سرر متقابلين
أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض تواصلا وتحابباً؛ عن مجاهد وغيره .
وقيل : الأسرة تدور كيفما شاءوا ، فلا يرى أحد قفا أحد .
وقيل : متقابلين قد أقبلت عليهم الأزواج وأقبلوا عليهن بالود .
وسرر جمع سرير . مثل جديد وجدد .
وقيل : هو من السرور ; فكأنه مكان رفيع ممهد للسرور . والأول أظهر .
قال ابن عباس : ( على سرر مكللة بالياقوت والزبرجد والدر ) ،
السرير ما بينصنعاء إلى الجابية وما بين عدن إلى أيلة .
وإخوانا نصب على الحال من المتقين أو من المضمر في ادخلوها ،
أو من المضمر في آمنين ، أو يكون حالا مقدرة من الهاء والميم في صدورهم .
لا يمسهم فيها نصبأي إعياء وتعب .
وما هم منها بمخرجيندليل على أن نعيم الجنة دائم لا يزول ،
وأن أهلها فيها باقون . أكلها دائمإن هذا لرزقنا ما له من نفاد
و مقطتف من تفسير ابن كثير رحمه الله للآية
وقوله : ( و نزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )
روى سنيد في تفسيره : حدثنا ابن فضالة ، عن لقمان ، عن أبي أمامة قال :
لا يدخل مؤمن الجنة حتى ينزع الله ما في صدرهم من غل ،
حتى ينزع منه مثل السبع الضاري
وهذا موافق لما في الصحيح من رواية قتادة ، حدثنا أبو المتوكل الناجي :
أن أبا سعيد الخدري حدثهم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" يخلص المؤمنون من النار ، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ،
فيقتص لبعضهم من بعضهم مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا ،
أذن لهم في دخول الجنة "
وقال ابن جرير : حدثنا الحسن ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا هشام ،
عن محمد - هو ابن سيرين - قال : استأذن الأشتر على علي - رضي الله عنه -
وعنده ابن لطلحة ، فحبسه ثم أذن له . فلما دخل قال : إني لأراك إنما احتبستني لهذا ؟
قال : أجل . قال : إني لأراه لو كان عندك ابن لعثمان لحبستني ؟
قال : أجل إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى :
( ونزعنا ما في صدورهم من غل [ إخوانا ] على سرر متقابلين )
وقال سفيان الثوري : عن منصور ، عن إبراهيم قال :
جاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على علي - رضي الله عنه - فحجبه طويلا ثم أذن له ،
فقال له : أما أهل البلاء فتجفوهم ، فقال علي : بفيك التراب ،
إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله :
( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )
وقال الثوري ، عن رجل ، عن أبي صالح في قوله :
( إخوانا على سرر متقابلين ) قال : هم عشرة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ،
وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ،
وسعيد بن زيد ، وعبد الله بن مسعود ، رضي الله عنهم أجمعين .
وفيه حديث مرفوع ، قال ابن أبي حاتم : حدثنا يحيى بن عبدك القزويني ،
حدثنا حسان بن حسان ، حدثنا إبراهيم بن بشر حدثنا يحيى بن معين ،
عن إبراهيم القرشي ، عن سعيد بن شرحبيل ،
عن زيد بن أبي أوفى قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلا هذه الآية :
( إخوانا على سرر متقابلين ) في الله ، ينظر بعضهم إلى بعض.
* مُنتقى.
وفّقكمُ اللهُ.
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ))
،’
{وَ نَزَعْنَا مَا فِيصُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [الحجر: (47)]
"نزع"
تأمل هذه الكلمة ما ألطفها تحتاج إلى قرار قوي لأنها نزع ،
إخراج ، القلوب إمتلأت فتحتاج من ينظفها أخي الكريم ، ثم تأمل أن الله عز
وجل ما ذكر الأخوة إلا بعد نزع ما في الصدر من الغل فقال
{وَ نَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ} ثم قال بعد ذلك
{إِخْوَانًا} ثم قال {عَلَى سُرُرٍ} ثم قال {مُّتَقَابِلِينَ}
كيف نتقابل اليوم وقلوبنا مليئة على بعضنا ؟
عُد إلى نفسك أخي الكريم ، تأمل في هذه الآية؛
حاكم نفسك عليها لعلك تحسن إلى أخوانك وتسامحهم بعد هذه اللحظة .. (مقتبس)*
نرى تفسير القرطبي رحمه الله للآية
قوله تعالى ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين
لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين )).
قال ابن عباس : أول ما يدخل أهل الجنة الجنة تعرض لهم عينان ،
فيشربون من إحدى العينين فيذهب الله ما في قلوبهم من غل ،
ثم يدخلون العين الأخرى فيغتسلون فيها فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم ،
وتجري عليهم نضرة النعيم ; ونحوه عن علي - رضي الله عنه - .
وقال علي بن الحسين : نزلت في أبي بكر وعمر وعليوالصحابة ،
يعني ما كان بينهم في الجاهلية من الغل . والقول الأول أظهر ، يدل عليه سياق الآية .
وقال علي - رضي الله عنه - : ( أرجو أن أكون أناوطلحة والزبير من هؤلاء ) .
والغل : الحقد والعداوة ; يقال منه : غل يغل .
ويقال من الغلول وهو السرقة من المغنم : غل يغل : ويقال من الخيانة : أغل يغل .
كما قال : [ ص: 31 ]
*جزى الله عنا حمزة بنة نوفل جزاء مغل بالأمانة كاذب*
وقد مضى هذا في آل عمران .إخوانا على سرر متقابلين
أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض تواصلا وتحابباً؛ عن مجاهد وغيره .
وقيل : الأسرة تدور كيفما شاءوا ، فلا يرى أحد قفا أحد .
وقيل : متقابلين قد أقبلت عليهم الأزواج وأقبلوا عليهن بالود .
وسرر جمع سرير . مثل جديد وجدد .
وقيل : هو من السرور ; فكأنه مكان رفيع ممهد للسرور . والأول أظهر .
قال ابن عباس : ( على سرر مكللة بالياقوت والزبرجد والدر ) ،
السرير ما بينصنعاء إلى الجابية وما بين عدن إلى أيلة .
وإخوانا نصب على الحال من المتقين أو من المضمر في ادخلوها ،
أو من المضمر في آمنين ، أو يكون حالا مقدرة من الهاء والميم في صدورهم .
لا يمسهم فيها نصبأي إعياء وتعب .
وما هم منها بمخرجيندليل على أن نعيم الجنة دائم لا يزول ،
وأن أهلها فيها باقون . أكلها دائمإن هذا لرزقنا ما له من نفاد
و مقطتف من تفسير ابن كثير رحمه الله للآية
وقوله : ( و نزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )
روى سنيد في تفسيره : حدثنا ابن فضالة ، عن لقمان ، عن أبي أمامة قال :
لا يدخل مؤمن الجنة حتى ينزع الله ما في صدرهم من غل ،
حتى ينزع منه مثل السبع الضاري
وهذا موافق لما في الصحيح من رواية قتادة ، حدثنا أبو المتوكل الناجي :
أن أبا سعيد الخدري حدثهم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
" يخلص المؤمنون من النار ، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ،
فيقتص لبعضهم من بعضهم مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا ،
أذن لهم في دخول الجنة "
وقال ابن جرير : حدثنا الحسن ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا هشام ،
عن محمد - هو ابن سيرين - قال : استأذن الأشتر على علي - رضي الله عنه -
وعنده ابن لطلحة ، فحبسه ثم أذن له . فلما دخل قال : إني لأراك إنما احتبستني لهذا ؟
قال : أجل . قال : إني لأراه لو كان عندك ابن لعثمان لحبستني ؟
قال : أجل إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى :
( ونزعنا ما في صدورهم من غل [ إخوانا ] على سرر متقابلين )
وقال سفيان الثوري : عن منصور ، عن إبراهيم قال :
جاء ابن جرموز قاتل الزبير يستأذن على علي - رضي الله عنه - فحجبه طويلا ثم أذن له ،
فقال له : أما أهل البلاء فتجفوهم ، فقال علي : بفيك التراب ،
إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير ممن قال الله :
( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )
وقال الثوري ، عن رجل ، عن أبي صالح في قوله :
( إخوانا على سرر متقابلين ) قال : هم عشرة : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ،
وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ،
وسعيد بن زيد ، وعبد الله بن مسعود ، رضي الله عنهم أجمعين .
وفيه حديث مرفوع ، قال ابن أبي حاتم : حدثنا يحيى بن عبدك القزويني ،
حدثنا حسان بن حسان ، حدثنا إبراهيم بن بشر حدثنا يحيى بن معين ،
عن إبراهيم القرشي ، عن سعيد بن شرحبيل ،
عن زيد بن أبي أوفى قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلا هذه الآية :
( إخوانا على سرر متقابلين ) في الله ، ينظر بعضهم إلى بعض.
* مُنتقى.
وفّقكمُ اللهُ.