X

سيّدةُ لُغات العالَم

واحة اللّغة العربيّة

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • سناء
    Thread Author
    VIP
    • Nov 2018 
    • 467 
    • 408 
    • 939 

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،



    سيّدةُ لُغاتِ العالَم!



    اللغة العربية سيِّدة اللُّغات، بها تتشرَّف الكلمات ،
    وببلاغتها وفصاحتها تُصقـل الملَكات، وتطيب على ضفاف أنهار بيانها الوقفات .
    لغةٌ ، لها نَبْضُها المتميِّز , وإيقاعُها المتفرِّد، وصياغاتُها البديعة، ومقاماتُها الرفيعة.
    لغةٌ أنْبتها الله سبحانه وتعالى في جزيرة العرب نباتاً حسنا ،

    وسخَّر لها ملكات قوم يتفاضلون بالفصاحة ، ويتقدَّم بعضهم على بعض بالبلاغة والبيان ،
    ويتوقُّف أحدهم أمام حكمة جرت على لسان حكيم، أو جُملة توفَّقت على لسان خطيب،
    أو بيت شعر جادت به قريحة شاعرً ، يتوقف أمام ذلك توقف المسحور الذي لا يكاد يملك من أمره شيئا .

    ولماذا لا يكون الأمر كذلك , والرسول صلى الله عليه وسلم يؤكَّد لنا سحر البيان بقوله

    :" إنَّ من البيان لسحرا " ، وهوالذي قال :" أنا أفصح العرب بيْد أني من قريش ".

    في جزيرة العرب تفرَّعت أغصان اللغة العربية الفصحى بين روائع النَّثْـر من خطابة وحكمة ،
    ومنافرات ومحاورات ، وبين بدائع الشعر من أبياتً ذائعةِ الصيتِ ، ومناقضات ومعارضات ومعلقات .

    هنالك نبتتْ شجرتُها , وثبتت جذروها , وتفرَّعت أغصانُها وأينعت ثمارُها ، وهنالك سرى بها الشعر العربي الفصيح ،

    والنثر البليغ وهما يتسابقان في الميدان , ويتباريان ويتنافسان , حتى وجد الشعر مجاله الأرحب ،
    أطلق أوزانه للريح ، وتجاوز غيره في ذلك الميدان الفسيح .

    هنا صار الشعر ديوان العرب ، حلَّقت بأجنحته لغتهم في أفاق الفصاحة التي لا تُجارى، والبيان الذي لا يُبارى،

    تنقل إلى الناس أجمل الصور البلاغية وأروع الأساليب البيانية ، وأرقى الأوزان والقوافي،
    وتغذي السنتهم بفصيح القول ، وجميل العبارة ، وبديع الأسلوب .

    ولم تكن الخطابة متخلِّفة في هذا الميدان الفسيح ، بل كانت خيولها تركضُ فيه أجمل الرَّكض،

    وتصهل فيه أحسن الصَّهيل ، وإنما سبقها الشعر إلى النفوس بأوزانه، وبديع ألحانه ،
    حتى غدا أسرع إلى الحفظ , وأسبق إلى الرواية والأنتقال من لسان إلى لسان ، ومن مكان إلى مكان ،
    ولعل ذلك هو الذي جعله ديوان العرب، حتى أمكن أن يُقال : إن الشعر العربي في تلك الحقبة هو اللغة ،
    وإنَّ اللغة هي الشعر .

    فمن أراد أن يتدفَّق بيانُه، ويستقيم على نهج الفصاحة لسانُه، وتسلم عبارتُه من الوهن ،
    وأسلوبه من الخلل ،فما عليه إلا أن يحفظ ما يستطيع من الشعر حيث سيرى أنَّ اللُّغة أسلمت إليه العنان،
    وأشارت إليه بالبنان، وفتحت له مغاليق البيان ،
    ولعل هذا هو الذي جعل العالمة البليغة الفصيحة أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول :
    " رووا أولادكم الشعر تعذُب ألسنتهم ".

    * إشــارَة
    ٌ
    سيِّدة اللَّغات تشكو إلى الله اليوم حالها وهي تعيش بُؤسها بين زمزمة عامِّية،
    وطنطة إعلاميّة، وطمطمة أعجمية، وألسنة عربَّية أصبحت مركباً سهلاً لكل عبارة مكسورةً،
    وجملة مبتورةً، وقصيدة منثورة، فمن ينقذ لغتنا من هذه الهجمات الجائحة، يا أصحاب العقولِ الراجحة؟




    * من مقالات الشّاعر الدّكتور / عبدالرّحمن بن صالِح العشماوي.

    وفّقكم اللهُ.
  • محمد سراج
    Free Membership
    • Dec 2018 
    • 164 
    • 18 
    • 97 

    #2
    بوركتم وجزيتم خيرًا إن شاء الله.
    Comment
    Working...
    X