X

الداء الزلاقي (Celiac disease)

الطب البشري - العلاج بالأدوية والأعشاب الطبية

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • وسام الحمد
    Thread Author
    Free Membership
    • Sep 2018 
    • 319 

    السلام عليكم



    الداء الزلاقي

    (Celiac disease)



    اسماء اخرى: حساسية الجلوتين الداء البطنيّ داء بطني



    الداء الزلاقي ، او الداء البطني (Celiac disease) هو مرض يصيب الجهاز الهضمي (Digestive System) كردة فعل على التعرض لمادة الجلوتين (Gluten) الموجودة في الخبز, المعكرونة, البسكويت وانواع اخرى من الطعام تحتوي على القمح, الشعير او حبوب الجاودار (الشوفان). حين يتناول شخص ما مصاب بالداء البطني اطعمة تحتوي على الجلوتين, يقوم الجهاز المناعي (Immune system) في جسمه بمهاجمة انسجة الامعاء الدقيقة فيسبب ضررا لبطانة الامعاء، مما يجعلها عاجزة عن امتصاص بعض مركبات الغذاء الضرورية.



    ويؤدي سوء امتصاص المواد الغذائية هذا، في نهاية المطاف، الى نقص في الفيتامينات, يحول بدوره دون وصول مركبات غذائية اساسية، حيوية ضرورية لعمل الدماغ, الجهاز العصبي في داخل الجمجمة, العظام, الكبد واعضاء اساسية اخرى ، مما يؤدي الى حدوث خلل في وظائف هذه الاعضاء.



    هذا النقص في الفيتامينات والمواد الغذائية قد يسبب، ايضا، نشوء امراض اخرى ويسبب تاخرا في النمو لدى الاطفال. لا يوجد علاج شاف للداء البطني. لكن بالامكان السيطرة على الداء البطني عن طريق احداث تغييرات في النظام الغذائي.



    أعراض الداء الزلاقي



    ليست هنالك اعراض واضحة ومميزة للداء البطني.



    غالبية المرضى يعانون من اعراض عامة تشمل:



    الاسهال

    الام البطن

    الانتفاخ



    وقد لا تظهر على الشخص المصاب بالداء البطني اية اعراض ذات علاقة بالمعدة او بالامعاء، او بالجهاز الهضمي عامة. او قد تكون الاعراض التي يعاني منها مرضى الداء البطني مشابهة لاعراض ترافق امراضا اخرى، مثل: متلازمة القولون المتهيج (او: القولون العصبي / القولون الحساس – IBS - Irritable bowel syndrome)، فقر الدم (Anemia)، العدوى الطفيلية، الاضطرابات الجلدية او اضطرابات في الجهاز العصبي.



    بالاضافة الى هذه الاعراض, يعاني مرضى الداء البطني من اعراض اقل ظهورا للعيان, تشمل:



    الضيق والاكتئاب

    فقر الدم

    المعدة المتهيجة (العصبية)

    الام في المفاصل

    تشنجات عضلية

    طفح جلدي

    تقرحات في الفم

    مشاكل في الاسنان او في العظام (مثل تخلخل العظم – Osteoporosis)

    شعور بالتقريص والخدر في الساقين وفي كفتي القدمين (اعتلال عصبي - Neuropathy)



    الاعراض التي تشير الى عدم امتصاص المكونات الغذائية، جراء الداء البطني، تشمل:



    فـقـد الوزن

    الاسهال

    المغص, الشعور بالانتفاخ والغازات

    الشعور بالتعب والضعف

    لون البراز يميل الى اللون الرمادي, رائحته عفنة وقد يحتوي على مواد دهنية

    تاخر النمو (لدى الاطفال)

    تخلخل العظم

    فقر الدم



    متى يجب استشارة الطبيب؟



    اذا كان الشخص يعاني من احد الاعراض التي تميز الداء البطني, فعليه مراجعة الطبيب المعالج.



    اذا كان شخص ما يعلم بان احد افراد عائلته مصاب بالداء البطني, فعليه التوجه للفحص.



    اذا راى والدان بان ابنهما يعاني من الاعراض التالية, فعليهما مراجعة الطبيب:



    لونه شاحب

    يبدي علامات الضيق وعدم الراحة

    يعاني من تاخر في النمو

    بطنه منتفخة ومستديرة بينما مؤخرته مسطحة وبرازه صلب وقاس



    هنالك العديد من الامراض الاخرى التي تسبب اعراضا كهذه, لذا من المهم مراجعة الطبيب قبل اتخاذ قرار بشان تغيير النظام الغذائي واستبداله بنظام خال من الجلوتين.



    أسباب وعوامل خطر الداء الزلاقي



    يظهر الداء الزلاقي لدى الاشخاص الذين يعانون من الحساسية للجلوتين.



    بطانة الامعاء الدقيقة (الغشاء المخاطي للامعاء الدقيقة) مغطاة بنتوءات رقيقة تشبه الشعيرات. هذه النتوءات تسمى الزغابات المعوية (Intestinal villus). تعمل هذه الزغابات مثل سجادة مليئة بالشعيرات المجهرية, حيث تقوم بامتصاص الفيتامينات, المعادن والمركبات الغذائية الاخرى التي يكون مصدرها من الطعام الذي يتناوله الانسان. لكن الداء البطني يسبب اضرارا في الزغب المعوي.



    بدون الزغب, تصبح بطانة الامعاء الدقيقة اشبه بارضية ملساء, فتكون النتيجة فقدان الجسم قدرته على امتصاص مركبات الغذاء الاساسية والضرورية لعملية النمو وتادية الاعضاء وظائفها بشكل سليم. وبدلا من ذلك, فان المركبات الغذائية الاساسية والضرورية (الدهنيات، البروتينات، الفيتامينات والمعادن) تخرج من الجسم مع البراز.



    ليس هنالك مسبب واضح للداء البطني, لكن المسبب المرجح، على الاغلب، هو عامل وراثي. اذا كان احد افراد العائلة مصابا بالداء البطني, فان احتمال الاصابة بالداء البطني يتراوح ما بين 5 و 15 بالمائة.



    في معظم الحالات, ولاسباب غير واضحة تماما, يظهر الداء البطني بعد نوع معين من الصدمة (الرضح - Trauma) او الاصابة:



    العدوى (التلوث)

    اصابة جسدية

    ضغط نفسي اثر الحمل

    ضغط نفسي حاد

    بعد الخضوع لعملية جراحية



    وبالرغم من ان الداء الزلاقي قد يصيب اي انسان, الا ان احتمال الاصابة بهذا المرض يكون اكبر لدى الاشخاص الذين يعانون من :



    داء السكري/ النمط الاول (Diabetes - Type1)

    مشاكل في عمل الغدة الدرقية

    التهاب القولون المجهري (Microscopic colitis), وخاصة التهاب القولون الكولاجيني / المجهول السبب (Collagenous colitis)



    اضافة الى ذلك, فقد تبين انه لمجموعات معينة من الجينات، مثل: HLA - DQ2 و DQ8, علاقة مباشرة مع ازدياد خطر الاصابة بالداء البطني. لكن الخبراء يعتقدون بان هنالك جينات اخرى، لم يتم اكتشافها بعد، تلعب دورا مركزيا في نشوء الداء البطني.



    مضاعفات الداء الزلاقي



    اذا لم تتم معالجة الداء البطني, فقد يؤدي الامر الى ظهور العديد من المضاعفات, من بينها:



    سوء التغذية (Malnutrition): يسبب الداء البطني نقصا في امتصاص الغذاء، الامر الذي قد تنجم عنه اعراض وعلامات سوء التغذية. يحدث هذا على الرغم من جميع الجهود المبذولة للحفاظ على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وذلك لانه لا يتم امتصاص مركبات الغذاء في الامعاء الدقيقة، انما تخرج مع البراز. كما يؤدي سوء الامتصاص، ايضا، الى نقص في الفيتامينات والمعادن, مثل فيتامين ب 12 (Vitamin B12)، فيتامين د (Vitamin D), حامض الفوليك (Folic acid) والحديد (Iron)، مما يؤدي الى فقر الدم وفقدان الوزن.

    فـقـد الكالسيوم وانخفاض في كثافة العظم: الفقدان الدائم للدهنيات، التي تخرج عن طريق البراز, يؤدي الى فقدان كميات كبيرة من الكالسيوم وفيتامين د، مما يؤدي الى خلل في انسجة العظام, يطلق عليه اسم رخد (تلين) العظام (Osteomalacia), الذي يؤدي الى تخلخل العظام (Osteoporosis) الذي يجعل العظام هشة واكثر عرضة للكسر.



    وبالاضافة الى ذلك, تؤدي اضطرابات خطيرة في امتصاص الكالسيوم الى ظهور نوع معين من حصى الكلى (حصى الاوكسالات – Oxalate stones).



    حساسية للاكتوز (سكر الحليب): من جراء الاضرار التي يتسبب الجلوتين بحدوثها في جدار الامعاء الدقيقة, قد تؤدي مركبات غذائية اخرى لا تحتوي على الجلوتين اطلاقا, الى ظهور اعراض مختلفة, مثل: الالام في البطن والاسهال. بعض مرضى الداء البطني يعانون من فرط الحساسية لسكر الحليب (اللاكتوز - Lactose) الموجود في منتجات الحليب. في هذه الحالة، على مثل هذا المريض الامتناع كليا عن، او التخفيف من، تناول الماكولات والمشروبات التي تحتوي على اللاكتوز, بالاضافة الى الامتناع عن تناول الاطعمة التي تحتوي على الجلوتين.



    وعندما تتعافى الامعاء الدقيقة, قد يتمكن المريض، بشكل عام، من تناول منتجات تحتوي على اللاكتوز. بالرغم من ذلك، يبقى بعض مرضى الداء البطني، حتى بعد النجاح في السيطرة على مرضهم, يعانون من الحساسية المفرطة للاكتوز.



    السرطان: مرضى الداء البطني الذين لا يستطيعون الالتزام بنظام غذائي خال من الجلوتين هم اكثر عرضة للاصابة بالسرطان, وخاصة سرطان الامعاء ولمفومة الجهاز الهضمي.

    مضاعفات عصبية: تبين ان للداء البطني علاقة بظهور اضطرابات في الجهاز العصبي, تشمل ظهور نوبات الصرع (Epilepsy) واضرارا تصيب جهاز الاعصاب المحيطي (اعتلال عصبي محيطي - neuropathy Peripheral).



    تشخيص الداء الزلاقي



    لقد تبين ان الداء الزلاقي اكثر انتشارا مما كان يعتقد حتى الان. ويعود جزء من السبب في قلة تشخيص العدد الحقيقي للمصابين بمرض الداء البطني الى الاعراض التي تصاحب الداء البطني, والتي تشبه اعراضا تصاحب العديد من الامراض الاخرى, التي تؤدي الى سوء امتصاص مركبات الغذاء في الامعاء.



    وعلاوة على ذلك, تتوفر اليوم فحوصات دم خاصة, تساعد في تشخيص الداء البطني لدى الاشخاص الذين يعانون من اعراض طفيفة او اولئك الذين لم تظهر عليهم اية علامات للمرض، اطلاقا.



    لدى مرضى الداء البطني مستوى مرتفع، اكثر من الطبيعي المعتاد، من اضداد من نوع معين (الاجسام المضادة للجلوتين - Antigliadin antibodies, الاجسام المضادة لالياف باطن العضلات - Anti - endomysium والاجسام المضادة للترانسغلوتاميناز النسيجي - Anti - tissue transglutaminase).



    هذه الاجسام المضادة هي عبارة عن بروتينات لها وظائف محددة, وتشكل جزءا لا يتجزا من الجهاز المناعي, اذ تتولى منع دخول اجسام غريبة الى اعضاء الجسم. يتعرف الجهاز المناعي لدى مرضى الداء البطني على مادة الغلوتين باعتبارها مادة غريبة فيقوم بانتاج كميات كبيرة من الاجسام المضادة للتخلص من مادة الغلوتين.



    يمكن، اليوم، الكشف عن المستويات المرتفعة من هذه الاجسام المضادة عن طريق اجراء فحص خاص للدم, من اجل التعرف على الاشخاص الذين لديهم احتمال كبير للاصابة بالداء البطني. ويحتاج هؤلاء الاشخاص الى اجراء المزيد من الفحوصات.



    من اجل تاكيد تشخيص داء البطني, على الطبيب المعالج اجراء فحص مجهري لعينة من نسيج الامعاء الدقيقة لفحص ما اذا كان قد حصل اي ضرر للزغابات التي تغطي جدار الامعاء الدقيقة.



    من اجل اجراء هذا الفحص، يتعين ادخال انبوب دقيق ومرن (منظار - Endoscope) عن طريق الفم, المريء والمعدة ومنها الى داخل الامعاء الدقيقة, وعندها يقوم باخذ عينة من جدار الامعاء الدقيقة لغرض الفحص.



    علاج الداء الزلاقي



    لا يمكن الشفاء من الداء البطني, لكن بالامكان السيطرة على المرض عن طريق الالتزام بنظام غذائي ملائم. عند تناول اطعمة خالية من الجلوتين يبدا الالتهاب الناشئ في الامعاء الدقيقة بالتراجع خلال بضعة اسابيع، بشكل عام. ومع ذلك, يبدا الشعور العام بالتحسن خلال بضعة ايام من بدء التغيير في النظام الغذائي.



    اذا كانت النواقص الغذائية حادة, فقد يحتاج المريض الى تناول بدائل غذائية تحتوي على فيتامينات ومعادن، وفقا لتوصيات الطبيب المعالج او اخصائي التغذية.



    وقد تستغرق عملية شفاء جدار الامعاء والزغب المعوي الذي يغلفه, بشكل تام, بضعة اسابيع لدى المرضى الشباب, وبين سنتين حتى ثلاث سنوات لدى المرضى الكبار في السن.



    تجنب الجلوتين هو امر ضروري (الزامي):



    من اجل السيطرة على الداء البطني ومنع حدوث المضاعفات المختلفة, على مريض الداء البطني تجنب جميع انواع الطعام التي تحتوي على الجلوتين. فان اية كمية صغيرة جدا من الجلوتين كافية للتسبب باعراض الداء البطني والمضاعفات المختلفة. لذلك، يجب الامتناع، كليا، عن جميع الاطعمة التي تحتوي على اية حبوب, مثل : القمح, الشعير وحبوب الجاودار.



    انواع الطعام التي يحظر على مرضى الداء البطني تناولها تشمل كل انواع الحبوب: السميد، القمح، الشعير، الجاودار، البرغل، الحنطة السوداء، الخندروس (حنطة مجروشة) والتريتيكال (نوع من النجيليات).



    ماذا يحدث عند تناول مريض الداء البطني اغذية تحتوي على الجلوتين؟



    اذا تناول مريض بالداء البطني، عن طريق الخطا, طعاما يحتوي على الجلوتين, فقد يعاني من الام في البطن او الاسهال. بعض المرضى قد لا يشعرون بهذه الاعراض, لكن هذا لا يعني بان الجلوتين لا يؤثر عليهم. قد تسبب بقايا ضئيلة من الجلوتين في الطعام الضرر لهؤلاء, حتى اذا لم تظهر لديهم اية علامة من علامات الداء البطني.



    غالبية مرضى الداء البطني, الذين يلتزمون بنظام غذائي خال من الجلوتين, يتعافون بشكل تام. وفي حالات نادرة, تكون الامعاء الدقيقة قد اصيبت فيها باضرار جسيمة, فان الحفاظ على نظام غذائي خال من الجلوتين لا يسعف المرضى ولا يؤدي الى تحسن في حالتهم.



    في حال فشل النظام الغذائي الخالي من الجلوتين في السيطرة على الداء البطني, يتم الانتقال الى المعالجة الدوائية بتناول ادوية تهدف الى مساعدة الجسم في السيطرة على التهاب الامعاء الدقيقة والسيطرة على الاعراض الناتجة عن سوء امتصاص الغذاء.



    وبما ان الداء البطني يؤدي الى حدوث العديد من المضاعفات, فان المرضى الذين لا تستجيب اجسامهم، بشكل ايجابي، لتغيير نظامهم الغذائي، يحتاجون الى متابعة طبية دقيقة لفحص امكانية اصابتهم بامراض اخرى.


Working...
X