X

من أزهار الأدب .. قصيدة عبد الرحمن العشماوي ( الجيل المتطرف )

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 


    صبح تنفس بالضياء وأشرقا
    الصحوة الكبرى تهز البيرقا
    وشبيبة الإسلام هذا فيلق
    في ساحة الأمجاد يتبع فيلقا
    وقوافل الإيمان تتخذ المدى
    دربا وتصنع للمحيط الزورقا
    وحروف شعري لا تمل توثبا
    فوق الشفاه وغيب شعري أبرقا
    وأنا أقول وقد شرقت بأدمعي
    فرحا وحق لمن بكى أن يشرقا
    ما أمر هذه الصحوة الكبرى
    سوى وعد من الله الجليل تحققا
    هي نخلة طاب الثرى فنما
    لها جذع قوي في التراب وأعذقا
    هي في رياض قلوبنا زيتونة
    في جذعها غصن الكرامة أورقا
    فجر تدفق من سيحبس نوره
    أرني يدا سدت علينا المشرقا
    يا نهر صحوتنا رأيتك صافيا
    وعلى الضفاف رأيت أزهار التقى
    ورأيت حولك جيلنا الحر الذي
    فتح المدى بوابة وتألقا
    قالوا تطرف جيلنا لما سما
    قدرا وأعطى للبطولة موثقا
    ورموه بالإرهاب حين أبى الخنى
    ومضى على درب الكرامة وارتقا
    أو كان إرهابا جهاد نبينا
    أم كان حقا بالكتاب مصدقا
    أتطرف إيماننا بالله في عصر
    تطرف في الهوى وتزندقا
    إن التطرف ما نرى من غفلة
    ملك العدو بها الزمام وأطبقا
    إن التطرف ما نرى من ظالم
    أودى بأحلام الشعوب وأرهقا
    لما رأى جريان صحوتنا طغى
    وأباح أرواح الشباب وأزهقا
    ما زال ينسج كل يوم قصة
    تروى وقولا في الدعاة ملفقا
    إن التطرف أن يسافر مسلم
    في لهوه سفرا طويلا مرهقا
    إن التطرف أن نرى من قومنا
    من صانع الكفر اللئيم وأبرقا
    إن التطرف أن نبادل كافرا حبا
    ونمنحه الولاء محققا
    إن التطرف أن نذم محمدا
    والمقتدين به ونمدح عفلقا
    إن التطرف أن نؤمن بطرسا
    وهو الذي من كأس والده استقى
    إن التطرف وصمة في وجه
    من جعلوا صليبهم الرصاص المحرقا
    إن التطرف في اليهود سجية
    شربوا به كأس العداء معتقا
    إن التطرف أن يظل رصاصنا
    متلعثما ورصاصهم متفيهقا
    يا من تسائلني وفي أجفانها
    فيض من الدمع الغزير ترقرقا
    وتقول لي رفقا بنفسك إننا
    نحتاج منك الآن أن تترفقا
    أو ما ترى أهل الضلالة أصبحوا؟
    يتعقبون شبابنا المتألقا
    لا تجزعي إن الفؤاد قد امتطى
    ظهر اليقين وفي معارجه ارتقى
    غذيت قلبي بالكتاب وآيه
    وجعلت لي في كل حق منطقا
    ووطئت أوهامي فما أسكنتها
    عقلي وجاوزت الفضاء محلقا
    أنا لا أخدر أمتي بقصائد
    تبني على هام الرياح خورنقا
    يسمو بشعري حين أنشد صدقه
    أخلق بمن عشق الهدى أن يصدقا
    أوغلت في حزني وأوغل في دمي
    حزني وعصفور القصيدة زقزقا
    أنا يا قصيدة ما كتبتك عابثا
    كلا ولا سطرت فيك تملقا
    عيني وعينك يا قصيدة أنورا
    دمعا وشعرا والفؤاد تحرقا
    قالوا قسوت ورب قسوة عاشق
    حفظت لمن يهوى المكان الأعمقا
    بعض الرؤوس تظل خاضعة فما؟
    تصحو وما تهتز حتى تطرقا
    خوان أمته الذي يشدو لها
    بالزيف والتضليل حتى تغرقا
    خوان أمته الذي يرمي لها حبلا
    من الأوهام حتى تشنقا
    كالذئب من يرمي إليك بنظرة
    مسمومة مهما بدا متأنقا
    شتان بين فتى تشرب قلبه
    بيقينه ومن ادعى وتشدقا
    شتان بين النهر يعذب ماؤه
    والبحر بالملح الأجاج تمذقا
    إني لأعجب للفتي متطاولا
    متباهيا بضلاله متحذلقا
    سلك العباد دروبهم وهو الذي
    ما زال حيران الفؤاد معلقا
    الشمس في كبد السماء ولم يزل
    في الشك في وضح النهار مطوقا
    النهر يجري في القلوب وماؤه
    يزداد في حبل الوريد تدفقا
    وأخو الضلالة ما يزال مكابرا
    يطوي على الأحقاد صدرا ضيقا
    يا جيل صحوتنا أعيذك أن أرى
    في الصف من بعد الإخاء تمزقا
    لك من كتاب الله فجر صادق
    فاتبع هداه ودعك ممن فرقا
    لك في رسولك قدوة فهو الذي
    بالصدق والخلق الرفيع تخلقا
    يا جيل صحوتنا ستبقى شامخا
    ولسوف تبقى بالتزامك أسمقا
    سترى رؤى بدر تلوح فرحة
    بيمينها ولسوف تبصر خندقا
    سترى طريقك مستقيما واضحا
    وترى سواك مغربا ومشرقا
    فتحت لك البوابة الكبرى فما
    نخشى وإن طال المدى
    أن تغلقا إن طال درب السالكين
    إلى العلا فعلى ضفاف المكرمات الملتقى
    وهناك يظهر حين ينقشع الدجا
    من كان خوانا وكان المشفقا

Working...
X