X

يظنون ( قصص قصيرة جدا )

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • 4uonly
    Thread Author
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 899 
    • 376 
    • 61 

    يظنون ( قصص قصيرة جدا )



    حسين بن رشود العفنان ، السعودية







    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله



    (1)

    ***

    يظنون أن خلعها لزوجها قبل سنين كان تقصيرا ظاهرا فيه ، وبخلا ولؤما وقلة رجولة ، والحق كان بسبب حبها الشديد للكمال وبحثها عن زوج كالملائكة لا يخطئ ، عن زوج يقتل نفسه من أجلها!



    (2)

    ***

    يظنون أن هذا البيتَ المنيف ، نعيمٌ على صاحبه ، وسبب من أسباب سَعْده وتوفيقه ، لكنه كان في الواقع سبب تكبره وهجران أهله وبعد أصحابه وعذابه ووحدته.



    (3)

    ***

    يظنون أن عبوسه في وجوههم ، وتَرْكَ السلام عليهم ، كان كِبرا وترفعا ، وسوء طبع وخلق ، لكنه في حقيقة أمره كان في صراع نفسي ، واضطراب عقلي ، وماض أسود كالح!



    (4)

    ***

    يظنون أن سخريته المتتابعة ، وتعليقاته الضاحكة ، خفة روح وبَدَاهة وحضور فكر ، لكنها لم تكن سوى صوت دامع من أصوات انهزامه وتكسره.



    (5)

    ***

    يظنون أن ثناءه الكبير على نفسه ، وكثرة تعداده لفضائله ، ثقة وقوة ومعرفة ذات ، لكنه كان حرصا شديدا على ستر هشاشته ، ودفن ماضيه المليء بالخيبات!



    (6)

    ***

    يظنون أن سفراته المتتابعة إلى الدول الأوربية الخضراء ، ترفا ونعيما وسعة مال وبال ، لكنه كان يبحث عن علاج يعين جفنه على إغفاءة تعيد له قَرَارَته المسلوبة منذ زمن !



    (7)

    ***

    يظنون أن ابتسامته المشرقة ، وكرمه المتتابع ، وانشراحَه للمعروف ، طبعٌ في جذوره ، لم يصنعه يوما ، لكنه كان خوفا من غضبهم وهِجرانهم.



    (8)

    ***

    يظنون : أن زهده بالزواج ، وقطع الحديث فيه ، وإسكات ناصحيه ، بسبب علاقات محرمة تورط فيها ، لكنه كان أثرا بليغا من آثار الحرب الفكرية التي زرعتها أمه وأخواته في قلبه عن النساء وكيدهن!



    (9)

    ***

    يظنون أن صمت أبنائه وأدبهم الجم ، من تعبه في تربيتهم ، وجهده في إصلاحهم ، لكن إطراقهم لم يكن إلا نتاج صراخه وتهديده وتخويفه ومواعظه حتى غدوا أصناما أمامه وأمام الناس.



    (10)

    ***



    يظنون أن زواجه الصامت الذي أتم عشر سنوات كاملات ، ، كان زواجا ناجحا مباركا ، لكنه في عَجَاجَةٍ لا تسكن ، وفي شقاء لا يُتمنى لعدو ، وعيبه الخفي أنه يخشى التخلص من العلاقات السيئة المؤلمة !



    (11)

    ***

    يظنون أن الهم لا يعرف دروب قلبه ، بسبب إشراقة بسمته ، وبرودة أعصابه ، وكثرة مروياته الضاحكة ، لكنهم لم يشعروا ساعة بأن في دواخله حمم بركانية قاتلة !



    (12)

    ***

    يظنونه بعد تغيير اسمه ونحت جسمه و تبديل عمله ، رجلا متفردا مبدعا ، لا يصبر على الأنماط القديمة ، لكنه كان يحارب بألم وحش فراغه وغياب ذاته الذي كان ينهشه منذ فجر طفولته!



    (13)

    ***

    يظنون أنه يبحث عن الحق ، يدخل في حوارات كثيرة ، وتحمر وجوه في إقناعه ، وتتصاعد التوترات في مجالسه ، لكنه في الحقيقة كان يحاور من أجل الحوار ليملأ وقت فراغه ويدفع ملله ، وحين يخرج ينسى حتى اسمه !



    (14)

    ***

    يظنون أن تأخر زواج أبنائها ، من حرصها الشديد في التنقيب عن زوجات صالحات ، لكن الحقيقة الخفية أنها تعتقد في أعماقها أن أبناءها كأثاث بيتها ملكٌ لها وحدها.



    (15)

    ***

    يظنون أن كثرة أصدقائه ومعارفه بسبب رحابة صدره ، وبياض قلبه ، وطلاقة يده ، لكنه في الحقيقة كان ملولا سريع النقمة ، سريع الغضبة ، يستبدلهم في طرفة عين ، إن أحسنوا وإن أساؤوا !





    الموضوع منقول للافادة
Working...
X