عيسى إبن مريم من الميلاد حتى الوفاة - الشفيع الماحي أحمد pdf
عيسى إبن مريم من الميلاد حتى الوفاة
تأليف / د. الشفيع الماحي أحمد
الناشر / دار الوراق * دار النيرين
الطبعة / الأولى 1425ھ-2004م
نبذة النيل والفرات:
خضعت منطقة فلسطين-إبان الفترة القصيرة من عمر عيسى عليه السلام على الأرض- إلى الإمبراطورية الرومانية. وكانت السلطات الرومانية قد قسمتها إلى خمس مناطق إدارية. فمنطقة التلال الواقعة بين شاطئ البحر الأبيض ووادي الأردن تنقسم إلى قسمين: القسم الجنوبي المكون من التلال الكلسية هو أرض اليهودية. والقسم الشمالي: الذي تنتشر فيه الحدائق والحقول هو ارض الجليل. وعلى الشاطئ الغربي كانت تقع السامرة. وفي جنوب شرقي الجليل تقع العشر مدن (ديكابوليس)، وتتلوها من الجنوب وعلى امتداد. الضفة الغربية لنهر الأردن منطقة بيرية.
انتهج الرومان في إخضاعهم لسكان هذه المنطقة بادئ ذي بدء نظام الحماية الذي يوفر الأمن ويعفي الأهالي من أغلب وظائف المواطنين الضرورية، على رأسها الدفاع عن البلاد، فأوكلوا ظاهر السلطة إلى رجل متهود هو هيرودتس خدم في صفوفهم، واستبسل في الدفاع عن أملاكهم، وأعانهم على إدارة البلاد. فكافأه الرومان على خدماته بتنصيبه ملكاً على معظم الأقسام الإدارية لفلسطين.
كان هيرودتس حاد الذكاء فطناً، بعيد الأفق، قوي الإرادة، استطاع من بداية تواليه مقاليد الأمور مداهنة السلطة الدينية بالبلاد وإرضاء عامة اليهود، وذلك بمغالاته في الغيرة على الدين اليهودي والتوراة التي هو متدين بها، وتكفل شخصياً بإتمام بناء هيكل سليمان، حيث أضاف إليه عدداً من الأروقة.
ورغم كل هذا فقد كان هيرودتس فظ القلب قاسي الفؤاد شرس الطباع، وشديد الغيرة على ملكه لا يتوانى لحظة في الفتك بأي شخص يشك في ولائه له.
ولما توفي هيرودتس بعد ست أو سبع سنوات من ميلاد عيسى عليه السلام، اضطر الرومان إلى إخضاع البلاد برمتها مباشراً لحكمهم، فضمت مناطق اليهودية في الجنوب والسامرة في الوسط ضمن ولاية واحدة، عين عليها والياً رومانياً هو ببلاطس بونثيوس، حيث اتخذ بيت المقدس عاصمة لولايته.
وتلي منطقة اليهودية في الأهمية إقليم الجليل. أما إقليم السامرة فهو أقل مناطق اليهود أهمية. والسامرة من الأقاليم الغنية بمروجه ورياضه ومراعيه، أما سكانه فقد اختلطت عقائدهم بالكثير من العقائد الوثنية، ولذلك لم يكن اليهود يخالطونهم أو يتعاملون معهم، بل كانوا يحتقرونهم ويتجنبون السكن معهم أو المرور ببلادهم.
وعندما وضع الرومان أيديهم على المنطقة وجدوا أن السكان يهيمن على حياتهم الدينية والمدنية مجلساً أطلق عليه اسم يونانياً هو السنهدريم بمعنى (المجمع الكبير) اتخذ من هيكل سليمان في بيت المقدس مقراً له، فأبقوا عليه بلا تغيير.
إضافة إلى هذا فالسنهدريم هو الممثل الوحيد للشعب اليهودي، أي هو حكومة اليهود التي تملك كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ولكنه حكومة كهنوتية، أو هيئة كهنوتية عليا تملك سلطة الحكم في المخالفات التي تمس الشريعة الموسوية.
يبلغ عدد أعضاء السنهدريم سبعين عضواً، فضلاً عن رئيس المجلس الذي هو في ذات الوقت رئيس الكهنة، وكان أولئك الأعضاء ينتخبون من كهنة الطوائف والفرق اليهودية كالفريسيين والصدوقيين والكتبة والآسينيين وغيرهم.
وقبل تعيين بيلاطس والياً رومانياً كان الكاهن الأعظم أو كبير الكهنة الذي يرأس السنهدريم هو يوسف قيافا، ولما عين بالفعل وبسلطات دستورية واسعة ثبته هو ورفقاءه في مناصبهم، وبقوا في مناصبهم تلك مشاركين في كل الأحداث التي ارتبطت بمبعث عيسى عليه السلام.
أما القضاء في المدن والقرى فقد كان أمره موكولاً إلى المجالس المحلية المعروفة باسم المجامع (بيت هكنيسيت) وتحت الإشراف المباشر للسنهدريم، وكل مجلس منها يتألف من عدد من الشيوخ البارزين في المدينة أو القرية، ويقوم السهندريم بتعيينهم وتعيين رئيس لهم.
خضع عيسى عليه السلام طوال الفترة القصيرة من عمره والتي تقدر بثلاث وثلاثين عاماً مثله في ذلك مثل سائر أبناء ملته ومن الناحية السياسية والإدارية للسلطة الرومانية ولقوانينها الإمبراطورية، وخضع من الناحية الدينية التعبدية للشريعة الموسوية. ومن الناحية المدنية لسلطة السنهدريم. وعلى رأس الثلاثين من عمره أوحى الله تعالى إليه وأرسله إلى خاصة قومه، فدخل بتلك النبوة والرسالة في صراع مع السلطة الكهنوتية، وهو الصراع الذي انتهى برفعه حياً إلى السماء.
تهدف فصول هذا الكتاب لتتبع حياة عيسى ابن مريم عليه السلام من يوم ميلاده إلى يوم وفاته في آخر الزمان.
التحميل المباشر :
https://ia902504.us.archive.org/7/it...9%8A%D9%85.pdf
http://www.4shared.com/office/ezJ2doLyba/___online.html
او
http://s11.alxa.net/s11/srvs14/2/issa.rar
https://ia902504.us.archive.org/7/it...9%8A%D9%85.pdf
http://www.4shared.com/office/ezJ2doLyba/___online.html
او
http://s11.alxa.net/s11/srvs14/2/issa.rar