X

نعوذُ بالله تعالى مِن عمى القلب | طيبُ بيانٍ

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • سناء
    Thread Author
    VIP
    • Nov 2018 
    • 467 
    • 408 
    • 936 

    بسمِ الله الرّحمن الرحيم
    السلام عليكمُ ورحمة الله تعالى وبركاته

    إخوتي في الله؛ رُوّاد بوابة داماس؛
    فيما يلي مقالٌ قيّمٌ، وطيبُ تذكير.


    نعوذُ بالله تعالى مِن عمى القلب

    إذا عَمِي القلب لَم يُبصِر النّافِع له ؛ وذلك الْهَلاَك

    قال الله عزّ وجَلّ : (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).

    قرأ عبد الرحمن بن زَيْدِ بن أسْلَم هذه الآية ، فقال : إنّمَا الدّين بَصَرُه وَسَمْعُه فِي هَذا الْقَلْب . رواه ابن أبي حاتِم في " تفسيره " .

    قال البغوي : معناه : أن العَمَى الضّارّ هو عَمَى القَلب ، فأمّا عَمَى البَصَر فليس بِضَارّ في أمْر الدِّين.

    (معالِم التّنْزِيل).

    وهذا كَقَولِه تبارك وتعالى : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ).



    قال بُنْدَار بن الْحَسَن : جَعَلَ اللَّهُ الْقَلْبَ أمِيرًا فقال : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ)، ثُمّ جَعَلَه لَدَيْه أسِيرًا فقال : (يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ).

    وقال : دَعْ مَا تَهْوَى لِمَا تُؤَمّل .. رواه أبو نُعيم في " حلية الأولياء " .

    وقال الإمام الذهبي : غَيْرُ العَاقل كَمَن لا قَلْبَ لَه .
    (سِيَر أعلام النبلاء).

    وفي خَبَر حَسَرات أهل النار : (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ).

    قال ابن القيم : اتّبَاع الْهَوى يُعمِي عَيْن القَلب ؛ فلا يُمَيِّز بَيْن السّنّة والبِدْعة ، أو يُنَكّسه ؛ فَيَرَى البِدْعة سُنّة ، والسّنّة بِدْعَة .

    (الفوائد).

    وقال رحمه الله : أعْمَى الْعَمَى الضّلالَةُ بَعْدَ الْهُدَى ، وَخَيْر الأعْمَالِ مَا نَفَع ، وَخَيْر الْهُدَى مَا اتُّبِع ، وَشَرّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْب .

    (زاد المعاد).

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الإنْسَان مُضْطَرٌّ إلَى الشّرْع .. وَالشّرْعُ هُو النّورُ الذِي يُبَيّنُ مَا يَنْفَعُه وَمَا يَضُرّه ، وَالشّرْعُ نُورُ اللّه فِي أرْضِه ، وَعَدْلُه بَيْن عِبَادِه، وَحِصْنُه الذِي مَن دَخَلَه كَان آمِنًا .

    ولَيْس الْمُرَاد بِالشّرْع التّمْيِيزَ بَيْن الضّارّ وَالنّافِع بِالْحِسّ ؛ فَإنّ ذَلِك يَحْصُل لِلْحَيَوَانَات الْعُجْم ؛ فَإنّ الْحِمَار وَالْجَمَل يُمَيّزُ بَيْن الشّعِير وَالتّرَاب ، بَل التّمْيِيزُ بَيْن الأفْعَال التِي تَضُرّ فَاعِلَها فِي مَعَاشِه وَمُعَادِه .

    ولَوْلا الرِّسَالَة لَم يَهْتَد الْعَقْل إلَى تَفَاصِيلِ النّافِع وَالضَّارّ فِي الْمَعَاش وَالْمُعَاد ؛ فَمِن أعْظَم نِعَم اللّه عَلَى عِبَادِه وَأشْرَف مِنّةٍ عَلَيْهِم : أنْ أرْسَل إلَيْهِم رُسُلَه ، وَأنْزَل عَلَيهِم كُتُبَه ، وَبَيّنَ لَهُم الصّرَاط الْمُسْتَقِيم .

    وَلَوْلا ذَلِك لَكَانُوا بِمَنْزِلَة الأنْعَام وَالْبَهَائِم ، بَل أشَرّ حَالاً مِنْها ؛ فَمَن قَبِلَ رِسَالَة اللّه وَاسْتَقَام عَلَيها ؛ فَهُو مِن خَيْر الْبَرِيّة ، وَمَن رَدّهَا وَخَرَجَ عَنها ؛ فَهُو مِن شَرّ الْبَرِيّة وَأَسْوَأ حَالاً مِنْ الْكَلْب وَالْخِنْزِير وَالْحَيَوَان الْبَهِيم.

    (مجموع الفتاوى).

    .............................

    في أمان الله.
Working...
X