بسمِ الله الرّحمن الرحيم
السلامُ عليكمُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ
من دُرّ النّظم العربيّ ؛
منتقى؛
أسألُ الله تعالى؛ أن ينفعنا بهِ جميعًا.
الفَصاحة في واحة الشِّعر
~ ......................... ~
قال الشَّاعر:
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُه | فلم يبقَ إلَّا صورةُ اللَّحمِ والدَّمِ (1) |
طويلُ القَنَاةِ قصيرُ العدات | ذميمُ العداة حميدُ الشِّيم (2) | |
فَصِيحُ اللِّسانِ بديعُ البنانِ | رفيعُ السنانِ سريعُ القلم | |
يكيلُ الرِّجالَ بأقدارِها | ويرعَى البيوتاتِ رعْيَ الحرم (3) |
إِذا ما الفكرُ أضمرَ حسنَ لفظٍ | وأدَّاهُ الضميرُ إِلى العيانِ | |
ووشَّاهُ ونمنمَهُ (4) مُسَدٍّ | فَصِيحٌ بالمقالِ وباللِّسانِ | |
رأيتَ حُلى البَيان منوَّراتٍ | تضاحكُ بينها صُورَ المعاني (5) |
إذ قال لم يتركْ مقالًا لقائل | بمنتظمات لا ترَى بينها فصلًا | |
كفَى وشفَى ما في النُّفوس فلم يدعْ | لذي إِرْبَة في القول جدًّا ولا هزلًا (6) |
صَموتٌ إذا ما الصَّمت زيَّن أهله | وفتَّاقُ (7) أبكارِ الكلام المخَتَّمِ (8) | |
وَعَى ما وَعَى القرآن من كلِّ حِكْمة | ونِيطَت لها الآداب باللَّحم والدَّم (9) |
كأنَّ كلامَ النَّاس جُمِّع حولَه | فأطلق في إحسانه يتخيَّرُ (10) |
عليمٌ بتنزيلِ الكلامِ مُلَقَّن | ذَكُورٌ لما سدَّاه أولَ أولا | |
ترَى خطباءَ النَّاس يومَ ارتجالِه | كأنَّهم الكِروان (11) عاين أَجْدَلاَ (12) |
.................
في أمانِ الله.