د.عطاء الله احمد فشار
يقول رسول الله: “صل الله عليه وسلم” رفقا بالقوارير”، في الاصل دوما نتوجه إلى الرجل ليحسن معاملة المرأة ويحسن عشرتها ويترفق بها ويكرمها ولا يهينها، لكن واقع اليوم هو انتشار ثقافة (سيداوية) نسبة إلى اتفاقية سيداو والمتعلقة بمنع أشكال التمييز ضد المرأة والتي حادت في بعض جوانبها عن شريعتنا الغراء واعتبرت المرأة كأنها خصم للرجل ومنازع من منطلق إطلاق فكرة المساوة بمفهومها الغربي بعيد عن معنى مفهوم العدل في ديننا من منطلق حديث الرسول “النساء شقائق الرجال” ومن زاوية أن المرأة والرجل كلاهما يكمل الآخر وهم متساوون في الجزاء أمام الله وأمام القانون واعتمدت الاتفاقية علي فكرة “الجندر” أي التعامل على أساس النوع وليس الجنس فولدت هاته الثقافة رسائل سلبية تجعل من الرجل والمرأة مجرد طرفين في شركة أرباح ذات منافع متبادلة بعيدا عن المودة والرحمة وجعلت من المرأة ندا وخصما للرجل وكيانا مستقلا يتنازعان ولا يتساكنان وهو ما جعل التوتر كبيرا في العلاقة بينهما وازداد الخلل في الاستجابة لفطرة الله فكثر الطلاق والتطليق والخلع والشقاق وارتفعت العنوسة النسائية والرجالية هروبا من خصومات ومنازلات وانكسارات والتخلي عن المسؤوليات ورفضت المرأة أو كادت قوامة الرجل ورفض الرجل قدرته على كسب ود المرأة والحصول على حبها وإسعادها له ونسي أن اللين معها والرفق عبادة لقول الرسول “صل الله عليه وسلم” استوصوا بالنساء خيرا” بل ونسي ونسيت أن المرأة نصف دين الرجل وأن الجنة تحت أقدام الأمهات وأن دخولها بغير حساب بحسن تربية البنات، فأيتها المرأة رفقا برفيق العمر فهو الوالد الذي رباك فأحسن تربيتك وأحاطك بالحب والحنان ورفقا بالرجل فهو الشريك والأنيس وهو أبو أولادك وأنت حافظة لعرضه وماله وسره ورفقا به وهو الابن قرة العين الذي ارتوى من حليبك وسقيته الرجولة والشهامة ورفقا به وهو الجار الحافظ لما حفظ الله ورفقا به وهو زميل العمل الذي شاركته المكان والزمان والفكر والقلم والمصنع والورشة في ظل الاحترام ورفقا به وهو أمامك الذي خلفه تصلين وله تسمعين الموعظة الحسنة ورفقا به وهو المعلم الذي منه نهلت وتعلمت أبجديات الحرف والكلمة، فأيتها النساء رفقا بالرجل فلهم مشاعر وأحاسيس مثلكم وقلوب ودموع وآهات فرفقا به وأنت تخرجين مستفزة له في الشارع ومكان العمل مبتذلة بلباس أو كلام ورفقا به وأنت في بيته ورفقا به وأنت تربي بناته ورفقا به وأنت تريدي تملكه بعيدا عن أهله ووالدته ووالده ورفقا بجيبه وماله ورفقا بمشاعره فكل رجل هو طفل عند شريكة العمر افلم يقل الحق عزوجل في كتابه”ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”.
فرفقا برفيق العمر أيتها المراة “فالرجل دون المرأة نصف إنسان والمرأة دون الرجل نصف إنسان وأما الاثنان فيشكلان الإنسان الكامل”.