X

كن حريصاً على ستر المسلمين .

المنتدى الاسلامي

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • الشيخ محمد
    Thread Author
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 103 





    لقد أمرنا -سبحانه- بستر العورات وتغطية العيوب وإخفاء الهنات والزلات.. ويتأكد ذلك مع ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس معروفًا بالأذى والفساد.. فمن مقتضى أسمائه الحسنى الستر، فهو ستِّير، يحب أهل الستر، وهو –سبحانه- سِتِّير يحب الستر، ويستر عباده في الدنيا والآخرة.

    روى البخاري أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: “يدنو أحدكم من ربه، فيقول: أعملتَ كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقرره.. ثم يقول: إني سترتُ عليك في الدنيا.. وأنا أغفرها لك اليوم“..

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ الله -عز وجل- حَيِي ستِّير.. يحب الحياء والستر” (رواه أحمد وأبو داود).

    وأمرنا الله –تعالى- بالستر.. والستر هو إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم.

    والجزاء من جنس العمل.. فمن كان حريصاً على ستر المسلمين في هذه الدنيا إذا زلُّوا أو وقعوا في الهفوات؛ فإن الله -تعالى- يستره في موقف هو أشد ما يكون احتياجًا إلى الستر والعفو حين تجتمع الخلائق للعرض والحساب..

    ففي الصحيحين قال -صلى الله عليه وسلم-: “ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة“.

    وروى مسلم أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا.. إلا ستره الله يوم القيامة“.

    الستر ثوابه الجنة قال -صلى الله عليه وسلم-: “لا يرى مؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه.. إلا أدخله الله بها الجنة” (رواه الطبراني).

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: “ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته” (رواه ابن ماجه).

    وأول من حرص على هتك الأستار.. هو إبليس.. فهو وأولياؤه يحرصون على كشف السوءات والعورات.. فلا زال بأبينا آدم وأُمنا حواء حتى بدت لهما سوءاتهما.. فقال سبحانه محذرًا: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُو وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27].

    وحثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- مَن وقع في معصية أن يستر نفسه ولا يفضحها.. وأنه كلما ازداد ستراً كان أقرب لمغفرة ذنبه..

    ففي الصحيحين قال -صلى الله عليه وسلم-: “كل أمتي معافى إلا المجاهرين.. وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملاً، ثم يصبح قد ستره ربه فيقول: يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه.. فيبيت يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه“.

    فمَن اقترف ذنبًا وهتك سترًا فليبادر بالتوبة من قريب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.. وتأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه. وقال -صلى الله عليه وسلم-: “من أتى شيئًا من هذه القاذورات فليستتر فإنه من أبدى لنا صفحته أقمنا عليه كتاب الله” (رواه الإمام مالك ).

    اللهمّ لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجْته، ولا دَيناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا عقيماً إلا ذرية صالحةً رزقته، ولا ولداً عاقّاً إلا هديته وأصلحته يا أرحم الراحمين ..
Working...
X