يكثر المتفاخرون والمفتخرون , وتتسابق الأقلام في البحث بعهود ما قد سلف ,
لتتلمس ما قيل وقال عن العرب وأرض العرب , سواء في عهد الفراعنة والرومان أو في دوحة الإسلام ,
وهذا اليازجي رحمه الله أديب العرب في عهده يرسل هذه الإشعاعات :
فهل دونت ريشته ما كان في عهده أم كان يدرك ما سيحل بالعرب في هذا العهد ؟
أم أن قدر العرب أن يعيشوا تحت وطأة هذه الملامح هدفاً للطامعين والمتآمرين
ولا ندري ما هو السبب , أهو غنى الأرض أم كثرة الفاسدين ؟.:
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب --- فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فيم التعلل بالآمال تخدعكم --- وأنتم بين راحات الفنا سلب
الله أكبر ما هذا المنام فقد --- شكاكم المهد واشتاقتكم الترب
كم تظلمون ولستم تشتكون وكم --- تستغضبون فلا يبدو لكم غضب
ألفتم الهون حتى صار عندكم --- طبعاً وبعض طباع المرء مكتسب
وفارقتكم لطول الذل نخوتكم --- فليس يؤلمكم خسف ولا عطب
لله صبركم لو أن صبركم --- في ملتقى الخيل حين الخيل تضطرب
كم بين صبر غدا للذل مجتلباً --- وبين صبر غدا للعز يحتلب
فشمروا وانهضوا للأمر وابتدروا --- من دهركم فرصة ضنت بها الحقب
لا تبتغوا بالمنى فوزاً لأنفسكم --- لا يصدق الفوز ما لم يصدق الطلب
خلوا التعصب عنكم واستووا عصباً --- على الوثام ودفع الظلم تعتصب
لأنتم الفئة الكثرى وكم فئة --- قليلة تم إذ ضمت لها الغلب
هذا الذي قد رمى بالضعف قوتكم --- وغادر الشمل منكم وهو منشعب
وسلط الجور في أقطاركم فغدت --- وارضها دون أقطار الملا خرب
وحكم العلج فيكم مع مهانته --- يقتادكم لهواه حيث ينقلب
من كل وغد زنيم ما له نسب --- يدرى وليس له دين ولا أدب
وكل ذي خنث في الفحش منغمس --- يزداد بالحك في وجعآئه الجرب
سلاحهم في وجوه الخصم مكرهم --- وخير جندكم التدليس والكذب
لا يستقيم لهم عهد إذا عقدوا --- ولا يصح لهم وعد إذا ضربوا
إذا طلبت إلى ود لهم سبباً --- فما إلى ودهم غير الخنى سبب
والحق والبطل في ميزانهم شرع --- فلا يميل سوى ما ميل الذهب
أعناقكم لهم رق وما لكم --- بين الدمى والطلا والنرد منتهب
باتت سمان نعاج بين أذرعكم --- وبات غيركم للدر يحتلب
فصاحب الأرض منكم ضمن ضيعته --- مستخدم وربيب الدار مغترب
وما دماؤكم أغلى إذا سفكت --- من ماء وجه لهم في الفحش ينسكب
وليس أعراضكم أغلى إذا انتهكت --- من عرض مملوكهم بالفلس يجتلب
بالله يا قومنا هبوا لشأنكم --- فكم تناديكم الأشعار والخطب
ألستم من سطوا في الأرض وافتتحوا --- شرقاً وغرباً وعزوا أينما ذهبوا
ومن أذلوا الملوك الصيد فارتعدت --- وزلزل الأرض مما تحتها الرهب
ومن بنوا لصروح العز أعمدة --- تهوى الصواعق عنها وهي تنقلب
فما لكم ويحكم أصبحتم هملاً --- ووجه عزكم بالهون منتقب
لا دولة لكم يشتد أزركم --- بها ولا ناصر للخطب ينتدب
وليس من حرمة أو رحمة لكم --- تحنوا عليكم إذا عضتكم النوب
أقدراكم في عيون الترك نازلة --- وحقكم بين أيدي الترك مغتصب
فليس يدرى لكم شأن ولا شرف --- ولا وجود ولا اسم ولا لقب
فيا لقومي وما قومي سوى عرب --- ولن يضيع فيهم ذلك النسب
هب أنه ليس فيكم أهل منزلة --- يقلد الأمر أو تعطى له الرتب
وليس فيكم أخو حزم ومخبرة --- للعقد والحل في الأحكام ينتخب
وليس فيكم أخو علم يحكم في --- فصل القضاء ومنكم جاءت الكتب
أليس فيكم دم يهتاجه أنف --- يوماً فيدفع هذا العار إذ يثب
فأسمعوني صليل البيض بارقة --- في النقع إني إلى رناتها طرب
وأسمعوني صدى البارود منطلقاً --- يدوي به كل قاع حين يصطخب
لم يبق عندكم شيء يضن به --- غير النفوس عليها الذل ينسحب
فبادروا الموت واستغنوا براحته --- عن عيش من مات موتاً ملؤه تعب
صبراً هيا أمة الترك التي ظلمت --- دهراً فعما قليل ترفع الحجب
لنطلبن بحد السيف مأربنا --- فلن يخيب لنا في جنبه أرب
ونتركن علوج الترك تندب ما --- قد قدمته أياديها وتنتحب
ومن يعش ير والأيام مقبلة --- يلوح للمرء في أحداثها العجب
لله درك من شاعر بارع في تصوير ما تراه عينك وتتحسسه نخوتك !!!.
::
لتتلمس ما قيل وقال عن العرب وأرض العرب , سواء في عهد الفراعنة والرومان أو في دوحة الإسلام ,
وهذا اليازجي رحمه الله أديب العرب في عهده يرسل هذه الإشعاعات :
فهل دونت ريشته ما كان في عهده أم كان يدرك ما سيحل بالعرب في هذا العهد ؟
أم أن قدر العرب أن يعيشوا تحت وطأة هذه الملامح هدفاً للطامعين والمتآمرين
ولا ندري ما هو السبب , أهو غنى الأرض أم كثرة الفاسدين ؟.:
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب --- فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فيم التعلل بالآمال تخدعكم --- وأنتم بين راحات الفنا سلب
الله أكبر ما هذا المنام فقد --- شكاكم المهد واشتاقتكم الترب
كم تظلمون ولستم تشتكون وكم --- تستغضبون فلا يبدو لكم غضب
ألفتم الهون حتى صار عندكم --- طبعاً وبعض طباع المرء مكتسب
وفارقتكم لطول الذل نخوتكم --- فليس يؤلمكم خسف ولا عطب
لله صبركم لو أن صبركم --- في ملتقى الخيل حين الخيل تضطرب
كم بين صبر غدا للذل مجتلباً --- وبين صبر غدا للعز يحتلب
فشمروا وانهضوا للأمر وابتدروا --- من دهركم فرصة ضنت بها الحقب
لا تبتغوا بالمنى فوزاً لأنفسكم --- لا يصدق الفوز ما لم يصدق الطلب
خلوا التعصب عنكم واستووا عصباً --- على الوثام ودفع الظلم تعتصب
لأنتم الفئة الكثرى وكم فئة --- قليلة تم إذ ضمت لها الغلب
هذا الذي قد رمى بالضعف قوتكم --- وغادر الشمل منكم وهو منشعب
وسلط الجور في أقطاركم فغدت --- وارضها دون أقطار الملا خرب
وحكم العلج فيكم مع مهانته --- يقتادكم لهواه حيث ينقلب
من كل وغد زنيم ما له نسب --- يدرى وليس له دين ولا أدب
وكل ذي خنث في الفحش منغمس --- يزداد بالحك في وجعآئه الجرب
سلاحهم في وجوه الخصم مكرهم --- وخير جندكم التدليس والكذب
لا يستقيم لهم عهد إذا عقدوا --- ولا يصح لهم وعد إذا ضربوا
إذا طلبت إلى ود لهم سبباً --- فما إلى ودهم غير الخنى سبب
والحق والبطل في ميزانهم شرع --- فلا يميل سوى ما ميل الذهب
أعناقكم لهم رق وما لكم --- بين الدمى والطلا والنرد منتهب
باتت سمان نعاج بين أذرعكم --- وبات غيركم للدر يحتلب
فصاحب الأرض منكم ضمن ضيعته --- مستخدم وربيب الدار مغترب
وما دماؤكم أغلى إذا سفكت --- من ماء وجه لهم في الفحش ينسكب
وليس أعراضكم أغلى إذا انتهكت --- من عرض مملوكهم بالفلس يجتلب
بالله يا قومنا هبوا لشأنكم --- فكم تناديكم الأشعار والخطب
ألستم من سطوا في الأرض وافتتحوا --- شرقاً وغرباً وعزوا أينما ذهبوا
ومن أذلوا الملوك الصيد فارتعدت --- وزلزل الأرض مما تحتها الرهب
ومن بنوا لصروح العز أعمدة --- تهوى الصواعق عنها وهي تنقلب
فما لكم ويحكم أصبحتم هملاً --- ووجه عزكم بالهون منتقب
لا دولة لكم يشتد أزركم --- بها ولا ناصر للخطب ينتدب
وليس من حرمة أو رحمة لكم --- تحنوا عليكم إذا عضتكم النوب
أقدراكم في عيون الترك نازلة --- وحقكم بين أيدي الترك مغتصب
فليس يدرى لكم شأن ولا شرف --- ولا وجود ولا اسم ولا لقب
فيا لقومي وما قومي سوى عرب --- ولن يضيع فيهم ذلك النسب
هب أنه ليس فيكم أهل منزلة --- يقلد الأمر أو تعطى له الرتب
وليس فيكم أخو حزم ومخبرة --- للعقد والحل في الأحكام ينتخب
وليس فيكم أخو علم يحكم في --- فصل القضاء ومنكم جاءت الكتب
أليس فيكم دم يهتاجه أنف --- يوماً فيدفع هذا العار إذ يثب
فأسمعوني صليل البيض بارقة --- في النقع إني إلى رناتها طرب
وأسمعوني صدى البارود منطلقاً --- يدوي به كل قاع حين يصطخب
لم يبق عندكم شيء يضن به --- غير النفوس عليها الذل ينسحب
فبادروا الموت واستغنوا براحته --- عن عيش من مات موتاً ملؤه تعب
صبراً هيا أمة الترك التي ظلمت --- دهراً فعما قليل ترفع الحجب
لنطلبن بحد السيف مأربنا --- فلن يخيب لنا في جنبه أرب
ونتركن علوج الترك تندب ما --- قد قدمته أياديها وتنتحب
ومن يعش ير والأيام مقبلة --- يلوح للمرء في أحداثها العجب
لله درك من شاعر بارع في تصوير ما تراه عينك وتتحسسه نخوتك !!!.
::