X

غروب الأحلام وتجديد الأماني .

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    هفهفت النسائم في فم الشروق فأيقظت المقل وابتهج فضاها , وأينعت رائحة الرحيق في فضاء الطبيعة , امير الورد غنى الحانه في الحدائق فأزهرت وربت وأينع وردها وفاح الورد طيباً وانتشر الشذى في ارجائها , تسلسل الماء فرحة لنشوتها ورقص الفراش لتبدأ الوانه تحاكي بطيفها ألوان الزهر المفتون بهبة الطبيعة , فامتزجت الأصوات لتعزف سيمفونية الوجود الأبدية , وبين صوت خرير الماء المتسلسل وتغريد الطيور وهي تروي قصة الشجى تنشأ الحكاية , فتنة تُحاكي فتنة وجمالٌ ينال من جمال , وتلك الوردة التي وقف عليها الحسون قد استمرَّت في الشرود ورأسها الذي ينود كالنواس , تارة يدفعه العليل وأخرى يميل مع العلَّةْ التي لم تذهب إلا وأخذت معها عبقاً من أريج العمر النهدية , كانت تتراءى لها الذكريات كسلسلة توالت حلقاتها ما بين يأسٍ وأمل , فتوغلت نفسها في عالم الازدواجية الذي أعده الله ليكون سمة الوجود وسدوته ولحمته , فما بين السدوة واللحمة تترنح الازدواجية في الأبد , فهذا الليل والنهار , وهذا الشروق والغروب , وهذا الضوء والظلمة ,,,, معدودات لا تنتهي , تعلق طرفاها بين الخوف والرجاء والحزن والسعادة , ماذا ولَّى وماذا تبقى ,, ورغم صراخ السلسبيل فقد استمرَّت بالهروع نحو سلسبيل آخر تشكلت مكوناته في عالم الخلق والمخلوق ويروي بجريانه حكمة الخالق في الخلق , ولكن سلسبيل الماء الصارخ قد لاحظ الطوارئ التي بدت تُرسي بأشكالها على وجنتي تلك الوردة لتقبض على بصيرتها بعد أن لونتها الهواجس , فقذف على وجهها نفحة العبير والرذاذ وصرخ ,
    هاي .. أنتي أيتها الوردة قد خرجت عن المألوف وفارقتي الحاضر .. ألا تعودين للإنسجام لنكمل هيبة الطبيعة , ارتعدت الوردة بقفزة الحسون وقفز رأسها نحو الأعلى بعد ملامسة الرذاذ والعبير ..
    نعم يا سيدي لك الحق , فقد ساقني الشرود نحو الوجل وعارضني الخوف بحلول فصل الخريف ..
    الخوف من ماذا؟!. , يعلو صوت النهر ويتخطفه التعجب ..
    من حلول الشتاء يا سيدي , فقد أذاقني في دورته الماضية جرعةً من الألم لم يزيلها الفرح بانقضائه .. صرخ النهر وصوته يترنح مستنكراً , ألا تعلمين موسم الشتاء هو مصدر ما نحن فيه من بهجة , فلولاه ما جريت أنا وما حملت لكي ما أحمله وتأخذيه , ليكون لكي ما أنتي فيه من بهجة وجمال ..
    أدركت الوردة بصوت النهر موعظة ترائت لها جوانبها حين أبصرت إزدواجية الوجود , ولكنها لم تكن تعي أن مواسم الألم هي التي تصنع مواسم الرحمة حاملةً معها البهجة والفرح كما يصنع الشتاء بهجة الطبيعة وفرحتها ..


    بقلم أنيس ..
Working...
X