هفهفت النسائم في فم الشروق فأيقظت المقل وابتهج فضاها , وأينعت رائحة الرحيق في فضاء الطبيعة , امير الورد غنى الحانه في الحدائق فأزهرت وربت وأينع وردها وفاح الورد طيباً وانتشر الشذى في ارجائها , تسلسل الماء فرحة لنشوتها ورقص الفراش لتبدأ الوانه تحاكي بطيفها ألوان الزهر المفتون بهبة الطبيعة , فامتزجت الأصوات لتعزف سيمفونية الوجود الأبدية , وبين صوت خرير الماء المتسلسل وتغريد الطيور وهي تروي قصة الشجى تنشأ الحكاية , فتنة تُحاكي فتنة وجمالٌ ينال من جمال , وتلك الوردة التي وقف عليها الحسون قد استمرَّت في الشرود ورأسها الذي ينود كالنواس , تارة يدفعه العليل وأخرى يميل مع العلَّةْ التي لم تذهب إلا وأخذت معها عبقاً من أريج العمر النهدية , كانت تتراءى لها الذكريات كسلسلة توالت حلقاتها ما بين يأسٍ وأمل , فتوغلت نفسها في عالم الازدواجية الذي أعده الله ليكون سمة الوجود وسدوته ولحمته , فما بين السدوة واللحمة تترنح الازدواجية في الأبد , فهذا الليل والنهار , وهذا الشروق والغروب , وهذا الضوء والظلمة ,,,, معدودات لا تنتهي , تعلق طرفاها بين الخوف والرجاء والحزن والسعادة , ماذا ولَّى وماذا تبقى ,, ورغم صراخ السلسبيل فقد استمرَّت بالهروع نحو سلسبيل آخر تشكلت مكوناته في عالم الخلق والمخلوق ويروي بجريانه حكمة الخالق في الخلق , ولكن سلسبيل الماء الصارخ قد لاحظ الطوارئ التي بدت تُرسي بأشكالها على وجنتي تلك الوردة لتقبض على بصيرتها بعد أن لونتها الهواجس , فقذف على وجهها نفحة العبير والرذاذ وصرخ ,
هاي .. أنتي أيتها الوردة قد خرجت عن المألوف وفارقتي الحاضر .. ألا تعودين للإنسجام لنكمل هيبة الطبيعة , ارتعدت الوردة بقفزة الحسون وقفز رأسها نحو الأعلى بعد ملامسة الرذاذ والعبير ..
نعم يا سيدي لك الحق , فقد ساقني الشرود نحو الوجل وعارضني الخوف بحلول فصل الخريف ..
الخوف من ماذا؟!. , يعلو صوت النهر ويتخطفه التعجب ..
من حلول الشتاء يا سيدي , فقد أذاقني في دورته الماضية جرعةً من الألم لم يزيلها الفرح بانقضائه .. صرخ النهر وصوته يترنح مستنكراً , ألا تعلمين موسم الشتاء هو مصدر ما نحن فيه من بهجة , فلولاه ما جريت أنا وما حملت لكي ما أحمله وتأخذيه , ليكون لكي ما أنتي فيه من بهجة وجمال ..
أدركت الوردة بصوت النهر موعظة ترائت لها جوانبها حين أبصرت إزدواجية الوجود , ولكنها لم تكن تعي أن مواسم الألم هي التي تصنع مواسم الرحمة حاملةً معها البهجة والفرح كما يصنع الشتاء بهجة الطبيعة وفرحتها ..
بقلم أنيس ..
هاي .. أنتي أيتها الوردة قد خرجت عن المألوف وفارقتي الحاضر .. ألا تعودين للإنسجام لنكمل هيبة الطبيعة , ارتعدت الوردة بقفزة الحسون وقفز رأسها نحو الأعلى بعد ملامسة الرذاذ والعبير ..
نعم يا سيدي لك الحق , فقد ساقني الشرود نحو الوجل وعارضني الخوف بحلول فصل الخريف ..
الخوف من ماذا؟!. , يعلو صوت النهر ويتخطفه التعجب ..
من حلول الشتاء يا سيدي , فقد أذاقني في دورته الماضية جرعةً من الألم لم يزيلها الفرح بانقضائه .. صرخ النهر وصوته يترنح مستنكراً , ألا تعلمين موسم الشتاء هو مصدر ما نحن فيه من بهجة , فلولاه ما جريت أنا وما حملت لكي ما أحمله وتأخذيه , ليكون لكي ما أنتي فيه من بهجة وجمال ..
أدركت الوردة بصوت النهر موعظة ترائت لها جوانبها حين أبصرت إزدواجية الوجود , ولكنها لم تكن تعي أن مواسم الألم هي التي تصنع مواسم الرحمة حاملةً معها البهجة والفرح كما يصنع الشتاء بهجة الطبيعة وفرحتها ..
بقلم أنيس ..