X

جامع الحنابلة ـ دمشق

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    جامع المظفري / الحنابلة في دمشق

    أقدم آبدة أيوبية مازالت قائمة الى اليوم بمدينة الياسمين دمشق الشام
    يقع جامع الحنابلة خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في زقاق الحنابلة بمنطقة أبو جرش محاذياً لشارع الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ محي الدين بن عربي بالجبة عند سفح جبل قاسيون الشرقي بصالحية دمشق .


    الخارطة مأخوذة من خريطة مدينة دمشق عام 1958 من وثائق الجمهورية العربية المتحدة .

    وذكر لي والدي الأستاذ المرحوم محمد شحادة الأرمشي المفتش الأول بوزارة التربية والتعليم السورية ( طيب الله ثراه ) أن هذا الجامع يعد من أوائل المساجد الجوامع الكبيرة التي بنيت بعد المسجد الجامع الأموي الكبير ، وليس كل مسجد هو جامع بل كل جامع هو مسجد ، وهذا الجامع من الآثار النورية و الأيوبية الضخمة الماثلة إلى اليوم في دمشق الشام .


    صورة رائعة لحي الصالحية من الغرب الى الشرق ملتقطة من مئذنة جامع الشيخ محي الدين و يبدو في صدر الصورة جملونات و مئذنة جامع الحنابلة . الصورة من تقديم الأستاذ / عصام حجار .

    وأردف والدي محمد شحادة الأرمشي رحمه الله فقال : عُرف المسجد الجامع بعدة أسماء منها :
    جامع الحنابلة: لأن أبناء الشيخ : أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي هم الذين أسسوا بناءه ، وكانوا على مذهب الإمام " أحمد بن حنبل " و كان وقفاً حنبلياً لذلك سمي بجامع الحنابلة .
    جامع الصالحاني : نسبة لأبي صالح الحنبلي والذين ينتمون إليه " المقادسة " مؤسسو الجامع ، وقد سميت أيضاً الصالحية نسبة لاسمه.
    الجامع المظفري: نسبة إلى متمم بنائه الأمير الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري بن زين الدين بن علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد " صاحب أربل " ، وكان الأمير مظفر الدين زوجاً للصاحبة " خاتون " شقيقة السلطان صلاح الدين الأيوبي .
    جامع الجبل: سماه النعيمي بهذا الاسم لأنه الجامع الوحيد الكبير الموجود في جبل قاسيون .
    جامع الصالحية : لوقوعه في حي الصالحية .



    صورة نادرة للطرف الشرقي من حي الصالحية في نهايات القرن التاسع عشر وغالب الظن أنها للمصور فيليكس بونفيلس ، وهي ملتقطة من الشمال الى الجنوب وبعد الساعة الواحدة ظهراً بحسب نوع الظل وتظهر في مقدمة الصورة مقبرة السفح ( مقبرة الجوعية ) و تتصدر الصورة في المنتصف مئذنة جامع الحنابلة ذات اللون الأبيض ، والجملونات أمامها ، ثم في جهة اليسار تبدو مئذنة جامع الشيخ عبد الغني النابلسي ، وبالعمق تبدو غوطة دمشق الغنية بالأشجار المثمرة وقد ظهرت بعضاً من البيوت المتناثرة في بساتين بصارو و السنبوسكي و بستان سراج ، وبساتين الدماغية في اقصى اليسار ، وكذلك في المنتصف بساتين الديوانية و العمادية وصولا الى مدينة دمشق الخالدة ، ويتوسطها جامعها الكبير جامع بني أمية ( الأموي ) .
    و بالعمق البعيد بقية الغوطة قبل ان يلتهمها المد العمراني السرطاني خلال 50 سنة فقط والذي أتى عليها و جعلها من ميادين التصحر .
    والجدير بالذكر أن معظم المنشآت الدينية و النفعية مثل المساجد و المدارس و الخوانق و التكايا و الزوايا و الرباطات و البيمارستانات والحمامات و الخانات كانت تقام على ضفاف الأنهر و مصبات المياه في مدينة دمشق الشام للاستفادة قدر الإمكان من هذا العنصر الحيوي الهام للحياة ، وكانت هناك ماصة من ماصات نهر يزيد تصل الى صحن هذا الجامع عن طريق ناعورة اندرست مع مرور الزمن في نهايات العصر المملوكي ولم يبق لها أثر .



    وقد بوشر ببنائه في خامس عشر من شوال 597 للهجرة الموافق 19 تموز 1201 للميلاد كرديف إسلامي لدير الحنابلة و المدرسة العُمرية بدمشق . وقد دعا لبناء هذا الجامع المبارك الشيخ : أبو عمر بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي أحد أئمة المقادسة ، وقد تولى أمر البناء والإنفاق عليه الشيخ أبو داود محاسن الفامي عام 598 هجري ـ 1202 للميلاد تحت رعاية ومناصرة الشيخ أبو عمر، لكن الأموال التي جمعوها لم تكن كافية لمتابعة البناء ، فبلغ الخبر مظفر الدين كوكبوري صاحب إربل أن الحنابلة بدمشق شرعوا في عمل جامع بسفح قاسيون ، وإنهم عاجزون عن إتمامه ، فأرسل الأمير على فوره مع حاجب من حجابه يسمى شجاع الدين الإربلي ثلاث آلاف دينار أتابكية ، لتتميم العمارة واخبرهم : أن ما تبقى منها ، يُشتري به أوقافاً للمسجد توقف عليه .



    فأكمل الشيخ أبو عمر المقدسي بناءه وجعل منبره العظيم المميز ذا ثلاث درجات كدرج منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو أول من ولي خطابته ، وانتهى البناء بمؤازرة الأمير مظفر الدين حيث تم وضع آخر حجر ببناء المئذنة في السابع عشر من رجب سنة 610 هجرية ـ الثاني من كانون أول 1213 للميلاد .
    ثم إن الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ، عاود فأرسل ألف دينار لسياق الماء إلى الجامع من قرية برزة ، فمنعهم الملك المعظم بن سيف الدين أيوب صاحب دمشق ، وأعتذر لهم بأن في طريقه قبورا كثيرة للمسلمين ، فصُنع له بئرا ذو ماء زلال ، ووقف عليه أوقافا تقوم به وما زال البئر باق إلى الآن ولكن للأسف قد جف مائه .



    و يعد هذا الجامع المبارك من أقدم جوامع مدينة دمشق التي بنيت في العصر الأيوبي ، وقد تم تصميم و تخطيط مساقط الجامع ، مشابها لتصميم و تخطيط مساقط الجامع الأموي الكبير بدمشق ، فواجهة الجامع الأمامية الغربية حجرية فيها نافذتان كبيرتان تطلان على زقاق الحنابلة ، ويتوسطها الباب الغربي الكبير عليه لوحة التأسيس :
    جامع الحنابلة
    بناه الأمير الملك المظفر كوكبري صاحب أربيل
    سنة 599 هجرية .






    يقع المدخل المؤدي الى الصحن الشرقي الواجهة و يعلوه كتابة مؤلفة من ستة أسطر ولكن يصعب قراءتها و الجدير بالذكر أن الباب الرئيسي للجامع يقع في الجدار الغربي ، و يقابله باب آخر ثانوي في الجدار الشرقي للجامع .
    يتصل المدخل الرئيسي للجامع برواق جميل ذو أربعة قناطر كبيرة يحملن قبة صغير ، و هذه القناطر من أساس بنيان الجامع القديم ذوات الأحجار القديمة .



    يتصل رواق المدخل مع الجدار الشمالي لحرم بيت الصلاة وهو مبني من الحجارة المتناوبة الأبلقية الشكل ( الحجارة البيضاء و السوداء البازلتية و المزية أي اللون الرماني ) و الواقع في الزاوية الجنوبية الغربية من صحن المسجد خلف الرواق المقنطر.



    يتألف الجامع من حرم ثلاثي لأجنحة ، ومن صحن شمالي ، ومن مئذنة شمالية ، لكنها منحرفة قليلاً عن المحور نحو الغرب ، وذلك لتترك مجالاً لقاعة تنفتح على الصحن عبر عمودين ، ولكن سقف هذه القاعة غير موجود اليوم .
    ومن الجائز أن مدخلاً من الشمال كان موجوداً ويلاحظ المرء وجه القرابة بين مئذنة جامع الحنابلة و بين مئذنة العروس في الجامع الأموي ، حيث تتناوب الأعمدة مع الدعامات كما أن الدعامة لا تتعاقب مع الدعامة الأخرى إلا في وسط الرواق الشمالي الذي تتألف من صف طويل من الدعامات دون غيرها .
    كان صحن الجامع المستطيل الشكل والموجود في الجهة الشمالية للبناء مع المنارة المبنية في الضلع الشمالي من الصحن ، مفروش بالحجارة العادية ، وتشبه تقسيماته تقسيمات و أجزاء صحن الجامع الأموي الكبير من حيث أروقة الصحن المحمولة على قناطر و كذلك النوافذ القوسية فوق القناطر بالإضافة إلى شكل ميضأة المسجد القديمة ، و تموضع مكان المئذنة كما هي مئذنة العروس بالأموي



    صحن جامع الحنابلة الصورة من تصوير :
    البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908
    Ashmolean Museum of Art, Harvard Professor K.A.C.Creswell
    أما اليوم أي في ربيع سنة 2003 أثناء زيارتي الميدانية للجامع ، تغيرت أرضية الجامع بعد الترميمات التي طرأت عليها فصارت مفروشة بالرخام الأبلقي البديع ذو الأشكال الهندسية المتداخلة ، و غابت مظلة الميضأة بوسط صحن الجامع ، وصار فيها فسقية مياه ( بحرة ) مربعة الشكل مطوقة بعقد رخامي ومحمولة على أرضية الصحن يصب فيها الآن مياه عين الفيجة .



    صحن جامع الحنابلة وجبهة واجهة بيت الصلاة ( القبلية ) و ميضأة الجامع من الشمال الى الجنوب و أبواب الجامع الخمسة .



    واجهة بيت الصلاة ( القبلية ) لجامع الحنابلة من الشرق الى الغرب وأبواب الجامع .



    واجهة بيت الصلاة ( القبلية ) لجامع الحنابلة في جهية اليسار ، والرواق الغربي للجامع .



    صحن جامع الحنابلة و الرواقان الشمالي بجهة اليسار و الشرقي بجهة اليمين ، و ميضأة الجامع بعد تجديدها و ترميمها .
    أما الأعمدة القديمة المتراكبة بصحن الجامع فهي من بنيان المسجد القديم وقد شيدت آنذاك آخذة طابع الأعمدة الرومانية أو البيزنطية القديمة ، بالإضافة إلى الأقواس المبنية فوق الأعمدة والمتعددة والتي يعلوها نوافذ قوسيه الشكل .



    صحن جامع الحنابلة وزاوية التقاء الرواقان الشمالي بجهة اليسار و الشرقي بجهة اليمين .
    وقد ذكر الباحثان كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر في كتابهما الآثار الإسلامية في مدينه دمشق ضمن البعثة الألمانية العثمانية التي أجرت مسحاً ميدانياً شاملاً للأبنية الأثرية والإسلامية بدمشق
    تتألف أعمدة الصحن من الأنواع التالية :
    ركيزتا عمودين إحداهما قاعدة أتيكية ، والأخرى ( يبدو وكأنه قاعدة بيزنطية مقلوبة ) و على أي حال فأن التصميم مميز ، ويتجلى في الإنتقال من اللوحة المربعة الى الكتلة المستديرة عبر سطوح مائلة تقطعها حزوز و أخاديد حادة .
    أما أسفل التاج فإنه يتكون من تقعر يدور حول الجسم نفسه ، و هنا لا يسعنا إلا أن نتصور وجود أوراق مقعرة ملتصقة بهذا الجزء لنحصل على تاج إسلامي عادي تقريباً ، و نجد العنصرين الأساسيين للتاج الإسلامي ، ولكن في تسلسل معكوس .. ففي الجزء العلوي نجد الأوراق المقعرة ، وفي الأسفل توجد المنطقة المقعرة و المحززة بأخاديد بارزة و شاقولية ، وهذا التصور كلياً ناتج عن المثمن .


    تفاصيل تاج العمود الحامل للأقواس

    فيما يتعلق بالتاج دي ، فلا بد أن يكون من أصل بيزنطي ، أعيد استعماله هنا ، بيد أنه حتى هذا النوع من التيجان لتي تأخذ شكل السلة . و كان مثمراَ بالنسبة للفن الإسلامي ، كذلك يعتبر التاج رقم 1 في الصحن بيزنطي لأصل . فالقاعدة لها قولبة مائلة على شكل حرف ( S ) و صفيحة مثمنة و تحتها كرسي العمود ذو الشكل المربع و المظهر البسيط .
    إن تجويف المحراب مكون من الحجارة المنحوته وهو محاط باطار تتناوب فيه المسننات مع أتصاف الدوائر و يعلو العمودين الجانبيين للمحراب تاجان بيزنطيان كورنثيان .
    يحيط بحنية المحراب شريك من الضفائر في قولبتها كما تحتوي على مقرنصات بسيطة واسعة المساحات و ترنصف في ثلاث طبفات .أما المنبر فهو من الخشب المحفور وهو مطلي بالألوان ولكن عده متأخر.



    في شرقي و غربي الصحن إيوانان عظيمان يقوم كل منهما على خمس قناطر وقواعد و أعمدة قديمة ، وفي الجهة الشمالية إيوان يقوم على خمس قناطر من ورائها ثلاث قناطر أخرى ، والى جانبها المنارة المربعة الجميلة المكتوب على بابها ما نصه :

    بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر بعمارة هذه المأذنة المباركة/
    العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى الملك العادل سيف الدنيا و الدين /
    كوكبوري بن علي بن بكتكين سنة تسع و تسعين و خمسمائة /




    للجامع باب شرقي مقابل الباب الغربي ، وقد كتب عليه ما نصه :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله و باليوم الآخر
    هذا ما أمر بعمله تقرباً إلى الله تعالى وطلب ثوابه العبد الضعيف الفقير /
    إلى رحمة الله و المعروف بذنوبه الراجي إمداد عفوه و توبته /
    كوكبوري بن علي بن بكتكين صاحب أربيل غفر الله له /
    ما تقدم من ذنبه و ما تأخر بمحمد وآله بتولي الفقير إلى رحمة الله /
    محاسن بن سليمان القلانسي سنة 599 ولله الحمد والمنة وصلى الله على محمد و آله


    الصورة من تصوير :
    البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908
    Ashmolean Museum of Art, Harvard Professor K.A.C.Creswell


    الصورة بعدسة الأستاذ يامن عارف صندوق



    وقد ذكر الباحثان كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر في كتابهما الآثار الإسلامية في مدينه دمشق ضمن البعثة الألمانية العثمانية التي أجرت مسحاً ميدانياً شاملاً للأبنية الأثرية والإسلامية بدمشق :
    يخترق المدخلان الشرقي و الغربي سور الجامع بصورة قاسية ( مثل باب جيرون و باب البريد في الجامع الأموي ) يتردد صدى الجاز القاطع ( الرواق المعترض بالجامع الأموي ) كما في جامع الحنابلة بوضوح . وفي إلتقاء الدعامات الأربعة في وسط الحرم .
    لكن الأقواس الأحد عشر المحمولة على أعمدة في الجامع الأموي يتقلص عددها الى إثنين في جامع الحنابلة ، يلي القوسين من كل جانب قطعة جدار متماسكة ( و يقصد في ذلك الجدار ما يسمى بالدعامة الجدارية ) ، يخترق كل منهما باب منخفض . إن مهمة هذين الجدارين هي إمتصاص ضغط لأقواس على الجدارين الجانبيين للحرم .


    إن الإرتفاع المنخفض للحرم قد أتاح الإستغناء عن قيام طابق ثان من الأقواس المحمولة . تتصف أقواس الحرم بأنها مدببة قليلاً ، لكنها قريبة من الشكل الحدوي ، كما أن وترها يجزأ بنسبب 2 : 1 : 2
    أما ساق كل قوس (Stilzung ) فإنه يبلغ عشر العرض ، وتتباين قواعد إنطلاق لأقواس ( الأكتاف ) تبايناً كبيراً وذلك نتيجة لإختلاف المسافة بين دعامة و أخرى .
    يغطي الدعامات و لأقواس و الجدران طبقة سميكة من الجص ، ولكن بعض الأجزاء مدهونة بالألوان و ذلك تقليداً للميداميك المتناوبة ( ربما دهنت في عهد متأخر ) .



    نأتي فيما يلي على تفصيل ذكر الأعمدة التي تعتبر جميعها من أصل سابق للإسلام بعد أن أعيد استعمالها في هذا الجامع .
    يتخلل النور الى الحرم من تسع نوافذ عالية في الجدار الجنوبي ، و نافذة واحدة في الجملون الجنوبي ، ثم يليها في الأسفل نوافذ عديدية معشقة بالزجاج الملون ، ويعلو الفتحات الخمس التي تتوسط الجدار الشمالي محاريب تويينية صماء



    تتضمن الجدران الخلفية لتلك المحاريب شبك جصي قديم ، لكن معظمه قد طلي بالكلس الملون بجيث أخفى القولية الدقيقية قيه ( لعل شبك نافذة معشقة بالزجاج ) الريحاوي : جرى الكشف عن بعض هذه المحاريب و ترميمها ، وهي نوافذ جصيةغنية بالنقوش ، أما شريط الكتابة الذي يأتي من أعلى النافذه فهو كوفي مشجر على أرضية من الزخارف النباتية .
    ويعلو المحاريب التزيينية شريط من الكتابة التي تتخللها التغصينات الزهرية ، أما مثلثات أقواس المحاريب ، فإنها مزينة بزخارف تبرز بروزاً خفيفاً ـ الريحاوي : هذه المثلثات يقصد بها الزوايا الناشئة من إحاطة القوس بإطار مستقيم ، وهي مزخرفة بزخارف هندسية ، و تدعى هذه الزوايا المثلثية باللغة الإنكليزية ( Spandrel) .



    كما يحيط شريط من الأرابيسك بالحقل الرئيسي للقوس المدبب مؤلف من أشكال قياضة و منظورة من التغصينات و الأوراق الرمحية لملتفة و المثقبة و المريشة كما هو الحال في نهاية القرن السادس و مطلع القرن السابع الهجرس .



    تتألف تغطية الحرم من ثلاث سقوف جمليونية متوازية ذات هياكل إنشائية مكشوفة ، لكنها ثقيلة و ضخمة ، فخشبية الجملون المرتكزة على جداران الأقواس المحمولة تتلفف جسور الربط ، أما العوارض فيستند ثلثها الأول على ساندة مقابلة إنطلاقاً من وصلة الربط .
    تتألف السواري من الجسور و العوارض ، يفصل بينهما سارية أخرى مسافة مقدارها 1.5 متر ، و تعزز تلك العوارض في الأسفل مثلثات مثبتة في الزوايا القائمة ، و ترتكز فوق العوارض لأولى عوارض اسطوانية موازية لحافة السقف .
    تتراصف العوارض الإسطوانية تلك بإكتطاط بحيث تبلغ المسافة بين اسطوانة و بين الأسطوانة الأخرى مقدار قدم واحد تقريبا ، و يستطيع لإنسان مساهدة الحشوة الخشبية التي تملأ الفراغات بصورة شاقولية داخل كتلة الطين .
    يستمر الجدار في الإرتفاع فوق تجاويف إرتكاز السواري ، و يتوقف الجدار عند مستوى الميزاب .إن جذوع أعمدة الحرم و الصحن و معظم التيجان و القواعد من النوع السابق للإسلام ، و أعيد استعمالها في هذه الجامع ، و يفصل بين التاج و منطلق القوس بالنسبة لكل عمود قاعدة عالية و نائلة الجوانب .



    يدخل إلى حرم بيت الصلاة ( القبلية ) من باب كبير إلى يمينه بابان صغيران وثالث أصغر. وكذلك إلى يساره ، وهناك نوافذ محيطة بالمدخل الرئيسي فوق الأبواب من جهة الحائط الشمالي والغني باللوحات المنحوتة الغنية بالزخارف الجصية الأنيقة على هيئة نباتات زهرية مرسومة بشكل فني وعليها رسومات داخل القوصرة : وهي مثلث في أعلى واجهة المبنى ، وقد انمحى معظمها ولم يبق منها الآن إلا ما على الباب الأيمن الثاني .
    والحرم نفسه مضاء من خلال نوافذ موضوعة داخل الحجارة الضخمة بشكل منظم متناسق الأبعاد مع أرضية المسجد ، و الجدار الجنوبي متآخي مع النوافذ التي تم دمجها من الزجاج المعشق و الملون مع بعض من النوافذ العلوية ومضاءة من السقف الملتحم مع الجدار الجنوبي .



    والقبيلة قائمة تحت ثلاث جملونات خشبية مركبة على ثلاثة مجموعات من العقود الحجرية ومجازه الأوسط القاطع على ثلاثة عقود أيضاً ـ مبني على شكل جمالون أو مثلث أو هرم ضلعاه يستندان إلى مجموعتي العقود وتحتها خمس قناطر ، ومن أمامها خمس أخرى ، وهي مقسومة إلى ثلاث أجنحة " بائكات ( البائكة مجموعة عقود مبنية على اتجاه واحد ) " موازية لحائط القبلة ، يقطعها مجاز قاطع منحرف قليلاً إلى الغرب ، مدعمة بـ رتل من الركائز الضخمة الحاملة للقناطر الحجرية المساندة والملتحمة مع الأعمدة الخشبية للسقف كما هو الحال في الجامع الأموي ، ولها شباكان عظيمان إلى زقاق الحنابلة ، وآخران إلى طريق المسكي ، و أربعة جنوبية تطل على الدور و البيوت العربية القديمة و يوجد حاليا بداخل كل شباك جهاز تكيف حديث قد حجب رؤيتهما ، وفي جدار القبلية سدة خشبية ذات زخارف بديعة و كذلك فوق الشباكين الشرقيين كوى بديعة الزخرفة من الزجاج .



    أما المحراب فهو بديع من الحجر و لكنه مشوه بالدهان وتم تحديثه في العصر العثماني ، مرتفع القامة محفور في حائط القبلة يحيطه إطار مزخرف بشكل هندسي مزين بجملة من الآيات القرآنية مكتوبة بأجمل أنواع الخطوط العربية ومتوج بمقرنصات على شكل نصف قبة ومحاط بأعمدة صقلية و نقش في أعلى المحراب :
    (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ) .
    على جانب المحراب يوجد منبر الجامع ؛ خشبي الصنع أية من آيات الفن الخشبي المحفور ، وهو من أقدم و أندر وأجمل المنابر الموجودة في بلاد الشام ومصر قاطبة بعد منبر صلاح الدين الأيوبي الذي حرقه الصهاينة في حريق المسجد الأقصى المبارك في 21 آب / أغسطس 1969 للميلاد ، وقد صُنع منبر جامع الحنابلة في عام 604 للهجرة الموافق 1207 للميلاد حسبما تشير إلى ذلك الكتابة التاريخية المحفورة فوق باب المنبر مباشرة ما نصه :
    لا إله إلا الله محمد رسول الله :
    أمر بعمارة هذا المنبر العبد الفقير الى رحمة الله تعالى كوكبوري بن علي بكتكين صاحب أربيل تقبل الله منه و أثابه و بتولية العبد الفقير الى الله تعالى محاسن بن سليمان بن أبي محمد الفلانسي في سنة 594






    وهو واضح للعيان في نقوشه ويدل على أناقة وعراقة في صياغة الخشب المصنوع منه والمعشق والمتشابك بنقوش معقدة هندسياً ومشغولة على هيئة نباتات زهرية.

    يوجد وراء ظهر الخطيب لوحة خشبية حولها كتابة ما نصها :
    اللهم و أدم دولة مولانا الإمام ابن الإمام و صاحب البردة و القضيب و الحسام الذي ليس للمسلمين أميرا سواه ولا خليفة / أبو العباس أحمد أدام الله أيامه ، أدم اللهم النعمة و التمكين ببقاء الملك العادل سيف الدنيا و الدين خليل أمير المؤمنين أبو بكر بن أيوب أدام الله أيامه و نشر في الخافقين أعلامه .





    سقف الجامع مصنوع من الخشب تغطيه طبقة من التبن والكلس ، وهو محكم الصنع يقي المسجد ويحميه من أمطار الشام الغزيرة . و الجدير بالذكر أن حرم المسجد لا يوجد فيه غارب أو قبة كما هو الحال في الجامع الأموي و جامع التوبة .



    الصورة من تصوير :
    البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908
    Ashmolean Museum of Art, Harvard Professor K.A.C.Creswell

    صورة نادرة جدا لجامع الحنابلة التقطها البروفسور كيبل كريسوال في عام 1908 من المئذنة الموجودة في شمال الجامع ، ويبدو صحن و جملونات الجامع ، وكذلك الدور و البيوت العربية القديمة المحيطة به .
    و تبدو أيضا الغوطة الغناء التي تفصل دمشق القديمة عن حي الصالحية ذات البساتين الكثيفة بأشجار الآس و المشمش و الخوخ و التوت و الجوز وتظهر بالعمق مدينة دمشق الخالدة بمآذنها و دورها .



    ذكرت بعض المصادر التاريخية الغير موثقة أنه كان للجامع مئذنتان جنوبية وشمالية ولم يبق منهما حالياً إلا الشمالية وتقع في آخر الرواق الشمالي للجامع وبنيت على نسق مئذنة العروس في الجامع الأموي ، وهي عبارة عن مئذنة بسيطة مطلية بالجص الأبيض خالية من المقرنصات وبقية العناصر التزيينية وهي ذات جذع مربع متقشف في عمارته ضخم في محيطه ، و المئذنة طويلة شاهقة الارتفاع في جذعها السفلي يتخللها نوافذ طولية ضيقة وتعلوها شرفة خشبية وحيدة و مربعة أخذت شكل الجذع تغطيها مظلة خشبية أخذت شكل الشرفة متوجة بقمة حجرية منحوت فيها محاريب صغيرة صماء وصولاً لقمة المئذنة على شكل خوذة على شاكلة القمم الأيوبية .


    والذي ينظر إليها من زقاق الحنابلة يراها قد توارت وحجبت بحكم التوسع والتطور العمراني حولها وعلى عتبة مدخل المئذنة كتابة / على أنها عُمرت عام 610هجرية ـ 1223 ميلادية كما أسلفنا.



    وذكر المؤرخ بن تغري بردي في النجوم الزاهرة : أنه في مستهل ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وسبعمائة للهجرة ما يوافقه 25 آب اللهاب 1343 للميلاد ، وقع حريق عظيم بسفح قاسيون احترق به سوق الصالحية حتى وصل الحريق الى الجامع المظفري وكانت جملة مهولة من الدكاكين التي احترقت تقارب من مائة وعشرين دكانا ولم ير حريق من زمان أكبر منه ولا أعظم إنا لله وإنا إليه لراجعون .



    استحوذ هذا المسجد الجامع على اهتمام كثير من الباحثين العرب و الأجانب في سرد تاريخه و فنون عمارته و تصويره صوراً فوتوغرافية مثل الباحث التاريخي تيري آلان و البروفسور مايكل غرينهلغ / الجامعة الوطنية الاسترالية ، البروفسور كيبل كريسوال ـ جامعة هارفارد وذلك لجمال فن عمارته ، وكذلك لأنه يمثل الهيكل المعماري الأصيل للعمائر الأيوبية الماثلة إلى اليوم في مدينة دمشق .
    وقد أسهب الباحث التاريخي ( تيري ألان ) في تقديم معلومات كافة ووافية عن هذا الجامع ضمن أبحاثه باللغة الإنكليزية عن فن العمارة الأيوبية في سوريا / الفصل التاسع ـ العمائر الهندسية الأتابكية مع تقديم الشرح و الصور عبر هذا الرابط من أراد المزيد من المعلومات باللغة الإنكليزية .

    *



    جرت أعمال ترميم كاملة للمسجد في عام 2002 للميلاد ، وقد شارك بالمقدار الأكبر في ترميم هذا المسجد المحسن إسماعيل يوسف السعدي بتاريخ 17 محرم 1423 للهجرة ـ 12 شباط 2002 للميلاد ، جزاه الله خيرا و أحسن إليه بحسب اللوحة الرخامية المثبتة عند مدخل الجامع .

    فائدة ـ لمن أراد إلقاء نظرة عن قرب عن صاحب اربيل :
    قال ابن خلكان وأما سيرة صاحب أربيل : هو أبو سعيد كوكبوري الأمير زين الدين علي كوجك التركماني ومعنى كوجك اللطيف القدر ، فله في فعل الخيرات عجائب ولم نسمع أن أحدا فعل في ذلك مثل ما فعله ، لم يكن شيء في الدنيا أحب إليه من الصدقة .. وكان له في كل يوم قناطير مقنطرة من الخبز يفرقها على المحاويج في عدة مواضع من البلد .
    وإذا نزل من الركوب يكون قد اجتمع جمع كثير عند الدار فيدخلهم إليه ويدفع لكل واحد كسوة على قدر الفصل من الصيف والشتاء وغير ذلك ومع الكسوة شيء من الذهب وكان قد بنى أربع خانقات للزمنى والعميان وملاها من هذين الصنفين وقرر لهم ما يحتاجون اليه كل يوم ، وكان يأتيهم بنفسه كل يوم اثنين وخميس بعد العصر ويدخل الى كل واحد في بيته ويسأله عن حاله ويتفقده بشيء من النفقة وينتقل الى الآخر حتى يدور عليهم جميعهم وهو يباسطهم ويخرج معهم ويجبر قلوبهم .
    وبنا دار للنساء الأرامل وكذا دارا للضعفاء ودارا للأيتام ودارا للقطاء ورتب بها جماعة من المراضع وكل مولود يلتقط يحمل إليهن فيرضعنه وأجرى على أهل كل دار ما يحتاجون إليه في كل يوم وكان يدخل اليهمفي كل يوم ويتفقد أحوالهم ويعطيهم النفقات زيادة على المقرر لهم وكان يدخل على البيمارستان ويقف على مريض ويسأله عن مبيته وكيفية حاله وما يشتهية .
    كانت له دار مضيف يدخل إليها كل قادم على البلد من فقيه وفقير وغيرهما وإذا عزم الإنسان على السفر أعطاه نفقة تليق بمثله ولم تكن له لذة سوى السماع فانه كان لا يتعاطى المنكر وكان إذا طرب في السماع خلع شيئا من ثيابه وأعطاه للناشد ونحوه وكان يسير في كل سنة دفعتين من أصحابه وأمنائه الى بلاد الساحل ومعهم جملة مستكثرة من المال يفك به أسرى المسلمين من أيدي الكفار فإذا وصلوا إليه أعطى كل واحد شيئا وان لم يصلوا فالأمناء يعطونهم بوصية منه .
    وكان يقيم في كل سنة سبيلا للحاج ويسير معهم جميع ما تدعو إليه حاجة المسافر في الطريق ويسير أميرا معه خمسة آلاف دينار ينفقها في الحرمين وعلى المحتاجين وأرباب الرواتب وله بمكة حرسها الله آثار جميلة .
    وهو أول من أجرى الماء إلى جبل عرفات وغرم عليه جملة كثيرة وعمل بالجبل مصانع للماء.
    و أضاف الشيخ بن بدران في منادمته أن للناظر في كتابنا هذا ، أن يقول هذه الأموال التي كان ينفقها هل كانت من مال له خاص أو من مال الرعية ، فاستبد بها وبذرها ولم ينفقها في مصالح المسلمين وتقوية شوكتهم ، مع احتياج وقته الى ذلك فرحمه الله ورحم أمثاله ما كان أبعدهم عن مرامي السياسة ، توفي في السنة المذكورة سابقا وهي سنة ثلاثين وستمائة بقلعة أربل وحمل الى مكة ليدفن في الحرم فلما وصلوا به الى الكوفة لم يتيسر لهم الوصول ولم يتفق وصول الحاج إليها لقطع التتار الطريق عليهم فدفن عند أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب وأنت تعلم ان البلاد في زمنه كانت في ضيق وخوف شديد من الأعداء التي تكتنفها ومثله مغموس في الملاهي ومحبة العظمة والأبهة وكان ذلك قدرا مقدورا.

    مجموعة حديثة من الصور للمسجد



















































    إعداد : عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق .



    المراجع:
    ـ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان / المؤرخ الدمشقي شمس الدين أحمد بن خلكان .
    ـ الدارس في تاريخ المدارس / الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي
    ـ ثمار المقاصد في ذكر المساجد / ابن عبد الهادي الشهير بابن المبرد.
    ـ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة / يوسف بن تغري بردي
    ـ السيرة الصلاحية والمحاسن اليوسفية / الشيخ يوسف ابن شداد.
    ـ البداية و النهاية / أبو الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي
    ـ منادمة الأطلال و مسامرة الخيال / الشيخ عبد القادر بن بدران
    ـ تاريخ ابن قاضي شهبة / تقي الدين أبو بكر الأسدي الدمشقي
    ـ ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد / د. محمد أسعد طلس
    ـ في رحاب دمشق / العلامة الشيخ محمد أحمد دهمان
    ـ الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتور عبد القادر الريحاوي
    : Carl Watzinger & Karl Wulzinger Damaskus: die islamische Stadt
    Professor K.Creswell
    ـ تصوير البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908
    - Ashmolean Museum of Art, Harvard Professor K.A.C.Creswell
    ـ موقع البروفسور مايكل غرينهلغ / الجامعة الوطنية الاسترالية
    Demetrius at the Australian National University Art Serve
    Professor Michael Greenhalgh
    *
    Jami' al-Hanabilah

    The Mosque of Muzaffar, commonly known as Jami' al-Hanbalia was built between 1202 and 1213 for the followers of the Hanbali school of Islam. Began under the patronage of Sheikh Maqdisi, it was completed by Muzaffar al-Din Abu Sa'eed al-Kawkaboori, a prince from Arbil.
    The mosque is situated in the Salihiyya area of Damascus, on a side street off Abd al-Ghani al-Nabulsi Lane, outside the fortifications of the old city. It is the first Ayyubid monument built in Damascus and the oldest surviving mosque after the Umayyad Mosque (b. 709-715).
    The mosque's plain façade hides an elaborate courtyard and a prayer hall modeled after the Umayyad Mosque. Its plan is composed of a rectangular prayer hall preceded by an arcaded courtyard to the north, with a minaret to the northeast corner of the courtyard. The prayer hall is divided into three aisles with heavy piers and columns, carrying stone arches that support a pitched timber roof. The mihrab is a shallow niche on the qibla wall and is set in a rectangular frame decorated with geometric patterns and topped by a line of Quranic inscription. The niche is crowned with a muqarnas semi-dome and framed with two Roman columns. The mihrab is flanked from each side by two arched windows currently blocked by air-conditioning equipment.
    The prayer hall is lit through large casements placed inside heavy stone frames located at regular intervals at the ground level. The southern wall has a second tier of windows, some of which are made of colored glass. A few other colored windows lighten either end of the pitched roof. Windows flanking the main entrance on the north wall are richly decorated with stucco panels carved with floral motifs and text at their tympanum. To the right of the mihrab, a wooden minbar, the oldest in Syria, displays fine wood carving, with interlocking geometric shapes and intricate floral motifs.
    The courtyard has a central fountain and is surrounded by an arcade on three sides that is carried on stone piers. The arcade columns are crowned with Roman or Byzantine capitals and the gallery wall above the arcade is punctured by numerous arched windows. The southern wall of the courtyard, which holds the main entrance to the prayer hall, is built with alternating stone courses of basalt and limestone. Located behind the arcade at the northeast corner of the courtyard, the minaret is shifted from the main axis of the mihrab with the main entrance. The minaret is similar to al-Aruss minaret of the Umayyad Mosque; it is a tall tower crowned with a wooden balcony and a stone finial.

    Sources:
    Allen, Terry. 2003. "Jami' al-Hanabilah". In Ayyubid Architecture. Occidental, CA: Solipsist Press. [Accessed August 2, 2005]
    Burns, Ross. 1992. Monuments of Syria, an Historical Guide. London: I.B. Tauris & Co, 105.
    Rihawi, Abd al-Qadir. 1996. Madinat Dimashq: Tarikhuha wa-Tharwatuha wa-Tatawwuruha al-Umrani. Damascus: Dar al-Basha'ir, 103-104.
    Ball, Warwick. 1998. Syria, a Historical and Architectural Guide. New York: Interlink Books, 66.
    Keenan, Brigid. 2000. Damascus, hidden Treasures of the Old City. New York: Thames and Hudson, 44.
    Wulzinger, Karl and Carl Watzinger. 1984. Al-Athar al-Islamiyah fi Madinat Dimashq. Damascus: [S.l.], 270-274




Working...
X