X

جامع الثقفي بدمشق

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    جامع الثقفي
    للباحث عماد الأرمشي


    جامع الثقفي / السقيفة عند ساحة باب توما الأثري


    يقع جامع الثقفي أو كما يسميه أهل الشام من العوام ( جامع السقيفة ) متاخماً لسوار مدينة دمشق القديمة عند ساحة باب توما الأثري على يسار الذاهب في شارع رشاد جبري إلى التربة الأرسلانية بين باب توما و برج الروس على الطريق العام . كانت المحلة بالماضي تُدعى ( السبع أنابيب ) قبل تغطيتها ، ويطل المسجد على جسر نهر بردى الواصل بين بستان العش وطريق الصفوانية ، وبين محلة باب توما وبابها الأثري .


    وقد ذكره عبد القادر بن محمد النعيمي في كتابه فقال : جامع السقيفة خارج باب توما ، وقال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في صفر سنة ربع عشرة وثمانمائة : وفي هذا الشهر فرغ من الجامع الذي جدد بالسبعة ، وجعل له شبابيك على النهر ، وارتفق به أهل تلك المحلة .
    بناه شخص يقال له ( خليل الطوغاني ) رأس نوبة في دار السعادة ، عام 814 للهجرة الموافق عام 1411 للميلاد .
    وفي السنة الحالية جددت خطبة بالمدرسة الحلبية ، فبقي في هذا الخط ثلاث جمع تقام فيه ، ثم قال في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وثمانمائة : ( غرس الدين خليل الطوغاني ) نقيب النقباء بدار السعادة ، أنشأ جامعاً عند باب توما على النهر ، وجاء حسناً ، ورتب فيه خطيباً ، ومؤذنين وقارئاً للحديث ، وخرج إلى القسم فمات هناك ، وحمل إلى دمشق ودفن بها .


    و أضاف لنا شيخنا الجليل عبد القادر بن بدران في منادمته الأطلال ومسامرته الخيال بمجمل حديثه عن المدرسة الزنجارية الحنفية أنها خارج باب توما وباب السلامة ، ويقال لها الزنجبيلية المسبعة تجاه دار الأطعمة ... ، وبها تربة وجامع بخطبة بمعلوم على الجامع الأموي ، وهي من أحسن المدارس ، والذي وجد من أوقافها حانوتان جوارها ولها طاحون بالقرب منها ، وبجوار الطاحون حانوت .
    وقال عز الدين كذا رأيته في كشف مشد الأوقاف لمحمد بن منجك الناصري انتهى . و أشار العلموي على أنها هي التي على بابها هذا الرخام الذي من عجائب الدنيا ... وهذه الصناعات التي كانت كأنها بين أيديهم كالعجين . وحكى العمري في ذيله على مختصر العلموي أن جامعها خطب به الشيخ ابن التينة ، فلما مات انقطعت الخطبة منها ، وفي أيام قاضي قضاة الشام عبد الرحمن أفندي كشف على المكان المذكور .. فوجده قد تهدم منه القبو فأمر بعمارته وعين خطيبا وأقيمت الجمعة كما كانت وذلك في سنة إحدى عشرة وألف .


    طبعاً التعريف الذي ذكره بدران هو تعريف بهذه المدرسة ( الزنجبيلية المسبعة تجاه دار الأطعمة ) فيما مضى .. و قال : وأما الآن فإني نقبت عنها حتى علمتها بعلاماتها وعرفت أن اسمها تغير والناس يسمونها : ( جامع السقيفة ) بالتصغير .
    وليس بناؤها على طراز بناء المساجد ، وكل من له خبرة بأبنية المدارس ، يحكم بأنها مدرسة .. وجدارها الغربي من جهة الطريق .. هو كما وصفه العلموي به من الرخام المعجن الذي يبهر في إتقانه ، وحسن بنائه .وهي خارج باب توما ، والتربة موجودة ، وبها قبر الواقف .. والحانوتان والطاحون .. كذلك ويمر بجانبها نهر يسمى ( نهر الزنجاري ) فلعل المدرسة نسبت إليه .والجدير بالذكر أن هذه ( سقاية المدرسة ) كانت من نهر بردى نفسه حالها كحال معظم المنشآت الدينية و النفعية مثل المساجد و المدارس و الخوانق و التكايا و الزوايا و الرباطات و البيمارستانات و الخانات كانت تقام على ضفاف الأنهر و مصبات المياه في مدينة دمشق للاستفادة قدر الإمكان من هذا العنصر الحيوي الهام للحياة .
    أقول وفي زمننا أي عام 1912 للميلاد ... لا تدريس فيها ولا صلاة إلا الجمعة وبعض أوقات للمنفردين .
    و أرى بالصورة المرفقة ظل قاعدة مئذنة قديمة .. يبدو أنها كانت فوق الباب مباشرة كما هو الحال في جامع التينبية وقد أزيلت هذه المئذنة في عام 1944 و أنشأت مئذنة جديدة للجامع كما سيرد لاحقاً .


    والمسجد معلق على نهر بردى ، وقد جَدَدَ عمارته الإمام الحنفي ( عبد الرحيم بن شقيشـقة ) والمتوفى في العهد العثماني عام 1173 هجرية الموافق 1759 ـ 1760 للميلاد ، كما ورد عند المرادي بسلك الدرر ، ولم يعلم أحد أنه منه ، إبان ولاية الوالي العثماني عبد الله باشا العظم أيام حكم السلطان العثماني مصطفى الثالث.
    وفي عام 1363 للهجرة الموافق 1944 للميلاد قامت دائرة الأوقاف الإسلامية الشامية بتجديد المسجد القديم كما هو مدون على اللوحة الجدارية فوق جداره و فيها تسمية ( جامع الثقفي ) وقد اشتقت من ضريح في بهو المسجد كتب عليه ( هذا ضريح عثمان الثقفي ) وأنشأت مئذنته أيضاً .


    إلى أن جاء الدكتور محمد أسعد طلس أثناء تحقيقه لذيل كتاب ثمار المقاصد فأطلق عليه نفس الاسم ( مسجد السقيفة ) تحت رقم 138 بباب توما / الجسر ، و جاء بمعلومة جديدة .... و ذكر أنه مسجد له جبهة حجرية سوداء و بيضاء حسنة البناء ، وقد أرجعت الواجهة الى الوراء حين اقتطع من المسجد نحو ثلاثة أمتار ، فأعيد تركيبها كما كانت . ( هنا هو بيت القصيد ) .
    وبالعودة إلى المراجع التاريخية لمعرفة مسألة الاقتطاع من المسجد فوجدت أن الجادة التي يقع بها المسجد كانت تدعى جادة الزينبية هكذا كان اسمها في أعوام 1921 و لغاية 1924 . ثم صارت تحت مسمى شارع الصوفانية ( و الصحيح هو شارع الصفوانية ) ، وحاليا ( شارع القصاع ) .
    وحاولت الحصول على صورة لمشاهدة حال المسجد قبل الاقتطاع .. فلم أجد سوى هذه الصورة الملتقطة من جهة الشمال الشرقي إلى جهة الجنوب الغربي في منتصف ثلاثينات القرن العشرين ، ويمكن الاستدلال على بذلك .. بموديل السيارة المتوقفة عند جسر الصوفانية قرب باب توما ، كما يبدو البيت الجميل ذو الثلاث طبقات والجملون مطلاً على الجسر و باب توماً معاً ، قبل أن يزيل المهندس الفرنسي ايكوشار مئذنة مسجد باب توما ، والأبنية المشيدة خارجه عند تنظيم المنطقة في ثلاثينات القرن العشرين .


    و مرجعاً إلى هذه الصورة الفوتوغرافية الوثائقية الملتقطة للمنطقة من جهة الشمال الشرقي إلى جهة الجنوب الغربي ، نرى فيها ( مئذنة مسجد باب توما ) وليس ( باب شرقي ) كما هو مكتوب في أسفل الصورة باتجاه الباب نفسه خلال الربع الأول من القرن العشرين أي بعد عام 1907 و دخول الكهرباء لدمشق .
    ويظهر جزء من جدار جامع الثقفي الشرقي ، وأمامه شجرة حجبت شكل البوابة ، ويبدو جزء من قاعدة المئذنة القديمة قبل إزالتها ، و أظنها كانت فوق الباب مباشرة كما هو الحال في جامع التينبية .
    كما يبدو جزء من جملون البيت الجميل ذو الثلاث طبقات حين كان مطلاً على الجسر و باب توماً معاً ، وقبل أن يزيل المهندس الفرنسي ايكوشار مئذنة مسجد باب توما ، وجميع الأبنية المشيدة خارجه عند تنظيم المنطقة في ثلاثينات القرن العشرين .
    طبعاً في بداية ثلاثينيات القرن العشرين أزال المهندس الفرنسي ( الفهمان و الفهيم جداً؟؟؟؟؟ ) / ميشيل ايكوشار .. إبان الاحتلال الفرنسي البغيض لسوريا .. أزال مئذنة و جامع باب توما في إطار حملته لتنظيم مدينة دمشق بحجة إعادة تنظيم ( منطقة ساحة باب توما ) .
    حارقة قلبي هذه الحجة ( تنظيم المنطقة ) و لقد خسرنا الكثير .. الكثير من أوابد ... وآثار مدينة دمشق تحت ستار وحجة تنظيم المنطقة .


    تتميز واجهة جامع الثقفي ذات الطراز المملوكي ، بالارتفاع والعناية الفائقة بتوزيع المساحات الزخرفية ، وتنوع نقوش المداميك الحجرية ذات طراز الأبلق و ألوانها ، وقد جددت هذه الواجهة في أربعينات القرن العشرين .
    وأهم ما يميز هذه الواجهة الجميلة البناء بوابة المسجد والمنخفضة عن سوية الشارع بمقدار نصف متر تقريباً ، ويحتمل أن يكون الجامع قد بني فوق أنقاض كنيسة بيزنطية قديمة كما ذكر المستشرقان الألمانيان / كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر في كتابهما الآثار الإسلامية في مدينه دمشق ، تعريب عن الألمانية قاسم طوير ، وعلق الدكتور عبد القادر الريحاوي : أن المسجد كان يُعرف بمسجد الكنيسة ، كما ورد ذكره في كتاب ( تاريخ مدينة دمشق ) لابن عساكر ، وقد تهدم في سيل عام 669 للهجرة .
    أما تسمية ( مسجد السقيفة ) فكان يسمى مسجد السبعة أنابيب على اسم المحلة الموجود بها كما ورد عند ابن شداد في الأعلاق الخطيرة .


    و تطل الواجهة الجميلة الرئيسية نحو الشمال الغربي ، ونوه الدكتور الريحاوي أن الواجهة قد أزيلت منذ سنوات و أعيد بناؤها مرة أحرى بسبب تعريض الشارع و اقتطاع ثلاثة أمتار من الجامع ، ولكن شكلها و زخارفها لم تتغير .
    و الواجهة مبنية بالحجارة النحتية و المداميك الأبلقية المتناوبة الألوان ، و مزينة بأشرطة من الحجارة المدككة .


    الحشوة الرباعية في واجهة جامع الثقفي و يتألف من حشوتين مربعتين متجاورتين ، وفي طرفيها بحرتان شمسيتان مستديرتان ضمن الإطار المربع . مشيدات دمشق للشهابي يعلو النافذتان المتراصتان في جهة الجبهة اليمنى من الواجهة ذات البناء الأبلقي ، والمبنية من الحجارة البيضاء والسوداء نقش حجري لم يتمكن من سبقني في تأريخ هذا المسجد على قراءة ما ورد فيها لصعوبتها و تداخل أحرفها .
    و يوجد شريط فوق النقش الحجري مكون من الحجارة المدككة على عرض الواجهة ، ويوجد حقل تزييني مستطيل محاط بإطار خفيف القولبة ، و يضم أربعة حقول مربعة ، يحتوي الحقلان الجانبيان منهما على إطار مستدير مجدول في أعلاه و في أسفله ، و يتضمن كل دائرة شكل زهرة شعاعيه من الحجارة المعشقة ، أما المربعين الداخليين فان كلا منهما مزين بزخارف شبيه بالأحرف الكتابية و منفذة بطريقة المعجون المنزل و الملون .
    يعلوه شريط أملس من الحجارة البيضاء ثم شريط كامل من الحجارة المدككة على عرض الواجهة وصولاً إلى طنف السقف وهو عبارة عن ( رف جميل ) يلتف حول تجويف سقف الجامع كله و من الحجارة الأبلقية السوداء و البيضاء . مما يدل على أنها كانت مدرسة كبيرة عظيمة البناء ... ومتقنة النحت ، وأنفقت عليها أموال جزيلة في بنائها .


    النقش الحجري فوق نوافذ جامع الثقفي ، وقد عصي قراءته على جميع من سبقوني في تأريخ هذا المسجد .


    أحد المربعين الداخليين مزين بزخارف سهمية شبيه بالأحرف الكتابية ومنفذة بطريقة المعجن المجدول .


    تقع إلى يسار الواجهة نفسها البوابة المرتفعة المجوفة والمعقودة بالمقرنصات البديعة ذات زخارف هندسة لطيفة و يحيط بالباب إطار من الحجارة الأبلقية السوداء و البيضاء و يتمتع بساكف مستقيم أملس .ويعلوه شريط جميل جداً من الزخارف الهندسية المنزلة على هيئة نجوم متداخلة على خط مستقيم ، ثم يعلوه شريط من الحجارة المدككة السوداء و البيضاء ، وصولاً مقرنصات الطاسة المتوجة للبوابة ، وهي طاسة محززة تحزيزا شعاعيا ، ومتناظراً من نقطتين ، و تتألف المقرنصات من خمس مناطق ، تتمتع المنطقة المتوسطة منهن بمدليات .


    شريط جميل جداً من الزخارف الهندسية المنزلة على هيئة نجوم متداخلة على خط مستقيم ، ثم يعلوه شريط من الحجارة المدككة السوداء و البيضاء .


    تاج بوابة جامع الثقفي ، والبوابة الغنية بالمقرنصات والدلايات ، والحنايا الضحلة ، وبالأعلى الطاسة الشعاعية ذات الزخارف و الحزوز والمنطلقة من نقطتين بشكل هندسي بديع .


    الواجهة الغربية و الجنوبية لجامع الثقفي المجددة و المرممة حديثاً .


    الواجهة الغربية و الشمالية لجامع الثقفي المجددة حديثاً


    الواجهة الخارجية الجنوبية :
    تعتبر الواجهة الجنوبية والمطلة على ضفة نهر بردى من أكبر واجهات الجامع وهي في الواقع : الواجهة الرئيسية و تخترقها نوافذ سفلية قديمة البناء بعدد سبع نوافذ ، و محصنة بشبك حديدي قوي ، وكذلك يوجد عدد عشر نوافذ علوية ، وعلى ما يبدو من شكلها أنها حديث عهد ببناء الجامع ، والواجهة عموماً مشيدة بحجارة غشيمة ، لكنها نظيفة ، و تشبه الى حد كبير الحجارة المشيدة لضفاف نهر بردى المتاخم للمسجد .


    يتم النزول للدخول إلى المسجد عبر عدة درجات ومنه إلى حرم بيت الصلاة مباشرة لعدم وجود صحن وفسحة سماوية للجامع كما هي مساجد دمشق .
    مما يعزز قول ما ذكره شيخنا الجليل عبد القادر بن بدران أنها مدرسة وليس بناؤها على طراز بناء المساجد ، وكل من له خبرة بأبنية المدارس ، يحكم بأنها مدرسة .. ( المدرسة الزنجارية الحنفية ) حين كانت خارج باب توما ، ويقال لها الزنجبيلية المسبعة تجاه دار الأطعمة .
    الصورة من وثائقيات برق


    الحرم على شكل مستطيل متاخم لضفة نهر بردى ، وقد تم اقتطاع عدة أمتار... وليس فقط ( ثلاثة أمتار ) كما ذكر الدكتور طلس ، والدكتور الريحاوي ... نقلاً من بعضهما ، وذلك لأن موقع المحراب القديم و المنبر لا يتوسطان حرم بيت الصلاة بل هما في أقصى يمين الحرم من جهة القبلية ، حين أزال المهندس الفرنسي / ميشيل ايكوشار في ثلاثينيات القرن العشرين قسماً من حرمه من جهته الغربية لتوسعة الشارع في إطار حملته لتنظيم مدينة دمشق بحجة إعادة تنظيم ( منطقة ساحة باب توما ) .و أزال أيضاً مئذنة و جامع باب توما كلياً ؟؟؟ ... و لقد خسرنا الكثير والكثير من أوابد وآثار مدينة دمشق الشام ... تحت ستار وحجة تنظيم المنطقة !!!!!!.


    منبر جامع الثقفي ، ويقع في أقصى يمين الحرم من جهة القبلية حين أزال المهندس الفرنسي / ميشيل ايكوشار في ثلاثينيات القرن العشرين قسماً من حرمه من جهته الغربية لتوسعة الشارع في إطار حملته لتنظيم مدينة دمشق بحجة إعادة تنظيم ( منطقة ساحة باب توما )


    للمسجد محرابان .. واحد حجري قديم وأغلب الظن أنه المحراب القديم ويعود إلى العهد المملوكي ومشيد من الحجارة الضخمة فيه عمودان صليبيان على جانبيه ، يعلوهما تيجان جميلة ، والمحراب نفسه متوج بالحنايا المحرابية الضحلة ، وبالأعلى الطاسة الشعاعية ذات الزخارف و الحزوز والمنطلقة من نقطتين بشكل هندسي بديع .


    محراب المسجد القديم متوج بالحنايا المحرابية الضحلة ، وبالأعلى الطاسة الشعاعية ذات الزخارف و الحزوز والمنطلقة من نقطتين بشكل هندسي بديع .


    المحراب الخشبي الجديد ويقع ضمن إطار حجري ضخم في منتصف حرم بيت الصلاة وفوقه نص كتابي منقوش ما نصه :
    جدد هذا الجامع المبارك بالإنشاء من فضل الله العبد الفقير /
    إلى الله تعالى الراجي رحمة ربه الرفاف ( ؟ ) إسماعيل ابن محمد السيوفي عفا الله عنهما


    كما يوجد نص الثاني ما نصه :
    كان الفراغ من عمارة هذا الجامع المبارك عُمر بذكر الله بعد حريقه على الهيئة الموجودة الآن و .. من جهة الغرب بنهار السبت المبارك ثالث ذي الحجة من سنة سبع و سبعمائة من الهجرة النبوية .


    بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)
    ـ سورة الحجر .


    وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19)
    ـ سورة الجن


    فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ (37)
    ـ النور


    وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)
    وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)
    ـ الزمر

    و يوجد لوحات أخرى حديثة عزفت عن ذكرها لحداثتها ولا تمت لبناء الجامع بصلة .


    أقول هنا ضمن أبحاث مساجد دمشق دراسة تاريخية تحليلية مفصلة : أن كلمة السقيفة جاءت محرفة من الثقفي ، وهي لفظ أهل الشام من العوام ، فيقلبون الثاء الى سين لسهولة لفظ حرف السين أمام لفظ حرف الثاء فتحولت الكلمة من جامع الثقفية إلى جامع السقيفة وذلك نسبة إلى عثمان الثقفي المدفون في بهو الجامع منذ العصر الأموي .


    ضريح الصحابي الجليل
    سيدنا عثمان الثقفي رضي الله عنه
    ولعله كما قال الشهابي بالمشيدات : هو عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان الثقفي ، أبو عبد الله ، صحابي جليل من ثقيف من أهل الطائف ، ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم الطائف ، ثم ولاه سيدنا عمر بن الخطاب منطقة عُمان و البحرين ، وعزله عثمان ، فسكن البصرة من أعمال العراق ، وتوفي بها سنة 51 للهجرة الموافق 671 للميلاد .
    ولا أدري لماذا نقل بدنه أو رفاته من البصرة إلى الشام ؟ ، وما الداعي لذلك ؟؟


    وهل يعقل نقل بدن أو رفات .. لمسافات كبيرة وبعيدة ... بذلك العصر ... ؟ ولم أتمكن من جمع المعلومات حتى من كتاب الأعلام للمؤرخ خير الدين بن محمود بن محمد الزركلي نفسه ، و أخاله مقاماً فارغاً ... وليس ضريحاً .


    نص إنشاء المأذنة المباركة منقوشة على ساكف جذع مئذنة ما نصه :
    بسم الله الرحمن الرحيم أنشأ هذه المأذنة المباركة عمرها تذكره الله يوم القيامة ابتغاء لوجه الله العظيم و طلباً لثوابه العميم يوم يجزي الله /
    المتصدقين ولا يضيع أجر المحسنين العبد الفقير الى الله تعالى الراجي عفو ربه الكريم إسماعيل ابن محمد ابن علي السيوفي الشافعي غفر الله له و لجميع المسلمين .
    تاريخ /
    شهر رمضان سنة /
    تسع و ستين و ثمانمائة .
    النقوش الكتابية للشهابي .


    المئذنة كما صنفها الشهابي هي من مآذن الطراز المعاصر بتأثير مملوكي مثل مآذن مدينة القاهرة ، ولكنها لم تصل بمستواها إلى المآذن القاهرية المملوكية .فجذعها قائم على قاعدة مربعة الشكل ثم يصبح متنوع مثمن مضلع يعطي انطباع شكل الأسطوانة وصولا إلى الشرفة الأولى الحجرية ولا يوجد فوقها مظلة ساترة على غرار المآذن الشامية .و كذلك فهي خالية من المقرنصات المتدلية من أسفل الشرفة ، وصولا إلى الشرفة الثانية الحجرية بدون مظلة ساتره وهي أصغر حجماً من الأولى .و يتدلى منها بعض المقرنصات المملوكية الطراز ، وفوق الجميع جوسق اسطواني تعلوه ذروة بصلية على غرار المآذن المملوكية بشكل عام لتنتهي برمح ذو ثلاث تفاحات وهلال مغلق الفتحة .


    صورة نقية وجميلة لدمشق الحب عام 1951 للميلاد . من الشمال إلى الجنوب لمحلة القصاع و المتاخمة لساحة باب توما .
    يبدو في الصورة ترام دمشق ( الترامواي ) يمر أمام جامع الثقفي أو كما يسميه أهل الشام من العوام بجامع السقيفة .

    إعداد عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق

    المراجع :
    ـ وثائقيات برق
    ـ تاريخ مدينة دمشق / ابن عساكر
    ـ مآذن دمشق تاريخ و طراز / د. قتيبة الشهابي
    ـ ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد / د. أسعد طلس
    ـ الأعلام للزركلي / خير الدين بن محمود بن محمد الزركلي
    ـ منادمة الأطلال و مسامرة الخيال / الشيخ عبد القادر بن بدران
    ـ النقوش الكتابية في أوابد دمشق / د. قتيبة الشهابي / د. أحمد الأيبش
    ـ سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر / محمد خليل بن علي المرادي
    ـ تنبيه الطالب وإرشاد الدارس / الشيخ عبد الباسط بن موسى العلموي الدمشقي
    ـ مشيدات دمشق ذوات الأضرحة و عناصرها الجمالية / د. قتيبة الشهابي 1995
    ـ تاريخ ابن قاضي شهبة / الشيخ تقي الدين أبي بكر بن أحمد بن قاضي شهبة الأسدي الدمشقي
    ـ الدارس في تاريخ المدارس / عبد القادر النعيمي ( الجزء الثاني/ فصل في ذكر المساجد بدمشق ومداخلها )
    ـ الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتور عبد القادر الريحاوي
    - Damaskus: die islamische Stadt / Carl Watzinger & Karl Wulzinger


  • محمد سراج
    Free Membership
    • Dec 2018 
    • 164 
    • 18 
    • 97 

    #2
    جزاكم ربكم خير الخير.
    Comment
    • مرجان الأطرش
      Thread Author
      مشرف المنتديات العامة
      • Sep 2018 
      • 513 
      • 190 
      • 228 

      #3
      Originally posted by كمال بدر
      جزاكَ الله خيراً أخي الكريم عن هذا الطرح القيم والنافع والمفيد ... تقبل تحياتي.



      استراحه ..
      تستحقونها ..
      تنفسوا عميقا
      اغمضوا العينين ..
      ارسموا بعمق الروح
      واخرى
      واخرى
      حتى تصبح لديكم باقه
      افتحوا العينين..
      لكن !
      اعيدوا الكره
      فحتما سيكون لكم بستان نابض بالعطر
      انتم من اوجدتموه
      Comment
      • مرجان الأطرش
        Thread Author
        مشرف المنتديات العامة
        • Sep 2018 
        • 513 
        • 190 
        • 228 

        #4

        استراحه ..
        تستحقونها ..
        تنفسوا عميقا
        اغمضوا العينين ..
        ارسموا بعمق الروح
        واخرى
        واخرى
        حتى تصبح لديكم باقه
        افتحوا العينين..
        لكن !
        اعيدوا الكره
        فحتما سيكون لكم بستان نابض بالعطر
        انتم من اوجدتموه
        Originally posted by محمد سراج View Post
        جزاكم ربكم خير الخير.
        Comment
        Working...
        X