X

حديث الذكريات معرض دمشق الدولي الجزء الثاني

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 






    حديث الذكريات عن معرض دمشق الدولي . للباحث عماد الأرمشي



    بدأت فعاليات الدورة الثانية لمعرض دمشق الدولي في الأول من شهر ايلول / سبتمبر 1955 و لغاية 30 منه من نفس العام ، وقد أقيم على مساحة وقدرها 250 ألف متراً مربعاً ، وفاق عدد زواره عن مليون زائر من مختلف الدول العربية و الأجنبية ، وشاركت فيه 26 دولة عربية وأجنبية إضافة لعدد من المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية السورية .
    وبدأت المديرية بالإعداد للمعرض الدولي الثاني الرسمي إعلامياً و فعلياً .. فقد جاء في أول إعلان (
    بروشور ) صدر عنها ما يلي :

    معرض دمشق الدولي
    الثاني
    1 ـ 30 أيلول 1955
    أعظم مهرجان
    تجاري صناعي
    في العالم العربي
    و القبلة الوحيدة المباشرة
    للتبادل الاقتصادي
    بين الشرق و الغرب
    من 26 دولة.



    فعاليات معرض دمشق الدولي الثاني و أعلام الدول المشاركة في دورة عام 1955
    تحت عنوان : الاقتصاد حدثا عظيما بالنسبة لسورية والعالم العربي
    Great economic event for Syria and the Arab world


    و الملفت للنظر بتلك الدورة حصول احد المصانع السعودية على شهادة الجودة و الفوز بالميدالية الذهبية في عام 1955 .
    كما حضرت سيدة الغناء العربي السيدة أم كلثوم الى دمشق وقدمت رائعتها الغنائية ( يا ظالمني ) في دار سينما دمشق في يوم 15 ايلول 1955 ضمت فعاليات المعرض ، و كان من ضمن الحضور المرحوم فخري بك البارودي.. حين كان يداعب سيدة الغناء بكلماته الطريفة الظريفة فيقول ( الله يبليكي بحبي ) .
    كما اقيم على هامش فعاليات الدورة الثانية (مهرجان السينما العالمي) وافتتح في الثامن من أيلول عام 1955 واستمر حتى نهاية الشهر، ومن تلك الأفلام التي عرضت فيه ( بنات الليل ) من مصر ، ( طابور الجميلات ) من أميركا ، ( ثورة الجسد ) من فرنسا و كذلك ( عشاق كارولين ، وفيلم كوميدي لفيرنا نديل ) .
    وكانت هذه الفعاليات تقام على خشبة مسرح المعرض وفي الهواء الطلق .


    فعاليات معرض دمشق الدولي عام 1955


    كان افتتاحه حدثا دوليا .. واقتصاديا كبيرا ، حقق نجاحا فاق التوقعات ، وكان النجاح على المستوى الاقتصادي والتجاري وكذلك على المستوى السياحي ، وأصدرت المؤسسة العامة للبريد بمناسبة انطلاق المعرض (طابع بريد تذكاري ـ معرض دمشق الدولي 1 ـ ايلول 1955 ) وأصبح تقليدا مرافقا لجميع دورات المعرض .



    النوافير المائية البديعة على طول مجرى النهر مدعومة بالمصابيح الكهربائية الملونة والحاوية لكافة ألوان الطيف مما زاد من بريق و رونق جمال النهر .. وأعطى انطباعاً جميلاً لكل من يشاهد هذه النوافير .
    الصورة من تقديم المهندس / طريف سيوفي و بعدسة والده المرحوم / رفيق سيوفي عام 1955 .


    نهر بردى و أجنحة معرض دمشق الدولي المتلألئة عام 1955
    الصورة من تقديم المهندس / طريف سيوفي و بعدسة والده المرحوم / رفيق سيوفي عام 1955 .


    مع إنطلاق الدورة الثالثة عام 1956 ، أصدرت المؤسسة العامة للبريد طوابع بهذه المناسبة وأضحى عرفاً لجميع دورات المعرض .
    وقد أقيم ضمن فعاليات المعرض (المهرجان السينمائي الدولي الثاني عام 1956 ) برعاية فخامة الرئيس شكري بك القوتلي رئيس الجمهورية تحت شعار :
    (في سبيل الصداقة والتفاهم بين الشعوب)

    وجرى الافتتاح مساء التاسع من أيلول 1956 في سينما الفردوس، واعتبر أول مهرجان سينمائي متكامل يقام في الدول المستقلة حديثاً واشرف عليه المخرج صلاح دهني, وشاركت فيه ثلاث عشرة دولة هي مصر, الاتحاد السوفييتي, بريطانيا, رومانيا, بلغاريا, هنغاريا, الصين الشعبية, يوغسلافيا, ألمانيا الديمقراطية, الهند, بولونيا,تشيكوسلوفاكيا, والدولة المضيفة وبلغ عدد الأفلام المشاركة واحدا وعشرين فيلماً طويلاً وثلاثين فيلماً قصيراً.
    لكن إدارة المعرض ما لبثت أن وقفت موقفاً سلبياً من تبني المهرجان ولم توافق على الاستمرار، ومع ذلك كان المهرجان مناسبة مهمة تعرف فيها المشاهدون على نوعيات سينمائية تختلف عن أفلام الصالات .
    ‏ ‏

    فخامة الرئيس شكري بك القوتلي رئيس الجمهورية السورية يفتتح معرض دمشق الرابع عام 1957 بحضور كبار الشخصيات في الحكومة ، وحشد من أعضاء السلك الدبلوماسي والإعلاميين والمهتمين بشؤون المعارض .
    الأستاذ بسام سلام .
    وكان الجناح السوري المطل على ضفة نهر بردى من أكبر و أضخم أجنحة المعرض مساحة و إطلالة .


    معرض دمشق الدولي الرابع










    أحببت أن أذكر هنا .. أنا عماد الأرمشي ( من أجل الحماية الفكرية ) ...... بعضاً من ذكرياتي بتلك الفترة والتي عايشتها في طفولتي و ما برحت ذاكرتي و مخيلتي ، و كان عمري وقتئذٍ أربع سنوات وما بقي عالقاً في ذهني لجمال و رقي تلك الفترة ...
    فأقول :

    تخلل عمليات تشييد أجنحة معرض دمشق الدولي .. إنشاء ساحات جميلة بديعة راقية غاية في الأناقة تسر الناظرين ، فيها بحرات و نوافير مياه خلابة جداً .. و أعمدة تحمل أعلام الدول المشاركة .



    وقد تفنن المهندسون في كيفية بنائها و هندستها وتشجيرها وزراعتها و تزيينها بأجمل أنواع الزهور والنباتات الدمشقية المشهورة ، وكان صوت فيروز يصدح :
    حينَ عطّرْتُ السّلامْ ... كيفَ غارَ الوردُ ... واعتلَّ الخُزامْ
    وأنا لو رُحْتُ .. أستَرْضي الشَّذا .. لانثـنى لُبنانُ عِطْـراً يا شَـآمْ
    سائليني ... سائليني ... يا شــــآم
    ضفّتاكِ ارتاحَتا ... في خاطِـري
    و احتمى طيرُكِ في الظّنِّ وَحَامْ
    نُقلةٌ في الـزَّهـرِ .. أم عندَلَـةٌ ..
    أنـتِ في الصَّحوِ .. وتصفيقُ يَمَامْ
    أنا إن أودعْتُ شِعْـري سَكرَة ..
    كنتِ أنتِ السَّكبَ ... أو كُنتِ المُدامْ
    سائليني ... سائليني ... يا شــــآم




    ردَّ لي ... من صَبوتي ... يا بَـرَدَى
    ذِكـرَياتٍ زُرْنَ في ليَّا قَــوَامْ
    ليلةَ ارتـاحَ ... لنا الحَـورُ ... فلا غُصـنٌ
    إلا شَـجٍ ... أو مُسـتهامْ
    وَجِعَتْ صَفصَافـةٌ من حُزنِها ....
    و عَرَى أغصَانَها الخُضرَ .... سَقامْ
    تقـفُ النجمةُ عَـن دورتِـها ....
    عنـدَ ثغـريكِ ... وينهارُ الظـلامْ
    سائليني ... سائليني ... يا شــــآم
    ظمئَ الشَّرقُ ... فيا شـامُ اسكُبي
    واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَـمَامْ ...
    أهـلكِ التّاريـخُ ... من فُضْلَتِهم .. ذِكرُهم ...
    في عُروةِ الدَّهرِ.... وِسَـامْ
    أمَـويُّـونَ ..... فإنْ ضِقْـتِ بهم ....
    ألحقـوا الدُنيا .... بِبُسـتانِ هِشَـامْ





    والأجمل من هذا .. هو تعزيزها بنوافير المياه ذات النصب والمجسمات والأشكال المختلفة ، و التفنن في استخدام الأنوار المائية ذات الألوان الجذابة الصادرة من تحت الماء مع كل نافورة على حدة ، وكانت أجملها تلك الأضواء و النوافير المركبة على طول مسار نهر بردى ذات الألوان الرائعة والمنتشرة على طول النهر
    كانت أيام مباركة ... كلها بساطة ... تتسم بالشفافية ... و الناظر إلى الصورة يدرك ماهية الحدث و الوصف .... و أصوات شلالات المياه ... و خرير المياه المتدفقة .... والنوافير الجميلة .... كلها تستدعي شريط الذكريات البديعة ... مع حفلات السيدة فيروز و فرقتها ... و فرق الإتحاد السوفيتي للتزلج على الجليد .. مع تغريد العندليب الأسمر : عبد الحليم حافظ ... و صاحب القدود الحلبية الفنان القدير صباح فخري ...
    و استرسل السيد / محمد حلال حين قال : ولكن ... اذا أردنا الكلام عن ذكريات المعرض والنوافير الليلية الملونة بنهر بردى ... وعربات سندويش الفلافل ... والمقالي .. واللسانات .. ورؤوس النيفا ... وبسطات بياعين التين ، والعنب ، والصبارة .... علاوة عن بياعين الشاي والقهوة ... والناس يفترشون البسط والبطانيات بساحة الامويين ... ويسهروا الى الصباح او حتى انتهاء المعرض .
    وكلنا يتذكر مدينة الملاهي اللي كانت عامرة بجانب حديقة الجلاء ( التجهيز ) مقابل سينما دمشق ، والعاب السيرك ، والسحر ، والعاب الخفة ، والجوائز اللي كنا نكسبها من الالعاب ، إنها اجمل ذكريات كانت مصاحبة لأيام المعرض ايام الصبا ... كيف لنا ان نعيدها بعد أن اندملت الجروح .و ضاعت المعالم .



    علاوة عن امتداد مساحة المعرض و التركيز على الساحات الخضراء ومجسماتها ، والاستراحات و إقامة العروض و الحفلات الفنية مما تجذبك في كل ركن من أركان المعرض ، هي راسخة في ذكرى كل من زار المكان وتمتع بأجواء المعرض الرائعة . تم إسناد الساحات بخدمات ضرورية للزوار مثل صنابير من ماء عين الفيجة ، ودورات المياه ، وكذلك بوضع مقاعد خشبية طولانية الشكل كما هي الحال بجميع الحدائق العامة لتستوعب أكبر قدر ممكن من الزوار و العائلات .


    وأذكر تماما عندما كنا نمر بجوار هذه المقاعد ... نشاهد و نشم روائح زكيه جداً من أنواع الطعام مما لذ و طاب ... وكانت بعضاً من هذه العائلات تأتي إلى المعرض مبكرا لحجز أماكن لها في هذه الساحات ، ويأتون على وجه الخصوص بالطبخات الشامية الشهيرة ( مثل المجدرة ـ و الحراق باصبعه ، ناهيك عن الشاي و القهوة و اليانسون و الزهورات و المليسة ) ويفردون السفرة الكاملة و يتناولون طعام العشاء مع النسائم الباردة و الجو العليل ..



    بحيرة القصر مساءً / إحدى بحيرات معرض دمشق الدولي الرئيسية من تقديم الأستاذ بسام سلام
    حتى أن البعض كان يجلس خارج مدينة المعرض على ضفة نهر بردى الثانية المقابلة في شارع شكري القوتلي و يتنعمون بأنغام الموسيقى ، والجو العليل ، و يقول والدي محمد شحادة الأرمشي رحمه الله أن هذا الهواء ( صحي للغاية ) و اسمه : هواء ( عنابي ) لكونه يأتي من خانق الربوة إلى ساحة الأمويين ... بنسائم باردة وعليلة نظيفة خالية من التلوث كلها صحة وعافية . و بصراحة .. لم أعرف لغاية اليوم معنى ( هواء عنابي ).



    هذا وقد تم استغلال مياه نهر بردى استغلالاً كاملاً ، بتركيبهم حلقات متتالية من النوافير المائية البديعة على طول مجرى النهر مدعومة بالمصابيح الكهربائية الملونة والحاوية لكافة ألوان الطيف مما زاد من بريق و رونق جمال النهر .. وأعطى انطباعاً جميلاً لكل من يشاهد هذه النوافير ، و يسمع ذاك الصوت الشجي وهو يغرد :
    أنا صَـوتي مِنكَ يا بَرَدَى …. مثلما نَبعُـك مِـن سُـحُبي
    أنا أحـبابيَ شِـعري لهمْ .... مثلما سَـيفي وسَـيفُ أبي
    شـــــــامُ ... يا ذا السَّـيفُ لم يَغِبِ ...
    يا كَـلامَ المجدِ ... في الكُتُبِ ...
    َقبلَكِ التّاريـخُ في ظُلمـةٍ ....
    بعدَكِ استولى على الشُّهُبِ ....
    شـامُ أهلوكِ إذا همْ على نُـوَبٍ
    ٍقلبي على نُـوبِ .....
    شـــــــامُ ... يا ذا السَّـيفُ لم يَغِبِ ...




    علاوة على ذلك ، وضعوا أعمدة حاملة لأعلام الدول المشاركة بالمعرض على طول المنصف ـ بشارع الرئيس شكري القوتلي ، وكانت هذه الأعلام و الأعمدة ملفتة للنظر لكبر حجمها و ضخامتها .. كانت ترفرف بعنفوان مع هبوب النسائم العليلة في أواخر أشهر الصيف الشامية ، مما يعطيها جمالاً و بهاءً غير عاديين . وعليه صار للمعرض عدة أبواب أولها الباب الرئيسي عند جسر الحرية ( الجامعة ) ، وقد عملت شخصياً على هذا الباب كمراقب للتذاكر .



    بوابة معرض دمشق الدولي السادس في عام 1959 بعد نقل البوابة من تحت قوس المعرض إلى ضفة نهر بردى على جسر الحرية مقابلة للتكية السليمانية .
    كانت سعر التذكرة للبالغين ( 50 قرشاً سوريا ـ يعني نصف ليرة سورية ) و الأطفال يدخلون مجانا بصحبة ذويهم . و كنت أعمل جاهداً كي أحظى بوظيفة مراقب تذاكر كي أتمكن من إدخال أهلي و أقربائي إلى المعرض مجاناً ، وكذلك أصدقائي ولي فيها مآرب أخرى ( وفهمكم كفاية ) علاوة عن المردود المادي البسيط .


    الباب الرئيسي لمعرض دمشق الدولي 1966 عند جسر الحرية ( التكية ) من تقديم الأستاذ بسام سلام لاحظوا أرستقراطية الحضور .



    ثم يليه باتجاه الغرب ( باب القصر ) أي الباب القريب من نزلة قصر الضيافة القديم . و قد شيد بطريقة جميلة جداً و هندسة معمارية راقية الذوق و الإحساس .


    منظر عام لساحة و بوابة القصر في منتصف ستينات القرن العشرين

    تلي باب القصر باب ثالث على ضفاف بردى هو ( باب المسرح ) عند مدخل بوابة مسرح المعرض و مطعم الشرق ( النبلاء حاليا ) وكان مقابلاً للمسرح العسكري أيضاً . كذلك يوجد باب جنوبي شرقي هو ( باب المتحف ) و المتاخم للمتحف الوطني عند بناء إدارة مدينة المعرض .



    ومن أجمل ذكريات المعرض ... وما يربط الذاكرة بتلك الأيام والليالي الجميلة هي إذاعته الشهيرة ... فقد تعاقدت إدارة المعرض مع إحدى الشركات الألمانية الغربية لتزويد ساحات و ممرات جميع أرجاء المعرض بمكبرات للصوت من نوع ( تلي فونكن ـ TELEFUNKEN HiFi ) عالية الجودة ، وكانت بعضاً من هذه المكبرات ضخمة الحجم كبيرة تتجاوز الثلاثة أمتار إرتفاعاً ، ذات لون أخضر يتناسب مع السندس الأخضر المحيط بها و مربوطة جميعها بمركز الإذاعة بجانب الجناح اللبناني و السوري و كانت تغص بالنداءات المتكررة لأهالي الأطفال التائهين عن ذويهم .



    وكانت هذه الإذاعة المحلية ، خاصة بمدينة معرض دمشق الدولي تبث من خلالها آخر ما أنتجته السيدة فيروز من أغانيها الجميلة كل عام بالإضافة إلى بقية المطربين المشهورين في تلك الأيام على الساحات الغنائية ( عبد الحليم حافظ ـ فريد الأطرش ـ أسمهان ـ شادية ، نجاة الصغيرة ـ وردة الجزائرية ـ فايزة أحمد ـ فايدة كامل ـ صباح ـ وديع الصافي ـ محمد فوزي ـ محمد عبد الوهاب و سيدة الغناء العربي أم كلثوم في آخر السهرة حيث تنتهي الوصلات الغنائية الرائعة عند منتصف الليل ..
    حينها يبدأ الناس برحلة العودة إلى البيوت تاركين خلفهم أجمل الذكريات الجميلة على هذه السهرات الاجتماعية الراقية التي قضونها في أرجاء مدينة المعرض ، و خاصة الأطفال ، و أذكر جيداً ... حينما كنا نحرص أشد الحرص بالحصول على أكبر قدر ممكن من الدعايات و البروشورات و الهدايا التي يتم توزيعها في معظم أجنحة المعرض العربية منها و الأجنبية .
    أصدرت المؤسسة العامة للبريد طوابع بهذه المناسبة وأضحى عرفاً لجميع دورات المعرض .

    في دورة عام 1958 فتح المعرض دورته ( معرض دمشق الدولي الخامس ) في ظل قيام الوحدة بين مصر و سوريا ... وكانت هذه الدورة دورة استثنائية تاريخية بكل معاييرها الثقافية و الاجتماعية والاقتصادية و التجارية احتفاءً بهذه المناسبة .


    كان يوم الافتتاح في الأول من شهر أيلول / سبتمبر إلى العشرين منه في نفس العام و لمدة 20 يوماً ، وكانت هذه الدورة من أقصر وأفضل وأجمل دورات معرض دمشق الدولي ، لما حوته من فعاليات فنية و ترفيهية و غنائية ( وحضور مكثف لأكبر مطربي العالم العربي .. على سبيل المثال لا الحصر : أم كلثوم ـ عبد الوهاب ـ عبد الحليم حافظ ـ فيروز ـ صباح ـ صباح فخري ) ، وتم أيضاً توزيع هدايا جمة جداً في جناح الجمهورية العربية المتحدة .


    وصدر طابع بريدي بهذه المناسبة العظيمة يحمل علم الجمهورية العربية المتحدة ذو النجمتين ( كناية عن مصر و سوريا ) و حمل أيضاً اسم الدورة ( معرض دمشق الدولي الخامس ) .


    معرض دمشق الدولي الزراعي و الصناعي كما هو ظاهر في شعار الدورة .

    و كذلك في دورة عام 1959 و نظراً للنجاح الكبير الذي حققه المعرض في دورته السابقة .. تم تمديد فترة المعرض عشرة أيام .. فصار موعد افتتاح المعرض رسمياً يبدأ كل سنة من الحادي والعشرين من شهر آب / أغسطس و ينتهي بالعشرين من شهر أيلول / سبتمبر و لمدة 30 يوماً ( من أجمل أيام السنة ) ، علاوة على جعل فترات دوام صباحية و فترات دوام مسائية للمعرض ، وتم تخصيص يوم الثلاثاء من كل أسبوع صباحاً فقط للسيدات .
    وكان هذا التمديد ضرورياً ، لتتمكن معظم الدول الأوروبية من المشاركة ، و فتح الباب على مصراعيه في أيام ذروة التسويق الزراعي و الصناعي و لضمان مشاركات أوروبية أكبر... وجذب أكبر عدد من الزوار العرب و الأجانب على حد سواء في فترة نهاية الصيف .
    وصدر طابع بريدي بهذه المناسبة أيضاً يوحي باحتضان معرض دمشق الدولي للكرة الأرضية بأكملها عنواناً على تميزه بكثافة حضور معظم دول العالم لهذه التظاهرة الاقتصادية الزراعية و الصناعية الهامة في قلب الشرق .
    في عام 1959 أقدمت الجمهورية العربية المتحدة ( سورية و مصر ) و الممثلة بالهيئة العامة للمصانع الحربية على شراء حقوق تصميم و تصنيع طائرات نفاثة للتدريب من نوع ( إتش ـ إيه ـ 200 ) من الحكومة الإسبانية .وقد تم تصنيع هذه الطائرات في الجمهورية العربية المتحدة ( الإقليم الجنوبي ) وقد صمم في الأصل ( الهيكل والمحرك الخبير الألماني الغربي ـ ويلي ميسر شميث ) لحساب سلاح الجو الإسباني كطائرة تدريب و قتال من نوع النفاث المتطور .
    وقد تمكنت الجمهورية العربية المتحدة و بمساعدة خبراء من ألمانيا و إسبانيا من إنتاج 64 طائرة من هذا النوع و أطلق عليها اسم ( القاهرة 200 ) .
    وهذه الصورة هي لطائرة تدريب مروحية صنعت في مصر عام 1957 لتدريب الطيارين على الطيران قبل استخدام الطائرات النفاثة .



    بلغ عدد الدول المشاركة في هذا المعرض عدد 26 دولة عربية و أجنبية منهم : لبنان ، الأردن ، العراق ، فلسطين ، والجزائر بالإضافة إلى الجمهورية العربية المتحدة ، كذلك من الدول الأجنبية : قبرص ، اليونان ، بلغاريا ، هنغاريا ، بولونيا ، يوغوسلافيا ، تشيكوسلوفاكيا ، بلجيكا ، إيطاليا ، جمهورية ألمانيا الغربية ، جمهورية ألمانيا الشرقية ، هولندا ، بريطانيا ، أمريكا ، الإتحاد السوفيتي ، الصين الشعبية ، كوريا ، الهند ، باكستان ، و سيلان .



    ولا زلت أذكر تماما انه في تلك السنوات ( أيام الوحدة ) وفي اليوم التاسع عشر من أيلول أي قبل انتهاء المعرض بيوم .. كانت إدارة المعرض تحرص على تنظيم عروض للألعاب النارية ( ويدعوها أهل الشام من العوام ـ الشنيك ) وكانوا يطلقون هذه الألعاب من أرض الملعب البلدي الجديد ( خلف جناحي العراق و مصر ) و كانت أختي الصغيرة تخاف جداً من صوت هذه الألعاب ، وتنضم في صدر أمي لفزعها من شدة الصوت رغم الزحام الشديد و فرح الناس بهذه الظاهرة الجميلة .


    يبدو في الصورة جناح الإتحاد السوفييتي على أرض المعارض في دمشق عام 1959 قد كتب عليه ( C.C.C.P ) جوسيدارستفينيي جيرب إس إس إس إر
    (بالروسية) و شعار اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية ذو شعار المنجل و المطرقة


    صورة داخل جناح الإتحاد السوفييتي والمقام على أرض مدينة معرض دمشق الدولي عام 1959 عند المدخل و يوجد صورة للزعيم السوفييتي فلاديمير لينين وقد كتب تحتها :
    فليتوثق التعاون و الصداقة بين شعب الإتحاد السوفييتي وشعب الجمهورية العربية المتحدة لصالح الشعبين . و تبدو آلة خياطة سوفييتية الصنع امام الزوار في الجناج .



    سيارة من نوع ( Chaika ـ تشايكا ) سوفيتية الصنع موديل سنة 1959 حديثة ومعروضة ضمن صناعات الإتحاد السوفييتي ، وزوار يناظرون السيارة في داخل الجناح ، حين كان وكيلها العام في الجمهورية العربية المتحدة ( شركة إنماء الإقتصاد الشرقي ) .


    زوار من مختلف الأعمار يزورون معرضاً للعلوم في مدينة المعارض بدمشق عام 1959 .


    زوار من مختلف الأعمار يزورون معرضاً للزراعة في معرض بدمشق الدولي عام 1959 .


    زوار من مختلف الأعمار يشاهدون آلة النسيج و الحياكة في معرض بدمشق الدولي عام 1959 .


    يبدو في الصورة جناح الولايات المتحدة الأمريكية وقد كتب عليه بالعربية ( أمريكا ) و خلف الجناح يظهر بالعمق مبنى جامعة دمشق حين كان الجناح لأمريكي مميزاً في أرض المعارض في دمشق عام 1959 .


    إحدى السيدات توزع البسكويت المحشو برقائق من الشوكولاه ، و بعضها كان محشواً على نكهة الموز و الفريز .
    وقد ذكر الأستاذ / فؤاد قدومي أنها كانت هذه بالجناح الامريكي واتذكرها جيدا وقبل عام 1960 .
    كانوا يخبزوا الكاتو اي ( الكيك ) على الطاقه الشمسيه ويوزعوها علينا للاكل . كانت لذيذه جدا . وكانت توضع العجينه بالصواني ، ثم توضع امام عاكس حراري بالمنتصف ، مثل القرص الظاهر بالصوره والذي يشبه لاقط الستلايت ، ولكنه لامع جدا من الداخل ليوجه اشعه الشمس للصينيه التي بالمنتصف.


    يبدو في الصورة الجناح الألماني الغربي حين كانت ألمانيا مقمسة الى قسمين ( ألمانيا الغربية ، و ألمانيا الشرقية ) وهذا الجناح الألماني في مدينة المعارض بدمشق عام 1959 .
    وأصدرت المؤسسة العامة للبريد طوابع بهذه المناسبة وأضحى عرفاً لجميع دورات المعرض .



    إعداد عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق


    يتبع بالجزء الثالث

Working...
X