X

الإنسان بين الخلق والإعجاز

المنتدى الاسلامي

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ - فصلت الآية 53

    لندخل في ثنايا هذه الآية الكريمة , وسنكتفي بتسليط الضوء على الشق الأول منها وهو : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ ) , فماذا نجد ؟؟.

    - كلمة سنريهم لا تدل على تحديد زمان العرض والمشاهدة , والسبب أنها تضمنت حرف السين للدلالة على استمرارية وقوع العرض على الإنسان من قبل رب العزة جل جلاله للآيات والحجج , وذلك إما بقصد هدايته أو تثبيت إيمانه وحمايته من شبهات الشرك التي يجره إليها هوى النفس . وكيف لا يكون هذا وهو عند الله عزيز ومكرم . (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَآدَمَ وَحَمَلْنَهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنهُم مِّنَ الطَّيِّبَـتِ وَفَضَّلْنَـهُمْ عَلَى كَثِير مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا)سورة الإسراء آية 70.

    - إن الآيات والحجج والبراهين التي عناها الرحمن بالعرض على بني آدم ليس فقط ما يقع عليه بصره في محيطه المادي سواء بالأرض أو الفضاء الكوني المشمول بكلمة السماء , ولكن يشمل العرض لآيات الإعجاز المتوفرة في خلق الإنسان ذاته , وقد كثرت وتعددت بسبب قربها من بصيرة الإنسان من جهة وتلازمها بالإستمرارية في التبصر من جهة أخرى , حتى يبقى الإنسان مستوعباً لرسالة الخالق في خلقه . وإذا ما دعتنا الحاجة لعرض أحد هذه الآيات سنأخذ أحد أعضاء الجسم البشري , وليكن القلب مثلاً .

    القلب عبارة عن عضله مجوفة بأربع حجرات , طولها يتراوح بين 12- 13 سم تقريباً , وزنه يتراوح بين 250 إلى 350 غ , ينبض في الدقيقة بين ال60 - 80 نبضة , ويدفع الدم في ثنايا الجسم لتستمر دورة الحياة فيه , ومعدل ضخ الدم للجسم باليوم الواحد 7600 لتر تقريباً . معلومات أكدتها دراسات علم الأحياء وهي بسيطة .

    لكن من واقع هذه الدراسات , يجب أن نعلم أن هذه العضلة البسيطة والتي وزنها يعد بالغرامات تغذي شبكة من الأقنية ( الشرايين ) طولها - 100000 - مائة ألف كم تقريباً اي ما يعادل محيط الأرض ثلاثة مرات في المدارين , وهذا الرقم علمي وقدِّر لجسم متوسط البنية . فالنتخيل أننا نحتاج إلى مضخة ميانيكية تغذي شبكة ري طولها بقدر طول شرايين الجسم , فكم سيكون حجمها لتوفر هذه الاستطاعه وكم ستكون قدرة المحرك الذي سيولد حركة هذه المضخة أيضاً . حقاً إنها مقارنه ذات معنى . ويمكن الرجوع إلى المصادر العلمية للإطلاع على أرقام يشكلها القلب في تأدية وظيفته وسنجد فيها أيضاً ما يدفعنا للذهول أمام البساطة التي تتسم بها طبيعة هذه العضلة , منها - إن حجم الضغط داخل حجرات القلب الطبيعي أثناء التقلص مقداره - 50 - بار وهذا يفوق حجم الضغط في عجلة السيارة !!. ولولا حجم الضغط الجوي الواقع على الجسم البشري لنزف الدم وخرج بسبب حجم الضغط الهائل التي تنتجه هذه العضلة البسيطة داخل الجسم .

    وإذا ما تركنا الوظيفة الميكانيكية وتناولنا الوظائف الأخرى كالعاطفة والهوى و... لوجدنا ما يدخلنا في دوامة العجب والذهول أيضاً .

    أليس في هذا ما يكفي لاستيعاب الموعظة من الله وإدراك حجم الدقة والإعجاز في نفسك أيها الإنسان ... لكم الشكر وفائق الاحترام

    أنيس




Working...
X