العقل أكرم السجايا التي يتحلَّى بها المرء , ولندرك معنى العقل سنكون مع الحكيم الترمذي في هذا التعريف ..
" فالعقل ما أكرم الله به العباد وضده الهوى ، وشكل العقل اليقين ، والعقل من العاقل ، وهو عقد المؤمن بين إيمانه وبين أن يكفر ، والهوى هو الفراغ بين أن يكفر الكافر وبين أن يؤمن ، لقول الله تعالى :
" ... وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) " الأنفال .
يقول يحول بين المؤمن وبين أن يكفر ، وبين الكافر وبين أن يؤمن ، لأن الله تعالى خلقك وهداك وعرفك بوحدانيته حتى عرفت أنه واحد لا شريك له . ولا يقدر الشيطان أن يشكك بالله ، لأجل معرفته به .
والعقل أيضا صلة بين الطاعة والمعصية ، فيوصل بينهما ويقطع , فيكون الوصل في الخوف والتفكر والحفظ والعاقبة , ويكون القطع في تعاطي التمرُّد والخروج فأول ما يدفع الشيطان بالمعصية , وعندما يتغاضى العبد عن هذا فيشجعه الشيطان حتى يقع في الذنوب ،
والعصيان لا يذهب العقل لأن العاصي لا يرضى بقلبه بالمعصية لله، وإنما يستكين قلبه لأجل جموح النفس ، حتى يغفل عن العاقبة ويرتع في ذله وهوانه ،
ويكون العقل أيضاً عقداً بين بدعة المبتدع وبين سنة المُتَّبع ، فيعقد ويفتح , فحيث يكون العقد في الخوف والحفظ والتفكر لعاقبته .
فأول ما يشكك الشيطان المتبع في الإتباع حتى يُوقعه في البدعة ، فإذا أوقعه في البدعة , عندها يكون العقل مُقيَّد بقيود الجهل ،
ويكون ذلك أيضا صلة بين زهد الزاهد وبين رغبة الراغب ، فعندما يكون العبد في الخوف والحفظ والتفكر لعاقبة الحساب الشديد ، والحبس عن الجنة ، والتقصير في الدرجة ، وسؤال الله إياه من أين اكتَسَبْت ، وفي ماذا أنفقت ، وماذا أردت به , فيدخل الشيطان ليحاكي العقل ويشككه حتى يوقع المرء في الرغبة في الدنيا ، فإذا أوقعه يكون قد ضعف فيه ذلك العقل ، فهذا تفسير العقل . " .
نسألك الله أن تُحفظنا بالعقل وأن تُجَمِّلنا بالستر وأن تجعل العفاف مأوانا في دنيانا .
ومني أجمل التحية ..
بالتصرف من كتاب : العقل والهوى للحكيم الترمذي
" فالعقل ما أكرم الله به العباد وضده الهوى ، وشكل العقل اليقين ، والعقل من العاقل ، وهو عقد المؤمن بين إيمانه وبين أن يكفر ، والهوى هو الفراغ بين أن يكفر الكافر وبين أن يؤمن ، لقول الله تعالى :
" ... وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) " الأنفال .
يقول يحول بين المؤمن وبين أن يكفر ، وبين الكافر وبين أن يؤمن ، لأن الله تعالى خلقك وهداك وعرفك بوحدانيته حتى عرفت أنه واحد لا شريك له . ولا يقدر الشيطان أن يشكك بالله ، لأجل معرفته به .
والعقل أيضا صلة بين الطاعة والمعصية ، فيوصل بينهما ويقطع , فيكون الوصل في الخوف والتفكر والحفظ والعاقبة , ويكون القطع في تعاطي التمرُّد والخروج فأول ما يدفع الشيطان بالمعصية , وعندما يتغاضى العبد عن هذا فيشجعه الشيطان حتى يقع في الذنوب ،
والعصيان لا يذهب العقل لأن العاصي لا يرضى بقلبه بالمعصية لله، وإنما يستكين قلبه لأجل جموح النفس ، حتى يغفل عن العاقبة ويرتع في ذله وهوانه ،
ويكون العقل أيضاً عقداً بين بدعة المبتدع وبين سنة المُتَّبع ، فيعقد ويفتح , فحيث يكون العقد في الخوف والحفظ والتفكر لعاقبته .
فأول ما يشكك الشيطان المتبع في الإتباع حتى يُوقعه في البدعة ، فإذا أوقعه في البدعة , عندها يكون العقل مُقيَّد بقيود الجهل ،
ويكون ذلك أيضا صلة بين زهد الزاهد وبين رغبة الراغب ، فعندما يكون العبد في الخوف والحفظ والتفكر لعاقبة الحساب الشديد ، والحبس عن الجنة ، والتقصير في الدرجة ، وسؤال الله إياه من أين اكتَسَبْت ، وفي ماذا أنفقت ، وماذا أردت به , فيدخل الشيطان ليحاكي العقل ويشككه حتى يوقع المرء في الرغبة في الدنيا ، فإذا أوقعه يكون قد ضعف فيه ذلك العقل ، فهذا تفسير العقل . " .
نسألك الله أن تُحفظنا بالعقل وأن تُجَمِّلنا بالستر وأن تجعل العفاف مأوانا في دنيانا .
ومني أجمل التحية ..
بالتصرف من كتاب : العقل والهوى للحكيم الترمذي