X

الله جلَّ جلاله في منظور علماء العصر ,,

المنتدى الاسلامي

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    إنما هي طبيعة الجدل تكمن في النفس البشرية , فلايستسلم لما يسوس شؤونه ويدبر أمره " الله "إلا بعد أن ينحسر رفضه أما طغيان الحقائق الدامغة التي تضعه في خيار الإيمان والتسليم ثم العبادة باليقين والأفعال ,

    " وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) " الكهف .

    وبدأ هذا الجدل في العقل البشري على مراحل , وذلك حيث يوجد الإنسان مستخدماً ما يحيط به من موجودات

    ومعارف كوسيلة لحوار عقلاني يصل فيه إلى إسكات عقله المتمرد ونفسه الجامحة نحو الإنكار ,

    وسنبدأ باستعراض هذا الجدل العقلي من خلال سلسلة من المواضيع نلتمسها لدى شخصيات تنوعت ثقافاتها وظروف تعايشها وأساليب تفكيرها وخلال عدة عصور تبدأ من بيئة البادية والمراعي وتنتهي في مخابر العلوم المعاصرة ومراكز الرصد الفلكي المتطورة في هذا العصر ,

    ففي بيئة البادية نلتمس هذا الحوار عند إعرابي بين نفسه الجامحة وبين عقله المفكر وكيف قاده إلى الإقرار بالوجود والتوحيد لخالق ومدبر لهذا الكون العظيم والعجيب ,

    وقد خلص إلى هذه النتيجة دون معرفته بفقه الأديان أو ما جاء به الرسل والأنبياء , فقال :

    " البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير , فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على خالق قدير ؟!. " .

    ومن هذا البعد المتواضع عند رجل البادية حيث لم تكن العلوم الفلكية والميتافيزيقيا والكيمياء الطبيعية بدأنا ,

    وسننتقل مباشرة إلى العقل البشري المتغطرس بما اكتشفه من نظريات علمية تحكم نظم ما يحيط به في الكون من موجودات ,

    والذي بدأ تارة يدعي التطور في شكل المخلوق استجابة لعامل التكيف وتارة أخرى يقول بالمصادفة , ومنهم من قال غير هذا وذاك ,

    واضعا افتراضات تخرج عن سياق الإقرار بوجود الخالق وهارب نحو الجدل ليخلَّد اسمه بين المارقين على نظم الإيمان بالله وضرورة الخضوع له والإخلاص بعبادته ,

    ولكن الباري عز وجل قد جعل هذا العقل المارد هو حجة على نفسه في وجوب إثبات وجوده كخالق بقدرته وحكمته وحاجة جميع مخلوقاته له بوجودها وسلوكها ,

    فمن خلال ما اكتشفه العلماء من علوم بدأ يتوضح لدى البعض منهم حقيقة وجود الله الخالق المدبر لهذا الكون العظيم واللامتناهي في خلقه ودقة أنظمته ,

    وسنبدأ من - نيوتن - أمير الفلاسفة والطبيعيين وكيف قاده عقله إلى الإقرار بوجود خالق الكون ومدبر عظيم له وذلك من خلال كشفه لقوة الجذب العام بين الأجسام الموجودة فقال :

    " إنه لأمر غير مفهوم حقاً أن نجد مادة لا حياة فيها ولا إحساس وهي تؤثر على مادة أخرى مع أنه لا توجد بينهما ثمة علاقة !. وهذا يدعو للإيمان والتسليم بوجود قوة ومشيئة في الكون تعمل على هذه الأسباب والعلل , وأن هذه القوة هي الله . " .

    وسنعرض لاحقاً وفي هذه الصفحة أقوال عدة علماء في هذا العصر قادتهم تجاربهم واكتشافاتهم للإقرار بوجود قوة خارقة تتحكم بهذا الكون ومدبرة لشؤونه , بحكمة وعناية يعجز عنها ما يستطيع العقل البشري إدراكه والتعامل فيه

    , وذلك لسهولة المطالعة والتصرف .

    مني طيب التحية وسنلتقي لا حقاً بإذن الله .





    أنيس


Working...
X