X

سورة العصر ,, وما ورد فيها بلسان أهل العلم .

المنتدى الاسلامي

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    * سورة العصر *



    تسميتها :

    سميت هذه السورة الكريمة بسورة العصر، وقد أقسم فيها تعالى بالعصر - وهو الزمان أو جزء منه، على تحقق وتأكد خسارة الإنسان إذا لم يسلك طريق النجاة القائم على الإيمان والعمل الصالح والتواصى بالحق والتواصى بالصبر.

    مكيتها

    هذه السورة مكية كما ورد عن ابن عباس وغيره، وهو قول جمهور المفسرين، وذهب قتادة إلى أنها مدنية والرأى ما قاله جمهور العلماء .

    عدد آياتها :

    ثلاث آيات باتفاق العلماء ولكن اختلفوا في رأس آيتين (والعصر) عدها الجميع إلا المدني الأخير آية، وعد المدني الأخير وتواصوا بالحق آية ولم يعدها غيره .

    ما ورد فى فضلها :

    روى الطبرانى بسنده عن عبد الله بن عبد الله بن الحصين الأنصارى أنه قال كان الرجلان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التقيا لم يفترقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ثم يسلم أحدهما على الآخر .

    ورواه البيهقى فى الشعب عن أبى مزينة الدارى بنحوه .

    وقال الإمام الشافعى لو تدبر الناس فى هذه السورة لوسعتهم.

    وما ذلك إلا لأنها جمعت فى ثلاث آيات منهجا متكاملاً شاملاً للنجاة من الخسران.

    لذا كان حرص صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قراءتها.

    مقاصد السورة الكريمة وأهم ما تضمنته :

    تقرر هذه السورة وتؤكد حقيقة مهمة، حقيقة لا تتبدل ولا تتغير مهما تغيرت الظروف والأحوال، والأزمنة والأمكنة، ومهما تعاقبت القرون وتوالت الأجيال.

    هذه الحقيقة هى التى أقسم عليها رب العالمين بالعصر {إن الإنسان لفى خسر} وجاءت السورة لتقرر وتذكر بهذه الحقيقة الثابتة وتؤكدها بالقسم وهو من أساليب الإقناع والتأكيد والتنبيه، بالعصر {إن الإنسان لفى خسر} ولا سبيل إلى النجاة من هذه الحقيقة المّرة إلا بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتوصي بالصبر، وهو الزاد الذى يستعين به المؤمن فى رحلته الشاقة المضنية المحفوفة بالعقبات والمكاره.

    ولصاحب الظلال فى هذا المقام كلام طيب: يقول رحمه الله

    {وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}

    فى هذه السورة ذات الآيات الثلاث يتمثل منهج كامل للحياة البشرية كما يريدها الإسلام، وتبرز معانى التصور الإيمانى بحقيقته الكبيرة الشاملة فى أوضح وأدق صورة، إنها تضع الدستور الإسلامى كله فى كلمات قصار،

    وتصف الأمة المسلمة: حقيقتها ووظيفتها، فى آية واحدة هى الآية الثالثة من السورة، وهذا هو الإعجاز الذى لا يقدر عليه إلا الله.

    والحقيقة العظيمة التى تقررها هذه السورة هى: أنه على امتداد الزمان فى جميع الأعصار، وامتداد الإنسان فى جميع الأدهار، ليس هنالك إلا منهج واحد رابح، وطريق واحد ناج، هو ذلك المنهج الذى ترسم السورة حدوده، وهو هذا الطريق الذى تصف السورة معالمه، وكل ما وراء ذلك ضياع وخسار.

    {وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الإنسَانَ لَفِي خُسْرٍ {2} إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}

    إنه الإيمان، والعمل الصالح، والتواصى بالحق، والتواصى بالصبر.

    وهكذا تشتمل هذه السورة على هذه المقاصد السامية والموضوعات المهمة، الأمر الذى جعل صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرصون على قراءتها عند افتراقهم وذلك لاشتمالها على منهج متكامل وشامل للنجاة من الخسران .



    نرجو الله أن ينفع بهذا من أراد وهو من وراء القصد .








    من كتاب يتيمة الدهر : لـ أحمد بن محمد الشرقاوي

    أستاذ التفسير المشارك بجامعة الأزهر


  • الشيخ محمد
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 103 

    #2
    جزاك الله خيرا علي الموضوع القيم
    Comment
    • gost986
      LifeTime Premium
      • Nov 2018 
      • 32 

      #3
      جزاك الله خيرا
      Comment
      Working...
      X