X

خبر البرامكة , من فرح بهم ومن بكى

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    أمر الواثق بعقوبة الدواوين وضربهم واستخلاص الأموال منهم لظهور خياناتهم وإسرافهم في أمورهم

    فمنهم من ضرب ألف سوط وأكثر من ذلك وأقل ومنهم من أخذ منه ألف ألف دينار ودون ذلك

    وجاهر الوزير محمد بن عبد الملك لسائر ولاة الشُّرَطْ بالعداوة فعسفوا وحبسوا ولقوا شرا عظيما وجهدا جهيدا

    وجلس إسحاق بن إبراهيم للنظر في أمرهم وأقيموا للناس وافتضحوا هم والدواوين فضيحة بليغة

    وكان سبب ذلك أن الواثق بن المعتصم بن هارون الرشيد جلس ليلة في دار الخلافة وجلسوا يسمرون عنده

    فقال هل منكم أحد يعرف سبب عقوبة جدي الرشيد للبرامكة ؟.

    فقال بعض الحاضرين نعم يا أمير المؤمنين :

    سبب ذلك أن الرشيد عرضت له جارية فأعجبه جمالها فساوم سيدها فيها

    فقال يا أمير المؤمنين إن أقسمت بكل يمين أن لا أبيعها بأقل من مائة ألف دينار

    فاشتراها منه بها وبعث إلى يحي بن خالد الوزير ليبعث إليه بالمال من بيت المال

    فاعتل بأنها ليست عنده

    فأرسل الرشيد إليه يؤنبه ويقول :

    أما في بيت مالي مائة ألف دينار وألح في طلبها

    فقال يحي بن خالد أرسلوها إليه دراهم ليستكثرها ولعله يرد الجارية

    فبعثوا بمائة ألف دينار دراهم ووضعوها في طريق الرشيد وهو خارج إلى الصلاة

    فلما اجتاز به رأى كوما من دراهم فقال ما هذا قالوا ثمن الجارية فاستكثر ذلك وأمر بخزنها عند بعض خدمه في دار الخلافة وأعجبه جمع المال في حواصله

    ثم شرع في تتبع أموال بيت المال فاذا البرامكة قد استهلكوها فجعل يهم بهم تارة يريد أخذهم وهلاكهم وتارة يحجم عنهم

    حتى إذا كان في بعض الليالي سمر عنده رجل يقال له أبو العود فأطلق له ثلاثين ألفا من الدراهم

    فذهب إلى الوزير يحي بن خالد بن برمك فطلبها منه فماطله مدة طويلة

    فلما كان في بعض الليالي في السمر عرض أبو العود بذلك للرشيد في قول عمر بن أبي ربيعة ...

    وعدت هند وما كادت تعد ... ليت هذا أنجزتنا ما تعد ...

    واستبدت مرة واحدة ... إنما العاجز من لا يستبد

    فجعل الرشيد يكرر قوله إنما العاجز من لا يستبد ويعجبه ذلك

    فلما كان الصباح دخل عليه يحي بن خالد فأنشده الرشيد هذين البيتين وهو يستحسنهما

    ففهم ذلك يحي بن خالد وخاف وسأل عن من أنشد ذلك للرشيد

    فقيل له أبو العود فبعث إليه وأعطاه الثلاثين ألفا وأعطاه من عنده عشرين ألفا وكذلك ولداه الفضل وجعفر

    فما كان عن قريب حتى أخذ الرشيد البرامكة وكان من أمرهم ما كان

    فلما سمع ذلك الواثق أعجبه ذلك وجعل يكرر قول الشاعر إنما العاجز من لا يستبد

    ثم بطش بالكتَّاب وأهل الدواوين على إثر ذلك وأخذ منهم أموالا عظيمة جداً .

    هذا ما أورده ابن كثير في البداية والنهاية , كما قيل في قتلهم العديد من الأقوال .

    أرجو أن يكون في هذا إفادة لمن أراد الإستزادة ومني الشكر ..



Working...
X