المروءة
المروءة خليقة ( صفة )، برضا الله خليقة ( مقترنة ). والسخاء سجِيَّة، بحسن الذكر حجية ( مكتفية ) . ولم أر كالدناءة ، أحق بالشناءة ( الشناعة ) . ولا يصلح للإخاء، إلا أهل السخاء . بهم يداوى القلب المريض ، ويجبر العظم المهيض . ( المتشقق ) وهم يُريحون عليك النعم إذا عزبت ( حلَّت )، ويُزيحون عنك النِّقَم إذا حزبت ( اشتدت ).
حق المؤاخاة
استمسك بحبل مؤاخيك، ما استمسك بأخوَّتك. واصحبه طالما أصطحب للحق وأذعن، وحلَّ مع أصحابه وارتحل . فإن صَعُبَ بالحق رضاؤه ، ورشح بالباطل إناؤه. فتعوض من صحبته بسرعة إقصائه ( إبعاده ) ، وحذاري من التخلي عن الصديق الصدوق . فصاحب الصدق أنفع من الترياق النافع ، وقرين السوء أضر من السم الناقع .
الحِمل والحلم
أحمل الناس لأعبائه ، أحلمهم عن أحبائه. بل من عدوّه إلى حبيبه جنيب ( حَذِرْ ) ، لا يلحقه عتاب ولا تأنيب. يترك جزاءه على ذنبه، ويعرك أذاه بجنبه. ذاك الذي لم يمنحه الله قلباً رهيناً بالحقد ، ولا أودعه إلا ضميراً صحيح العقد . قطع الله نياط كل قلب بالشر رهين ، يزلُّ الخير عنه زليل الحبر عن الورق الدهين .
أصلك يا ابن آدم
يا ابن آدم أصلك من صلصال كالفخار، وفيك ما لا يسعك من التيه والفخار. تارة بالأب والجد ، وأخرى بالدولة والجد ( الكسب ) . ما أحوجك لأن لا تصعر خديك ، ولا تفتخر بجدَّيك . تبصّر خليلي ما مركّبك ( النعش ) ، وإلى أين منقلبك . فخفِّضْ من غلوائك ( عنفوانك ) ، وتخلى عن بعض خُيَلائك .
العلم والجهل
العلم صعب والجهل أصعب، والتُقى تَعَبْ والفجور أتعب . الصعب ما أورثك الفجعات ، والتعب ما جر عليك التَبِعات .
مع المُتقي عدة كُفلاء يُقللون خَطْبَهُ، ويهونون صعْبَهُ . الثناء الجميل في عاجله، والنجاة والثواب الجزيل في آجله. لأنه ممن نظر في الحقائق وتفَطَّنْ ، واستشف ضمائر الأمور واستبطن .
طوبى لمن أصغى إلى داعي الحق وانصاع ، ولم يكتفي من دعوته بالإستماع .
ومزيد من التقدير والشكر لأبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد ، " الزمخشري " صاحب هذه الأقوال ,
ولجميع إخوتنا في البوابة جميل التحية ..
بالتصرف من كتاب : أطواق الذهب في المواعظ والخطب
المروءة خليقة ( صفة )، برضا الله خليقة ( مقترنة ). والسخاء سجِيَّة، بحسن الذكر حجية ( مكتفية ) . ولم أر كالدناءة ، أحق بالشناءة ( الشناعة ) . ولا يصلح للإخاء، إلا أهل السخاء . بهم يداوى القلب المريض ، ويجبر العظم المهيض . ( المتشقق ) وهم يُريحون عليك النعم إذا عزبت ( حلَّت )، ويُزيحون عنك النِّقَم إذا حزبت ( اشتدت ).
حق المؤاخاة
استمسك بحبل مؤاخيك، ما استمسك بأخوَّتك. واصحبه طالما أصطحب للحق وأذعن، وحلَّ مع أصحابه وارتحل . فإن صَعُبَ بالحق رضاؤه ، ورشح بالباطل إناؤه. فتعوض من صحبته بسرعة إقصائه ( إبعاده ) ، وحذاري من التخلي عن الصديق الصدوق . فصاحب الصدق أنفع من الترياق النافع ، وقرين السوء أضر من السم الناقع .
الحِمل والحلم
أحمل الناس لأعبائه ، أحلمهم عن أحبائه. بل من عدوّه إلى حبيبه جنيب ( حَذِرْ ) ، لا يلحقه عتاب ولا تأنيب. يترك جزاءه على ذنبه، ويعرك أذاه بجنبه. ذاك الذي لم يمنحه الله قلباً رهيناً بالحقد ، ولا أودعه إلا ضميراً صحيح العقد . قطع الله نياط كل قلب بالشر رهين ، يزلُّ الخير عنه زليل الحبر عن الورق الدهين .
أصلك يا ابن آدم
يا ابن آدم أصلك من صلصال كالفخار، وفيك ما لا يسعك من التيه والفخار. تارة بالأب والجد ، وأخرى بالدولة والجد ( الكسب ) . ما أحوجك لأن لا تصعر خديك ، ولا تفتخر بجدَّيك . تبصّر خليلي ما مركّبك ( النعش ) ، وإلى أين منقلبك . فخفِّضْ من غلوائك ( عنفوانك ) ، وتخلى عن بعض خُيَلائك .
العلم والجهل
العلم صعب والجهل أصعب، والتُقى تَعَبْ والفجور أتعب . الصعب ما أورثك الفجعات ، والتعب ما جر عليك التَبِعات .
مع المُتقي عدة كُفلاء يُقللون خَطْبَهُ، ويهونون صعْبَهُ . الثناء الجميل في عاجله، والنجاة والثواب الجزيل في آجله. لأنه ممن نظر في الحقائق وتفَطَّنْ ، واستشف ضمائر الأمور واستبطن .
طوبى لمن أصغى إلى داعي الحق وانصاع ، ولم يكتفي من دعوته بالإستماع .
ومزيد من التقدير والشكر لأبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد ، " الزمخشري " صاحب هذه الأقوال ,
ولجميع إخوتنا في البوابة جميل التحية ..
بالتصرف من كتاب : أطواق الذهب في المواعظ والخطب