X

من أيام العرب ,, في طلب الثأر وإعلان الحرب

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    قدم على امرىء القيس بن حجر الكندي بعد مقتل أبيه رجال من قبائل بني أسد وفيهم قبيصة بن نعيم يسألونه العفو عن دم أبيه ,

    فخرج عليهم في قباء وخف وعمامة سوداء , وكانت العرب لا تعتم بالسواد إلا في الظرف المؤلم ,

    فلما نظروا إليه قاموا له إجلالاً وبدر إليه قبيصة فقال :

    إنك في المحل والقدر والمعرفة بتصرف الدهر وما تحدثه أيامه وتتنقل به أحواله , بحيث لا تحتاج إلى تذكير من واعظ ولا تبصير من مجرب , ولك من سؤدد منصبك وشرف أعراقك وكرم أصلك فى العرب ما يدعو لإقالة العثرة والرجوع عن الهفوة ,

    ولا تتجاوز الهمم إلى غاية إلا رجعت إليك فوجدت عندك من فضيلة الرأي وبصيرة الفهم وكرم الصفح ما يقضي رغباتها ويستغرق طلباتها ,

    وقد كان الذي كان من الخَطْب الجليل الذي عمت رزيته نزارا واليمن ولم تخصص بذلك كندة دوننا للشرف البارع الذي كان لحجر ذاك التاج والعمة فوق الجبين الكريم وإخاء الحمد وطيب الشيم ولو كان يُفدى هالك بالأنفس الباقية بعده لما بخلت كرائمنا بها على مثله ولكنه مضى به سبيل لا يرجع أخراه على أولاه ولا يلحق أقصاه أدناه

    فأحمد الحالات في ذلك أن تعرف الواجب عليك في إحدى خلال ثلاث :

    إما أن اخترت من بني أسد أشرفها بيتا وأعلاها في بناء المكرمات صوتا فقدناه إليك ضحية تضع به حسامك وتصرف ما أوغر صدرك وحفظ مقامك ,

    وإما أن وادعتنا إلى أن تضع الحوامل ولدانها فتسدل الأُزر وتعقد الخُمُرْ وعندها يطيب لك الأمر .

    فبكى امرؤ القيس ساعة ثم رفع رأسه فقال :

    لقد علمت العرب أنه لا كفء لحجر في دم منكم كبشر , وأني لن أعتاض به جملا ولا ناقة فأكتسب به سبة الأبد وفت العضد

    وأما الإنتظار فقد أوجبته الأجنة في بطون أمهاتها ولن أكون لعطبها سببا , وبعدها ستعرفون طلائع كندة من بعد ذلك تحمل في القلوب حنقا وفوق الأسنة علقا وأنشد :

    إذا جالت الحرب في مأزق ... تُصافح فيه المنايا النفوسا

    ثم قال : أتقيمون أم تنصرفون

    قالوا بل ننصرف بأسوأ الاختيار وأبلى الاجترار بمكروه وأذية وحرب وبلية ,

    ثم نهضوا عنه وقبيصة يتمتم :

    لعلك أن تستوخم الوِرد إن غدت ... كتائبنا في مأزق الحرب تمطر

    فقال امرؤ القيس : لا والله بل أستعذبه , فرويدا ينفرج لك دجاها عن فرسان كندة وكتائب حمير ,



    تلك بذرة من بذور أرض العرب نبتت بين خيامهم , فأفسدت أيامهم وأعظمت آلامهم فهل من متعظ مما فات ؟؟.

    مني الشكر وأجمل التحية ..



Working...
X