X

العقل والهوى في ميزان المعاني ,,

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • أنيس
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1283 
    • 585 
    • 1,001 

    العقل ما أكرم الله به العباد وضده الهوى، وشكل العقل اليقين، والعقل من العاقل، وهو عقد المؤمن بين إيمانه وبين أن يكفر،

    والهوى، هو عقد للكافر بين كفره وبين أن يؤمن، لقول الله تعالى: (يحول بين المرء وقلبه). يقول يحول بين المؤمن وبين أن يكفر، وبين الكافر وبين أن يؤمن،

    لأن الله تعالى خلقك، وهداك، وعرفك بوحدانيته، حتى عرفت أنه واحد لا شريك له. ولا يقدر الشيطان أن يشك بالله، لأجل تعريفه إياك فالمنّة لله على ذلك.

    والعقل أيضا عقد بين الطاعة والمعصية، فيعقد ويفتح: فحيث يكون العقد في والخوف والتفكر والحفظ والعاقبة عن هذا؛ فأول ما يشككه الشيطان بالمعصية.

    فحيث يغفر العبد عن هذا فيشككه الشيطان حتى يقع في الذنوب، ولم يذهب ذلك العقل الأول لأنه لا يرضى بقلبه بالمعصية لله،

    وإنما يرضى بقلبه لأجل نهمة النفس، حتى غفل عن عاقبة الذل والهوان،

    ويكون أيضاً عقداً بين بدعة المبتدع وبين سنة السني، فيعقد ويفتح فحيث يكون العقد في الخوف والحفظ والتفكر لعاقبته؛

    فأول ما يشككه الشيطان حتى يوقعه في البدعة، فإذا أوقعه في البدعة؛ فلم يذهب ذلك العقل الأول عنه،

    ويكون ذلك أيضا عقداً بين زهد الزاهد وبين رغبة الراغب، فيعقد ويفتح،

    فحيث يكون العبد في الخوف والحفظ والتفكر لعاقبة الحساب الشديد، والحبس عن الجنة، والتقصير في الدرجة، وسؤال الله إياه من أين اكتَسَبْت، وفي ماذا أنفقت، وماذا أردت به؛

    فأول ما يشككه الشيطان حتى يوقعه في الرغبة في الدنيا، فإذا أوقعه فلم يذهب عنه ذلك العقل الأول، فهذا تفسير العقل.

    مني جليل التحية ..



    من كتاب : العقل والهوى للحكيم الترمذي




Working...
X