السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخى الفيصلى
فسؤالك أخى الكريم له وجهتين :-
الأولى :- وجهة شرعية
والثانية :- وجهة قانونية
-أما الوجهة الشرعية فأفضل أن تلجأ فيها لأهل الفقه والفتوى
فهم أولى وأقدر منى على افتائك فى هذه المسألة
ولكنى أجد نفسى مضطرا للمساس بهذه الوجهه حتى تضح لك
الرؤية من الناحية القانونية
وبيان هذه المسئلة - حسب علمى - أن أبناء المتوفى فى حياة
والدته لا يرثون جدتهم هذه عند وفاتها لأن الأصل فى الميراث
بصفة عامة شرط تحقق الحياة فيمن يرث ، وتحقق الوفاة فى المورث
فى ذات اللحظة الزمنية
-بالترتيب على ما تقدم نجد أن الابن المتوفى لم تتحقق فيه الحياة وقت
وفاة والدته وبالتالى لا يرثها شرعاً ومن باب أولى فأولاده
أيضا لا يرثون هذا هو الأصل شرعا فى هذه المسألة من ناحية
ومن ناحية أخرى عرضت هذه المسألة عندنا فى مصر فى بدايات القرن العشرين
تقريبا فى عام 1927 وكان رأى الفقهاء ساعتها أنهم لا يرثون شرعا ولكن خوفا
عليهم من الضياع قررو مبدأ سمى بعد ذلك بالوصية الواجبة وتم الأخذ به بعد ذلك
فى كافة القوانيين المصرية وما زال ساريا حتى الآن فى مصر وفى بعض البلدان
العربية
والوصية الواجبة هى معناها اعتبار أنه من الأولى بالجدة فى حالتك أن توصى
بقدر من التركة لأولاد ابنها المتوفى عونا لهم على متاعب الحياة
لأنهم ذوو قرابو من ناحية ، ومن ناحية أخرى ذوو يتم ( أيتام لوفاة والدهم )
وقدر الفقهاء مقدار تلك الوصية الواجبة بمقدار الثلث ( ثلث التركة ) للجدة هنا
ونجد أن الله سبحانه وتعالى حث المؤمنين على الوصية بصفة عامه فى كتابه
الكريم لأولى القربى واليتامى والمساكين ان كانو غير وارثين
لقوله تعالى :- كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرًا الوصية للوالدين
والأقربين بالمعروف، حقًا على المتقين
ولقوله تعالى :- وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم
منها وقولوا لهم قولاً معروفًا
ومن هنا جاء الشق الثانى وهو الشق القانونى - فى مصر وبعض البلدان العربية -
بوجوب الوصية الواجبة لأولاد المتوفى والدهم فى حياة مورثهم كما هى فى
حالتنا الراهنة محل هذا السؤال
- وأنا أعمل بهذ المبدأ منذ سنوات لحل بعض المشكلات القائمة بين المسلمين
وأنصحك بالعمل بالوصية الواجبة فهو خلق نبيل وثوابه عظيم وحفاظا على
هؤلاء اليتامى وأولو القربى فهم أحق بالوصية من مال جدتهم
والله تعالى أعلى وأعلم

جزاك الله خير