X

المنظور الاستراتيجي لاستقرار الرحل في السودان

الركن الهندسي العربي

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • Oldvb
    Thread Author
    Free Membership
    • Sep 2018 
    • 1265 
    • 981 

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المنظور الاستراتيجي لاستقرار الرحل في السودان
    مقدمة:

    يقع السودان في المنطقة المدارية بين خطي عرض 10 – 23 درجة شمال خط الاستواء ويقسم الى أقاليم مناخية هي الصحراء شمال خط 16 درجة وشبه الصحراء شمال خط 13 والسافنا شمال خط 10درجة شمال خط الاستواء. كما توجد مناطق مرتفعة في جبال البحر الأحمر وجبل مرة. أعداد سكان السودان حوالي 40 مليون (بعد انفصال الجنوب يصبح العدد 32 مليون). يعتمد السكان على الزراعة المتمثلة في إنتاج المحاصيل وتربية الحيوان. المساحة التي تصلح لإنتاج المحاصيل حوالي 200 مليون فدان تزرع منها فقط 20%. بينما مساحة المراعي الطبيعية حوالي 280 مليون فدان يضاف لها مخلفات المحاصيل و المساحات التي لا تزرع.

    تقدر الثروة الحيوانية في السودان بحوالي 140 مليون رأس من الأبقار و الجمال و الضأن و الماعز أكثر من 90% منها تربى بطريقة تقليدية في النظام الرعوي الترحالي. توجد الجمال و الضأن في المناطق الصحراوية و شبه الصحراوية بينما توجد الأبقار في المناطق الأكثر مطرا في السافنا. نظام الترحال يشمل حوالي ثلاثة ملايين شخص يترحلون لرعاية الحيوان من الشمال للجنوب و بالعكس. حركة الترحال تستغل الموارد الرعوية في مناطق كبيرة حيث تتبع توفر المراعي و البعد عن الآفات و الحشرات التي تصيب الحيوانات.

    يتميز نظام الرحل بأنه نظام رفيق بالبيئة النباتية حيث تؤدي حركة الحيوان الى:

    - تقليل الضغط على المواردالرعوية.

    - نقل بذور النبات لتحسين خواص المرعى.

    - قلة الرعي الجائر نسبة للحركة المستمرة للحيوان.

    الحيوانات التي يربيها الرحل هي سلالات تقليدية من الأبقار و الضأن و الماعز و الإبل تتميز بقلة الإنتاجية من الألبان و اللحوم مع ضعف وسائل التسويق ولكن بالرغم من ذلك فان إسهام قطاع الرحل في الدخل العام كان يعتبر كبيرا جدا قبل ظهور البترول ولذلك لكبر القطيع. أما الفائدة للرحل فهي قليلة حيث ظل نظام لا يتيح للراعي فرصة الاستقرار للتمتع بالخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والمياه. ولذلك ظل هذا النظام كما هو دون أن تمتد له يد التطور والتحسين إلا في القليل.الآن يتعرض هذا النظام لمشاكل تهدد وجوده منها:



    أولا: ضيق المساحات المتاحة للمرعي والترحال وذلك لأسباب أهمها:

    - تمدد الاستقرار والمزارع الآلية والتقليدية في المساحات الرعوية ومسارات الرحل.

    - تمدد النشاط الصناعي في المساحات الرعوية (البترول).

    - تغير المناخ وقلة إنتاجية المراعي وتحول مناطق واسعة الى صحاري.

    - كبر حجم القطيع والزيادة السنوية التي تضاف خاصة في المواسم ذات الأمطار الجيدة.

    - انفصال دولة الجنوب حيث جزء من المرعى الصيفي داخل حدود الدولة الجديدة.



    ثانيا: المشكلات الأمنية بسبب:

    - النزاعات الأهلية وانعدام الأمن أخرج بعض المناطق من المرعى.

    - التنافس على موارد المياه والمراعي.

    - تعدي الزراع على مسارات الرحل وأماكن الراحة.

    - عدم توفر المياه في بعض المناطق التي يمكن أن تكون مراعي طبيعية.

    - سرقة الحيوانات.



    ثالثا: المشكلات المتعلقة بالإنسان:

    - صعوبة توفير خدمات التعليم و الصحة و المياه النظيفة.

    - حياة الكفاف وصعوبة الدخول في الحياة الاقتصادية.

    - الاعتزاز بالترحال واعتباره نمطا مميزا للحياة.

    - الاهتمام بأعداد الحيوان دون النوعية والإنتاجية.

    - صعوبة التكيف مع التغيير الذي حدث في المرعى والمياه والنباتات.

    رابعا: الخدمات المتعلقة بالحيوان:

    - نوعية الحيوان تقليدية متوارثة أهم ما يميزها القدرة على السير لمسافات طويلة.

    - قلة الإنتاجية من اللحوم والألبان.

    - عدم الاهتمام بالتهجين وصحة الحيوان.

    - الاتجاه لزيادة العدد لمقابلة السنوات قليلة الإمطار.

    - التغذية تعتمد على النبات الطبيعية مما يجعل الحيوان يتعرض للجوع وقلة البروتين.

    - السير لمسافات طويلة يكسب الحيوان عضلات قوية لا تصلح للحوم.

    هذا إضافة الى فشل النظام الرعوي لإحداث أي طفرة إنمائية لتحسين حياة الرعاة والأسر الرعوية ويتمثل ذلك الى ضعف فرص التعليم والصحة والمياه وكذلك خدمات الحيوان الصحية والتسويق للمنتجات. وظلت الصورة النمطية للرحل هي قطعان من الأبقار تتبعها الأسرة على ظهور الثيران أو الجمال.

    لذلك فان هذا نظام الرعي الترحالي يتعرضللمنافسة الحادة على موارد الأرض و المياه مما يؤدي لقلة المراعي حيث يقدر إنتاج المراعي الطبيعية بحوالي 62 مليون طن يستهلك منها 75% بينما تمثل المخلفات الزراعية حوالي 22 مليون طن يستهلك نصفها تقريبا أما الأعلاف المزروعة و المركزات فهي لا تزيد عن اثنين مليون طن و الحاجة الكلية للقطيع هي حوالي 89 طن من العلف.

    كذلك يعاني الرحل من قلة المياه كما يتعرضون للاحتكاكات الأمنية التي تؤثر على الترحال. كما يحتاج الراعي الى التعليم و الصحة و الخدمات الأخرى. أما الحيوان فهو يحتاج الى التحسين من حيث النوعية والقدرة على الإنتاج والى توفير الاحتياجات من المراعي الجيدة والرعاية الصحية. و يحتاج النظام كله الى تحسين ظروف الرحل للاستفادة من إنتاجهم في تنمية نمط الحياة وذلك بتحسين التسويق للمنتجات وتحويل الرحل من الكفاف الى الحياة الاقتصادية التي تدفع الإنسان للأحسن دائما. لكل ما سبق يبدو نظام الرحل بطريقته الحالية غير قابل للحياة أو التطور ولا الاستمرار و لذلك فانه من المهم تحديد الطرق المثلى لاستقرار الرحل وحفظ نظام تربية الحيوان وتحويله للنظم الحديثة التي تهتم بتحسين نوعية الحيوان لزيادة إنتاجه الذي يترجم تحسنا لحياة الرحل وتوفير الخدمات الأساسية للإنسان والحيوان و حل المشكلات الأمنية.

    نظام الترحال يوجد في أغلب مناطق السودان حيث رعاة الإبل في الشرق حيث يوجد البجا و في غرب السودان يوجد الكبابيش والرزيقات وغيرهم. أما رعاة البقر فهم في قطاع السافنا من الشرق حيث توجد قبائل كنانة و البوادرة و الشكرية و اللحويين ثم النيل الأبيض حيث قبائل الصبحة وسليم وفي كردفان الحوازمة و اولاد حميد و المسيرية وفي دارفور المعاليا و الرزيقات و بني هلبة و غيرهم. يرحلون من الجنوب للشمال في بداية شهور الخريف (يونيو يوليو وأغسطس) الى مناطق المخرف حيث يمضون شهور سبتمبر أكتوبر و نوفمبر ثم تبدأ رحلة العودة لمناطق المصيف خلال شهور ديسمبر يناير فبراير مارس أبريل ومايو. المناطق الجنوبية تتوفر فيها المراعي و المياه على مدار العام في الأنهار مثل بحر العرب و الرهد و الدندر و السوباط والبحيرات مثل بحيرة أبيض وكيلك و الفيوض حيث تتجمع مياه الأمطار. أما أصحاب الإبل فهم يرحلون في الخريف (النشوق) الى حيث يتوفر الماء و الكلأ و يرجعون لمناطق الآبار (الدمر) حيث تتوفر المياه. و يذهب الكبابيش الى مناطق الجزو في عمق الصحراء.

    ثقافة الترحال تعتمد على المعرفة الكبيرة الموروثة خلال عقود من الزمان وربما قرون والرحل يحبون هذا النمط من الحياة و يصعب عليهم تغييره. ولكن بالرغم من ذلك فان بعضهم أجبرته الظروف الى الاستقرار أو قيام المشاريع الزراعية دفع بعضهم للاستقرار. وقد قامت تجارب عديدة لاستقرار الرحل نجح بعضها و أخفق الآخر نتيجة لظروف منطقية يمكن أن تدرس للاستفادة منها. الزراعة المروية في الجزيرة والرهد وحلفا الجديدة دفعت الناس للاستقرار وفي الزراعة المطرية كثير من التجارب في شرق وغرب السودان لم تنجح لأسباب منها عدم الاستشارة للرحل أو ضعف الرقابة الإدارية على المشاريع فتعرضت للضغط و انهارت.

    أهم أسس دراسة استقرار الرحل تبدأ بالمحاور الآتية:

    1- محور البيئة وتوفر مقومات الترحال:

    يمكن تقسيم السودان الى قسمين من ناحية مناخية هما الصحراء وشبه الصحراء في الشمال (شمال خط 14 درجة شمال) والسافانا في الجنوب (بين خط 10 الى خط 14 درجة شمال).

    دراسة البيئة في السودان تبين أن الحرارة عالية في الصيف والبرد في الشتاء في الصحراء والدفء في السافنا. الأمطار تتميز بالموسمية حيث تنزل خلال شهور يونيو الى نوفمبر بينما تظل الشهور من ديسمبر الى مايو جافة كما توجد الرياح التي تحمل الغبار (الهبوب). تقل الأمطار في الشمال وتزيد باتجاه الجنوب من حيث الكمية وطول الموسم الممطر. أنواع النبات التي تتوفر في هذه المناطق هي الحشائش الموسمية وبعض النباتات المعمرة. المشاكل البيئية تتمثل في تردي الظروف المناخية والجفاف الذي ضرب ساحل أفريقيا خلال النصف الأول من الثمانينيات من القرن الماضي وأثر على كمية ونوعية المرعى مما زاد من معاناة الرحل. إضافة للتنافس بين القبائل المترحلة والمستقرة على موارد المياه ومساحات المراعي وربما المحاصيل. يضاف لكل ذلك تغير المناخ وتصحر مناطق كانت رعوية وقلة المياه وزيادة حجم القطيع. أدت كلها لزيادة الضغط على الموارد الطبيعية والى مزيد من التدهور والتنافس بين المجموعات.

    2- الإستراتيجية المائية لاستقرار الرحل:

    يعتمد استقرار الرحل على توفير المياهلشرب الإنسان والحيوان ثم إنتاج غذاء الإنسان ونوعية أفضل من المراعي والأعلاف. لذلك فان توفير المياه يمكن أن يكون:

    - إنشاء آبار في مناطق توفر المياه الجوفية خاصة الصحراء و شبه الصحراء بدلا عن الحفائر التي تتعرض للتبخر و التلوث.

    - حصاد مياه الأمطار في المناطق الجافة حيث أن أمطار دارفور وحدها تفوق 200 مليار متر مكعب/العام لا تستغل بكفاءة عالية.

    - إنشاء سدود في المناطق التي لا توجد فيها مياه جوفية هذه السدود تنشأ على الخيران و الوديان لتوفير المياه للإنسان والحيوان و يجب أن. تكون على مسافات مدروسة لتجنب زيادة العدد على حمولة البيئة.

    - ترك المناطق التي تنزل فيها أمطار أقل من 200 ملم في العام مراعي لأنها يمكن أن تستوعب إنتاجية أكبر من المرعى و نوعية أفضل (بقوليات)

    - الاهتمام بالمياه في مناطق المخرف حيث الأنهار والفيوض والخيران الكبيرة وحماية المياه من التلوث.

    - ترشيد استخدام المياه وحماية المصادر من خلال المشاركة الفعالة للمجتمعات المستفيدة من هذه المياه.

    - التوازن في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية وحماية البيئة من خلال إدارة مصادر المياه.



    3- الغطاء النباتي:

    تعرض الغطاء النباتي للتدهور نتيجة لعوامل المناخ (الأمطار) و الحرائق الموسمية و كبر حجم القطيع. و التركيبة النباتية تتكون من أنواع جيدة للمرعى وأنواع رديئة لا تصلح أو لا يحبها الحيوان. بينما هناك مناطق اختفت منها بعض الأنواع النباتية و قلت الكمية المنتجة في وحدة المساحة. توجد حشائش حولية ومعمرة في أطراف الصحراء وفي مناطق الجزو. بينما في شبه الصحراء توجد حشائش يمكن أن ترعاها الماعز والضأن. حشائش السافانا ذات كثافة تزيد بزيادة الأمطار جنوبا و كذلك التنوع. و توجد أنواع مختلفة من الحشائش التي يمكن أن تكون مرعى للحيوانات و بعضها تشب فيها النيران التي يوقدها الرعاة أو العابرين في السيارات أو الذين يستخرجون العسل. ولذلك فان حماية المراعي من النيران يعتبر عملا يوفر الحشائش للمراعي. لذلك يحتاج المرعى الى:

    - دراسة التركيبة النباتية و الحمولة البيئية لتحديد أعدل الحيوان التي يمكن أن توجد في المنطقة المعينة.

    - نثر بذور النبات في المناطق التي تعرضت للتدهور خاصة الأنواع المرغوبة.3- معالجة المخلفات النباتية لزيادة لتحسين خواصها الغذائية للحيوان.

    - الثروة الحيوانية:

    تربى الحيوانات وفق المتاح من الموارد فالمناطق الجافة في الصحراء و شبه الصحراء للإبل و الضأن الصحراوي بينما المناطق الأكثر مطرا فهي للأبقار. وتزداد أعداد الحيوان خاصة في السنوات التي تتميز بمعدل عالي من الأمطار حيث يتوفر الغذاء و الماء و نظرا لأن المنتج يهتم بالعدد فهو يحتفظ بالزيادة والحيوانات الكبيرة مما يزيد حجم القطيع اكبر من الحمولة البيئية و من ثم تتدهور الموارد الرعوية.



    الموروث الثقافي:

    ويعتمد السكان على الحيوانات فهي تشكل ثروة تنبني عليها حياة الرحل لأنها:

    - النشاط الذي يستوعب المالك وأسرته ويوفر متطلبات الحياة.
    - المال المدخر للطوارئ
    - العز والهيبة والمكان الاجتماعي للملاك و الموروث الثقافي.
    وفوق هذا فهي المرحال والمسار والشوقارة التي يحبها الرحل حيث المساحات الواسعة والسماء الصافية والهواء العليل والصحة والعنفوان وحب الطبيعة.
    لذلك تجد القصص والشعر والأمثال تدور في فلك الحيوان والبادية والصيد. استقبال الخريف حيث المناطق المفتوحة والخضرة والنشاط.
    مهددات تنمية قطاع الثروة الحيوانية:
    - الاعتماد على النمط التقليدي في الإنتاج الذي يهتم بالعدد والترحال في تربية الحيوان.
    - ضعف الإنتاجية ورداءة المرعى وتعرض الحيوانات للجوع وسوء التغذية.
    - التغيير المناخي والجفاف بالإضافة لخروج مساحات كبيرة من المرعى التقليدي نتيجة للحروب أو الزراعة الآلية أو نشاط التعدين خاصة البترول.
    - انتشار الأمراض الوبائية المتوطنة والوافدة.
    - الاهتمام بزراعة المحاصيل وتخصيص المساحات والتمويل لها بعكس الترحال الذي يقل الاهتمام به.
    - المخاطر الطبيعية المتمثلة في تدهور البيئة والحرارة العالية والجفاف والتصحر وقلة إنتاجية المراعي.
    - انعكس الترحال سلبا على الحيوان حيث قلة الإنتاجية وقلة جودة اللحوم مع قلة الاستفادة من الخدمات البيطرية.
    أما المخاطر التي تختص بالرحل فهي:
    - قلة الفرص للاستفادة من الخدمات الاجتماعية خاصة في مجال التعليم و الصحة وبعد تدهور البيئة ظهور المشكلات الأمنية والاحتكاك بين المجموعات.
    - مخاطر النشاط الاقتصادي مثل التعدين (البترول) يؤدي لتلوث البيئة (الهواء والمياه ) كما تؤثر المبيدات والاستخدام العشوائي للدواء على صحة الحيوان والإنسان.
    - حياة الكفاف التي تقوم على الاكتفاء الذاتي و قلة النشاط الاقتصادي.
    - تعرض الرحل لنوبات الجفاف الذي يؤثر سلبا على الحيوان والإنتاجية و بالتالي حياة الرحل.
    - المنافسة على الموارد الطبيعية بين مجموعات الرحل و بينهم والمزارعين.
    - تدهور المراعي من حيث الكمية و النوعية و ضيق الأراضي الرعوية.
    لكل ما سبق فان قطاع الثروة الحيوانية لدى الرحل مهم جدا للمواطن والدولة ولكن تكتنفه الكثير من المخاطر التي يجب أن تجد الحلول المناسبة.
    نقاط القوة في استقرار الرحل:
    1- الاستفادة من الخدمات الاجتماعية في التعليم و الصحة و المياه والأمن للإنسان ودخول برامج التنمية الشاملة.
    2- الاستفادة من وجود الحيوانات لإنتاج الألبان و اللحوم.
    3- توفر فرص تحسين سلالات الحيوان وزيادة الإنتاج.
    4- وجودالأسواق المحلية والخارجيةيزيد من دخل المنتج.
    5- يمكن لمراكز البحوث و الجامعات الاهتمام بصحة الحيوان وطرق الإنتاج الحديثة.
    6- توفر التمويل لتحديث طرق الإنتاج و التسويق والخدمات البيطرية وعيرها.
    7- إعادة تأهيل و تدريب الرحل لاكتساب مهارات أخرى لزيادة دخل الأسرة خاصة زراعة المحاصيل.
    نقاط الضعف:
    1- صعوبة التغيير منم الاهتمام بالأعداد للاهتمام بالإنتاج و الإنتاجية.
    2- يمكن أن تزيد أعداد الحيوان و تتسبب في الرعي الجائر في المزارع الرعوية أو مناطق الاستقرار.
    3- صعوبة تغيير نظام ملكية الأرض من الملكية العامة للقبيلة الى التخصيص لمجموعات محددة.
    4- التكلفة العالية لاستقرار الرحل والاقتناع ببرامج الاستقرار في المناطق المختارة.
    5- الاستقرار يتطلب زيادة تكاليف الحياة للأسرة.
    الحديث عن المحددات التي تتمثل في الجفاف و التصحر و تغير المناخ و انحسار الرقعة الرعوية و زيادة المساحات في الزراعة و لذلك تقل الرقعة الرعوية و قلة المياه مما يتطلب الاهتمام الكبير بإدارة الموارد الطبيعية على أسس تضمن الاستدامة و توفير احتياجات السكان المتزايدة.



    - العوامل الاقتصادية والاجتماعية للرحل.

    طريقة حياة الرحل في الماضي والحاضر وأهمها حياة الكفاف Subsistence living وقلة الدخل نتيجة لقلة دخل الحيوان وذلك لقلة اهتمام المربي بزيادة الدخل. وندرة تعلم وسائل وحرف أخرى لزيادة دخل الأسرة ولذلك تحتاج الى النقل للحياة الاقتصادية التي تجعل المربي يتعامل بالنقد لتحسين حياته الخاصة وحياة الأسرة.









    - الخدمات الاجتماعية:

    يحتاج الرحل الى خدمات التعليم والصحة والمياه والأمن وكل ذلك يسهل توفيرها عند الاستقرار ويصعب بالنسبة للرحل وقد بدأت التجارب في تعليم الرحل منذ الأستاذ حسن نجيلة في بادية الكبابيش واستمرت من خلال الضباط السيارة وحديثا مدارس الرحل. أما الصحة فقد كان هناك نظام المعاون الصحي وهو شاب من القبيلة أو العشيرة يدرب على الإسعافات الأولية وبعض الخدمات العلاجية ويترحل مع أهله وبعض المعاونين الصحيين قد أعجبه العمل فذهب الى مستشفيات المدن وهزم الغرض الأساسي. المياه الصحية لشرب الرحل صعبة حيث يعتمدون على الحفائر والبرك وفي الصيف يعتمد رعاة الإبل على الدوانكي (نقاط المياه) بينما يعتمد البقارة على مياه الأنهار والحفائر والبحيرات. الأمن يعتمد على قوة القبيلة وتضامنها بينما الأمن الحكومي ما زال قليل الفعالية ويحتاج الى دعم بالقدرات البشرية واللوجستية وتفهم دوره بواسطة الرحل.



    عوامل مساعدة:

    يهتم الرحل بأعداد الحيوان بدلا عن الاهتمام بالنوعية وذلك لأن الحيوان الذي يتحمل الترحال هو نتيجة لطبيعة الحياة التي يعيشها وليس كل الأنواع تتحمل هذه الحياة لذلك عند الاستقرار يمكن تحسين نسل الحيوان لزيادة الإنتاج لمصلحة المربي والمنطقة والدولة. وعليه من المتوقع الاهتمام بالبحوث لتحسين المرعى ونسل الحيوان لتصبح تربية الحيوان اقتصادية تخدم كل الأطراف.

    الاعتماد على الترحال مصدرا وحيدا للدخل يقلل من فرص تحسين الحياة ولكن إعادة التأهيل لاكتساب مهارات وحرف لتنويع الدخل في المنطقة وممارسة الزراعة المستقرة وغيرها يمكن أن يساهم في رفع قدرات الرحل وتحسين الحياة.

    ضرورة مشاركة الرحل في حل مشاكلهم بطريقة تضمن المشاركة الفاعلة من الرحل في مراحل تحديد المشاكل واقتراح الحلول وتبني التطبيق لما يتفق حوله لخدمة هذا القطاع.

    ما يهم في هذا الوقت أن الاستقرار لم يعد خيارا ضمن عدة خيارات و إنما حقيقة يجب أن تنفذ و بسرعة مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر (استقرار الرحل) ليس سهلا و لا رخيصا و إنما يتطلب الجهد الفكري و العمل البدني و يكلف المال الكثير و الزمن كذلك. المقترحات لبداية العمل أهمها:

    1- عمل إحصاء سكاني للرحل وإحصاء للحيوانات لجمع البيانات الأساسية المهمة لاستقرار الرحل وتحديد حجم المشكلة.

    2- تحديد الأراضي التي يمكن أن تكون للرحل وتحسين المرعى وتوفير المياه فيها والخدمات الأخرى وكذلك خدمات الحيوان.

    3- قيام منظمات قوية للرحل تهتم بالتخطيط لمستقبل الرحل مع الدولة التي توفر المال والقوانين والنظم الإدارية بموافقتهم.

    4- جعل البرنامج قوميا تساهم فيه الدولة وحكومات الولايات والمنظمات غير الحكومية المحلية والأجنبية ومنظمات الأمم المتحدة وغيرها.

    5- دراسات معمقة اقتصادية واجتماعية وثقافية لفهم طبيعة الرحل والحياة التي يعيشونها وحماية الموروث الثقافي لهم من خلال التوثيق والتسجيل وإنشاء الفرق التي تقوم بهذا العمل.

    6- توفير الدعم العيني والمادي للذين يستجيبون لبرامج الاستقرار.

    7- دراسة البيئة الطبيعية و الاهتمام بإشراك الرحل في البرامج التي تحمي البيئة.



    يمكن أن يكون الاستقرار على مراحل:

    - الاستقرار الكامل مع قيام نظام الرعاة مع الحيوانات و استقرار الأسرة في قرى ثابتة حيث يمكن أن يكون الإشراف على الحيوان بواسطة زيارات أو فرد من الأسرة مع الرعاة بينما تنعم الأسرة بالخدمات الاجتماعية المستقرة و تتخذ نشاطا آخر لتحسين الدخل.

    - إنشاء مزارع رعوية بمساحات محددة وحمولة من الحيوانات وجعلها نواة لقرى فيها كل الخدمات الأساسية من تعليم وصحة للإنسان وصحة حيوان بالإضافة الى خدمات السوق والمواصلات والمياه.

    - تحسين المراعي المفتوحة وتوفير المياه (حصاد المياه) وتقنين وضع الاستفادة منها للقبائل في المنطقة لمنع التنافس والاحتكاك.

    - إحياء مشروع استقرار المسيرية وتنفيذه بعد تصحيح الأخطاء وهو مشروع يمكن أن يستنسخ في مناطق السافنا في جنوب سنار والنيل الأزرق وجنوب دارفور.

    - إحياء مشروع استقرار الأمرار والبشاريين والعمل على حل المشكلات وتنفيذ المشروع.

    - تشجيع المستقرين على تغيير القطيع بالأنواع ذات الإنتاجية العالية ليزيد دخلهم ويصبحوا نموذجا للذين ما زالوا يترحلون.

    - التكامل بين الزراعة والحيوان في مناطق محددة لمجموعات الرحل لتحقيق الاستقرار وتحسين الدخل وتقليل الاحتكاك.

    - تمثيل الرحل في المجلس الوطني والمجالس التشريعية في الولايات بما يعادل حجم الرحل في السكان.

    المشروعات المقترحة:
    1- دراسة أقاليم السودان والموارد المتاحة فيها مثلا مناطق شمال كسلا والبحر الأحمر وجزء من البطانة يمكن الاستفادة من المياه السطحية (القاش وطوكر ونهر عطبرة ثم حصاد الأمطار). الصحراء الكبرى يوجد فيها المياه الجوفية في الصخر الرملي النوبي والنيل الأزرق وسنار والنيل الأبيض يمكن الاستفادة من حصاد المياه بينما الجانب الجنوبي في دارفور وكردفان يمكن حصاد المياه وتوجد المياه الجوفية في تكوينات ام روابة.
    2- تجميع الرحل في مزارع رعوية تتخذ تكوين جمعيات تعاونية يمكن أن تساعد في توفير المدخلات والإرشاد والخدمات والتسويق.
    3- تشجيع إنتاج الألبان في المزارع الرعوية في مراكز الاستقرار والاهتمام بمعالجة الألبان بالتصنيع أو التجفيف وغيرها لمصلحة المنتج.
    4- تطوير تقانات رخيصة وسهلة لجمع العلف من المراعي أو من مخلفات المحاصيل وقت الوفرة وحفظه ومعالجته لتحسين الخواص الغذائية فيه.
    5- تحسين نظم الإنتاج التقليدي للحيوان والأعلاف لزيادة كفاءتها والتكامل مع أنظمة الزراعة القائمة.
    6- تحسين خواص الحيوان بالتحسين الوراثي والتغذية والعلاج.
    خاتمة:

    يعتبر نظام الرعي الترحالي أحد النظم التقليدية في السودان التي لم تمتد لها يد التحديث وقد ظل لفترة طويلة جدا يقدم للملاك احتياجاتهم الحياتية (الاكتفاء الذاتي) ويدعم الاقتصاد القومي ولكن الآن يتعرض هذا النظام للتعيير نسبة لتغير البيئة و المناخ ولزيادة احتياجات الإنسان وللمنافسة لذلك فان هذا النظام يحتاج الآن للتحديث بطريقة تمكن الملاك من الاستفادة من القطيع و حماية البيئة ودعم الاقتصاد القومي وتحقيق الأمن الغذائي وتقديم فائض الإنتاج للسوق العربي و الأفريقي. لكل ذلك يحتاج هذا النظام الى دراسات تبدأ لحل المشكلات المتعلقة بالبيئة (التربة والنبات والمياه وغيرها) والحيوانات التي تربى والملاك و الخدمات التي تقدم لهم و أنسب الطرق لاستقرارهم للتنمية الشاملة.






Working...
X