X

المرايا وما سر علاقتنا القوية بها

المكتبة الرقمية العامة

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • Princess Judy
    Thread Author
    Free Membership
    • Sep 2018 
    • 433 
    • 45 







    ما هي علاقتنا بأنفسنا ونحن نقف أمام المرايا ؟

    وماذا تعني لنا المرايا ؟

    المرآة ليست هي فقط وسيلة تجميلية نقف

    أمامها ونشاهد بها وجوهنا ، ونطمئن من خلالها

    على هيئاتنا وأناقتنا ، فكل إنسان وله تعبير خاص

    داخل نفسه وهو يقف أمام المرآة ، فهناك من تربطه

    علاقة حميمة مع المرآة ، لا يفارقها ،

    ولا ينساها ، ولا يستغني عنها ، فتكاد تكون ظله

    الذي يلازمه ولا يفارقه في المنزل ، وفي العمل ،

    وفي السيارة ، وحتى في جيبه ، لأنه عاشق متيم

    بالمرآة عشقه المفضل ، وهناك من يخاطب

    نفسه بالنظر إليها عن طريق المرآة ،

    وهناك من يحاول الظهور أمام المرآة

    بأحلى زينته ، فتختلف المشاعر بين الجميع

    أمام المرآة ، فهناك المبتسم ،

    وهناك الراضي ، وهناك الزعلان ،

    وهناك الغضبان ، وهناك من يفكر ، فيسرح ،

    ويمرح ، ويخاطب نفسه ، وهناك من يبحث

    عن الشعرة البيضاء ويتمنى ألا يشاهدها ،

    وهناك المتفائل الذي يحاول أن يضم المرآة لصدره

    فهي في نظره تحمل كل معاني السرور ،

    والرضا ، والحب ، والابتسامة ، وهناك في المقابل

    المتشائم الذي تراوده النفس بكسر المرآة

    التي في نظره تحمل كل معاني الزعل ،

    والدموع ، والهموم ، والغضب ،

    فالمرآة تعكس لنا نفسياتنا وليس فقط وجوهنا ،

    فهي تحمل داخلها كل أسرار الناس

    التي تختلف في مشاعرها بألوانها وصورها ،

    فلا تعترف بالمجاملات ، ولا تتعامل بالنفاق ،

    ولا مكان فيها للكذب ، فهل سألنا أنفسنا كيف

    علاقتنا بالمرآة ؟ وهل وقفنا يوماً من الأيام

    أمام المرآة وعاتبنا أنفسنا بحكي العيون

    في تقصيرنا مع الرب سبحانه ،

    ومع كل من حولنا ؟ أم نحن نخجل أن نشاهد

    عيوبنا فنختار أن نقف خلف المرآة لأنه لا توجد

    لدينا الشجاعة لمواجهة فضائحنا ؟

    أم نحن لا نبالي للمرآة ، ونظن أننا معصومين

    من الأخطاء ، وراضين على أنفسنا كل الرضا ؟

    أم يراودنا شيء من الغرور والكبرياء ،

    ويأخذنا التفكير في كسر المرآة والتخلص

    من سواد أعمالنا ؟ لأننا فشلنا في إصلاح ذاتنا ،

    ولم نشاهد النور الذي يحقق لنا نجاحنا ،

    وينير لنا دروبنا ، فليس المطلوب مننا أن نحاكي

    المرآة بالعتاب الشفهي ، ولا برفع الصوت ،

    ولكن نحتاج لنظرة عتاب لمن يقف أمامنا

    بالمرآة ، فنستطيع من خلالها أن نراجع حساباتنا

    مع أنفسنا ، فنعاتبها ، ونحاسبها

    ( فالعقل خصيم نفسه ) ، ومن يستطيع أن يِحكم عقله ،

    ينجح في اتخاذ أفضل القرارات

    ، وفي أصعب الظروف .

    فلننسى قليلاً أناقتنا وزينتنا ونحن نقف نشاهد

    أنفسنا أمام المرآة ، لنجدد علاقتنا بها ،

    ونخاطب أنفسنا معها ، ونتذكر أفعالنا اليومية ،

    ونحاسب أنفسنا قبل يوم الحساب ،

    ولكن بالعقل والحكمة حتى لا نذهب لمستشفى

    المجانين بسبب ( المرايا ) .










Working...
X