أمّة إقرأ تعاني الجهل
و نحن نعيش في عصر غزاه التّطور العلمي و التّكنولوجي ، مازال هناك من يعششّ الجهل في عقولهم و ينخرها نخرا رهيبا.
هؤلاء الصنف من النّاس لا مكان للنّقاش معهم أو مجادلتهم في أرائهم المغلوطة لأنّك إن حدث و ناقشتهم إمّا أن يهزموك و إمّا أن يهزموك، كيف ذلك ؟
في الهزيمة الأولى سيردونك على أعقابك و إن كنت صائبا و سيطبّلون و يرقصون ليبطلوا رأيك حتّى و إن كانت الحقيقة واضحة وضوح الشّمس بل و زد عليها وضوح القمر أيضا .
و أمّا في الهزيمة الثانية ستهزم لأنّك قبلت بالدّخول في نقاش لا يُسمِن ولا يُغني من جوع ، نقاش لن تخرج منه إلاّ بتعكير المزاج .
خُذ على سبيل المثال الأمّي الذي لم يستطع للتّعلّم سبيلا - ولا يعاب بأمّيته بل بعدم سعيه للتّعلم - البعض منهم أعمى الجهل أبصارهم شعارهم في الحياة " أنا مقريتش بصّح راني فاهم خير منّك " فئة منهم يصعب التّعايش معها و محاورتها لأنّ تعصّبهم للرأي و إن كان خاطئا سيجعل الشّخص يفرّ منهم عاجلا أو آجلا.
و أيضا منهم المتعلّم الجاهل الذي يغتنم الفرص للتّباهي و التي من حيث لا يدري تظهر جهله أكثر من درايته.
فهذا النّوع تعلّم و لكن علمه ما زاده إلاّ جهلا و تكبّرا على خلق الله، فتجده متسلّطا يحسب أنّ الكون خلق لمثله و من هم دونه لاعتبار لهم، و ما أكثر هذا الصّنف في مجتمعنا ، خاصة وإن اِمتلك بعض الدّنانير التي يرى أنّها تعطيه الحقّ للتعجرف و الحكم على الآخرين بحسب أهواء نّفسه و كذا ميولاته ، و التّلاعب بإنسانيتهم. و لا غرابة في أن يصل بهم جهلهم الى التّحريم و التّحليل و الخوض في أمور تخرج عن اِختصاصهم و حتّى إدراكهم.
لقد غاب عنّا يا أمّة إقرأ أنّنا بالعلم نستطيع التّفريق بين النّور و الظّلام ،و إلاّ فما فائدة كوننا متعلّمين ، و ليس عيبا إن أجبرتنا الظروف على عدم التّعلّم و لكنّ العيب أن نستمر في جهلنا و لا نحاربه بشتّى الأسلحة المتاحة. كما أنّ من واجبنا إن أردنا حقّا النّهوض بالأجيال القادمة نشر ثقافة التّعلم الإيجابي و نبذ الجهل و التّعصّب.