مذكرات المراهق اللي مش عاوز يهدي
الجزء الثالث
(إيد واحدة )
---------------------------------------------------------------
عدت إلى المدرج مرة أخرى أقلب بصري بين اليائسين المحبطين الذين فقدو الأمل مثلي في الالتقاء بفتيات الأحلام لكنني لم أكن لأستسلم بهذه السهولة
نحن أمام مشكلة تهدد مستقبلنا ولابد لنا من اتخاذ خطوات إيجابية لحللها بدلاً من الجلوس مكتوفي الأيدي نبكي على اللبن المس..( ملحقش يبقى فيه عشان يتدلق)
أمسكت بالمايكروفون أخذت نفساً عميقاً محاولاً التخلص من توتري ثم قلت بنبرة حزينة
طبعاً كلكم لاحظتوا اللي انا ملاحظه مفيش ولا بنت في المدرج كله وانا عن نفسي مش هسكت أنا ممكن أوصل لحد رئيس الجمهورية
و...... قبل أن أكمل أمسك شاب بي وأبعد المايكروفون وبلهجة هادئة رصينة قال لي
مش كده يا برنس الحاجات دي عاوزة ترتيبات وسرية الحماسة والرئاسة مش هيعملولك حاجة ثم أمسك بالمايكروفون قائلاً
إن شاء الله هنعمل اجتماع سري تحت مبنى عمارة وياريت كلنا نحضر عشان نشوف حل للمصيبة دي
حقاً .... منتهى السرية
بدأ الاجتماع في تمام الساعة الثانية إلا الربع بعد انتهاء المحاضرة الثالثة بالتعارف بين الزملاء فاكتشفنا مشكلة أخرى وهي أن الترتيب الأبجدي جعل أسماءنا تتشابه حتى الاسم الثالث وربما الرابع لذلك اتفقنا ضمنيا أن يعرف كلاً منا نفسه بلقب عائلته أو أي اسم يختاره لنفسه انتخلص من هذه العقبة فأمامنا عقبة أكبر
وكان أبرز الحاضرين وأغربهم هو ذلك الذي أمسك مني المايكروفون ومنعني من استكمال كلامي في المدرج (أحمد سيد سيد أبو سيد ) أو الخبرة كما يسمي نفسه لأن هذه السنة هي الثالثة له في إعدادي هندسة القاهرة
( ومحدش يسألني ازاي )
وكان هو أيضا من افتتح فعاليات الاجتماع وقدمني بصفتي رئيس الاجتماع وبدأت أنا في طرح المشكلة والاستماع للحلول المقترحة من الزملاء فقام أحدهم وقال بكل ثقة
أنا رأيي إننا نعمل تخفيض في الدرجات بالنسبة للبنات أو كوتة زي بتاعت مجلس الشعب وبكده هنضمن لينا ولأولادنا وللأجيال اللي جاية أنهم هيلاقوا بنات في الكلية
لم يكد ينتهي من كلامه إلا وقام شاب آخر يرتدي ( الشال الفلسطيني ) فوق كتفه ويغطي رأسه بقبعة غريبة وقال بحدة
إنتوا بتتكلموا زي ما يكون الكلية مافيهاش بنات
لا فوقوا
الكلية فيها بنات كتير بسبب بسبب النظام الأبجدي الظالم بقوا متركزين في مجموعة (ب) و(ج) و(و) وباقي المجموعات فيها نسبة ضئيلة ومجموعة (أ) زي ما انتوا شايفين مافيهاش حد
لازم نعيد توزيع الثروة ونحقق العدالة الاجتماعية ونوزع البنات بالتساوي بين المجموعات ومحدش احسن من حد
فقاطعه شاب ملتحي ( طب ده جاي الاجتماع ليه) بصرخة هادرة قائلاً
انت شكلك اشترااااااااااااااااااااااااااااااكي
فقلت أنا بكل سذاجة :يعني ايه اشتراكي
رد الخبرة بمنتهى الثقة : ده اللي بيركب في الأوتوبيس ومبيدفعش فلوس
وبعد تراشق لفظي قصير بين الملتحي والاشتراكي رفع شاب آخر ( جايب شعره على جنب وقافل زرار القميص اللي فوق ) يده ليتكلم فأومأت له إيجابا فقال بهدوء
يا جماعة وليه ما نروحش للإدارة ونعرض عليهم المشكلة ونطلب تغيير نظام الترتيب الأبجدي ونبقى زي كلية العلوم مثلاً السكشن بيبقى فيه كل الحروف بيبدأ ب(أ) وينتهي ب(ي) وهما ان شاء الله أكيد هيفهموا ويغيروا النظام وخصوصاً إنها مش حاجة صعبة يعني
صفق الحاضرون بشدة استحساناً لهذا الرأي الصائب واندفعوا يعانقون بعضهم بحرارة لأن الموافقة على هذا الطلب ستعني بالتبعية تفرقنا بين المجموعات بعد صداقة دامت لأكثر من 4 ساعات ويالها من لحظة جميلة تلك التي عانق فيها الزرقاوي ( الملتحي) جيفارا ( الاشتراكي ) وقام زميل بتصويرهم وهما يمسكان بأيديهما بقوة وعلا بعدها الهتاف ( إيد واحدة )
( من #بوابة_المتولي )
الي اللقاء في الجزء الرابع ..