X

مـــزال القراءة

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • الجازية
    Thread Author
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 237 
    • 22 

    مـــــزال القــــراءة

    عندما تكثر الأفعال : تزداد نسبة الأخطاء ، وهذه قراءة بسيطة لتجربة القراءة ، حاولت أن استشف منها مواقع الزلل ؛



    لئلا تكون حجر عثرة في سبل الرقي والتقدم !



    المزلة الأولى : وهم المعرفة !


    كثير ممن يقرأ كتابا أو كتابين ؛ يظن أنه قد ملك نصاب المعرفة ، وأنه ربان سفينة العلم ،

    والنفس أسيرة –في الغالب- للمعلومة البكر أيا كان مصدرها ، وهذا ما يفسر لك التعصب للآراء الأولى ،



    والتي قلما يتخلص منها الإنسان ولو بعد حين ، لذا لا بد من تعدد مصادر المعرفة ،



    والتحقق منها ، وقد كان مما يتواصى به أهل التجربة : لن تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره .
    المزلة الثانية : الانتشاء المعرفي !
    سكرة تصيب بعض رواد القراءة ، فتعميهم نشوة المعرفة عن رؤية قصورهم ، و



    تركز نظرتهم على قصور الآخرين المعرفي ، مما يعظم عندهم الذات



    فلا يرون الآخرين إلا عواما وجهالا وعالة وأصحاب علل ! ، و



    عندما تغفو السكرة وتصحو الفكرة : يدركون أن القصور للجميع شامل ، وأن من عرف شيئا ؛ فقد غابت عنه أشياء!



    المزلة الثالثة : الصوابية اللازمة !



    يظن كثير ممن من الله عليهم بسلوك درب القراءة ؛ أنهم لا بد أن يكونوا على صواب دائما ، وهذا مما يصح أن يقال عنه : دونه خرط القتاد ،

    فكل رأي لا يسنده نص = لا يقبل القطع ، وتظل آراء الرجال قابلة للقيل والقال ،

    ولا يعني هذا ألا تميل إلى رأي دون رأي – فهذا مما تأباه الطبيعة- ،

    ولكن وطن نفسك على ألا تشحذ قواطع الرأي ؛ إلا على سنان التمحيص والتدقيق !



    المزلة الرابعة : تكلف المخالفة !


    يظن بعض القراء ؛ أن من مقومات الاستقلال : مخالفة السائد من الأقوال ، وهذا مبني على افتراض أن المتابعة : مذمومة بإطلاق !



    فيجنح بوعي – وبدونه في أكثره- إلى : المخالفة لذات المخالفة ، وليس بحثا عن صواب ،



    وهذه إشكالية ولدت بعد أن كثر التقليد الأعمى ، ولن يُحل الإشكال : بإشكال ، وإنما الحل يكمن في اتباع الحق مع من كان !



    المزلة الخامسة : إشكالية التكاثر !



    مما يحمد للقارئ : كثرة القراءة ، فسعة اطلاع الأفراد تقاس من خلال وفرة المقروء ، ولكن هذا شيء ؛ وأن يكون هاجس القارئ :

    تعداد ما قرأه شيء آخر ، فهمه أنه قرأ كذا وكذا من الكتب ، أو كذا وكذا من الساعات ، فليست العبرة بكثرة الأكل ، وإنما بجودة الهضم ! ،



    وثمة فرق بين القارئ النهم ، والقارئ الذكي ، وإن كان لابد من اختيار بينهما ؛ فليكن للثاني !



    المزلة السادسة
    : القراءة الخادعة !




    بعض الكتب لا تزود القارئ بالقوة العقلية ، ولا تقدم له التغذية الفكرية ، وحين يكون الإنسان حبيس فن ما ؛ فإن أدواته الفكرية ، وقدرات عقله التحليلية :



    لا يطالها كثير نماء ، لذا يظن بعضهم أنه قد بلغ من الثقافة مبلغا حين يقرأ كثيرا في الروايات و القصص والأشعار ، ورغم ما فيها من محاسن ؛





    إلا أن الوقوع في أسرها يجعل الإنسان محدودا مهما توسع فيها ! ، فليلبس الإنسان لكل مرحلة من مراحل المعرفة : لبوسها من نوعية المقروء !



    المزلة السابعة : القراءة الضائعة !



    بعض القراء تجد كتبه بيضاء ناصعة ؛ كأنها للتو قد جُلبت من المطبعة ، فالقراءة عنده مجردة من تفاعل أي حاسة سوى العين ،





    وعادات القراءة تختلف باختلاف الأشخاص والأعمار والأحوال ونوعية المقروء

    ولكن تتابع أهل القراءة على التذكير والتأكيد على أهمية الكتابة ، فالكتابة صيد للفوائد المتناثرة على جنبات الكتب ،

    والاعتماد على الذاكرة في تحصيلها : اعتماد بدون عمد ، فالنسيان آفة إذا تكاثر العدد ،فلا بد من التقييد بأي شكل كان .




    المزلة الثامنة : القراءة الناقصة !



    يفتح أحدهم دفة الكتاب ، ويشرع في القراءة وما أن يجتاز شيئا يسيرا حتى يمل ويضع الكتاب جانبا ،



    ثم يشرع في قراءة كتاب آخر دون عودة للكتاب الأول ، وهذه القراءات المجتزأة : تولد تصورات ناقصة ، توهم صاحبها بأنه قد حصل شيئا مذكورا ،



    فتتولد منها آراء مشوهة ؛ لأنالقراءة الناقصة : لن تخرج عقلا يملك أدواتٍ حرة : تمكنه من محاكمة الأحداث والآراء وفق سنن المنطق والصواب !



    المزلة التاسعة : القراءة العشوائية !



    حينما يغيب الهدف من القراءة ؛ فإن العقل يمخر عباب الفكر دون وجهة محددة ، وغياب هذه الوجهة .

    يجعل العقل متقلبا في رياح الفكر : فأي مهب قد يسوقه ! ، فالقراءة العشوائية :

    تصف المعلومات دون ترتيب ؛ مما يجعل عملية الإفادة منها ، والبناء عليها : عملية متعسرة !



    المزلة العاشرة
    : تضخم الأنا !



    حينما يدخل الإنسان عالم المعرفة من بوابة القراءة ؛ يبهره جمال هذا العالم ، فيداخله الزهو المعرفي ،

    مما يجعل بعض الداخلين يأنف من التخطئة والتصويب ، ويرفض النقد والتقويم ،

    وهذه المزلة نتاج مما سبق ، ولذا لا بد لكل قارئ أن يعرف الفرق جيدا بين عتبة باب القصر وبين عرش الملك ، لئلا يستميت من أجل عتبة !



    مما راق لي ونقلته لكم




Working...
X