صلاة المؤمنين
إن المؤمنين في صلاتهم يخشعون، وعليها دائمًا يحافظون.
إنَّها المُجاهَدة الضرورية التي يُمارسها المؤمنون في صلواتهم حتى اتَّصفوا بصفة المؤمنين.
فالخشوع في الصلاة، والمحافظة عليها، ما هُما إلا تذلُّل للخالق، وخوفٌ من شديد البطش، وسُكونٌ إلى الرحمن الرحيم.
والخشوع في الصلاة والمحافظة عليها ما هما إلا ثمرة لممارسات سبقَتْهما حتى أدَّت إليهما، ووصفت المؤمنين بوصفيهما.
هكذا خشعوا، وهكذا عليها حافظوا :
........................................ .................................................. ............
• استحضروا جلال الله وهيبتَه وعظَمتَه عند سماع صوت المؤذِّن يعلو : "الله أكبر"، وآمَنوا أنه سبحانه أكبَرُ مِن كلِّ عمل يمارسونه في وقت صلاتهم، فتركوا الأعمال، وشدُّوا إلى الله الرحال، وإلى مُصلاَّهم وقبلتهم.
• جلسوا باطمئنانٍ، يستبشرون ببيعهم الذي بايعوا؛ فلِقاء الجليل حان، والأبواب فُتحت من الجنان، والهرب الأكيد للشيطان كان، وإذا قضى الله الأجَل كان منه الرِّضا، وحُسن الختام.
• استجمعوا تفكيرهم وطاقاتهم مع الإمام، وتدبروا الآيات، فوجدوا وعدًا ووعيدًا استدعى تعوُّذَهم منه، ووجدوا جنة ونعيمًا استدعى شوقهم وطلبهم وسؤالَهم.
• قلَّلوا من حركات الجسد أثناء الصلاة، فلم يزيدوا عن الثلاث، وعلموا أنَّ من خشع قلبه خشعَتْ جوارحُه، وسكنت عن الحركة، وصارت معلَّقة بأعالي الجنان.
• استحضروا أنَّ هذه الصلاة التي يصلُّونها هي آخر ما سيكون من صلاةٍ، فجعَلوها صلاةَ توديعٍ ووداع.
• أغلقوا هواتفهم المحمولة؛ لإيمانهم بأنَّ الصلاة صلة بالله، ومع الله، ويجب قَطْع غيرها من الاتِّصالات مع الناس.
• نظروا محلَّ سجودهم، ولم يلتفتوا يَمْنَة ولا يَسْرة، وكأن على رؤوسهم طيرًا.