لما ذهب الفاروق عمر للحج نادي علي وفد اليمن :
أفيكم اويس القرني ؟
فقال عمه : اتترك وجهاء قومنا وتسأل عن رجل مغمور
من دهماء القوم يحرس امتعتنا لا يأبه له احد
فقال الفاروق : اريد اويسا القرني
فنادوا عليه امام وفد اليمن وهم يسمعون
فقال له عمر :
اانت اويس ابن عامر القرني من مراد ثم من قرن ؟
قال اويس : نعم يا امير المؤمين
قال عمر : كان بك برص ثم شفاك الله منه
الا موضع درهما في يدك ؟
قال اويس : هو ذاك كما تري يا امير المؤمنين
قال : لك ام انت بار بها
قال اويس : نعم يا امير المؤمنين
قال : يا اويس سمعت الرسول يقول قبل ان يموت
اذا اتاكم امداد اهل اليمن وفيهم اويس بن عامر القرني
فإسألوه ان يدعو لكم ويستغفر لكم
فانه لو اقسم علي الله لابره لبره الشديد بامه
فانه مستجاب الدعاء هكذا اخبره جبريل الامين
فقال له الفاروق عمر رضي الله عنه وارضاه
اين تريد الذهاب يا اويس ؟
قال : انا ذاهب الي الكوفة يا امير المؤمنين
فقال الخليفة عمر الفاروق لاويس :
هل اكتب لك الي عاملها ليحسن استقبالك
وترجع اليه عند الحاجة ؟
قال اويس لا يا امير المؤمنين :
احب ان اكون في غبراء الناس المغمورين
فرب مغمور بين الناس مشهور عند الله
وفي لحظات موت اويس بن عامر القرني
الذي لو اقسم علي الله لابره بسبب بره لامه
قال اويس :
اللهم اني اعتذر اليك من كل كبد جائعة
فانه ليس في بيتي من الطعام الا مافي بطني
وليس في بيتي من الثياب الا ما علي ظهري
يارب من مات جوعا لا تؤاخذني به
يارب من مات عريانا لا تؤاخذني به
ومات اويس في خلافة الامام علي رضي الله عنه وارضاه
نقل الامام النووي في شرح صحيح مسلم
كتاب فضائل الصحابة
هو قول النبي محمد صل الله عليه وسلم
رب اشعث اغبر لو اقسم علي الله لأبره
لا تغتر بالمظاهر
فليس كل ما يلمع ذهبا
وان بر الوالدين هو المعراج الاول بلا منازع
الي بلوغ الفردوس مع سيد النبيين والمرسلين
__
الإمام النووي شرح صحيح مسلم كتاب الفضائل
وصفوة الصفوة لابن الجوزي
ونقلته لكم نفعنا الله وإياكم بما فيه
