X

من علمهم ؟

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • 4uonly
    Thread Author
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 899 
    • 376 
    • 61 


    الجمل الذى لا يضاجع أنثاه إلا فى خفاء وستر
    بعيدا عن العيون
    فإذا أطلت عين لتري ما يفعله
    إمتنع وتوقف ونكس رأسه إلى الأرض
    هل يعرف الحياء ... ؟؟!


    وخلية النحل التي تحارب لأخر نحلة وتموت لأخر فرد
    فى حربها مع الزنابير ... من علمها الشجاعة والفداء ؟؟!


    وأفراد النحل الشغالة حينما تختار من بين يرقات الشغالة
    يرقة تحولها إلى ملكة بالغذاء الملكي وتنصبها حاكمه
    فى حالة موت الملك بدون وراثه


    من أين عرفت دستور الحكم ؟!


    والفقمة المهندسة التي تبني السدود
    وحشرات الترميت التي تبني بيوتاً مكيفة الهواء
    تجعل فيها ثقوباً سفليه تدخل الهواء البارد
    وثقوباً علوية تخرج الهواء الساخن


    من علمها قوانين الحمل الهوائى ؟!


    والبعوضه التي تجعل لبيضها الذى تضعه فى المستنقعات
    أكياساً للطفو يطفو بها على سطح الماء
    من علمها قوانين أرشميدس فى الطفو ؟!


    ونبات الصبار وهو ليس بالحيوان وليس له إدراك الحيوان
    من علمه إختزان الماء فى أوراقه المكتنزة اللحمية
    ليواجه بها جفاف الصحاري وشح المطر


    والأشجار الصحراوية التي تجعل لبذورها أجنحة
    تطير بها أميالا بعيدة بحثا عن فرص مواتيه للإنبات
    فى وهاد رملية جدبيه


    والحشرة قاذفة القنابل التي تصنع غازات حارقة
    ثم تطلقها على أعدائها للإرهاب


    والديدان التي تتلون بلون البيئة للتنكر والتخفي
    والحباحب التي تضئ فى الليل لتجذب البعوض ثم تأكله
    والزنبور
    الذي يغرس ابرته فى المركز العصبي للحشرة الضحية
    فيخدرها ويشلها ثم يحملها إلى عشه ويضع عليها بيضة
    واحدة
    حتي إذا فقست خرج الفقس فوجد أكلة طازجة جاهزة


    من أين تعلم ذلك الزنبور الجراحه وتشريح الجهاز العصبي ؟


    من علم كل تلك الحشرات
    الحكمة والعلم والطب والأخلاق والسياسة


    لماذا لا نصدق حينما نقرأ فى القرأن أن الله هو المعلم


    ومن أين جاءت تلك المخلوقات العجماء
    بعلمها ودستورها ؛ إن لم يكن من خالقها


    وما هى الغريزة .. ؟!
    أليست هى كلمة أخرى للعلم المغروس منذ الميلاد
    العلم الذى غرسه الغارس الخالق
    وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا
    وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)
    سورة النحل


    ولماذا ندهش حين نقرأ :
    أن الحيوانات أمم أمثالنا ستحشر يوم القيامة
    { وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ
    إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ
    مَا فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }
    [ الْأَنْعَام : 38 ]
    { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) }
    سورة التكرير


    ألا يدل سلوك ذلك الأسد الذى إنتحر
    على أننا أمام نفس راقية
    تفهم وتشعر وتحس وتؤمن بالجزاء والعقاب والمسؤلية
    نفس لها ضمير يتألم للظلم والجور والعدوان


    وحينما نقرأ عن نملة تتكلم :
    حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ
    ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ
    وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)
    سورة النمل
    لماذا نقلب شفاهنا فى إستغراب ؟
    وكيف يمكن أن تتوزع الوظائف فى خلية من ألوف النمل
    وكيف يمكن أن يشترك الكل
    فى نشاط إجتماعي معقد ودقيق دون لغه يتخاطبون بها
    ودون وسائط للتفاهم


    ولماذا ينصرف ذهننا حينما نقرأ عن اللغات
    إلى أنه لا لغات فى الدنيا إلا لغاتنا وحروفنا
    وأنه إذا كان على النمل أن يتكلم
    فانه ليس امامه الا لغاتنا وحروفنا لكي يتكلم
    فان لم نسمعه يتحدث بها فانه لا يتكلم ولا يمكن ان يتكلم


    إنها نظرة الأفق الضيق التي نحاول أن نفهم بها كل شئ
    من خلال حدودنا البشريه ومن خلال عاداتنا ومألوفاتنا
    وكأننا أمام خالق أفلست وسائله وأفلست حيله
    فلم يعد له من أسباب ووسائل إلا ما دلنا عليه علمنا الظاهر
    وننسي أن علمنا
    هو قطرة من علومه ونفحة من نفحاته وإلهامه
    _____________________________________________________
    د مصطفى محمود
    رحمة الله عليه
Working...
X