همسة محب
كان المعتصم إبن هارون الرشيد أكثر أبناء هارون
دلالًا وقربًا إلى قلبه حتى فضله على باقي إخوته
وكان هارون يرسله إلى الكُتّاب مع غلام له
فلما مات الغلام قال له أبيه : لقد مات رفيقك يا محمد
فرد المعتصم وكان إسمه الحقيقي محمد بن هارون الرشيد
وقال : نعم .. مات و إستراح من الكتّاب ... !!!
فأدرك هارون كراهية ابنه للعلم وللكُتّاب
فأمر مشايخه أن يخففوا عنه ولا يجبروه على العلم
فلما كبر المعتصم كان أقل إخوته علمًا وفقهًا
حتى أنه بعد توليه الحكم
كان إذا جالس العلماء فضحه جهله وقلة علمه وفقهه
حتى القراءة والكتابة كان شديد الضعف فيها
فكان يتحسر على نفسه ويقول :
هذا ما جناه عليّ أمير المؤمنين
لقد ضيعني أبي
لو كان دفعني للعلم ما كنت على ما أنا عليه الآن ..!!!
إبنك عندما يكبر لن يتذكر أنك كنت تلبي له
كل طلباته ورحلاته وتنزهاته وتوفر له كل احتياجاته
لكن سيتذكرك بالعلم الذي علمته له
وسلاحه الحقيقي الذي يواجه به تحديات الحياة
____________________________________________________
النجوم الزاهرة لأبي المحاسن
الجزء ٢ ص ٣٠٥
تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٥٣
.