X

خواطر مسلم

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • 4uonly
    Thread Author
    Free Membership
    • Nov 2018 
    • 899 
    • 376 
    • 61 


    خواطر مسلم
    لم يتفاجأ نوح -عليه السّلام- بعصيان ولده ومخالفته له
    بالتّأكيد لم تكن تلك هي المواجهة الأولى
    ولم يكن هذا هو الحوار الأوّل
    لقد أمضى ألف سنة إلا خمسين عاماً في دعوة القوم
    والولد .. أعزّ القوم وأقربهم وأحبّهم
    لكنّها مشاعر الأبوّة الطّاغية
    والتّي بسببها لم يرد الأب أن يصدّق أن هذه هي النّهاية
    فظلّ متشبثاً برجاءٍ أخير
    ودعوة أخيرة
    وأمنية ما قبل >> النّهاية
    إنه>> من أهلي
    لأنّ الأهل جزء لا يتجزّأ
    وبعضٌ لا ينفصل
    الأهل أُنسٌ وسعد
    وعون وسند
    فكيف إذا كان هذا الأهل هو >> الولد !


    اليوم ...
    في عالمٍ يُغذّي [ الأنا ] حدّ الطغيان
    ويُضخّم الحرية حدّ القسوة
    يكبر الأبناء -إلا من رحم ربّي- وهم يقزّمون مشاعر الأبوة
    ويفقدون الإحساس بأهميّة الأهل
    يبحثون عن استقلالهم
    وإن كان على حساب مشاعر الآباء والأمّهات
    ويدافعون عن حقوقهم
    في الوقت الذي لا يعترفون فيه بما عليهم من واجبات !
    حقّهم يعرفونه ويرفعون به الأصوات
    أمّا حق الأهل
    فعليه مئات من علامات الاستفهام والاستجوابات !
    يخالفون ويعارضون
    غير آبهين بالأذى الذي يُحدثونه في قلوب من أحبّهم
    ثم إذا لامهم أحد أو وجّه لهم النصح
    كان الردّ : بأن شعور الآباء بالأذى
    هو الذي ينبغي أن تجري عليه التّصويبات !!
    ولا يزال نداء نوح يتردد في الأصداء
    رغم كل محاولات قلب الموازين
    ورغم كل السّموم المبثوثة في عالم العلاقات !
    وسيبقى ...
    ليقول لكلّ ابن بأنّ قلب الأب لا يمكن أن يفقد الأمل !
    وبأنّ هذا القلب الذي أحبّ
    لن يبرح مكانه في المحراب
    بين الدّعوات و السّجدات
    وهو يقول ...
    ياربّ ..
    إن ابني من أهلي
    فأصلح لي في ذريّتي
    وحبب إليهم الإيمان
    وخُذ بنواصيهم إلى الطاعات والقربات

Working...
X