بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلامُ عليكمُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ
إخوتي في الله رُوّاد بوّابة داماس؛ فيما يلي مقالٌ قيّمٌ وطيبُ تذكير.
إذا أقبَلَت الفِتَن فأغلِق دونها الأبواب
والفِتن تنقسم إلى صِغَار ، لا يسلَم منها أحَد ، وإلى كِبار تَمُوج كَمَوْجِ البَحر
ومِن الفِتَن الصِّغار : فِتنة الإنسان في أهلِه وولَدِه ومالِه وجَارِه ِ
قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أهْلِهِ وَمَالِه وَوَلَدِه وَجَارِه ،
تُكَفِّرُهَا الصّلاَةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالأمْرُ وَالنَّهْي .
رواه البخاري ومسلم .
وقد أوْصَى رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحِبَه أبا ذَرّ رضي الله عنه فقال :
كَيْف أنْتَ إذا رَأيْتَ أحْجَارَ الزّيْت قَد غَرِقَتْ بِالدّم .
قال : قُلْتُ : مَا خَارَ اللّهُ لِي وَرَسُولُه .
قَالَ : عَلَيْكَ بِمَن أنْتَ مِنه .
قال : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللّه أفَلاَ آخُذُ سَيْفِي وَأضَعُهُ عَلى عَاتِقِي ؟
قَالَ : شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذًا .
قال : قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِي ؟
قَالَ : تَلْزَمُ بَيْتَكَ .
قال : قُلْتُ : فَإنْ دُخِلَ عَلَيّ بَيْتِي ؟
قَال : فَإنْ خَشِيت أنْ يَبْهَرَك شُعَاعُ السّيْفِ فَألْقِ ثَوْبَك عَلى وَجْهِك ، يَبُوءُ بِإثْمِك وَإثْمِه .
رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
قال البَكرِي : أحْجَار الزّيْت : مَوضِع مُتّصِل بِالْمَدِينة ، قَرِيب مِن الزّورَاء ،
إليه كان يَبْرُز رَسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اسْتَسْقَى .
(مُعْجَم ما اسْتُعْجِم).
وإذا أقبَلَت الفِتن الكِبار تَعيّن لُزوم البيوت ، والإقبال على العِبادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنّ بَيْنَ أيْدِيكُم فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْل الْمُظْلِم ؛
يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيها مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا .
الْقَاعِدُ فِيها خَيْرٌ مِن الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِن الْمَاشِي ،
وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِن السَّاعِي .
قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنا ؟ قال : كُونُوا أَحْلاسَ بُيُوتِكُم .
رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
قال ابن الأثير : الأحلاس ، جَمْع حِلْس ،
وهو الكِساء الذي يَلِي ظَهْرَ الْبَعِير تَحْت الْقَتَب ، شَبّهَهَا بِهِ لِلزُومها ودَوامِها .
(النهاية في غريب الحديث).
ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْج كَهِجْرَة إلَيّ . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : بَادِرُوا بِالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِم ، يُصْبِحُ الرّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ،
أوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدّنْيا .
رواه مسلم .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : كُونُوا يَنَابِيعَ الْعِلْم , مَصَابِيحَ الْهُدَى , أحْلاَسَ الْبُيُوت ,
سُرُجَ اللّيْل , جُدُدَ الْقُلُوب , خُلْقَانَ الثّيَاب , تُعْرَفُون فِي أهْل السّمَاء , وَتَخْفَوْن عَلى أهْل الأرْض .
رواه الإمام الدارمي .
قال الإمام أحمد رحمه الله : والإمسَاك في الفِتنة سُنّة مَاضِية ، واجِب لُزومُها ،
فإن ابْتُلِيتَ فَقَدِّم نفسك دون دِينك ، ولا تُعِن على فتنة بِيَدٍ ولا لِسَان ،
ولكن اكْفُف يَدك ولِسَانك وهَواك ، والله الْمُعِين .
( طبقات الحنابلة ).
وقال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية : مِن أُصُولِ أهْلِ السّنّة وَالْجَمَاعَة :
لُزُومُ الْجَمَاعَةِ ، وَتَرْكُ قِتَالِ الأئِمّة ، وَتَرْكُ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَة .
(مجموع الفتاوى).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَستَعيذ بِالله مِن الفِتن صِغارِها وكِبارِها
فكان مِن دُعائه عليه الصلاة والسلام في كل صلاة :
اللهُمّ إنّي أعُوذُ بِك مِن الفِتَن مَا ظَهَرَ مِنْها وَمَا بَطَن .
رواه الإمام أحمد .
وقال عليه الصلاة والسلام : تَعَوّذُوا بِالله مِن الْفِتَن مَا ظَهَرَ مِنْها وَمَا بَطَن .
فقال أصحابه رضي الله عنهم : نَعُوذُ بِالله مِن الْفِتَن مَا ظَهَر مِنْها وَمَا بَطَن .
رواه مسلم .
...............................
في أمانِ الله.
السّلامُ عليكمُ ورحمةُ الله تعالى وبركاتهُ
إخوتي في الله رُوّاد بوّابة داماس؛ فيما يلي مقالٌ قيّمٌ وطيبُ تذكير.
إذا أقبَلَت الفِتَن فأغلِق دونها الأبواب
والفِتن تنقسم إلى صِغَار ، لا يسلَم منها أحَد ، وإلى كِبار تَمُوج كَمَوْجِ البَحر
ومِن الفِتَن الصِّغار : فِتنة الإنسان في أهلِه وولَدِه ومالِه وجَارِه ِ
قال الله عَزّ وَجَلّ : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أهْلِهِ وَمَالِه وَوَلَدِه وَجَارِه ،
تُكَفِّرُهَا الصّلاَةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالأمْرُ وَالنَّهْي .
رواه البخاري ومسلم .
وقد أوْصَى رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحِبَه أبا ذَرّ رضي الله عنه فقال :
كَيْف أنْتَ إذا رَأيْتَ أحْجَارَ الزّيْت قَد غَرِقَتْ بِالدّم .
قال : قُلْتُ : مَا خَارَ اللّهُ لِي وَرَسُولُه .
قَالَ : عَلَيْكَ بِمَن أنْتَ مِنه .
قال : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللّه أفَلاَ آخُذُ سَيْفِي وَأضَعُهُ عَلى عَاتِقِي ؟
قَالَ : شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذًا .
قال : قُلْتُ : فَمَا تَأْمُرُنِي ؟
قَالَ : تَلْزَمُ بَيْتَكَ .
قال : قُلْتُ : فَإنْ دُخِلَ عَلَيّ بَيْتِي ؟
قَال : فَإنْ خَشِيت أنْ يَبْهَرَك شُعَاعُ السّيْفِ فَألْقِ ثَوْبَك عَلى وَجْهِك ، يَبُوءُ بِإثْمِك وَإثْمِه .
رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
قال البَكرِي : أحْجَار الزّيْت : مَوضِع مُتّصِل بِالْمَدِينة ، قَرِيب مِن الزّورَاء ،
إليه كان يَبْرُز رَسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اسْتَسْقَى .
(مُعْجَم ما اسْتُعْجِم).
وإذا أقبَلَت الفِتن الكِبار تَعيّن لُزوم البيوت ، والإقبال على العِبادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنّ بَيْنَ أيْدِيكُم فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْل الْمُظْلِم ؛
يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيها مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا .
الْقَاعِدُ فِيها خَيْرٌ مِن الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِن الْمَاشِي ،
وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِن السَّاعِي .
قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنا ؟ قال : كُونُوا أَحْلاسَ بُيُوتِكُم .
رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
قال ابن الأثير : الأحلاس ، جَمْع حِلْس ،
وهو الكِساء الذي يَلِي ظَهْرَ الْبَعِير تَحْت الْقَتَب ، شَبّهَهَا بِهِ لِلزُومها ودَوامِها .
(النهاية في غريب الحديث).
ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْج كَهِجْرَة إلَيّ . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : بَادِرُوا بِالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِم ، يُصْبِحُ الرّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ،
أوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدّنْيا .
رواه مسلم .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : كُونُوا يَنَابِيعَ الْعِلْم , مَصَابِيحَ الْهُدَى , أحْلاَسَ الْبُيُوت ,
سُرُجَ اللّيْل , جُدُدَ الْقُلُوب , خُلْقَانَ الثّيَاب , تُعْرَفُون فِي أهْل السّمَاء , وَتَخْفَوْن عَلى أهْل الأرْض .
رواه الإمام الدارمي .
قال الإمام أحمد رحمه الله : والإمسَاك في الفِتنة سُنّة مَاضِية ، واجِب لُزومُها ،
فإن ابْتُلِيتَ فَقَدِّم نفسك دون دِينك ، ولا تُعِن على فتنة بِيَدٍ ولا لِسَان ،
ولكن اكْفُف يَدك ولِسَانك وهَواك ، والله الْمُعِين .
( طبقات الحنابلة ).
وقال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية : مِن أُصُولِ أهْلِ السّنّة وَالْجَمَاعَة :
لُزُومُ الْجَمَاعَةِ ، وَتَرْكُ قِتَالِ الأئِمّة ، وَتَرْكُ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَة .
(مجموع الفتاوى).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَستَعيذ بِالله مِن الفِتن صِغارِها وكِبارِها
فكان مِن دُعائه عليه الصلاة والسلام في كل صلاة :
اللهُمّ إنّي أعُوذُ بِك مِن الفِتَن مَا ظَهَرَ مِنْها وَمَا بَطَن .
رواه الإمام أحمد .
وقال عليه الصلاة والسلام : تَعَوّذُوا بِالله مِن الْفِتَن مَا ظَهَرَ مِنْها وَمَا بَطَن .
فقال أصحابه رضي الله عنهم : نَعُوذُ بِالله مِن الْفِتَن مَا ظَهَر مِنْها وَمَا بَطَن .
رواه مسلم .
...............................
في أمانِ الله.