X

لا تَحمِل هَمًّا ، وأمُورك كُلّها (تمام)!

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • سناء
    Thread Author
    VIP
    • Nov 2018 
    • 467 
    • 408 
    • 936 

    بسمِ الله الرّحمن الرحيم
    السلام عليكمُ ورحمة الله تعالى وبركاته

    إخوَتي في الله؛ رُوّاد بوابة داماس،

    فيما يلي مقالٌ قيّمٌ، وتذكيرٌ مُهمٌّ.

    ،'


    لا تَحمِل هَمًّا ، وأمُورك كُلّها (تَمام) !

    كم نَفرَح عندما يُقال لنا مثل هذه الْجُملَة !
    لكن ، هل تأمّلت مِثلها كثير في القرآن وفي السُّنّة ؟!

    ???? عند مُغادَرَة هذه الدّنيا ، يَحمِل المسلِم هَمّ ما هو تارِكه ، وهَمّ ما هو قادِم عليه ، فيَأتِيه التّطمِين في تلك الحال : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)

    ???? قال القرطبي : مِن شَرْط الْوَلِيّ أنْ يَسْتَدِيمَ الْخَوْفُ إلى أنْ تَتَنَزّلَ عَلَيه الْمَلائِكَة ، كَما قال عَزّ وَجَلّ : (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا)، وَلأنّ الْوَلِيَّ مَن كَان مَخْتُومًا لَه بِالسّعَادَة ، وَالْعَوَاقِبُ مَسْتُورَةٌ ، وَلا يَدْرِي أحَدٌ مَا يُخْتَم لَه بِه .
    (الجامع لأحكام القرآن : تفسير القرطبي)















    ???? وقال ابن القيم عن التّائب : لا يَزَالُ الْخَوْفُ مُصَاحِبًا لَه ، لا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّه طَرْفَة عَيْن ، فَخَوْفُه مُسْتَمِرٌّ إلى أنْ يَسْمَعَ قَوْلَ الرُّسُل لِقَبْض رُوحِه : (أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ، فَهُنَاك يَزُول الْخَوْف .
    (مدارِج السّالِكين)

    ???? وفي دُعاء القُنوت : " إنّه لا يَذِلّ مَن وَالَيْت " رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة والإمام أحمد والدارِمي وأبو داود وابن ماجه ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .

    ???? أن يُقال لك : (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ) ، (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) ، (وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) ، (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا) .
    وأن تَدخل في زُمْرَة الأولياء : (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) ، فَهذا شيء عظيم ، والثّمَن يسير !

    ???? الثّمَن : أن تَتّقِي الله عزّ وجَلّ ؛ فَتَنال تلك الْمَنْزِلة السّامِيَة ، والرّتبة العَالِيَة ..

    ???? التّقوى شيء يسير : تَفعل ما أُمرْت به ، وتَنتَهِي عمّا نُهيت عنه .
    ???? وفي الحديث القُدسي : مَا تَقَرّب إلَيّ عَبْدِي بِشَيء أحَبَّ إِلَيّ مِمّا افْتَرَضْتُ عَلَيه . رواه البخاري .

    ???? قال عُمر بن عبد العزيز : لَيْس تَقْوَى اللّه بِصِيَام النّهَار ، وَلا بِقَيَام اللّيْل ، وَالتّخْلِيطِ فِيمَا بَيْن ذَلِك ، وَلَكِنّ تَقْوَى اللّه تَرْكُ مَا حَرّمَ اللّه ، وَأدَاءُ مَا افْتَرَض اللّه ، فَمَن رُزِق بَعْد ذَلِك خَيْرًا ، فَهُو خَيْرٌ إلى خَيْر . رواه البيهقي في " الزهد الكبير " ، ومِن طريِقه : رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " .

    ???? فإن كُنتَ تَقِيّا ؛ فأنتَ بِعَيْن الله وحِفظِه ورِعايته ، فأنت وَلِيُّه وهو مَولاك ..

    ???? قال ابن القيم : قال بَعْضُ السّلَف : إذا أصْبَحَ ابْنُ آدَم ابْتَدَرَه الْمَلَكُ وَالشّيْطان ، فَإنْ ذَكَر اللّه وَكَبّرَه وَحَمِدَه وَهَلَّلَه ، طُرِدَ الشّيطَانُ وَتَوَلاّه الْمَلَك ، وَإن افْتَتَح بِغَيْر ذَلِك ذَهَب الْمَلَكُ عَنه وَتَوَلاّه الشّيطَان .
    وَلا يَزَالُ الْمَلَكُ يَقْرُبُ مِن الْعَبْد حتى يَصِير الْحُكْمُ وَالطَّاعَةُ وَالْغَلَبَةُ لَه ، فَتَتَوَلاّه الْمَلائِكَةُ فِي حَيَاتِه وَعِند مَوْتِه وَعِند بَعْثِه ... فَيَقُولُ الْمَلَكُ عِند الْمَوْت: لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ وَأبْشِرْ بِالذِي يَسُرُّك ، وَيُثَبّتُه بِالْقَوْل الثّابِت أحْوَجَ مَا يَكُون إلَيه فِي الْحَيَاة الدّنيَا ، وَعِند الْمَوْت ، وَفِي الْقَبْر عِند الْمَسْألَة .

    وقال أيضا :
    وَإِذَا تَوَلاّه الْمَلَكُ تَوَلاّه أنْصَحُ الْخَلْق وَأنْفَعُهُم وَأبَرُّهُم ، فَثَبّتَه وَعَلّمَه ، وَقَوّى جَنَانَه ، وَأيّدَه اللّه تَعَالى .
    (الجواب الكافي)

    ???? كان الْحَسَن البَصري رحمه الله إذا تَلا هذه الآية : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) قال : اللهم أنت ربُّنا فارْزُقنا الاستقامَة . رواه عبد الرزاق في " تفسيره " .
    اللهم أنت ربُّنا فارْزُقنا الاستقامة والثّبَات على دِينِك وطاعتِك .


    .....................

    في أمان الله.

Working...
X