X

قوّ قَلْبك ، ولا تَهُولنّك الشياطِين !

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • سناء
    Thread Author
    VIP
    • Nov 2018 
    • 467 
    • 408 
    • 939 

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكمُ ورحمة الله تعالى وبركاته

    إخوتي في الله؛ رُوّاد بوّابة داماس؛
    فيما يلي مقالٌ؛ أسألُ الله تعالى أن ينفعنا به:



    قوّ قَلْبك ، ولا تَهُولنّك الشياطِين !

    ???? قال ابن مَسْعُود رضي الله عنه : لَقِيَ رَجُلٌ مِن أصْحَاب محمد صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِن الْجِنّ ، فَصَارَعَه فَصَرَعَه الإنْسِيّ . فقال لَه الإنْسِيّ : إني لأَرَاك ضَئِيلا شَخِيتًا ، كَأنّ ذُرَيْعَتَيْكَ ذُرَيْعَتَا كَلْب ، فَكَذَاك أنْتُم مَعْشَر الْجِنّ ، أمْ أنْت مِن بَيْنِهِم كَذَلِك ؟ قال : لا وَاللَّه إني مِنْهُم لَضَلِيع ، وَلَكِن عَاوِدْنِي الثَّانِيَة ، فَإن صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُك شَيْئًا يَنْفَعُك . فَعَاوَدَه فَصَرَعَه، قال : هَات عَلِّمْنِي .

    قال : نَعَم ، قال : تَقْرَأ : (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [البقرة: 255] ؟
    قال : نَعَم .

    قال : فَإنّك لا تَقْرَؤُها فِي بَيْت إلاّ خَرَج مِنْه الشّيْطَان ، لَهُ خَبَجٌ كَخَبَج الْحِمَار ، ثُم لا يَدْخُلُه حتى يُصْبِح . رواه الدارمي ، وقال : الضَّئِيلُ : الدَّقِيقُ ، وَالشَّخِيت : الْمَهْزُول ، وَالضَّلِيعُ : جَيّدُ الأَضْلاعِ ، وَالْخَبَج : الرِّيح .

    ???? وذَكَر القرطبي رواية : فَقِيل لِعَبْد اللّه : أهُو عُمَر ؟ فقال : مَا عَسَى أنْ يَكُون إلاّ عُمَر !

    ???? وحَمَل العلماء نَهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يُسافِر الرّجُل وَحدَه ، وأن يَبِيت وَحدَه : على مَن كان ضَعيف القلب خَوّافا خَوّارا ..

    ???? قال ابن بطّال :
    السائر في فَلاةٍ وَحدَه ، والبائت في بَيْت وَحدَه إذا كان ذا قَلْب مَخِيف ، وفِكر رَديء لم يُؤمَن أن يكون ذلك سببًا لِفساد عَقْله ...

    وأيضا : فإن الناس مُخْتَلِفو الأحوَال ، مُتَفَاوِتو الأسباب ؛ فمِن كَمِيٍّ بَاسِل لا يَهوله هائل ، ولا يُبْقِي غَوْل غائل ،
    فهو لا يُبالي وَحدَه سَلَك الْمَفَاوِز أو في عَسْكَر ؛ فَذَلك الذي أذِن عُمَر في السّيْر لِمِثْله مِن المدينة إلى الكُوفة ...


    ومِن مَخِيفِ الفُؤاد يَرُوعه كُلّ مَنْظَر ، ويَهُولُه كُلّ شَخْص ، ويُفْزِعُه كُلّ صَوْت ؛ فذلك الذي يَحْرُم عليه أن يُسافِر وَحْده .

    ويُمْكن أن يكون الذي نَهَاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يَبِيت وَحْده كان بِهذِه الصّفَة .
    ومَن أخَذ بَين ذلك الاحتياط له في نفسِه ودِينه تَرَك السّفَر وَحدَه ومع آخَر أيضًا .
    فمَن كان الأغلب عليه الشّجاعة والقُوّة لم يكن إن شاء الله حَرِجًا ولا آثِمًا ، ومَن كان الأغلب مِن قَلبه الْهَلَع ، ومِن نَفْسِه الْخَوَر خَشِيتُ عليه في السّفَر وَحدَه الإثْم والْحَرَج ، وأن يُورِثه ذلك العِلل الرّدِيّة .

    (شرح صحيح البخاري).

    ........................

    في أمان الله.
Working...
X