X

حكايات رمضان زمان

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • حنايا الروح
    Thread Author
    VIP
    • Sep 2018 
    • 1499 
    • 2,165 
    • 1,229 

    #16
    مظاهر الاحتفال برمضان بين العصور المختلفة بمصر


    ​​​​


    اختلفت مظاهر الاحتفالات بشهر رمضان المبارك من مختلف العصور وتنوعت العادات قديما وحتب يومنا هذا ولكل عثر طابع خاص به من حيث طرق الاحتفال باستقبال شهر القرآن وتنوعت العادات بين كل بلد حيث تمتعت كل بلد بطابع خاص بها

    فى رحاب الشهر المقدس "رمضان" تتزين شوارع وحارات المحروسة "مصر"؛ بالأعلام والزينة الورقية منذ الأسبوع الأخير من شهر شعبان، بحيث تشهد الأحياء في مصر ظاهرة جميلة بربط الحبال بين البيوت المتقابلة، تتعلق عليها الرايات وتوزع الفوانيس كهدايا على الأطفال، وقصة استعمال الفوانيس بكثرة في رمضان هي قصة طويلة تعاد فصولها في كل رمضان ضرورة، فقد كان المصريون في القديم يستعملون الفوانيس (الشمعية) التي تستعمل الشمع كأداة للإضاءة، الأطفال في الشهر الفضيل حكاية ظريفة وجميلة، فهؤلاء يخرجون ليلة رؤية هلال رمضان إلى الطرقات سواء مع أقرانهم من الأطفال، أو إلى جانب أفراد عائلتهم، مرتدين أحلى ما عندهم من ثياب، وحاملين الأعلام والفوانيس الرمضانية، يغنون الأناشيد الخاصة بهذا الشهر الكريم في فرحة جماعية عارمة.


    عصر الفاطميون


    اهتم عصر الفاطميون بالاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية عن طريق طقوس كان يحضرها حتى الحكام، وكان شهر رمضان من أهم المواسم الدينية التي اهتم الفاطميون بإحيائها، فكانوا يحتفلون في أول يوم من شهر رمضان، حيث يسير موكب الخليفة من القصر الشرقي الكبير ويصحبه وزيره وحوله حرسه الخاص فيخترق موكبه الشوارع حتى جامع عمرو بن العاص، ويجد الخطيب في انتظاره وبيده المصحف المنسوب خطه إلى علي بن أبي طالب، فيتناوله ويقبله ثم يأمر بتوزيع بعض المنح على خطيب المسجد ومؤذنيه وعند الانتهاء انتهى من الصلاة يستكمل سيره إلى دار الملك.
    وترجع فكرة "موائد الرحمن" إلى كبار الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان في أيام الفاطميين، وعرفت موائد الرحمن الرمضانية في العصر الفاطمي وسميت "السماط"، وكان الخليفة يعد مائدة كبيرة في قاعة الذهب بقصره تمتد من الليلة الرابعة من رمضان حتى الليلة السادسة والعشرين، ويدعى إليها كبار رجال الدولة والأمراء والوزير وقاضي القضاة، إضافة إلى موائد أخرى في مسجد عمرو بن العاص والجامع الأزهر، وكذلك إناء مملوءة بالطعام تخرجها مطابخ قصر الخليفة للمحتاجين.
    وكانت المساجد تضئ بعد غروب الشمس ويخرج الناس إلى الجامع الأزهر، واهتم الخلفاء الفاطميون بموائد الإفطار الرمضانية في القصور أو المساجد ودار الوزير وبالغوا في إعدادها، ففي قصر الخليفة كانت تقام الأسمطة في المكان المعروف بقاعة الذهب حيث يجتمع مجلس وكان الخليفة المعز لدين لله الفاطمي (341هـ- 365هـ / 952- 975م ) أول من أباح تلك السُنة، وكان خلفاؤه يقيمون الموائد من اليوم الرابع من شهر رمضان إلى السادس والعشرين منه وكان يدعى إليها قاضي القضاة والأمراء وكبار رجال الدولة من القادة والموظفين، ويمثل الخليفة فيها الوزير، وكانت أصناف المأكولات متوافرة بحيث يستطيع الناس أن يأخذوا منها ما يريدون وبلغ ما ينفق على سماط شهر رمضان ثلاثة آلاف دينار، وحرص الخلفاء الفاطميون على الذهاب في الجمع الثلاثة الأخيرة من رمضان إلى جوامع الحاكم بأمر الله والجامع الأزهر وجامع عمرو بن العاص على التوالي للصلاة.





    عصر المماليك

    واشتهر العصر المملوكي في مصر بحرص الحكام على الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر المبارك، عن طريق صرف رواتب وحوافز اضافية لأصحاب الحرف والوظائف ولحملة العلم والأيتام، ولا سيما من السكر، حيث تتضاعف كمية المستهلك منه في هذا الشهر بسبب الإكثار من عمل الحلوى.
    واشتهرت في هذا العصر الأوقاف الخيرية التي كان يخصصها الأمراء والسلاطين لإطعام الفقراء والمساكين في شهر رمضان عن طريق موائد الرحمن، وتوزيع الطعام المجهز عليهم، والذي كان يشتمل على اللحم والأرز والعسل وحب الرمان، فقد نصت وثيقة وقف السلطان حسن بن قلاوون على الآتي: "يصرف في كل يوم من أيام شهر رمضان عشرة قناطير من لحم الضأن وأربعين قنطارًا من خبز القرصة، وحب الرمان وأرز وعسل وحبوب وتوابل، وأجرة من يتولى طبخ ذلك وتفرقته، وثمن غير ذلك مما يحتاج إليه من الآلات التي يطبخ فيها، فيطبخ ذلك في كل يوم من أيام الشهر الكريم مظاهر الاحتفال برمضان منذ العهد الفاطمي.

    Comment
    Working...
    X