أولادنا في رمضان
عزة محمد حسن
بَوَّبَ البخاري في صحيحه عن الربيع بنت مُعّود قالت : " كنا نصوم، ونصوَّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار".عزة محمد حسن
العِهْن : أي الصوف.
قال العلماء : وهو ليس بواجب، ولكن ليتمرن الطفل عليه، وقاسوه على الصلاة، والأمر بها : ((مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاء سَبْعٍ، واضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ)).
فما هو دَوْرُكِ أيتها الأم مع أولادك في رمضان.
1- عند الاستعداد لاستقبال الشهر يجب الاهتمام بإظهار الفرحة وتزيين البيت؛ ليشعر الأولاد بأهمية الزائر الجديد.
2- لتكن لك جِلْسة مع أولادك في بداية رمضان - ويفضل أن يحضرها الوالد -، وحَدِّثِيهم عن فضل الشهر الكريم، وأبواب الجنة المفتوحة، وأنه فُرْصة لكل واحد أن يزيد حسناته ويتقرب إلى الله، وانْزِلي لمستواهم في التفكير، وحدثيهم بما يفهمونه هم عن حب الله وطاعته.
3- ضَعِي معهم نظامًا لليوم، وقواعد للاستفادة من الوقت كله، مثلاً : صَمِّمِي معهم جَدْوَلاً للأعمال اليومية المطلوب أداؤها؛ من مذاكرة؛ وأداء واجبات؛ ونظميها حسب المواعيد الجديدة في رمضان.
4- حَدِّدِي للعبادات التي تريدين تعويدهم عليها أوقاتًا محددة في الجدول مثل : الصلاة في وقتها، وقراءة القرآن، والأذكار، والصلاة في المسجد، وكذلك الأخلاق والسلوكيات مثل: العفو، وعدم التشاجر، أو التلفظ بألفاظ سيئة... وهكذا، وفي نهاية كل يوم يتحدث كل واحد منا ما فعل من خير في يومه، وهل وقع في محظور أم لا؟.
5- قولي لهم بأنك أنتِ أيضًا تُريدِين الاستفادة من رمضان؛ لذلك يجب عليهم مساعدتك في أعمال المنزل؛ حتى تأخذي ثواب رمضان أنتِ أيضًا، وحَدِّدِي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها، وأهمها : تنظيم غرفهم؛ وملابسهم؛ وكتبهم؛ وكل ما يخصهم.
6- أمَّا الصوم؛ فعليك بالتدرج مع الصغير عِدَّة ساعات، ثم عِدَّة أيام.
واجعلي مُكافأة عن كل يوم يصومه، وعن أول شهر يصومه كاملاً.
أمَّا الأطفال الذين لا يصومون : اجعلي وَجْبَتَيْهِم الأساسيَّتَيْن: الإفطار والسحور؛ ليسمعوا الدعاء؛ ويشاركوا الكبار فرحتهم، وراعِي الفروق بين الأولاد في التَّحَمُّل.
7- اهتَمِّي بالبنات، وخاصة القريبات من البُلوغ، وعلِّمِيهن فِقْه الصيام.
8- اهتَمِّي بابنك المُراهِق في مَرْحلة البلوغ، وحاولي أن تعقدي صداقة معه تقوم على الثقة، والتقدير بجانب العَطْف والحنان.
9- وفي رياض القرآن اجْعَلِي للطفل الذي يحسن القراءة وِرْدًا يَوْمِيًّا، وليقرأه من المصحف، ويستمع إلى قراءتك، واجعليه يُقَلدك ما استطاع.
ويمكن أن يقرأ مُقَرَّر المدرسة، ولكن عليك أن تُحَدِّدِي مكانه من المصحف، فهذا يشبع الإثارة عنده ويزيد رغبته في تقليد الكبار.
ولماذا لا يحفظ قدرًا - ولو يسيرًا - مِنَ القُرآن في رمضان؟
10- عَوِّدِي طفلك على الجُود في رمضان، وأن يَدَّخِر من مصروفه لذلك، وارْوِي لهم بعض القصص حول الصدقة مثل : ( ليته كان كاملاً).
11- اصْطَحِبِي – أنت والوالد - طفلك إلى صلاة القيام، وصلاة الفجر، واهْتَمِّي بمحافظتهم على الصَّلوات الخمس.
12- أَفْهِمِي ابنك وابنتك أنَّ الصيام لا يَصْلُح بدون الخلق الحسن.
13-هل ستتركين ابنك فريسة للتلفاز؟! حاولي توظيفه جيدًا، واهتمي بالشروط الصحية للمشاهدة.
14- وأخيرًا؛ استعيني بالله، وتوجهي إليه بالدعاء أن يتقبل الصيام، والقيام، وأن نخرج من رمضان بحال أفضل مما دخلنا بها.