X

محافظة السويــداء سورية

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    محافظة السويــداء
    يحدها شمالاً وشرقاً منطقة الحماد من محافظة دمشق، وجنوب شرق القطر الأردني، وغرباً محافظةُ درعا. يحتل جبل العرب ثلثي مساحة المحافظة الغربية، تعلوه قمتان: الأولى جبل قينة 1803متر والثانية جبل قليب 1669متر. سوريةُ الجنوبيةعموماً ذاتُ طبيعةٍ بركانية، تعود للزمن الجيولوجي الثالث، فقد اندفعت من كتلة الجبل مقذوفات بركانية باتجاه الشمال الشرقي مشكلة أرض وعرة سهلية منبسطة تدعى الصفا، ومثلها باتجاه الشمال الغربي مشكلة منطقة بركانية وعرة تسمى اللجاة. تقدر مساحة المحافظة كم2 تضم ثلاثة مناطق رئيسية هي السويداء وشهبا وصلخد و12ناحية و3 مدن، فتحتل المركز التاسع بين المحافظات بنسبة 3%. ويبلغ عدد السكان 436 ألف نسمة بنسبة 2.1% من إجمالي سكان القطر فتكون في المركز 13 بين المحافظات.
    استيطان المنطقة خاصةً في جبل العرب منذ آلاف السنين، ففي الألف الثالث قبل الميلاد سكنها الكنعانيون ثم الأنباط من 300 قبل الميلاد إلى 300م، تبعهم الرومان، حيث انتشر معتقد الدين المسيحي سراً ثم جهاراً في القرون الأولى الميلادية. ثم البيزنطيون والغساسنة القادمون من اليمن ليستوطنوا حوران وجبل العرب، وكان لرهبانها دور كبير في تفسير الدين المسيحي ونشرة.
    بدأت الفترة الإسلامية في عام 634م بقدوم الجيوش من الجزيرة العربية، فأصبحت كاملُ المنطقةِ جزءاً من الدولة العربية الإسلامية الواسعة، توالى عليها ملوكٌ وأمراءُ وسلاطينُ، من أمويين وعباسيين وطولونيين وأخشيديين وفاطميين وسلاجقة ومماليك وزنكيين وأيوبيين.
    في بداية القرن السادسَ عشر ولفترة امتدت أربعة قرون، كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية المحتلة، وفي عام 1711م استقبلت آلافَ من الطائفة الدرَزية في لبنان قدموا هرباً من حروب أهلية قبلية بين القيسيين واليمنيين لإعادة توزيع الاقطاعات بين أمراء الدروز، حيث أُجبر اليمنيون المهزومون على مغادرة جبل لبنان ليسكنوا بين خرائب وقرى جبل حوران (الريان) الأثرية المهجورة مستفيدين من أحجارها المنحوتة في بناء بيوتهم.
    استمرت تلك الهجرات حتى مطلع القرن العشرين، حيث دخلت القوات العربية بقيادة الشريف فيصل المنطقة، مع السوريين المجاهدين، للتضع حداً للاحتلال التركي، ولكن نتيجة تآمر الدول العظمى، فقد تمكنت فرنسا من السيطرة على موارد سوريا لفترة 25 عاماً. قامت خلال الفترة بين 1925-1927م
    ثورة سلطان باشا الأطرش في جبل العرب بالتصدي ورد الظلم. بدءاً من عام استقلال سوريا 1946م من الاحتلال الفرنسي نعمت المنطقةُ بالاستقرارِ والازدهار، لغنى تربتها والعناية بها، حيث زودت المحاصيل الزراعية المنطقة الجنوبية باحتياجات أسواقها، وعلى الرغم من حرمان المحافظة من جريان الأنهار الدائمة، فقد اعتمد السكان الذين يعمل أغلبهم بالزراعة، على البرك والصهاريج ومياه الينابيع القليلة والآبار، وجُرَّت إليها مياه بحيرة مزيريب، فأنتجت الكرمة بشكل رئيسي لتحتل المحافظة المرتبة الأولى بالقطر، وأُقيم لها مهرجاناتٌ سنوية، إلى جانب التفاح والزيتون أيضاً.
    الصناعات المحلية معظمها فرديٌ يدويٌ، يعتمد على المنتجاتِ الزراعية والحيوانية، مثل صناعة الزبيب والدبس والخمور والمواد الكحولية ومشتقات الحليب وعصير الفواكه، كما تشتهر المحافظة بصناعة السجاد اليدوي والآلي وصناعة الأحذية.
    كما ساهمت في تطور المستوى الثقافي للسكان عن طريق إنشاءِ المراكز الثقافية، والاهتمامِ بتطويرِ الصناعة السياحية، لما تتمتع به من أوابد تاريخية موغلةٍ بالقدم ولقى تعرضها متاحف حديثة وقديمة مميزة.
    عدنان الحموي، سورية عبر العصور ص151
    باحث & دليل سياحي
Working...
X