جامع العريشة
يقع جامع العريشة داخل أسوار مدينة دمشق القديمة في آخر شارع باب شرقي بالقشلة و قريباً من دخلة الزيتون كما يسميها العوام من أهل الشام .

تأسـس الجامع استناداً إلى اللوحة الرخامية المثبتة فوق باب الجامع عام 579 هـ . 1161 م أي في أيام حكم الملك السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي سلطان الديار المصرية والبلاد الشامية محرر القدس الشريف .

يوجد مغالطة تاريخية في النص المكتوب على اللوحة الرخامية وهو ـ عام 579 هـ . 1161 م ـ ، وإذا حولنا التاريخ الهجري الى ميلادي :
سنجد أن عام 579 للهجرة يوافقه عام 1183 للميلاد في أيام حكم الملك السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي سلطان الديار المصرية و البلاد الشامية محرر القدس الشريف ، وهذا هو الصحيح .
فأحببت أن انوه لهذه المغالطة في غمار هذا البحث عسى أن يتم تصحيحها ، و يحب أن تكون :
تأسـس عام 579 هـ ـ 1183 م.

كان للمسجد قبل التجديد صحن ذو فسحة سماوية صغيرة ، فيه بركة ماء ، وحرم صغير لبيت الصلاة .. و به محراب عادي ، و منارة صغيرة من خشب .
وقد قامت على تجديده لجنة أعمال صيانة وترميم مساجد دمشق القديمة والتابعة لوزارة الأوقاف ومديرية أوقاف دمشق بالإضافة إلى المديرية العامة للآثار والسياحة في عام 1423 للهجرة الموافق 2002 للميلاد .

صورة السبيل منقولة من كتاب دمشق الشام / الأستاذ أيوب سعدية
كان للجامع سبيل ماء أنشأ في العهد العثماني على الواجهة الغربية يتغذى على مياه نهر القنوات ، ولكنه اليوم معطل لا ماء فيه ولا حياة .
يمتاز هذا السبيل بجمال بنائه و خاصة القوس حجري المزخرف بزخارف نباتية متداخلة مع بعضها البعض ، ومكتوب في صدر السبيل نقوش حجرية تتضمن أبيات شعرية لم أستطع قراءتها .

أقول هنا : أن جامع العريشة من المساجد الصغيرة الحجم ، وله اليوم واجهة عريضة من الحجارة الأبلقية البيضاء و السوداء الجميلة المجددة طبعا حسب ما ورد آنفا ، يتخللها ألواح رخامية .

والبوابة مبنية من الحجارة البازلتية القديمة وهي على ما يبدو البقية الباقية من بنيان بوابة المسجد القديم ، وله نوافذ علوية حديثة على شكل قوس متوجة كل منها بتاج حجري مكتوب على التيجان عبارة ( محمد رسول الله ) أما النوافذ السفلية فهي مربعة الشكل خالفت شكل النوافذ العلوية .

تتربع المئذنة الحديثة البناء ، جذعها قائم على الزاوية الشمالية الغربية للمسجد ، أبلقية الحجارة ذات أضلاع مثمنة الشكل يتخلل أضلاعها الأربعة نوافذ طولية على طول الجذع للإنارة ، وصولا الى الشرفة المثمنة التي أخذت شكل الجذع بدون مظلة ، و ليبدأ الجذع الأعلى و المبني على ثمانية أعمدة لينتهي بالذروة البصلية ، و عموما فان شكل و تناسق المئذنة جميل يحمل الطابع المملوكي بتأثير شامي .
اعداد : عماد الأرمشي
باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق
ـ كتاب دمشق الشام / الأستاذ أيوب سعدية والمقال للباحث مطر خشان
ـ ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد / د. محمد أسعد طلس.