X

جامع الدرويشية المساجد العثمانية في دمشق

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    المساجد العثمانية في دمشق / جامع الدرويشية
    للباحث عماد الأرمشي




    يقع جامع درويش باشا مقابل قلعة دمشق الأثرية و حي سيد عامود " الحريقة " خارج أسوار المدينة القديمة ومجاوراَ لبازار الدرويشية ( أي سوق الدرويشية ) ويعتبر من أهم أسواق الشام لاتصاله بسوق الحميدية ، وسوق السنانية ، وسوق الحريقة ، و سوق باب الجابية ، وسوق فخري البارودي.
    وأضاف الشيخ عبد القادر بن بدران في منادمته : أن جميع عماراته باقية ولكن الحمام صار سوقا فزاد نفعه عما كان عليه ، والبازار فهو بازار الدرويشية ، وكان يُعرف بالماضي سوق الأخصاصية أو سوق ألأخصاصي نسبة للتجار الذين يبيعون ( الأخصاص و الأقفاص ) ، ثم تبدلت التسمية تدريجياً للدرويشية عند بناء جامع درويش باشا و مجموعته العمرانية فيها .


    يتكون الجامع من مجموعة أبنية مؤلفة من المسجد والتربة والمدرسة والمكتبة والسبيل وسوق بازار ؛ وقد بدأ في إنشائها والي الشام العثماني ( درويش باشا بن رستم الرومي ) في نفس العام الذي تم تعيينه والياً على الشام سنة 979 هجرية ـ 1571 للميلاد و انتهى من بنائها في سنة 982 هجرية ـ 1574 للميلاد ، زمن السلطان العثماني مراد خان الثالث ابن السلطان سليم الثاني كما هو محفور على اللوحة الرخامية عند باب الجامع ، وذكر العدوي : كانت ولايته بدمشق ثلاث سنين وستة أشهر رحمه الله تعالى .
    وقال محمد بن جمعة في كتاب الباشات والقضاة : في سنة 979 تولى دمشق الوزير الأعظم صاحب الخيرات والحسنات درويش باشا وعمر الجامع المعروف به الذي ليس له نظير و توفي سنة 987 و دفن بمدفنه .


    ويتميز هذا المجمع ببنائه الأبلق الجميل ( من الحجر الأسود والأبيض المتعاقب البناء ) ليضيف على هيكلة بناء الجامع .. منظراَ أنيقا جداَ نسبة لتلك الحقبة التي اتسمت بطابع فن العمارة العثمانية التي أخذت صبغة خاصة بها هندسياً من النواحي الزخرفية التزيينية والجمالية لبناء القباب .. حيث تعلو الجامع قبة ضخمة الحجم فوق حرم بيت الصلاة ويحيط بها عدة قباب صغيرة الحجم على نحو العمائر العثمانية ، الى حد أن أطلق عوام أهل الشام عليه اسم جامع القباب فأضحى من أعظم جوامع دمشق وأبهاها منظراً .
    وعليه فان أسلوب بناء المساجد العثمانية في دمشق أخذ منحى جديد في بناء هيكلة حرم بيت الصلاة ذو القبة الواحدة الكبيرة الحجم ، ووجود عدة قباب منها للتربة ، ومنها تزيينية كما هو الحال في جامع درويش باشا ، أو ثلاثة قباب ، أو ستة قباب في كل ضلع وصولا الى تسعة قباب في كل ضلع كما هو الحال في مدرسة التكية السليمانية وفي خاني الزيت والحرير والذي بلغ أوجه في بناء القباب بالقرن الثامن عشر .


    علاوة على ذلك فقد اتسمت البوابات بطابع البناء الأبلقي ممزوجة بروح فن أعمال الديكور والتقنيات الشامية الدمشقية بعيداً عن المقرنصات ، وخاصة الواجهات الخارجية أو الداخلية الممزوجة بالألوان التزيينية وأعمال اللصق الفني للزخارف الدقيقة لإطار البوابات الحجرية الخارجية .
    فقد استخدمت تقنية الزخارف الدقيقة في نهاية العصر المملوكي لملئ المنحوتات الحجرية المتعددة بالمعاجين الملونة ، ولكن هذا الاستخدام بلغ أوجه في الكمال و الديكور مع خضوعه لأسلوب التغيير الجوهري العثماني في النصف الثاني من القرن السادس عشر ، والنصف الأول من القرن السابع عشر مما مهد الطريق لعمليات اللصق الرائعة للواجهات في القرن الثامن عشر ، والتي شملت الخانات و المساجد العثمانية على حد سواء .
    و شاهدنا هنا : بوابة جامع درويش باشا التي صممت على شكل محراب حجري أبلقي التركيب مع استخدام المدكك في تركيبة القوس الحاضن للزخارف البديعة ، ويبدو باب الجامع الخشبي الصنع ضمن قوس على شكل محراب ، ويعلوه لوحة مزخرفة بخط الطغراء العثمانية تشير إلى تاريخ بناء الجامع حيث تتربع فوقه المئذنة الشهيرة .


    و يوجد فوق ساكف الباب حشوة مستطيلة الشكل ، يحيط بها شريط مضفور يتلوى آخذاً شكل خطوط متداخلة بديعة وكذلك زخارف ورقية ملونة متداخلة ، ثم شريط آخر مضفور ومتعرج بشكل مستطيل يحضن الكتابة التاريخية المنقوشة والمحفورة ، وهي عبارة عن أبيات شعر عن مامية العماد في الشذرات وجعل له تاريخاً فقال :

    في دولة السلطان بالعدل مراد *** من قام بالفرض وأحيا السنة
    درويـش باشـا قد أقام معبدا *** وكـم لـه أجـر بـه ومنه
    بنـاه خيـر جامـع تاريخـه *** لله فـاسجد واقترب بجنـه

    هذا ما ورد عن الدكتور اسعد طلس .
    يوجد نص آخر كما ورد عند الشهابي نقلاً عن ( Gaube ) وحدد أبعاد لوحته بـ ( 120 X 60 ) سم ، ومؤلف من ثلاثة أبيات شعر.
    في دولة السلطان بالعدل سليم *** من قام بالفرض وأحيا السنة
    درويـش باشـا قد أقام معبدا *** وكـم لـه أجـر بـه ومنه
    بنـاه خيـر جامـع تاريخـه *** لله فـاسجد واقترب بجنـه

    والفرق بينهما : اسم السلطان العثماني : مراد بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول .. وبين السلطان العثماني : سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول. لأنه في نفس السنة توفي السلطان الأعظم سليم بن سليمان ، و جلس على تخت السلطنة مراد سليم بن سليمان .


    تم وضح لوحة تعريفية رخامية على باب الجامع باللغتين العربية والفرنسية ، وأطلقوا عليه اسم : جامع الدرويشية ؟؟ .... و الصحيح : يجب أن يكون جامع درويش باشا . ولفظة الدرويشية : مشتقة من أسم الوالي العثماني درويش باشا ، والمحلة بأسرها سميت بالدرويشية تكنياً باسم الجامع ، و راجت على ألسن الناس ( الدرويشية ) فصارت عُرفاً يُتداول بها .. بما في ذلك من أرخ لمدينة دمشق .


    صحن الجامع مستطيل الشكل ، تتوسطه بركة مياه ( بحرة ) حجرية مضلعة ومطوقة بعقد رخامي ومحمولة على أرضية الصحن ، والرواق يقع في جنوب الصحن تتقدمه خمسة عقود محمولة على أعمدة مستديرة ذات تيجان وقواعد مختلفة.
    يعلو الرواق خمس قباب صغيرة ، أما الجدران فهي أبلقية التركيب كما هي الأعمدة المتراكبة بصحن الجامع يعلوها أقواس على نسق الجدران وتنتهي بعتبة حرم بيت الصلاة الغني بألواح الخزف الدمشقي و بروائع القاشاني الشامي والذي يغطي أكثر جدران حرم بيت الصلاة الداخلي .








    صحن الجامع مستطيل الشكل ، تتوسطه بركة مياه ( بحرة ) حجرية مضلعة ومطوقة بعقد رخامي ومحمولة على أرضية الصحن .


    جدران الصحن القائمة على الأعمدة المتراكبة يعلوها أقواس على نسق الجدران وتنتهي بعتبة حرم بيت الصلاة الغني بألواح الخزف الدمشقي وروائع القاشاني الشامي .


    لم يتبع مهندس المسجد عند بنائه لهيكل قواعد بناء القبة و حرم بيت الصلاة للطابع العثماني الكلي فيه ، ربما لقربه من المدرسة السيبائية الضخمة المبنية على الطراز المملوكي ، لكن المنارة الخاصة بالمسجد جاءت عثمانية بحته ، فالمهندس جعل محيطها من الحَجَر الأبيض الجميل ، وجعل بوابتها كبيرة نوعاً ما .
    وقد أحصى الشيخ الفاضل عبد القادر بدران أوقافه فقال فيه أن الوالي درويش باشا رستم ووقف عليه أوقافا داره ، وجعل به مدرسين حنيفا وشافعيا .. فدرس به من الشافعية : الشيخ إسماعيل النابلسي ، ثم الحسن البوريني ، ثم الشيخ عبد الغني ابن الشيخ إسماعيل النابلسي ، ثم ولده الشيخ إسماعيل ، وذلك بموجب شرط الواقف ، وعمر درويش باشا مقابل هذا الجامع من الجهة القبلية مكتبا وتربة حسنة ودفن بها .


    ورأيت مكتوبا في القاشاني المبني به محرابه الذي في صحن الجامع هذين البيتين.
    يا حسـنه من جامع ما مثله *** باشـرفيه رجـب بهمتة
    ومن إله العرش في تاريخه *** جزاؤه قصر زهى في جنته .



    كما يوجد العديد من لوحات القاشاني الجميلة في صحن و حرم بيت الصلاة منها مكتوباً باللغة العربية و منها باللغة العثمانية :
    يا حسـنه من جامع ما مثله *** باشـرفيه رجـب بهمتة
    ومن إله العرش في تاريخه *** جزاؤه قصر زهى في جنته .



    قوس جميل ذو رأس مدبب ضمن إطار من الحجارة الأبلقية به لوحة من الخزف و القاشاني البديع ما نصه من سورة الصافات / 180 :
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين


    قوس جميل ذو رأس مدبب ضمن إطار من الحجارة الأبلقية به لوحة من الخزف و القاشاني البديع ما نصه من سورة البقرة / 127 :
    ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم
    و تب علينا أنك أنت التواب الرحيم


    قوس جميل ذو رأس مدبب ضمن إطار من الحجارة الأبلقية به لوحة من الخزف و القاشاني البديع ما نصه :
    فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها ... إنّ الطّعام يقوّي شهوة النهّم
    والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ على ...حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطم


    كما يوجد العديد من لوحات القاشاني الجميلة في صحن و حرم بيت الصلاة منها مكتوباً باللغة العربية و منها باللغة العثمانية :
    جراغ مسجد و محراب و منبر
    أبوبكر و عمر و عثمان و حيدر


    كما يوجد العديد من لوحات القاشاني الجميلة في صحن و حرم بيت الصلاة منها مكتوباً باللغة العربية و منها باللغة العثمانية :
    كعبة العشاق باشداين مقام
    مركة نامص امد انيجاشد تمام


    تتحلى سطوح الجامع الداخلية بكسوة زخرفية اضافية من بلاطات القاشاني التي تغطي قواعد الجدران حتى ارتفاع مترين .
    والقاشاني نفسه يتألف من بلاطات مربعة الشكل ، ومزينة بأنواع كثيرة من الأزهار و الفواكه الشامية التي تزين سطوح مداخل الجامع .


    لوحات القاشاني البديعة و بأحجام كبيرة ، فاقت بحجمها لوحات جامع التوريزي


    القسم العلوي من أجمل لوحات القاشاني بجامع درويش باشا محلاة بآيات من القرآن الكريم ما نصه من سورة الزمر /73 :
    سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين
    جنات عدن فادخلوا خالدين
    ثم في منتصف اللوحة ما نصه من سورة الجن / 18 :
    وأن المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحداً


    القسم السفلي من لوحة القاشاني الجميلة بجامع درويش باشا مزينة بمشكاة بعبارات
    لا إله إلا الله
    محمد رسول الله
    ثم بيتين من الشعر :
    يا ناظر المثال نعل نبيه ... قبل مثال النعل لا متكبراً
    وإمسح بوجهك نعله ... اذ مسته قدم النبي مروحاَ ومبكراً
    ويوجد رسم لشمعتين كبيرتين كما هما الشمعتان بجانب المحراب .


    المشكاة محلاة بعبارة
    لا إله إلا الله
    محمد رسول الله .


    اللوحة القاشانية الكبيرة المتاخمة للوحة الأم في جامع درويش باشا والتي تغطي قواعد الجدران حتى ارتفاع مترين .
    والقاشاني نفسه يتألف من بلاطات مربعة الشكل ، ومزينة بالرسوم الهندسية و متوجة ببيتين من الشعر
    قد كان في حسن بناه كاتباً محمد ومن سُمى بإبن سفر
    كذاك منصور الذي مدت كلاهما يرجو الدعاء ممن حضر


    لوحات القاشاني بجانب محراب صحن جامع درويش باشا و فيها لوحة قاشانية كبيرة مشابهة للوحة الأم.


    لوحة قاشانية كبيرة مشابهة للوحة الأم عند محراب صحن جامع درويش باشا والتي تغطي قواعد الجدران حتى ارتفاع مترين ، و متوجة بقولين ، و منهم من يقول من الأحادث الضعيفة .
    عجلوا بالصلوة قبل الفوت ... وعجلوا بالتوبة قبل الموت
    وفيها رسمة لمشكاة بدون عبارات
    ثم بيتين من الشعر :
    يا ناظر المثال نعل نبيه ... قبل مثال النعل لا متكبراً
    وإمسح بوجهك نعله ... اذ مسته قدم النبي مروحاَ ومبكراً
    ولا يوجد رسم لشمعتين كبيرتين كما هما الشمعتان بجانب المحراب .


    تفصيل للوحة قاشانية كبيرة مشابهة للوحة الأم عند محراب صحن جامع درويش باشا والتي تغطي قواعد الجدران حتى ارتفاع مترين .


    لوحة قاشانية بديعة و كبيرة الحجم مشابهة للوحة الأم محلاة بالمشكاة و بدون أي عبارات أخرى .


    حرم بيت الصلاة عبارة عن قاعة كبيرة مستطيلة الشكل ، تغطيها قبة كبرى ، هي القبة الرئيسية للمسجد وفيها رقبة عالية حوت على 12 نافذة لتأمبن الإضاءة للقبلية كما يجاورها سبع قباب متواترة ومستديرة .
    وأرض الحرم حديثة العهد وكانت طبقة من الأسمنت فرشت بالموكيت الحديث ، يخترق الجدار الشرقي و الغربي ثلاث نوافذ على كلا الجانبين .


    يتمتع الجدار الجنوبي ( القبلية ) بزخارف بديعة جداً تشبه زخارف جامع القصب ، ويعد الجدار آية في الإبداع والفن ، وعلى جانبي المحراب إطارات هندسية عريضة من الرخام الأبيض المموج بالسواد .


    ويعد المحراب من أكثر مساجد الشام نقشاَ برخام المدكك ، ذو الرسوم الهندسية الدقيقة جداَ . مع خلفيات رخامية بيضاء ، يعلو المحراب طبقة من المربعات و الدوائر فيها رسومات نجمية .


    هناك أربعة أقراص عليها أشكال أرابسك ملتفة حول دائرة كبيرة مركز الزخارف .


    منبر جامع الدرويشية المصنوع من الرخام ، وأهم ما فيه قبة الخطيب المبنية على أربع دعائم رشيقة يعلو كلاً منها قوس مدبب تكتنفه زوايا مزخرفة. ويلاحظ أن الزخارف الرائعة تزين الجامع من بابه إلى محرابه.


    قبة الخطيب المبنية على أربع دعائم رشيقة يعلو كلاً منها قوس مدبب تكتنفه زوايا مزخرفة. ويلاحظ أن الزخارف الرائعة تزين الجامع من بابه إلى محرابه. و يلف جدران بيت الصلاة شريط كتابي لسورة الرحمن :

    الرَّحْمَنُ ?1? عَلَّمَ الْقُرْآنَ ?2? خَلَقَ الْإِنسَانَ ?3? عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ?4? الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ?5? وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ?6? وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ?7? أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ?8? وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ?9? وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ?10? فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ?11? وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ?12? فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ?13? خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ?14? وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ?15? فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ?16? رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ?17? فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ?18? مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ?19? بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ?20? فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ?21? يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ?22? فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ?23? وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ?24? فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ?25? كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ?26? وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ?27? فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ?28? يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ?29? فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ?30?



    حرم بيت الصلاة بجامع درويش باشا بعدسة الأستاذ / عبد القادر الطويل


    حرم بيت الصلاة بجامع درويش باشا بعدسة الأستاذ / عبد القادر الطويل


    حرم بيت الصلاة بجامع درويش باشا بعدسة الأستاذ / عبد القادر الطويل


    حرم بيت الصلاة بجامع درويش باشا بعدسة الأستاذ / عبد القادر الطويل


    حرم بيت الصلاة بجامع درويش باشا بعدسة الأستاذ / عبد القادر الطويل


    الإضافات على المسجد تبدو كأنها منفصلة عنه ، فالمسجد يضم من الناحية القبلية التربة الدرويشية التي دفن بها الوالي درويش باشا ، ففيها مدفن كبير أنشأها الوالي لنفسه ، بجانب الجامع ، ليضم قبره .
    وقد توفى باسطنبول سنة? ?987 للهجرة الموافق ?1579 للميلاد ، وقد طلبت زوجته حسب وصيته بنقل رفاته الى دمشق من شدة عشقه للشام ليدفن فيها . و ذكرت بعض المصادر أن هناك ضريح أخر بجوار ضريحه ، ويمكن أن يكون لزوجته ، وهذا ما لم أتمكن من التحقق منه .
    جامع وتربة درويش باشا من الشمال الى الجنوب في بداية خمسينات القرن العشرين


    و ذكر مؤلف كتاب الآثار الإسلامية في مدينه دمشق ( كارل ولتسينجر ) أن هذه التربة كانت تستخدم كمتبة في زمن المؤلف حوالي عام 1917 أما اليوم فتشغلها جمعية التمدن الإسلامي .
    وتتألف التربة كما نوه الدكتور الشهابي : من قبة ملساء مدببة و مرتفعة ، تقوم على رقبة ذات ستة عشر ضلعاً تزخرفها ست عشر نافذة مقوسة ، و تستند هذه الرقبة الى جسم المدفن ذي الثمانية أضلاع ، وفي أعلاه ثماني نوافذ و كذلك في أسفله .
    والمدفن مشيد من المداميك الحجرية ذات الألوان المتناوية ، أما البوابة فتعلوها قوس حدوية مدببة ، و فوق بابها ساكف أملس ، يحمل مدماك حجري تزينه ثلاث حشوات مستديرة ، الوسطى منهما زخارف مجدولة و في مركزها قمرية فقدت حليتها التزينية ، أما الحشوتان على طرفيها فذات زخارف نجمية ، و فوق الحشوات مدماك أسود تستند اليه قوس شعاعية ثلاثية الحزمات .


    يقوم الضريح في وسط التربة ، وتزهو الجداران والزوايا الداخلية ببلاطات القيشاني المزينة بزخارف الكتابة والورود والأزهار المنفذة بأسلوب يحاكي الطبيعة .
    وقال إبن العماد في شذرات الذهب ما حاصله : وفي سنة سبع وثمانين وتسعمائة توفي درويش باشا ابن رستم باشا الرومي ، تولى أيالة دمشق وعمر بها الجامع خارج باب الجابية لصيق المغيربية .
    وعمر القيسارية والسوق والقهوة ، وعمر خان الحرمين ، والحمام داخل المدينة بالقرب من الأموي ويعرف الآن بحمام القيشاني ، علماً بأن البناءين يعودان إلى عهد السلاجقة ، وكان الخان معروفاً باسم خان القوسين ، ووقف ذلك فيما وقفه على جامعه ، وشرط تدريسه للشيخ إسماعيل النابلسي وكان خصيصا به ، وعمر الجسر على نهر بردى عند عين القصارين بالمرجة ، ومات ببلاد قرمان ، ونقل تابوته الى دمشق فدفن بها انتهى.


    نشاهد بالصورة الحشوات المستدير فوق ساكف باب تربة درويش باشا ، و فوقها المدماك الذي تستند البه القوس الشعاعية ذات الحزمات الثلاث ، ومن الملاحظ أن الحشوة اليمنى يتجه فيها رأس النجمة نحو الأعلى ، بينما يتجه رأسها في الحشوة اليسرى أفقياً ، و هذا كما نوه الدكتور الشهابي أن الحشوة تعرضت للترميم فأخطأ المرمم في وضعها بالشكل الصحيح .


    والمئذنة ذات جذع طويل مثمن مضاعف الأضلاع بعدد 20 ضلعاً ؛ يبدأ بقاعدة هرمية للجذع وتقطعه الأشرطة التزيينية عند بداية الجذع و عند نهايته ، وفي القسم الأعلى للجذع توجد شرفة حجرية مضلعة البناء يتدلى منها مقرنصات منحوته وزخارف على هيئة شبه معين كما يحيط بها درابزين حجري مزخرف جميل .


    وترتفع فوقها مظلة خشبية على شاكلة الشرفة يعلوها جوسق مسدس الأضلاع ؛ في أعلاه نوافذ مزدوجة صماء لينهي بقلنسوة مخروطية الرأس على شكل هرم تم تصفيح أضلاعها الكثيرة بألواح التوتياء المسطحة لتأخذ شكل « السروة المؤنفة » كبقية المآذن العثمانية لتنتهي بتفاحة كبيرة وهلال المتجه إلى الباري عز وجل .


    وذكر محمد بن جمعة المقار في كتابه الباشات والقضاة حوادث سنة 1136 للهجرية الموافق 1723 للميلاد ما نصه :
    وفي عاشر شهر ربيع الثاني سنة ست و ثلاثين ومايه وألف ، تزعزعت منارة جامع الدرويشية ، و عمرت عمارة جديدة من الأسفل إلى فوق . كما وصفها ( كارل ولتسينجر ) حوالي عام 1917 للميلاد بقوله بأن الجذع أملس و لكنه مؤلف من عشرين ضلعاَ كما أنه مشيد بالحجارة الصقلية . ويحيط بها شريط من خطوط ( المياندر ـ Meander ) المدهونة حديثاً .


    لقد فقدت شرفة المؤذن سقفها ، وهي قائمة على شريط من المقرنصات المشوهة ، و يعلوها قلنسوة مخروطية مصنوعة من الرصاص .
    و قد اعيد بنائها مرة أخرى في عام 1365 للهجرة الموافق 1946 للميلاد عندما تم تجديد الجامع ككل و المئذنة معاً .
    وهذه صورة رائعة وكبيرة من الشمال إلى الجنوب ملتقطة بعد هدم مبنى الجريدة العسكرية العثمانية اثر أول تنظيم للمنطقة عام 1917 للميلاد ، إلى اليمين تظهر قبة حمام الملكة الشهير حين كان هذا الحمام من أشهر حمامات دمشق و أكثرها جمالاً ، و تبدو نوافذ وقمة القبة الشهيرة ذات القلنسوة الهرمية المشابهة لقلنسوات المآذن لعثمانية .
    ويبدو جامع السياس بمئذنته القصيرة ذات الطراز العثماني والقلنسوة المخروطية وقبته الكبيرة ، و كذلك يبدو جامع درويش باشا في الوسط ، وقد سقطت مظلة شرفة المئذنة ، علاوة عن أسلاك الكهرباء التي تغذي حركة الترامواي خط الميدان و المدينة بالكهرباء .


    أقول هنا ضمن أبحاث مساجد دمشق دراسة تاريخية تحليلية مفصلة ، أني قرأت بعض الروايات و المرويات ... أن هذا الوالي سار بأهالي دمشق سيرة حسنة ؛ وتعقب المجرمين وبعض جنود الذين يقضون الخدمة في الانكشارية ، و حرص على نشر الأمن في ربوع بلاد الشام و خاصة بعد القضاء على ( العواينية ) والتي عرفت آنذاك بأعدادها الكبيرة المتغلغلة بين الرعية .
    والعواينية : هي مصطلح ما زال مستخدماً بين أهل الشام من العوام و تعني أصحاب الشرور باللهجة الشامية حتّى اليوم .
    كما يحتوي المسجد من الناحية نفسها غرفاً للتدريس وللمدرسة التي تعلوها قبة ، وأول من درّس في هذه المدرسة الشيخ إسماعيل النابلسي ثم خلفه الحسن البوريني.
    وهذا الأخير لم يذكر درويش باشا أو يضع له ترجمة في مؤلفاته العديدة ، ويستطيع الزائر المرور عبر قنطرة تحتوي في أعلاها قاعات التدريس وسكن الطلاب ولها رواق أرضي يصل إلى الأزقة الخلفية المجاورة للمسجد والمؤدية إلى منطقة القنوات .


    أما السبيل : فهو موجود بالواجهة الشمالية من الجامع الواقع في الحي المنسوب إليه ( الدرويشية ) ، والجدير بالذكر أن معظم المنشآت الدينية و النفعية مثل المساجد و المدارس و الخوانق و التكايا و الزوايا و الرباطات و البيمارستانات و الخانات كانت تقام على ضفاف الأنهر و مصبات المياه في مدينة دمشق الشام للاستفادة قدر الإمكان من هذا العنصر الحيوي الهام للحياة .
    و نرى بالصورة ( السقا ) يملئ المياه ( بـ القربة ) من سبيل جامع الدرويشية ، و القربة : مصنوعة من جلود الماعز أو الخرفان المدبوغة ليتم توزيعها على البيوت أو لرش الطرقات .


    وهذا السبيل من السُبل العثمانية المسجلة مع الجامع في عداد الأبنية الأثرية في دمشق ، هو سبيل جميل جداً تزين واجهته ألواح القيشاني ، تتوسطها لوحة مكتوبة بالخط العثماني القديم ما نصها :
    هذا سـبيل بل سلسبيل *** ويحيى عليلا يشفي غليلا
    وزمزم المـاء فيه يجري *** عنـد مقـام حوى جليلا
    أجـرأه أجـرا فأرخـوه *** درويـش باشا بنى سبيلا

    أي في سنة سبع وثمانين وتسعمائة


    أشاهد بالصورة ... وقلبي يعتصر ألماً .... على لوحة السبيل القاشانية الجميلة وقد شوهتها لوحة رخامية حديثة تم وضعها في وسط الكتابة الثرية للسبيل .. تشير إلى مجدد السبيل ما نصها :
    جدد هذا السبيل عن روح المرحوم رفعت بن الشيخ كمال الحفار في 14 شعبان 1391 هجرية
    ولا أردي ما هو التجديد الحاصل للسبيل .. و ما جدد فيه ؟؟؟؟
    وهذا خطأ تاريخي كبير ؟؟ .. لأن الجاهل في أمر هذا السبيل يعتقد أن صاحب اللوحة الرخامية هو صاحب السبيل ؟؟؟
    ولا أدري كيف سمحت دائرة الآثار أو الأوقاف ... ؟؟؟ بوجود مثل هذا الخلل و التلاعب بالآثار القيمة لبلدنا دمشق الشام و تركيب لوحة عادية فوق القاشاني النفيس بصدر السبيل .. بدلاً من ترميمه و إعادة تركيبه ؟؟؟ وكما هو الحال في سبيل جامع علي البريدي أيضا .


    وختاماً أقول : هذا الجامع من أعظم جوامع دمشق .. وأبهاها منظراً .. وأغناها نقوشاً .. وزخارف و قاشانيا ، أما محرابه و منبره فهما آيتان من آيات الفن . وهو على النمط العثماني في طراز صحنه و قبته و منارته الجميلة ، وفي يسار المحراب لوحة قديمة يرجع عهدها الى سنة 488 للهجرة ولا شك في أنها منقولة من موضع آخر .
    هذا ما ورد في سجل الكتابات العربية نص منقوش في جامع درويش باشا لكنه من العهد السلجوقي وهو قطعاً حجر منقول من موضع آخر يعود لذلك العهد :
    1 ـ بسم عز و اقبال ودولة عالية و نصر دائم لمولانا الملك المعظم المنصور المظفر عضد الدين
    2 ـ تاج الدولة سراج المـ سلة شرف الأمة أبو سعيد تتـ ش .

    إعداد عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق


    المراجع :
    ـ دمشق الشام / الأستاذ أيوب سعدية
    ـ الباشات والقضاة / محمد بن جمعة المقار
    ـ مآذن دمشق تاريخ و طراز / د. قتيبة الشهابي
    ـ العمارة العربية الإسلامية / د. عبد القادر ريحاوي
    ـ ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد / د. محمد أسعد طلس
    ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب / عبد الحي بن العماد الحنبلي
    ـ خطط دمشق دراسة تاريخية شاملة / د . أكرم حسن العلبي 1989
    ـ النقوش الكتابية في أوابد دمشق / د. قتيبة الشهابي / د. أحمد الأيبش
    ـ مشيدات دمشق ذوات الأضرحة و عناصرها الجمالية / د. قتيبة الشهابي 1995
    ـ الآثار التاريخية في دمشق / جان سوفاجيه ؛ عربه وعلق عليه د. أكرم حسن العلبي
    ـ منادمة الأطلال و مسامرة الخيال / الشيخ عبد القادر بن بدران تحقيق زهير الشاويش

    ـ الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتور عبد القادر الريحاوي ـ 153
    - Damaskus: die islamische Stadt / Carl Watzinger & Karl Wulzinger
    ـ موقع البروفسور مايكل غرينهلغ / الجامعة الوطنية الاسترالية
    Demetrius at the Australian National University Art Serve
    Professor Michael Greenhalgh


Working...
X