X

المدرسة العزية مدرسة عز الدين أيبك المعظمي المدارس الأيوبية دمشق

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    المدرسة العزية ( مدرسة عز الدين أيبك المعظمي )
    المدارس الأيوبية
    للباحث عماد الأرمشي


    المدرسة العزية البرانية
    المدرسة العزية : رمز من رموز دمشق و شاهدة على عراقة المدينة .



    تقع المدرسة العزية البرانية خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في ( شارع المتنبي ) الواصل من شارع بورسعيد ومؤسسة كهرباء دمشق ، و بين ثانوية جودت الهاشمي بذات الشارع المذكور على الطرف المقابل لهما



    صورة مرسومة بأسلوب الحفر لمنطقة الوراقة ( بجانب التكية السليمانية ) عند المرج الأخضر ، وتبدو التكية السليمانية بمآذنها و كذلك قبة المدرسة العزية ، كما رسمها أحد المستشرقين بالقرن الثاني عشر الهجري .
    مؤرخ المدارس في دمشق الشيخ النعيمي تحدث عن موقعها في أيامه إبان العصر المملوكي على أنها فوق الوراقة .. ومرج النعناع بدرب السيرجي .. جنوبي الشرف الأعلى على نهر بردى ، وقفها بالشرف الأعلى شمالي ميدان القصر خارج دمشق وهي للحنفية وبأنها مدرسة الأمير أبو الفضل عز الدين أيبك المعظمي .
    وأردف ابن كثير في تاريخه تعريفاً بصاحب هذه المدرسة أنه الأمير عز الدين أيبك ، وكيل قصر وأستاذ دار الملك المعظم .
    والمعظم ( هو ملك دمشق و اسمه الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أحمد أبو بكر بن نجم الدين أيوب ) ، والأمير عز الدين كان وكيل قصر وأستاذ دار الملك المعظم كما أسلفنا ، هو واقف العزية والمعروف بصاحب صرخد . أنشأها في سنة ست وعشرين وستمائة وكان من العقلاء الأجواد الأمجاد .



    صورة مرسومة بقلم الفحم عام 1838 ميلادي للفنان ( Roadside café-1838 ـ Fenn Harry ) الذي زار دمشق في منتصف القرن الثامن عشر ، ورسم المقهى الصيفي على ضفاف نهر بردى بجانب عين الوارقة وبعض المرداتين عليه ، وتظهر قبة المدرسة العزية متخفية بين أغصان الأشجار المحيطة بتلك المنطقة ( الوراقة ) .
    استنابه الملك العادل على صرخد ، فظهرت منه نهضة وكفاية ، وهو واقف العزيتين البرانية ، والجوانية .
    وقد انحاز لصالح الملك الصالح إسماعيل ، فاحتيط عليه ، وعلى أمواله وحواصله ، فمرض ، وسقط إلى الأرض وقال : هذا آخر عهدي به ، ثم لم يتكلم حتى مات سنة خمس وأربعين وستمائة ( 645 هجرية ) ، ودفن بباب النصر بمصر .
    ثم نقله ابنه في تابوت إلى تربته التي فوق الوراقة ، فدفن بتربته المشرفة على الميدان انتهى. وقد أختلف في تاريخ وفاته حيث أن السبط الجوزي أرخ وفاته في سنة سبع وأربعين ( 647 هجرية ) فالله سبحانه تعالى أعلم .
    وقد مر ذكره مرة أخرى بتاريخ ابن كثير في سياق حديثه عن سنة أربع وخمسين وستمائة ( 654 هجرية ) : أن الأمير مظفر الدين إبراهيم ابن صاحب صرخد عز الدين أيبك استادار المعظم واقف العزيتين الجوانية والبرانية على الحنفية توفي في تلك السنة ودفن فوق والده بالتربة تحت القبة عند الوراقة رحمهما الله تعالى انتهى .


    صورة قبة ضريح الأمير عز الدين أيبك بعدسة البروفسور كيبل كريسوال 1908

    المهم مما سلف ... أنها كانت فوق طاحونة " الوراقة " في الشرف الأعلى شمال ميدان القصر الأبلق ، وقد تم إزالة معظم الأبنية القديمة شمال المدرسة .. بغية توسيع درب السيرجي ليحمل اليوم اسم شارع أبو الطيب المتنبي ، وبقيت المدرسة و ضريح الأمير عز الدين أيبك قائمين على وضعهما الأصلي حتى يومنا هذا .


    صورة حديثة للمدرسة و الترية العزية ( تربة عز الدين ايبك المعظمي ) في قلب العاصمة السورية دمشق .


    صورة أسكفة باب المدرسة العزية بعدسة الباحث صيف 2005

    وعلى ما يبدو أن الأمير عز الدين أيبك أنشأها لتكون من أوائل المدارس في دمشق تُدرس " المذهب الحنفي " رغم أن تاريخ بنائها غير مؤرخ ، ولكن تم الانتهاء من البناء كما ذكرت المصادر التاريخية في عام 621 للهجرة الموافق 1224 للميلاد حسب اللوحة المحفورة على جدار المدرسة حيث تشير للسنة التي انتهى بنائها وقد ورد على عتبة الباب ما يلي :
    أوقف هذه المدرسة المباركة وأبدها وحبسها الأمير الكبير الغازي /
    المجاهد أبو الفضل عز الدين ايبك
    على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب الإمام الأعظم سراج الأمة /
    أبي حنيفة رضي الله عنه وعلى المقرئين والمحدثين والمستمعين تقبل الله منه .



    وقد أعطانا ابن خلكان لمحة عن تاريخ أعماله في كتابه وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان : أن الملك العادل استناب عز الدين أيبك رحمه الله تعالى على صلخد في عام 611 للهجرة الموافق 1214 للميلاد ، و ظهرت منه نهضة و كفاية و سداد ، قام بأعمال توسعية حول صرخد ، وبنى المسجد الكبير ، وخان صرخد ، وكذلك الحصن الأزرق ، وبعض أقسام من قلعة عجلون ، وكان رحمه الله يتمتع بنفوذ قوي ، و ظهر جلياً بعد وفاة الملك المعظم عيسى ، وارتقى أكبر المناصب بدمشق .. نظراً لبقائه بدمشق لسنوات عديدة .
    وقد أنشأ الأمير عز الدين أربعة مدارس هم : المدرسة العزيه البرانيه على مذهب أبي حنيفة ( موضوع بحثي هذا ) .
    والمدرسة العزيه الجوانيه للحنفية أيضاً شمال الجامع الكبير ، كانت بالسابق داراً لابن منقذ والتي بالكشك .
    والثالثة المدرسة العزيه الجوانية الحنفية بجامع دمشق الكبير .
    أما المدرسة الرابعة كانت في بيت المقدس ، و التي بُنيت بعد تحريرها من الاحتلال الصليبي بعد أيام الناصر صلاح الدين الأيوبي ، وقد أُوصد ريع وارداتها من خلال الدروس التي تقام بالمسجد الأقصى ، حيث كان الأمير عز الدين نائباً لصلخد : وصلخد نفسها كانت عبارة عن حصن منيع وقلعة شامخة ، بالإضافة إلى المدينة المحاطة بصخور بركانية و تبعد حوالي 22 كيلو متر شرق بصرى الشام .



    وحدثت وحشة بين الملك الصالح نجم الدين أيوب ملك مصر، وبين عز الدين أيبك ... لميل الأخير وتأييده للخوارزمية ، الذين حاصروا دمشق ، فأرسل إليهم الملك الصالح نجم الدين أيوب جيشا من مصر .. مع فخر الدين ابن الشيخ فكسرهم على الصلت ، و حاصرهم بالكرك ، و أجلاهم عن تلك البلاد ، و قدم الملك الصالح نجم الدين أيوب من الديار المصرية ، فدخل دمشق في أبهة عظيمة ، و أحسن إلى أهلها ، و تصدق على الفقراء و المساكين ، و سار إلى بعلبك و إلى بصرى و إلى صلخد ، فتسلمها من صاحبها عز الدين أيبك المعظمي ، وأقام بدمشق على خير وتقى ، ثم تناوله الوشاة بألسنتهم واتهموه بأنه يكاتب الملك الصالح إسماعيل عدو الملك الصالح نجم الدين أيوب .
    فاحتيط عليه ، و على أمواله و حواصله ، فأخذ منه القهر كل مأخذ ، فمرض و سقط إلى الأرض ، وتم حبسه بدمشق ردحاً من الزمن بدار فروخشاه ، و بعدها نُقل إلى القاهرة وسُجن فيها و لم يتكلم حتى توفى في سجنه سنة 646 هجرية الموافق 1248 للميلاد ، و تم دفنه خارج باب النصر في مدرسة شمس الدولة بمصر رحمه الله تعالى .
    وعندما حانة الفرصة تم نقل رفاته من القاهرة في عام 654 للهجرة الموافق 1256 للميلاد إلى دمشق ضمن تابوته و دفن في ضريحه بالتربة العزيه التي فوق الوراقة المشرفة على الميدان الأخضر حسب ما ذكر ابن خلكان .
    والتربة العزيه تم بنائها من قِبل مماليكه وأعوانه وابنه الأمير مظفر الدين إبراهيم بن عز الدين أيبك بعد ثمانية سنوات من المداخلة لتسوية النزاع ودياً مع الملك الناصر الثاني و السماح لهم ببناء التربة و نقل جثمانه إلى تربته التي فوق الوراقة بدمشق .


    الصورة من موقع السادة / مديرية أوقاف دمشق

    ثم قال القاضي الحلبي: أنه أول من ذكر بها الدرس شمس الدين ابن فلوس وكان رجلاً فاضلاً إلى أن توفي. ثم من بعده رشيد الدين الغزنوي. ثم من بعده تاج الدين العتابي. ثم من بعده فخر الدين ابن الصلاح إلى أن توفي. ثم درس بعده شمس الدين يوسف سبط ابن الجوزي. ثم من بعده ولده عز الدين إلى أن توفي. وكان ينوب عنه فيها كمال الدين علي بن عبد الحق. ثم تولاها بعده الشيخ برهان الدين محمد بن علي بن سفيان الترمذي إلى أن انتقل إلى قضاء الحصن بعد أخذه من الفرنج المخذولين. ثم تولى بعده عز الدين إسحاق المعروف بالعباس وهو مستمر بها إلى الآن انتهى وقد مرت ترجمة السبط في المدرسة البدرية.


    صورة أسكفة باب المدرسة العزية بعدسة الباحث التاريخي الدكتور / تيري آلان

    الشيخ عبد القادر بن بدران كعادته دائماً .... له نكهة خاصة في منادمة الأطلال و مسامرة الخيال وأخبرنا أن الوارقة ... هي عين ماء كانت ملاذ الدماشقة في قيظ الصيف ، وكانت المدرسة فوق تلك العين بالشرف الأعلى شمالي ميدان القصر خارج دمشق . والميدان هو المرج الأخضر غربي التكية السليمانية وموضعها كان قصر الملك الظاهر بيبرس .
    وأما المدرسة فقد وقفت على رسومها وأطلالها ، وخاطبتها ، فأجابتني : بقول أحد أدباء بغداد من معاصرينا في رثاء المدرسة المستنصرية بدار السلام : لا حول ولا قوة إلا بالله .
    ومعالمها المندرسة الآن ( أي في زمن الشيخ عبد القادر بن بدران ) بأول زقاق الصخر بالقرب من المكان الذي بني محلا لمجمع الأضواء الكهربائية جنوبي الطريق ( مؤسسة الكهرباء ) ، وقد بقي منها بابها ، ومكتوب على أسكفته كتابة قاربت الانطماس ، وهي على حجرين والأعلى منهما مكتوب عليه :

    رسول الله
    لا اله إلا الله محمد
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله

    وتاريخه سنة ست وعشرين وستمائة.

    والأسفل منهما مكتوب عليه :
    وقف هذه المدرسة المباركة وأبدها وحبسها الأمير الكبير الغازي المجاهد أبو الفضل عز الدين ايبك على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب الإمام الأعظم سراج الأمة أبي حنيفة رضي الله عنه وعلى المقرئين والمحدثين والمستمعين تقبل الله منه .
    ولكني أرى غير ما ورد عند بدران ، و عند المقارنة مع ما جداء عند الشهابي في ( النقوش الكتابية في اوابد دمشق ) فوجدت :

    وقف هذه المدرسة المباركة وأبدها وحبسها الأمير الكبير الغازي /
    المجاهد أبو الفضائل عز الدين ايبك المعظمي تغمده الله برحمته /
    على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب الإمام الأعظم سراج الأمة /
    أبي حنيفة رضي الله عنه وعلى القراء والمحدثين والمستمعين تقبل الله منه/



    صورة باب المدرسة العزية ( الأمير عز الدين أيبك ) وكيف كان الباب في بداية القرن العشرين
    بعدسة البروفسور كيبل كريسوال 1908
    وهذا الباب قريب الاندراس ، ولما دخلتها رأيت ثمار العلوم التي كانت تجتنى منها قد بدلت بثمرات الأشجار ، وجعلت أمكنة حجراتها ومسجدها وساحتها ... بستانا ، ولما تتبعت آثار جدرانها ، لم أجد شيئا باقيا منها سوى أساس الجدار الشمالي وقد أقيم عليه دك البستان والباب مسدود .
    ولاح بخاطر الشيخ عبد القادر بن بدران أن يعلم مساحة أرضها ، فرأى طولها من الشرق إلى الغرب نحوا من ستين خطوة ، والعرض مقدار النصف من ذلك ، وهي تشرف على واد عميق ، وجدارها الجنوبي مؤسس من أسفل ذلك الوادي ، وقد بقي سالما إلى ما يسامت أرضها .


    المدرسة العزية بعدسة الباحث التاريخي الدكتور / تيري آلان

    وفي الزاوية الجنوبية منها قبة عظيمة قائمة في الهواء ، صبرت على مر الرياح وكر القرون ، فلم تؤثر بها الحوادث شيئا ، ومساحة داخلها سبع خطوات في سبع ، وفي وسطها قبر عز الدين ، وارتفاعه عن الأرض نحو ذراعين .


    ـ تصوير البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908

    وللقبة شباكان مطلان على ميدان القصر ، وكلها مبني بالحجر الأصفر ، وهذه المدرسة كانت في أيام سعودها نزهة للأبصار .. وملعبا للنسيم اللطيف العليل .. تهدي لساكنها أبهج المناظر الدمشقية .. يقول لسان حالها عجبا لمن يسكنني ولم تتفجر من فؤاده ينابيع الحكمة والعلم فسبحان الباقي .


    ـ تصوير البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908
    "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ"


    قبة ضريح الأمير عز الدين أيبك داخل المدرسة العزية ، من موقع مديرية أوقاف دمشق


    ضريح الأمير عز الدين أيبك داخل المدرسة العزية

    في وسط قبة التربة ، يوجد ضريح الأمير عز الدين ايبك ، و كذا ابنه الأمير مظفر الدين إبراهيم ابن عز الدين أيبك المعظمي ، و يرتفع القبر عن الأرض نحو حوالي 120المتر تقريباً ، و بعرض .


    ضريح الأمير عز الدين أيبك داخل المدرسة العزية ، من موقع مديرية أوقاف دمشق

    الدكتور أسعد طلس ذكرها عند إحصائه لمساجد دمشق عام 1942م ضمن تحقيقه لكتاب ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي على أنها مسجد هو مسجد العزية تحت رقم 205 ، أو مسجد المدرسة العزية البرانية ، ولم يبق من بنائها القديم إلا بابها و قبة الضريح وقد جددت من سنتين (( أي عام 1940 )) .
    وأسهب الباحث التاريخي ( تيري ألان ) في تقديم معلومات كافة ووافية عن هذه المدرسة ضمن أبحاثه باللغة الإنكليزية عن فن العمارة الأيوبية في سوريا / الفصل التاسع / العمائر الأتابكية في دمشق وقد عرض شرحاً وافيا بالإضافة الى الصور ، و يمكن مشاهدة بحت الدكتور ( تيري ألان ) عبر هذا الرابط من أراد المزيد من المعلومات باللغة الإنكليزية تحت عنوان :

    Madrasah al- Izziyah
    Chapter Nine. The Atabakîyah Architect
    http://sonic.net/~tallen


    صورة باب المدرسة العزية بعدسة الباحث التاريخي / تيري آلان

    أقول هنا ضمن أبحاث المدارس القديمة في دمشق دراسة تاريخية مفصلة : أني مررت على هذه المدرسة ضمن زياراتي الميدانية لأوابد دمشق بصيف 2004 ، و رجعت بذاكرة الماضي .... عندما كنت طالباً في مدرسة ابن خلدون المتاخمة لمدرسة جودت الهاشمي .. كنت أمر أمام بابها في طريقي لأستقل الباص المزة عائداً الى البيت ... وكان على بابها لوحة خشبية ما نصها :
    جمعية مكافحي الأمية ، و كنت أتعجب ؟؟
    هل هناك جمعيات لمكافحة الأمية ؟؟ ...
    والدولة قد وفرت للجميع مدارس انتشرت على رقعة واسعة من المدينة لنشر التعليم و الدارسة ؟؟ وكانت بوابتها متقشفة جداً على شكل مغاير لبوابات المدارس الأيوبية التي انتشرت بتلك الفترة .


    المدرسة العزية بعدسة الباحث

    لاحظت أثناء الزيارة الميدانية وجود بوابة و فوقها قوس من الحجارة المقوسة ملساء لا مقرنصات فيها ولا زخارف ، وخلف البوابة مباشرة باحة صغيرة تفضي الى بناء التربة الحاوية على قبة ملساء أيضاً ، تستند الى رقبة مضلعة بطبقتين .


    المدرسة العزية بعدسة الباحث عماد الأرمشي

    ذكر الدكتور الشهابي ان الطبقة السفلية مثمنة الأضلاع تتناوب فيها أربع نوافذ مقوسة توأم ضمن قوس ، و أربعة محاريب مسطحة توأم ذات طاسات ملساء ضمن قوس ، أما الطبقة العلوية ذات سنة عشر ضلعا تتناوب فيها ثمان نوافذ مقوسة و ثمانية محاريب مسطحة ذات صدفات خماسية التحزيز .



    و في زيارتي الميدانية الأخيرة في شتاء 2007 وجدت أنه تم استحداث قسم من الفسحة السماوية فصار مسجداَ صغيراً لا يوجد فيه آثار قديمة للحديث عنها .. وقد تم تجديده مؤخراً ... و بشكل حسن .
    فرحم الله الأمير الكبير عز الدين أيبك المعظمي أستاذ دار الملك المعظم الأيوبي ، ورحم الله ابنه الأمير مظفر الدين إبراهيم بن عز الدين .. على إنشاء هذه المدرسة المباركة لتعليم الفقه الحنفي ، و أجزل لهما الثواب والإحسان عليها حين كانت دار علم .. ونور ... ومعرفة فترحموا عليهما رحمهم الله تعالى .


    إعداد عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق
    المراجع :
    ـ ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد / د. محمد أسعد طلس
    ـ البداية و النهاية / أبو الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي
    ـ النقوش الكتابية في أوابد دمشق / د. قتيبة الشهابي / د. أحمد الأيبش
    ـ الدارس في تاريخ المدارس / الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي
    ـ مشيدات دمشق ذوات الأضرحة و عناصرها الجمالية / د. قتيبة الشهابي 1995
    ـ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان / المؤرخ الدمشقي شمس الدين أحمد بن خلكان .
    البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908
    Ashmolean Museum of Art, Harvard. Professor K.A.C.Creswell
    ـ كتب شجرة النخيل / كاليفورنيا - فن العمارة الأيوبية في سوريا – الفصل التاسع / تيري آلان .
    - Palm Tree Books - Occidental, California - Ayyubid Architecture - Chapter Nine / Terry Allen


Working...
X