X

المدرسة الجهاركسية المدارس الأيوبية في دمشق

المنتدى العام

 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts
  • مرجان الأطرش
    Thread Author
    مشرف المنتديات العامة
    • Sep 2018 
    • 513 
    • 190 
    • 228 



    المدارس الأيوبية في دمشق - المدرسة الجهاركسية
    للباحث عماد الأرمشي





    تقع المدرسة و التربة الجهاركسية خارج أسوار مدينة دمشق القديمة بصالحية دمشق في حي الشركسية عند تلاقي جادة ابن المقدم مع شارع حي المدارس بمحلة الشيخ محي الدين .
    والجركسية هي منطقة سكنها الشراكسة ، وهم حامية أرسلها السلطان العثماني لتوطيد الأمن في السهوب السورية ، واستقروا شمال جامع الشيخ محي الدين وعُرف الحي باسمهم ، ووجود المدرسة الجهاركسية في هذه المحلة كان سبباً أقوى لتسمية هذا الحي محرفاً ( بالشركسية ) .



    وكذلك تسمى المدرسة باسم : الجركسية أو الشركسية حسب لفظ العوام من أهل الشام لها ... وهو خطأ . و الصوب هو : المدرسة الجهاركسية .

    وكانت هذه المدرسة العظيمة قد أنشأت لدراسة الفقه الحنفي والشافعي ، وهي مشتركة على المذهبين المذكورين كما ذكرها الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي في كتابه الدارس في تاريخ المدارس ، ويؤيد هذا أنه ذكر الدرس بها القاضي تقي الدين أبو الفتح محمد بن عبد اللطيف السبكي وهو على المذهب الشافعي ثم قال : أخبرني قاضي الحنفية محب الدين محمد الشهير بابن القصيف أن وقف على كتاب وقفها : وأنها على الحنفية فقط .



    والمدرسة الجهاركسية منسوبة إلى وافقها ( الأمير الكبير فخر الدين بن عبد الله الأنصاري أياس جَهَاركس‏ أبو المنصور الناصريّ الصلاحيّ ) ، ويقال له ( سركس أو شركس ) ، وكان مقدم موالي صلاح الدين الأيوبي محرر القدس الشريف ، ومن أكابر أمراء الدولة الصلاحية ( أي دولة صلاح الدين الأيوبي رحمة الله ) ، وكان كريمًا .. نبيل القدر .. عليّ الهمة ، وكان كذلك مدبر دولة العزيز عثمان بن صلاح الدين الأيوبي صاحب مصر وأحد أمراءها ، شهد مع أستاذه الغزوات كلها وكان منحرفاً عن الأفضل ( الابن الثاني ) لصلاح الدين الأيوبي عندما ملك الشام بعد أبيه صلاح الدين .
    عرفنا القاضي الشيخ ابن خلكان مؤرخ الشام : بمعنى جَهَاركس بفتح الجيم والهاء وبعد الألف راء ثم كاف مفتوحة ثم سين مهملة‏ ، ومعناه بالعربيّ أي : أربعة أنفس وهو لفظ أعجميّ معرب .
    وقال ابن الجوزي في المرآة : إياز جهاركس .. يعني اشتري بأربعمائة دينار . و أعطانا الجوزي لمحة عن تاريخ أعماله : بأنه أي الأمير ( فخر الدين جهاركس ) هو الذي بنى القيسارية الكبرى بالقاهرة المسنوبة إليه ، وبنا في أعلاها مسجداً كبيراً .. وربعاً معلقاً .. وقد ذكر جماعة من التجار الذين طافوا البلاد يقولون : لم نر لها نظيرا في البلدان في حسنها ، وعظمها ، وإحكام بنائها .



    توفي الأمير ( فخر الدين جهاركس ) رحمه الله في شهر رجب سنة 608 هجرية الموافق 1211 للميلاد بدمشق ، ودفن بتربته بجبل قاسيون بالصالحية ، وقبره له قبة عظيمة على الجادة ، وتربته مشهورة هناك ، واليه تنسب قباب شركس بسفح الجبل ( أي جبل قاسيون ) تجاه تربة السيدة خاتون وبها ضريحه الذي بناه مملوكه وصديق عمره الأمير صارم الدين قطلبا التنيسي .
    استنابه الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمد بن أيوب شقيق السلطان صلاح الدين الأيوبي ، على بانياس ، والشقيف ، وتبنين ، وهونين ، فأقام هناك مدة ... ولما مات .. ترك ولداً صغيراً اسمه محمد فخر الدين .. فأقره الملك العادل على ما كان يليه أبوه الأمير الكبير فخر الدين ، وجعل له مدبراً هو الأمير صارم الدين خطلبا التنيسي ( أحد المقربين جداً لفخر الدين ومن مماليكه ) .
    فلم تطل حياة الصبي بعد أبيه ، وقيل مات سنة 615 هجرية الموافق 1218 للميلاد ، و ألحده ودفنه في قبر أبيه ، فاستقل بها صارم الدين خطلبا التنيسي بعد موت الصبي .



    والأمير الكبير المجاهد المرابط صارم الدين خطلبا بن عبد الله التنيسي مملوك لشركس ونائبه من بعده مع ولده على تبنين وتلك الحصون ، وكان غازياً .. مجاهداً .. ديناً .. كثير الرباط ... والصدقات والإحسان .
    توفي سنة 635 هجرية الموافق 1237 للميلاد ، ودفن تحت القبة بتربته التي اشتراها و بناها والمتاخمة لتربة أستاذه جهاركس ( تحت قباب شركس بالجبل ) ، وأضاف المؤرخ العلموي أن الأمير صارم الدين هو من شيد التربة و المدرسة الجهاركسية ، وجعلها مشتركة للفريقين ( المذهبين الحنفي والشافعي ) وهي بطرف السوق .. فوق نهر يزيد عند الجامع الجديد ومكانها معروف مشهور.
    وهو الذي أنشأها ووقف عليها من ماله ، وكان خيراً ، قليل الكلام ، كثير الغزو ، مرابطاً مدة سنين ، واشترى الكفر بوادي بردى ... وأوقفها على راعية تربة فخر الدين .



    الشيخ عبد القادر النعيمي قال في زمانه ( في العصر المملوكي ) إنها موقوفة على الحنفية ، والشافعية ، وقال بعضهم انه وقف على كتاب وقفها على الحنفية فقط ، وأيا ما كانت ... فقد حرمها مختلسها من العلم وأهله ومنعها عن الطائفتين ... فماذا يفيد كونها على الشافعية أو على الحنفية .؟؟
    ومن وقفها :
    النصف والثلث من قرية بيت سوا من قرى دمشق ، ومبلغها النصف ، وكفر العواميد بالزبداني ، وأحكار بيوت بالصالحية في جوارها ، والثلث من المزرعة المعروفة بها ، واثنا عشر سهما من قرية بيت سوا أيضا ، وغير ذلك مما لا يعلم أي يد تناولته واستباحته .
    فأين هذه الأوقاف اليوم ...؟؟؟؟؟؟



    صورة قبة ضريح الأمير الكبير فخر الدين تصوير البروفسور كيبل كريسوال 1908
    وتبدو حال القبة في فترة تأريخ الشيخ عبد القادر بدران لها .

    جرى توثيق هذه المدرسة من قبل لجنة أمر بتشكيلها قاضي الشام فضيلة الشيخ عبد المحسن الأسطواني طيب الله ثراه في عام 1328 للهجرة الموافق 1910 للميلاد ، وكانت اللجنة برئاسة شيخنا الجليل الفاضل ( عبد القادر بن بدران ) عطر الله مثواه بريح الجنة ، فطافت اللجنة على مدارس الشام القديمة لوصف حالها و حال بنائها ، ومن بين هذه المدارس ( المدرسة الجهاركسية موضوع بحثي هذا ) .
    فذكرها الشيخ عبد القادر في كتابه وفي منادمته للأطلال ... ومسامرته للخيال ... فقال فيها : هي موجودة ... ومحلتها بالصالحية مشهورة ... مخربة الجدران ... لا ظل للعلم فيها .... ولا أثر ... يقال لها الجهاركسية ..
    لكن العوام صحفوها فقالوا عنها : السركسية بسينين مهملتين .. وذلك أنك إذا سرت في الطريق الذي هو أمام المدرسة الدلامية عند الجسر الأبيض .. وانتهيت إلى آخره عند الطريق العام .. قابلتك المدرسة المذكورة .
    أقول ( أي الشيخ بدران ) : وقد وقفت عليها فرأيتها مندرسة الأطلال ..... قد جعلتها أيدي المختلسين دورا للسكنى .... ولم يبق منها سوى قبتين عظيمتين ... قد تهدم أعلاهما .... وتحتهما قبور ..... وعلى جدارها القبلي كتابة منطمسة الحروف .. تعسر قراءتها تشير إلى التعريف بها وتاريخ بنائها .



    في العقد الرابع من القرن العشرين أحصى الدكتور محمد أسعد طلس مجمل مساجد دمشق ضمن تحقيقه لكتاب ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي الشهير ( بإبن المبرد ) ومنها مسجد الجهاركسية و فندها تحت رقم 66 فقال :
    مسجد الجهاركسية بالصالحية – شركسية - ولم يبق من المدرسة القديمة والبناء القديم إلا مسجد بسيط ، صغير ليس فيه شيء يذكر إلا المنجورات و الكتابات المنقوشة التي ذكرها الأستاذ الباحث الفرنسي / جان سوفاجيه - Jean Sauvaget في كتابه الآثار التاريخية في دمشق .
    و الى جانب المسجد قبتان خربتان تحت الأولى منهما تربة الواقف جهاركس ، وتحت الثانية قبر ثان لا يُعرف صاحبه ولها شباك مطل على زقاق التغالبة . (هذا الوصف للدكتور طلس كان عام 1942 )


    قبة أضرحة التربة والمدرسة الجهاركسية بعدسة الباحث التاريخي الدكتور/ تيري آلان

    وقد أسهب الباحث التاريخي الدكتور ( تيري ألان ) في تقديم معلومات كافة ووافية عن هذه المدرسة ضمن أبحاث ضخمة باللغة الإنكليزية عن فن العمارة الأيوبية في سوريا / الفصل السادس / دمشق في بدايات القرن الثالث عشر الميلادي مع تقديم الشرح والصور عبر هذا الرابط من أراد المزيد من المعلومات باللغة الإنكليزية .

    http://sonic.net/~tallen/palmtree/ayyarch/


    قبة أضرحة التربة والمدرسة الجهاركسية أثناء عملية الترميم من الداخل بعدسة الباحث التاريخي الدكتور/ تيري آلان


    قبة ضريح الأمير الكبير فخر الدين في عام 2012 بعد الترميم من الداخل بعدسة الأنسة / ميس الأيوبي


    غرفة قبة ضريح الأمير الكبير فخر الدين في عام 2012 بعد الترميم من الداخل


    شارع حي المدارس

    أقول هنا ضمن أبحاث المدارس القديمة في دمشق دراسة تاريخية مفصلة أنه : أثناء زيارتي الميدانية لحي المدارس ، وللمدرسة الجهاركسية في صيف عام 2004 للميلاد و شتاء عام 2007 للميلاد والقابعة في شارع المدارس : وجدت أن القبر الثاني تحت القبة الغربية هو : للأمير صارم الدين قطلبا التنيسي ( في حين أن طلس قال : وتحت القبة الثانية قبر ثان لا يُعرف صاحبه ولها شباك مطل على زقاق التغالبة ) ، ووجدت أن مسجد المدرسة قد تم ترميمه و تجديده بالكامل مع القبتين أيضاً .



    عند الباب لوحة حديدية كبيرة ما نصها :
    مسجد الجهاركسية
    نسبة الى الأمير جهاركس فخر الدين الصلاحي – بناها مملوكه الأمير صارم الدين بن عبد الله بين سنة 608 و 635 هجرية .



    يتمتع بناء قبتي التربة الحاوية للأضرحة بتقنية فنية جميلة جداً من حيث الرسوم التزيينية التقليدية السائدة بالعصر الأيوبي ، وكان يُدرس تحت سقفها بالماضي ( الفقه الحنفي والشافعي ) وقد دفن بها أيضاً ابن فخر الدين .
    وشيد الأمير صارم الدين لنفسه تربة متاخمة لتربة فخر الدين وولده ، ودفن المذكور بها عند وفاته عام 635 هجرية الموافق 1237 ميلادية .
    وقد ذكر المؤرخ عبد القادر النعيمي أن القبتان تعتبران من أهم المعالم الأثرية في دمشق ومعروفتان كمدرسة بالإضافة إلى حجرتي الأضرحة ، و في ردهة المدخل يوجد مسجد وباقي الآثار بساحة البناء ، أما باقي المعالم الأثرية الكبيرة للبناء قد اختفت مع للأسف الشديد ... و اندرست ولم يبق منها شيء .



    يقع بناء تربة جهاركس في الجانب الشرقي من تقاطع شارع ابن المقدم مع جادة التعالبة ، وهذا الموقع أعطاها أهمية كبرى ، بالإضافة إلى النقوش التي وردت في بعض المصادر التاريخية أنها كانت موجودة على جانب قبر الأمير الكبير فخر الدين جَهَاركس‏ والتي تشير إلى يوم وفاته تحديداً في شهر رجب سنة 608 هجرية الموافق في شهر كانون الأول من عام 1211 للميلاد .



    كذلك بين نافذتي الضريح و بالتحديد عند مستوى اسكفة الباب يوجد لوحة توضح بأن ( محمد ابن فخر الدين الملقب ( بابن فخر الدين جهاركس ) مات يوم السبت 15 جمادى الأخر 615 هجرية ، منتصف أيلول سبتمبر 1218 ميلادية في دمشق و دفن في تربة أبيه في العاشر من محرم 616 هجرية الموافق لنهاية آذار 1219 ميلادية الخير ، هذه النقوش توضح تاريخ بناء الضريح 615 الموافق 1218 وتاريخ الوفاة .



    وقد جعل الأمير صارم الدين بناء التربة قبتين بشكل موازٍ لاتجاه القبلة قدر الإمكان ، و شيد بجانبهما قاعدة للتدريس و بنفس الوقت جعل لها محراباً لتكون غرفة للصلاة . و ذكرت بعض المصادر أن الأمير صارم الدين دفن سنة 608 هجرية الموافق 1211 للميلاد بدمشق عند زاوية التربة ( الأمير الكبير فخر الدين بن عبد الله الأنصاري أياس جَهَاركس‏ أبو المنصور الناصريّ الصلاحيّ ) و جعل لقبره غطاءً عالياً جملوني الشكل .



    و يبدو بالمخطط ( قبة التربة الشرقية ) و المتاخمة لجادة التعالبة ، والمطلة على شارع حي المدارس و بها ضريح الأمير فخر الدين جهاركس ، و كذلك ابنه محمد فخر الدين جهاركس الذي ألحد بقبره بعد وفاته ، ويوجد باب يصل بينها و بين ( القبة الغربية ) و بها ضريح الأمير صارم الدين بن عبد الله و كذلك ضريح زوجة جهاركس ( بحسب بعض المصادر ) والتي توفيت بعد الأمير صارم ، وألحدت بالقبر الشمالي المنفصل من غرفة المدفن .
    وفي جوار التربة الغربية توجد قاعة الدرس والتي تحولت فيما بعد الى مسجد المدرسة الجهاركسية .


    غرفة ضريح الأمير الكبير فخر الدين بن عبد الله الأنصاري أياس جَهَاركس‏ أبو المنصور الناصريّ الصلاحيّ رحمه الله .


    ضريح الأمير الكبير فخر الدين بن عبد الله الأنصاري أياس جَهَاركس‏ أبو المنصور الناصريّ الصلاحيّ رحمه الله . و المتوفى في دمشق عام 608 للهجرة الموافق 1211 للميلاد .
    و كذلك هو ضريح ابنه ( محمد ابن فخر الدين جَهَاركس ) الذي ألحد معه في نفس القبر بعد سبع سنوات من وفاته . وقد دفنه الأمير صارم الدين مع أبيه بنفس القبر عام 615 للهجرة الموافق عام 1218 للميلاد .



    كذلك شيد الأمير صارم الدين بن عبد الله ، لنفسه قبراً تحت القبة الثانية التي شيدها و جعل لقبره غطاء عالي جملوني الشكل ، ويوجد إلى شمالي قبره على ما يبدو ( ضريح آخر بدون غطاء عالي للقبر بل كان أملساً مسطحاً ) ربما كان لأرملة الأمير فخر الدين جهاركس .



    ضريح الأمير الكبير المجاهد المرابط صارم الدين خطلبا بن عبد الله التنيسي رحمه الله . والمتوفى في دمشق عام 635 للهجرة الموافق عام 1237 للميلاد . وكذلك يبدو هو ضريح أرملة الأمير ( فخر الدين جَهَاركس ) التي ألحدت بالقبر الشمالي المنفصل في غرفة المدفن .


    ضريح الأمير الكبير المجاهد المرابط صارم الدين خطلبا بن عبد الله التنيسي رحمه الله . والمتوفى في دمشق عام 635 للهجرة الموافق عام 1237 للميلاد .


    و بهذا فتعتبر المدرسة والتربة الجهاركسية هي باكورة المدارس في حي المدارس .. وأول الترب الأيوبية التي أنشأت في هذا الشارع ، ومن هنا تأتي أهميتها و شهرتها ، و أهمية اسمها في حي الجهاركسية ( الشركسية ) .


    جدران التربة الجهاركسية


    النقش الموجود على نافذة غرفة ضريح الأمير فخر الدين جهاركس العادلي الناصري ، المطلة علي شارع المدارس


    الصورة بعدسة السيدة / زكاء عزت الكحال
    صورة أوضح لساكفة التربة والموجودة فوق نافذة غرفة ضريح الأمير فخر الدين جهاركس العادلي الناصري ، المطلة علي الشارع ، و يشير النقش الى وفاته متأثراً بجراحه من أثر الحرب ما نصه :

    بسم الله الرحمن الرحيم هذا قبر الأمير الإسفهسلار الكبير
    الغازي المجاهد فخر الدين حافظ ثغور المسلمين قاتل المشركين
    استار جهاركس العادلي الناصري توفي عقيب عودة الغزاة في العشرين
    من رجب سنة ثمان و ستمائة ورحم الله من ترحم عليه وعلى جميع المسلمين.



    كما يوجد نافذة ثانية ، يوجد عليها نقش تعذر علي قراءة النص لعدم وضوح الكتابة ما نصه :
    بسم الله الرحمن الرحيم كل نفس ذائقة الموت هذه تربة الفقير الى الله تعالى ......... (( غير مقروء ))

    ولقد قارنت بين النقوش الحجرية الموجودة فوق النافذة الثانية التي تعذر قراءتها و بين ما ذكره الدكتور قتيبة الشهابي و الدكتور أحمد الأيبش في كتاب النقوش الكتابية في أوابد دمشق ، فوجدت اختلاف بين النصوص ، فقد ورد بكتاب النقوش الكتابية ما نصه :

    بسم الله الرحمن الرحيم هذه تربة العبد الفقير لمولاه الكبير أبو المنصور استار فخر
    الأمراء عمدة الدولة الصلاحية جهاركس بن عبد
    الله الناصري فخر الدين توفي إلى رحمة الله تعالي في شهور ثمان و ستمائة ) .


    قال الشيخ بدران : وعلى جدارها القبلي كتابة منطمسة الحروف .. تعسر قراءتها تشير إلى التعريف بها وتاريخ بنائها .


    الصورة بعدسة السيدة / زكاء عزت الكحال

    كما يوجد حجر بين النافذتين بالواجهة الرئيسة للتربة ما نصها بحسب التحليل النصي للحروف :

    بسم الله الرحمن الرحيم توفي ...
    .... الدين محمد بن الأمير الأمجد فخرالدين
    يوم السبت خامس عشر جمادى الأخر سنة
    خمسة عشرة و ستمائة .... و دفن في هذه التربة المباركة
    يوم الخميس العاشر محرم سنة ست عشرة و ستمائة .. .. ....
    الله

    الأستاذ : بسام ديوب .



    وعموماً القبتان محززتان تستقران فوق رقبتين مضلعتين وذات طبقتين ، الطبقة السفلية لكل منهما مثمنة الأضلاع تزخرفهما بالتناوب أربع نوافذ مقوسة توأم ضمن قوس ، و أربع نوافذ صماء مقوسة .
    أما الطبقة العلوية لكيليهما فذات ستة عشر ضلعاً تزخرفها بالتناوب ثماني نوافذ مقوسة ، و ثمانية محاريب بصدفات ، وهذه الصدفات هي نقطة الاختلاف الوحيدة بين القبتين ، فعدد حزوز كل صدفه في محراب القبة الجنوبية الغربية سبعة ، في حين يصبح العدد تسعة في القبة الشمالية الشرقية .


    تفاصيل بناء القباب الجميلة و كانت هذه القباب باكورة الأعمال الهندسية البديعة رغم وقوع البلاد تحت ظروف الحروب الصليبية ، إلا أنها استطاعت ان تبرز جمليات الفن المعماري الجميل للعصر الأيوبي .


    تفاصيل بناء القباب الجميلة و كانت هذه القباب باكورة الأعمال الهندسية البديعة رغم وقوع البلاد تحت ظروف الحروب الصليبية ، إلا أنها استطاعت ان تبرز جمليات الفن المعماري الجميل للعصر الأيوبي .

    فرحم الله الأمير الكبير المجاهد المرابط صارم الدين خطلبا بن عبد الله التنيسي و أجزل له الثواب والإحسان على هذه المدرسة التي كانت دار علم .. ونور ... و تدريس الحديث الشريف والفقه الإسلامي على المذهبين الحنفي و الشافعي رضي الله عنهم و أرضاهم . و كذلك الرحمة و الإحسان على الأمير فخر الدين بن عبد الله الأنصاري أياس جَهَاركس‏ أبو المنصور الناصريّ الصلاحيّ رحمه الله .
    فترحموا عليهما رحمهم الله تعالى .



    و سأسرد هنا مشاركة جاء فيها
    السيد عماد المحترم :
    يطيب لي ان اروي لك هذه الحادثة
    عندما كنا بنات في البكالوريا ، كنا نمر بحذاء هذه المدرسة بطريق العودة الى البيت .
    وذات مرة كنت مع صديقاتي و اقتربت جداً من النافذة و نظرت من خلال الشبك ، و إذ بشيئ يتحرك من جانب القبر باتجاه النافذه . ففزعت و صرخت و هربت باتجاه صديقاتي و روريت لهم ما شاهدت .
    ومنذ تلك الأيام ، وأنا أمر بعيداً عن النافذة من شدة خوفي و ما حدث لي في تلك الأيام

    وعندما قرأنا موضوعك الرائع هذا ، ذهب بصحبة أخي البارحة يوم الجمعة ، ووقفنا أمام نفس النافذة ، و أقتربت قدر الأمكان و أمعنت النظر فيها و بالقبر بداخلها .
    و قرأنا سورة الفاتحة على روح هذا الأمير الشهم الذي دافع عن دمشق ضد الصليبيين الغزاة .
    الله يعطيك العافية على توضيح معالم دمشق ، والتي يجهلها أكثر سكان دمشق . ولولا موضوعك هذا لبقيت هذه التربة مجهولة ، و بقي موضوع هذا الأمير غامضاً ، ولما طلبت روحه أن نقرأ لها الفاتحة ترحماً به و بأفعاله الطاهرة .
    لك من أماني الشام كل التحية و الود و متابعة معك في كل ما تكتب وشكرا

    إعداد عماد الأرمشي
    باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق

    المراجع :
    ـ مرآة الزمان / سبط ابن الجوزي
    ـ في رحاب دمشق / العلامة الشيخ محمد أحمد دهمان
    ـ ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد / د. محمد أسعد طلس
    ـ منادمة الأطلال و مسامرة الخيال / الشيخ عبد القادر بن بدران
    ـ النقوش الكتابية في أوابد دمشق / د. قتيبة الشهابي / د. أحمد الأيبش
    ـ تنبيه الطالب وإرشاد الدارس / عبد الباسط بن موسى العلموي الدمشقي
    ـ مشيدات دمشق ذوات الأضرحة و عناصرها الجمالية / د. قتيبة الشهابي
    ـ الدارس في تاريخ المدارس / الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي
    ـ معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي / العلامة الشيخ محمد أحمد دهمان
    ـ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان / المؤرخ الدمشقي شمس الدين أحمد بن خلكان
    ـ الآثار التاريخية في دمشق / جان سوفاجيه ؛ عربه وعلق عليه د. أكرم حسن العلبي
    البروفسور كيبل كريسوال ، متحف أشموليان ـ جامعة هارفارد / 1908
    Ashmolean Museum of Art, Harvard. Professor K.A.C.Creswell
    ـ كتب شجرة النخيل / كاليفورنيا - فن العمارة الأيوبية في سوريا – الفصل السادس ـ دمشق في بدايات القرن الثالث عشر الميلادي / الباحث تيري آلان .
    - Palm Tree Books - Occidental, California - Ayyubid Architecture - Chapter Six. Damascus in the Early Thirteenth Century / Terry Allen
    ـ موقع البروفسور مايكل غرينهلغ / الجامعة الوطنية الاسترالية
    Demetrius at the Australian National University Art Serve
    Professor Michael Greenhalgh


Working...
X